الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين قلم المهدى الشريف والقلم الرخيص لوعاظ السلاطين

نبيل الحيدرى

2011 / 9 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بين قلم المهدى الشريف والقلم الرخيص لوعاظ السلاطين
نبيل الحيدرى
كان الشهيد هادى المهدى من المتنورين الأحرار ومن خيرة الوطنيين الشرفاء المطالبين بقوة وإصرار بحقوق المواطنين وكرامتهم. كان الشهيد رائدا للإنتفاضة العراقيةمنذ 25 شباط المواكبة للثورات العربية من تونس ومصر وليبيا وغيرها. كان الشهيد ناشطا حقوقيا ومخرجا مسرحيا وكاتبا شريفا ناقدا رافضا الفساد والفاسدين كذلك رفض المساومات الرخيصة التى يلجأ إليها الطغاة الفاسدون الذين سرقوا البلاد والعباد وقد عرفنا طغاة اليوم وجرائمهم مذ كانوا صغارا وهم عبيد المال والدرهم يتاجرون بالعراقيين ودمائهم وقضيتهم وشهدائهم من أجل حفنة من الأموال من هنا أو هناك.
كان الطغاة الحاكمون يخافون كلمته وحركته وصوته لذلك اختطفوه بتلك الطريقة الهمجية وبسيارات الإسعاف وبالتهديدات والتعذيب حتى استعملوا وسائل تعذيب تمنعه من الإنجاب وتهدد بالإغتصاب الجنسى كما أعلنه فى مؤتمره الصحفى.
رفض الشهيد المحاصصة القذرة وسرقة المال العام واستغلال الدين لمصالح شخصية وأحزاب كارتونية كما رفض المناصب الهزيلة فى سرقة المال العام
تفاعل الشهيد كثيرا مع الثورات العربية حتى ذهب مثلا إلى مصر ليخطب فى ميدان التحرير ويحدثهم عن محنة إخوانهم العراقيين فى ساحة التحرير ببغداد وغيرها فى العراق المنكوب من الطغاة واللصوص والقتلة
إتصل الشهيد بى مرارا وأخبرنى بتهديدات جدية من أتباع ولاية الفقيه الإيرانية الصفوية فى العراق من قبل الأحزاب الدينية الحاكمة وذكر لى مرارا حزب الدعوة الحاكم والمجلس الأعلى المسيطر على الكرادة الشرقية التى يسكنها الشهيد وقد سرق المجلس، الكرادة الشرقية وبيوتها وأمنها وحركتها وحياتها. وقد حدثنى مرة عن استغلال الأحزاب الدينية الحاكمة للنساء واستغلالهن كإماء فى لون من ألوان الإسترقاق الحديث، وهو يمتلك وثائق ومشاهدات وشهود يحب أن يكتب عنها
إتصل الشهيد بى عدة مرات من شمال العراق وأخبرنى بتهديدات حقيقيية يواجههافى بغداد جعلته ينتقل برهة إلى الشمال ...كما ذكر لى بعد مدة وبالتحديد قبل يوم من شهادته بتهديدات جدية من حاشيتى نورى المالكى وعمار الحكيم وأنه يتوقع أنه سيقدم دمه رخيصا للعراق العظيم والوطنية المفقودة عسى أن يكون دمه محركا للشعب فى انتفاضة ضد الفساد المستحكم
سألته هل يزورك فى البيت أحد من الأحزاب الدينية الحاكمة قال لى كلا قلت من يزورك قال لى بعض المرتزقة الإعلاميين المدعين لليبرالية الذين يخرجون فى قناة السلطة والأحزاب الدينية الحاكمة. وكان الشهيد يظن أن زائريه من المرتزقة هم يتجسسون عليه وعلى حركته ويقومون بإيصال ذلك إلى السلطة مقابل حفنة من الأموال فطلبت منه أن لايسمح لهم بالدخول إلى بيته فإن السلطة العليا لاتأتى بنفسها بل قد توظف هؤلاء لعمل قذر ضدك وقد عرفنا تأريخهم وعبوديتهم للدرهم والدينار...
فعلا استقبل فى بيته إثنين ممن يتردد عليه كما قال من وعاظ السلاطين الذين نقرأ مقالاتهم اليومية وأعمدتهم فى جرائد السلطة فى مدح السلطة ونسمعهم يوميا فى قناة الحكومة وقنوات الأحزاب الدينية مادحين الطغاة وبعضهم يستلم عدة رواتب ضخمة دفاها عن جرائم وفساد الحكومة من أهمها شبكة الإعلام العراقية التابعة للحزب الحاكم
كتب الشهيد بوضوح وصراحة وبقلمه الشريف تحت عنوان"حملة تشهير ضدي يقودها اوباش مرتزقة وصبيان المالكي"
وضع يده على أساس البلاء والفساد دون أدنى مجاملة أو نفاق أو تزلف كما يعمله إعلاميو السلطة ومرتزقتها
كما قدم المهدى استقالته من دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة وفق رسالته المؤرخة في 30/5/2009 عندما وجد المسرح غير هادف تابعا لأجندة السلطة ومرتزقتها. وفى رسالته إلى القاضي عبد الستار البيرقدار بتاريخ 21/3/2011، بعد شرح جرائم الحكومة ضده وضد المتظاهرين جاء ما يلي: "اطالب بقبول شكوى ضد القائد العام للقوات المسلحة بشخصه ووظيفته جراء تعرضي للاختطاف والاعتقال بلا مذكرة قضائية وبلا جرم وتعرضي للاهانة والضرب واصابتي بكدمة خطيرة في رأسي وورم في ساقي اليسرى!.." لقد عطلت الكاميرات فى منطقة حساسة جدا فى الكرادة قرب المنطقة الخضراء قبل تنفيذ الجريمة النكراء وبدم بارد بعد أن استقبلهم وضيفهم فى بيته الكريم. إن الدلائل تشير إلى أن يكون قاتله من معارفه وقد كان يقوم بواجب ضيافة القاتل الذي أطلق عليه طلقتين من مسدس كاتم للصوت في رأسه من الخلف وأرداه قتيلاحيث المهدي كان ينوي المشاركة في تظاهرات اليوم الجمعة التاسع من ايلول.
وكانت القوات الأمنية العراقية المنتشرة وسط العاصمة بغداد أغلقت، جميع مداخل المنطقة الخضراء وقطعت جميع الطرق والجسور المؤدية إلى ساحة التحرير تحسبا لأي تداعيات أمنية محتملة قد تنتج عن تظاهرة اليوم الجمعة.
قبيل اغتياله كتب هادي المهدي "غدا 9.9 عرس حقيقي للديمقراطية في عراقنا الجديد .. سيخرج ابناء العراق بلا طائفية بلا احقاد يحملون قلوب ملؤها العشق والتسامح ليقولون لا للمحاصصة والفساد والنهب والفشل والعمالة يطالبون بعراق افضل وحكومة افضل واحزاب افضل وقيادات افضل".
واضاف في صفحته على الفيسبوك " انهم يستحقون ان نصفق لهم ان ننحنى لهم نشاركهم هؤلاء هم ماء وجه العراق وكبريائه وكرامته .. تحية للعراق في ساحة التحرير .. العار للسياسي الذي لا يفكر الا بقمع هؤلاء ومواصلة دجله وكذبه وفشله". 
و اشار الى جملة من التهديدات كان يتعرض اليها "كفى .. اعيش منذ ثلاث ايام حالة رعب، فهناك من يتصل ليحذرنى من مداهمات واعتقالات للمتظاهرين وهناك من يقول ستفعل الحكومة كذا وكذا وهناك من يدخل متنكر ليهددنى في الفيس بوك .. سأشارك في التظاهرات وانى من مؤيديها، وانا اعتقد جازما ان العملية السياسية تجسد قمامة من الفشل الوطنى والاقتصادي والسياسي وهي تستحق التغيير واننا نستحق حكومة افضل .. باختصار انا لا امثل حزب ولا اية جهة انما امثل الواقع المزري الذي نعيشه .. لقد سئمت مشاهدت امهاتنا يشحذن في الشوارع ومللت اخبار تخمة ونهب السياسيين لثروات العراق!"
أقول لك أخى الهادى المدى لقد
خافوك على دكاكينهم وسلطانهم وأموالهم وخفتهم على الوطن والوطنية والإنسان والكرامة والشرف خصوصا المساكين والفقراء والمعوزين وقد جاوزوا نصف الشعب تحت خط الفقراء بينما الطغاة يسرحون ويمرحون ببذخ وترف وسرقة وفساد بلا وازع أو ضمير أو إنسانية أو شرف لتقتل القيم كلها زورا باسم الديمقراطية وهى منهم براء براءة الذئب من دم يعقوب
وداعا يا هادي أيها العزيز الغالى الصادق الشريف الشجاع الأبى وهاهى قوافل الشهداء أمامك والمسيرة تسير إلى الأمام رغم جسامة التضحيات فقد قدم أكثر من 300 من الإعلاميين العراقيين أرواحهم فى طريق الكلمة الحرة متحدين الطغاة والعملاء ووعاظ السلاطين وجهنم العار بانتظارالطغاة ووعاظهم فلتطمئن روحك بنفس مطمئنة راضية مرضية
شتان بين الوطنى الشريف الذى سخر فكره وقلمه للوطن والمحرومين وعار على وعاظ السلاطين الذين تاجروا بكل القيم مدافعين عن الطغاة القتلة المجرمين مقابل حفنة من الأموال ومناصب دنيوية تافهة وأنت تجد مقالاتهم اليومية فى الجرائد الرسمية وبلسان السلطات المجرمة وأياديها الملطخة بدماء الشرفاء الوطنيين كالشهيد المهدى والكفاءات الوطنية العراقية. ومما يؤسف له هو ما يعانيه ما يعرف بالتيار الديمقراطى بلندن وكذلك لجنة دعم الديمقراطية فى لندن أيضا من الإستبداد ومن سيطرة بعض وعاظ السلاطين، فقد رأينا دعواتهم لوعاظ السلاطين وكذلك قمعهم للفكر الحر أو نقد الحكومة أو أى مداخلة شريفة حرة بل حتى الندوات حول الثورات كانت مدافعة عن السلطة وطغيانها رافضة تسميتها حتى فى مصر وتونس بالثورات ونافية الشهداء والمعتقلين والوسائل القمعية للسلطة ثم صرحوا علنا آنذاك ضد الشهيد هادى المهدى معتبرينه متشددا متطرفا وغير ذلك من الألفاظ... وكان فى لجنة دعم الديمقراطية مغالطات واضحة منها ما ادعاه الأعسم بأن أكثر أصحاب الشهادات المزورة هم من النساء؟!! فضلا عن غيرها كثير
من هنا التحية والإجلال والإكرام والإكبار للكلمة الشريفة الوطنية الصادقة لأمثال الشهيد هادى المهدى وشتان بينها وبين الكلمة الرخيصة لوعاظ السلاطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعاظ السلاطين
د.عبد الجبار العدنانى ( 2011 / 9 / 11 - 11:35 )
لم أر منافقا مثل وعاظ السلاطين المدافعين عن حكام العراق مثل عبد الخالق حسين المتلون والمنقلب إلى المالكى وحزبه مقابل حفنة من الأموال. وكذلك الدجال عبد المنعم الأعسم وهو يتحدث فى عموده دفاعا عن المالكى والطالبانى حتى فى يوم إنزال الحكومة لبلطجيتها فى ضرب المتظاهرين فإن مقاله بلسان السلطة ضد المتظاهرين لأنه يقبض راتبا من جريدة الإتحاد لطالبانى وراتبا من شبكة الإعلام العراقى ورواتب أخرى عديدة وهو من المقربين إلى المالكى والطالبانى ويظهر دائما فى قنواتهم دجالا مادحا معروفا ويتكلم عن الفساد عندما يتكلم سيده المالكى وأمثاله عن الفساد وله تاريخ طويل فى وعظه للسلاطين وكتاباته معروفة عند العراقيين فواعجبا من التيار الديمقراطى ولجنة الدفاع عن الديمقراطية فى دعوته وتصديره دائما دون غيره من الكفاءات الوطنية العراقية الشريفة هل لأنهم يستلمون أموالا من السلطة مثل الطالبانى أربعين ألف و...


