الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل و اليمان

بطرس بيو

2011 / 9 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تؤمن الأديان ان الإنسان هوخليقة الله المتميزة عن باقي المخلوقات و ان الله خلق الحيوانات الأخرى لخدمة الإنسان. و في رأيي أن الله لو إقتصرخلقه على الأبقار و الأغنام و الخيل و الجمال و غيرها من الحيوانات التي يستفيد منها البشر لكان لهذا الإدعاء ما يبرره، و لكن الامر المحير والذي لا يستطيع رجال الدين تفسيره أنه كذلك خلق، مع تلك الحيوانات المفيدة، العقرب و الحية و الميكروبات المؤذية و غيرها من المخلوقات التي إن لا تضر الإنسان لا تفيده. أما العلم فيعتبر ان الإنسان لا يختلف عن باقي المخلوقات إلا بتطور قواه العقليه. و هذا يعني أن الإنسان الذي لا يحكم عقله في أمور الدنيا لا يفرق شيئاً عن الحيوان.

فالاديان تعتمد على الايمان في طروحاتها، و الايمان يعني أنك مطلوب منك ان تؤمن بمعتقد بصرف النظر إن كان عقلك يقبله أو يرفضه، لأن الطروحات هذه موروثة من آبائنا و أجدادنا وواجب علينا أن نؤمن بها، لأن الذي أتى بها هو النبي الفلاني الذي لقنه إياها الله.

من البديهي ان عقل الإنسان محدود و هناك أحداث كثيرة لا يستطيع العقل تفسيرها و هذه حقيقة يعتمد عليها رجال الدين بإدعائهم ان الايمان هو فوق مستوى العقل البشري.و يؤيدون هذا المعتقد بالقصة التالية: أن فيلسوفاً رأى طفلا على ساحل البحر ينقل ماء البحر إلى حفرة صغيرة على الساحل و سأله ماذا يفعل فاجاب الطفل انه يحاول نقل الماء من البحر إلى الحفرة. فقال له الفيلسوف كيف بمكنك نقل مياه البحر اللامتناهي إلى هذه الحفرة الصغيرة؟ فاجاب الطفل و كيف يمكنك انت ان تستوعب هذا الكون اللا متناهي بعقلك المحدود؟ بالطبع هذه قصة خيالية إذ كيف يعقل أن يكون عقل طفل اوسع من عقل الفيلسوف؟

إن الله (إن وجد) خلق لي عقل لأستند إليه في معرفة العالم الذي اعيش فيه و هو الواسطة الوحيدة التي تمكنني من معرفة هذا العالم و إن توقفت عن الإعتماد عليه لا يبقى فرقاً بيني و بين الحيوان.

لا يمكنني ان أجزم اينا محقاً في تفكيره، انا ام رجل الدين؟ و لكني واثق من أنني لو أتبعت تعاليم الدين من مساعدة المحتاج و محبة الغير، مهما أختلف عني في المعتقد او الجنس او اللون، و ان لا اقوم بأعمال تضر الغير، دون ان اؤمن بالغيبيات، تكفي لإرضاء الله. فالمسيح شدد على اعمال الخير و المحبة اكثرمن تشديده على الغيبيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انت الذي على حق
محمد عيسى الموسوي ( 2011 / 9 / 10 - 03:16 )
تحيط بموسكو غابات جميلة يحب الموسكوفيون التنزه فيها. تكثر في هذه الغابات الحشرات ومنها الناموس الشرس الذي يزعج زوار الغابة. قامت السلطات برش الغابة من الجو بالمبيدات الحشرية المناسبة فقضت على الناموس المزعج، تكتشف السلطات فيما بعد على ارض الغابة جثث الاف العصافير التي كانت متخصصة بالتهام الناموس وتوصلت بالنتيجة الى انه من الخطأ العبث بالتوازن الموجود في الطبيعة. الحشرات و الجراثيم يا صديقي بطرس لم يخلقها الرب وانما هي موجودة لتحقيق توازن بيئي واي رجل دين سيجيبك على تساؤلك بان الله خلقها لاختبار بني البشر والاديان كلها تعتمد على مبدأ / الايمان دون برهان / و الا فكيف يمكنك ان تفهم ما يقوله لك نص مقدس بان الرب خلق الانسان في احسن تقويم و انت ترى ان الناس يخلقون و 40 % منهم يشكون من قدم مسطحة و اكثر من 70% يحتاجون لتقويم اسنان فاين /احسن تقويم/ اذا كان خليقة الرب بحاجة الى /تصليح/ منذ الولادة؟.


2 - تعليق على تعليق اأستاذ محمد عيسى الموسوي
بطرس بيو ( 2011 / 9 / 10 - 16:32 )
شكراً يا أستاذ الموسوي على قرائة مقالتي و التعليق عليها.فيما يتعتلق بموضوع الطيور التي فتكت بها المبيدات تعليقي هو ان تلك الطيور عجزت عن الفضاء علي هذه الحشرات و الدليل على ذلك ان الحكومة إضطرت ان ترش المبيدات. تقولون ان الحشرات و الجراثيم لم يخلقها الله فمن خلقها إذاً؟ .

اخر الافلام

.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا


.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي




.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية