الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التدجين والتهجين وسياسة القطيع

علي الشمري

2011 / 9 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التدجين على مر العصور:
منذ ان ترك الانسان البدائي مهنة الصيد وبدأ بمرحلة الاستقرار وزراعة ما يحتاجه من قوت,بدأ بتدجين الحيوانات للاستفادة من لحومها ومنتجاتها الاخرى بعد ان كان يطاردها في رحلات صيده اليومية,كذلك بدأ بالتألف مع أخيه الانسان للتغلب على صعوبة العيش والظروف الطبيعية القادسية التي كانت تسود حياته حينما كان يتنقل بين الكهوف والمغارات أسوة ببقية الحيوانات,.
بدء الانسان بالتفكير لتطوير حياته نتيجة لما يمليه عليه واقعه المعاشي ,بدأت التجمعات السكانية بالظهور متزامنة مع مهنة زراعة الارض بالنمو والكبر ولتنشأ بعدها المستوطنات ومن ثم المدن والدولوالحضارات ,بدأ الانسان بالتفكير في محاولة منه لتنظيم شوؤن حياته,صاحب العقل الاوسع والتفكير الاشمل ,هو بالتاكيد من يكون له النفوذ والمال ,وهو بالتالي سيكون هو من يرأس البقية من اتباعه,والسيطرة عليهم من خلال فرض تشريعا ت وقوانين أسبغ عليها القدسية الالهية من خلال خصوبة تفكيره كي يطيعه الاخر ين وتتم له السيطرة على عقولهم ,فكثيرا من الحكام بحسب أدعاءاتهم قد استمدوا قوانينهم من ألهة متعددة كعدد النجوم والكواكب ,فالحاكم يشير بقدسية قوانية من الالهة الذي يؤمن بها قومه لغرض أستمالتهم الى رغباته في استعبادهم ,وجعل الحكم يتناسل وراثيا بين أبنائهم واحفادهم,فالحضارات التي نشأت عبر التاريخ واستمرت لعقود من السنين وربما لمئات من السنين بقيت بأسماء أبنائهم يتداولوها جيل بعد جيل,فالسومرية,والاشورية والبابلية وحتى الاموية والعباسية وغيرها بقيت بيد أبنائها ,وبهذا فهم يعتبروا اول من أرسى قواعد الانظمة الاستبدادية الوراثية في عالمنا المعاصر
الحكام في منظوتنا العربية كثيرا ما تغنوا بالحضارات وتمجدوا بها ,بل والبعض منهم من أنتسب اليهم .وراحوا الى تشريع القوانين التي تتكفل بوضع الفكر البشري في طامورة الحاكم المستبد ,فالحاكم أن كان قوميا او عروبيا او دينيا يحاول ان يدخل في منظومته الفكرية بقية افراد المجتمع قسرا ,مع مصادر حرياتهم وحقوقهم الفكرية ,لابقائهم يدورون في حلقاتها المفرغة.والتهم والعقوبات التي تنص عليها قوانيهم جاهزة لكل من يحاول الافلات والخروج من منظومة الحاكم الفكرية المدعمة من قبل وسائل الاعلام المختلفة والاجهزة الامنية وطبقة وعاظ السلاطين المحيطة بالحاكم ,أن من يحاول التفكير في المستقبل يتهم بمحاولة تغيير السلطة,وهناك تهم جاهزة كثيرة ,مثل تهمة العمالة للاجنبي والتخابر معه ,وتهمة التحريض الطائفي,ومحاولات تدمير الاقتصاد,وتمزيق وحدة المجتمع ,او الاضرار بالعملية السياسية,او انتقاد قادة العملية السياسية وكلها تهم تعاقب عليها تشريعاتهم التي شرعوها خدمة لمصالحهم وللابقاء الحكم تداوليا وراثيا بين ابنائهم,
أنهم يستخدمون كل الوسائل اللاشرعية واللاأخلاقية من أجل كبح جماح شعوبهم ودفن أحلامهم في التغيير والحداثة ,أنهم يحاولوا أن يبقوا قيودهم الحديدية في اعناق وايادي تابعيهم ,انهم يعتبرون انفسهم الاسياد ومحكوميهم من العبيد؟أنها عمليات ترويض وتدجين للعقل البشري ,كي يبقى مطاوعا مرنا بين أنامل الحاكم الحديدية,,فسياسة التدجين أبتدأ بها الانسان مع الحيوان للاستفادة منه,في العصور البدائية ,وتطورت مع تطور الحياة لتصبح سياسة التدجين تستعمل لتدجين الانسان من قبل الانسان نفسه من خلال السيطرة على تفكيره وسلوكيته بعدة طرق قسرية منها أو ترغيبية.