2 - شتان بين القلم الشريف والوضيع
د.لؤى الشمرى ( 2011 / 9 / 11 - 11:54 )
صدقت يا أستاذنا نبيل الحيدرى فى مقارنة القلم الشريف لمهدى الهادى الذى كان وطنيا بصدق وإخلاص وشرف ولم يقبض فلسا واستقال من كل مناصبه وكان فى ساحة التحرير رمزا قياديا بعكس عبد المنعم الأعسم وعبد الخالق حسين اللذين عرفا بالدجل والنفاق والتزلف للمالكى مقابل أموال وصفقات يعرفها الجميع فكيف للتنيار الديمقراطى ولجنة دعم الديمقراطية بلندن باستضافة أمثال هؤلاء وإبعاد الشرفاء وقد سمعت تهجم الأعسم عليه
.كمتزمت غير وطنى وألفاظ نابية بينما كان هادى المهدى يشرفه بإخلاصه ووطنيته. وكذب الأعسم فى عدم وجود شهداء فى 25 شباط ولامعتقلين ولاسجون و
وقد اتهم التزوير للشهادات بأن حصة الأسد من النساء للتزوير وهو كذب محض
وقد حضرت ندوته فى الكنيسة قرب المنتدى فرأيته واعضا للسلاطين عبدا لأموالهم كما كان تاريخه
من العار على التيارات الديمقراطية أن يمثلهم المرتزقة كالأعسم وعبد الخالق.


3 - الشهيد البطل هادى المهدى
د.ليلى الحسنى ( 2011 / 9 / 11 - 12:04 )
عرفت الشهيد هادى المهدى مذ كان شيوعيا مناضلا فى سوريا ومسرحيا ناجحا وقد فتحت له الدنيا فى الدول الإسكندنافية لكنه ترك كل ذلك من أجل الوطن ورفض مناصب السلطة فهل يقارن بعبد المنعم الأعسم المعروف تاريخه وراء الدينار والدرهم ومن أكثر ما آلمنى دعوة الأعسم مرتين للحديث عن المظاهرات من قبل التيار الديمقراطى ولجنة الديمقراطية وهو يدجل للسلطة وينفى الحقائق فى عدد الشهداء والسجناء والسجون والإعتقالات واضطهاد السلطة بينما عندنا أمثال الأستاذ الحيدرى صادق شريف مناضل معروف رفض السلطة والإمتيازات لكن الممرتزقة لايدعونه فشتلان شتان بين انبيل الحيدرى وهادى المهدى من جانب وعبد الخالق حسين وعبد المنعم الأعسم من وعاظ السلاطين


4 - من قتل هادى المهدى
د. حسن حمودى ( 2011 / 9 / 11 - 12:55 )
لاشك أن المهدى شخص أعداءه الحقيقيين على رأس السلطة فى العراق لكنه من قتله غير ذلك لأنه كما قال لايزورونه ولايزورهم ولكن وعاظ السلاطين الذين يترددون عليه وعيشون بيننا وينقلون أسرارنا للسلطات مقابل أموال فإنهم زاروه فى بيته واستقبلهم كعادته الطيبة وكما قال الأستاذ نبيل الحيدرى بذكاء وصفاء وشرف عودنا عليه الحيدرى. إذن من مارس القتل ويده ملطخة به هو من وعاظ السلاطين بيننا


5 - الشريفان الوطنيان المخلصان أمام الطغاة
د. حسن حمودى ( 2011 / 9 / 11 - 13:11 )
لاشك أننا نلمس شخصيتان ناقدتان للطغاة قويتان فى الحق لاتأخذهما لومة لائم ولامال سلطان ولا تهديد طاغية أحدهما نبيل الحيدرى المفكر العراقى الكبير فى لندن ومئات المحاضرات الأكاديمية والسياسية والفكرية فى جامعة لندن وبقية الجامعات بأمريكا وأوربا والثانى شهيدنا المسرحى السياسى الصحفى العملاق هادى المهدى. مقابلهما المرتزقة وما أكثرهم عبد الخالفق حسين وعبد المنعم الأعسم والقائمة تطول


6 - إبعاد المفكرين هى محنة العراق
د.آمال العلى ( 2011 / 9 / 11 - 13:58 )
لا أخفى إعجابى وانبهارى بأبحاث الكاتب المفكر نبيل الحيدرى وأول مرة استمعت إليه فى محاضرة بجامعة لندن مما أثار جدلا حول الموضوع من المتشددين لأنه يدعو إلى السلم والمحبة والتعايش. هذا البحث صادق صريح وجرئي يضع النقاط على الحروف متى يستفيد العراق من مفكريه ويبعد المتسلقين المرتزقة وعاظ السلاطين الذين نراهم يوميا فى قنوات السلطة والأحزاب الدينية الحاكمة والقنوات الإيرانية الفاسدة ضد العراق ومصالحه


7 - رحمك الله ما أندرك
عامر الجابرى ( 2011 / 9 / 11 - 22:10 )
رحم الله الشهيد الكبير هادى المهدى وما أندر من أمثاله وأمثال الأستاذ المناضل نبيل الحيدرى


8 - تعامل السلطة مع الوطنيين
سليم محمد ( 2011 / 9 / 11 - 22:24 )
تعامل السلطات الرسمية مع هادى المهدى المجيد وغيره من المتظاهرين دليل إفلاس الحكومة وبعدها عن الديمقراطية
يبقى شهيدا خالدا بمواقفه الراشدة القوية الصريحة ولم لا وقد كان زميلا وصديقا وزرفيقا للأستاذ نبيل الحيدرى فى النقد والقوة والصدق والصراحة

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24