سياسة التهجين:
شعوب العالم المتشابهة في الخلق تختلف بطرق تفكيرها التي تنتج لها سلوكيتها التي بدورها تنعكس على عاداتها وتقاليدها لكل قيمها الاجتماعية الموروثة,فلا يوجب شعبين متساويين في التفكير ولا بالعادات والتقاليد مهما تقاربوا في بقية المسميات الاخرى ,فهناك شعوب تستكين وتخنع لحكامها لاسباب متعددة منها أساليب الخوف والترهيب المتبعة من قبل حكامهاأو نتيجة لتخلفهم الفكري والثقافي الذي يعمد الحاكم المستبد على أشاعته بين اوساطهم ,واحيانا اتباع سياسة (جوع كلبك يتبعك),وهناك شعوب من خصالها هي كثرة تمردها على حكامها ,فكثيرا ما كان معروف عن الشعب العراقي بكثرة الثورات والانتفاضات ,وتعدد الولاءات ,بحسب التنوع الحضاري والفكري والقومي والديني لكل بلد.
هناك الكثير من الحكام العرب سواء كان قوميا او عروبيا او أسلاميا ,حاول ان يقوم بعملية تهجين لشعبة من اجل احكام السيطرة عليه لفترة اطول,
الطاغية المقبور صدام ,هدد باكثر من مرة بانه مستعد لبناء العراقمن جديد بعشرة افراد ووهذه أشارة واضحة بانه على استعداد ان يقتل او يشرد كل أبناء الوطن الغير موالين لحزبه وسياسته,فهو من جلب أكثر من 5 ملايين مصري والكثير من السودانيين واليمنيين والصوماليين لغرض تهجين الشعب العراقي ,واعطاهم من الامتيازات ما لم يعطيها لابناء الشعب العراقي,تحت شعار امة عربية واحدة والعراق عراق صدام حسين وطن لكل العرب,لكن في حقيقة الامر انها كانت عملية كما يقال عنها ,لغاية في نفس يعقوب .العقيد الهارب القذافي ,ومحاولاته المتكررة لجلب الشقراوات الايطاليات لغرض تزويجهن لليبيين ,ليس الغرض منه دخولهن الاسلام حسب ما يدعي ,بل من أجل ملاذاته الجنسيةالحيوانية ,ومن اجل تغيير تفكير وسلوكيةا لمواطن الليبي المنتجة لعاداته وتقاليده الاجتماعية الموروثة,والمحصلة واحدة لكلا النموذجين وهو السيطرة على شعوبهم لفترة اطول من خلال أنشغالهم بالقادم الجديد وصراعه مع الموروث من القيم والعادات والتقاليد.
اليوم القادة الاسلاميين حكام العراق الجديد ,راحوا الى أبعد من هذا حين أباحوا لجميع رعايا الدول الاسلامية حق العيش والعمل والتملك في العراق تحت شعار اسلامي (الدولة الاسلامية ليس لها حدود ,والعالم الاسلامي واحد)فاليوم العراق يعج بالباكستانيين والهنود والبنغال والايرانيين ,هؤلاء بكل تأكيد أن ثقافاتهم وطرق تفكيرهم وسلوكياتهم وعاداتهم وتقاليدهم تختلف كثيرا عن العراقيين فبالتالي سوف تصطدم مع سلوكيات العراقيين وتفكيرهم .وتبقى في حالة تضاد وتصارع لحين من الوقت يستطيع من خلاله الاسلاميين توظيبه لاراداتهم ومشئياتهم الخاصة.,وهذا يرتبط أرتباطا وثيقا بالفقرة التالية من عنوان المقال .
سياسة القطيع :
أن لكل هؤلاء الاقليات الدينية الاتية الى العراق من دول عدة تكون محكومة لارادات مرجعيات دينية متواجدة في العراق تمتثل باوامرها تحت غطاء الدراسة الدينية في المؤسسة الدينية العراقية,هذه الاقليات سوف تكون مستقبلا أحدى الاقليات العرقية في العراق وربما تصبح متنفذة كما هومرجعياتها الحالية,ولها امتدادات أقليمية ودولية.وبما ان مرجعياتها متحالفة مع السلطة الحالية في العراق او جزءفاعل فيها ,فسوف تملي على الحكومة ما تراه مفيد لجالياتها المقيمة في العراق ,مقابل مسايرة النظام والدفاع عن نظام الحكم الحالي ,والوقوف بوجه ؟أرادة الشعب بالتغيير الحقيقي ,كون التغيير مضر بمكابسها ومصالحها التي حصلت عليها في غفلة من الزمن .وهذه كلها مسيرة بموجب سياسة القطيع دون أعتراض او تفكير ,فهذه جماعة فلان ,وتلك جماعة علان؟هناك تيارات و احزاب أسلاموية في السلطة ـتوجهها ارادات من خارج الحدود ,بسطت نفوذها من خلال مليشياتها المسلحة .واتباعها لا حيلة لهم في التفكير او الاعتراض على ما يملى عليهم ,كون القداسة هي المسيطرة على عقولهم ,وان سدنة هياكل الوهم الديني هي من تسيرهم.,قبل أيام صرحت أحدى نائبات التيار الصدري من على الفضائيات قائلة(أن أتباع التيار الصدري كلهم من العقائديين كون التيار عقائدي وله اتباع بالملايين في العراق ,وفي نفس الوقت((أتباع التيار مطيعين))لما يملى عليهم من اوامر وتوجيهات من سماحة السيد),وهذا ينطبق على بقية الاحزاب الدينية في العراق وكل اتباعهم من المطيعين والملتزمين بتعاليمهم القدسية التي تسيرهم وتتحكم في كل تفاصيل حياتهم ...
أنهم يريدوا أن يغرقوا العراق بالخرافة والدجل وان تميل الكفة لصالحهم من خلال أستقدام المزيد من الدول الاسلامية كافة .أنها محاولات جادة لنهج سياسة القطيع في تحريك اتبائهم وفق ما يشاءون ......
فهل تستطيع الاحزاب العلمانية أستيراد مثقفين من بلدان اخرى ,وهي الغير قادرة على أستعادة المهاجرين من العراق منذ سنوات طوال؟؟هل تستطيع توفير الامن والعيش الكريم لهم أذا قرروا العودة ؟؟؟؟؟أم أن كواتم الصوت هي المتاحة لهم؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المحترم الأستاذ علي
عدلي جندي ( 2011 / 9 / 17 - 10:23 )
من ناحية أميل كثيرا للدفاع عن حق وحرية الإنسان التنقل والعمل والإعتقاد ولكن في ظروف العراق الحالية والمخططات الغير مفهومة والتي تمارسها الطبقة الحاكمة وطبقة بائعي مخدر ماركة إلهية مما يسبب التشرذم الطاتفي تتملكني الحيرة في موضوع الحقوق والشئ المخجل والخطير هو اللعب علي وتيرة ما أنزله الله ورجل الله وشرع الله والذي نراه أن الخراب دائما ما تسبقه تلك العبارات...... قلبي معكم


2 - مع خقوق الانسان من غير أدلجة
علي الشمري ( 2011 / 9 / 17 - 14:34 )
الاستاذ الفاضل عدلي جندي المحترم
اكثر شعوب الارض هجرة الى اوربا هم العرب ,وهم الاكثر في الحصول على حنسية تلك الدول ,لكن هل وجدت حكومة غربية تتقبل ان يكون المتجنس لديها مؤدلج من قبل الارهاب؟؟هل تتقبل ان يعمل لاجندات جهات خارجية او لوطنه الام ويضر بمصالحها السيادية؟؟أنما ما يجري اليوم في العراق وربما غدا في مصر وتونس وليبيا هو محاولات مستميتة من اجل اسلمة المجتمع ؟ومجاربة كل ما يمت الى الحداثة والتطور بصله,فسياسة أغراق المجتمعات بالجهل والتخلف ,وأفساد الظمائر من خلال نشر الفسادالمالي المنظم ,يقابله في الطرف الاخر ,عمليات الاغتيالات ,المنظمة بكواتم الصو ت الاسلامية مع تهجير الكثير في الداخل والخارج ,خدمة لاجندات خارجيةضحيتها الشعب المسالم.
أدعوا من كل قلبي ان لا يكون شعب مصر الضحية القادمةلصراع الاديان المؤدلجة ..,وأن يبعد بالخصوص شرور الفكر الوهابي المتربص لاهلنا في مصر.
تقبل تحياتي


3 - أتمنى ذلك
حسين محيي الدين ( 2011 / 9 / 18 - 04:51 )
أتمنى أن يعي المواطن العراقي لكل ما يخطط له الظلاميين ولأفشال هذه المخططات الظلامية ما على المواطن العراقي الا ان يختلر ممثليه ويعمل عقله فاليوم اصبح المواطن العراقي ومن خلال صناديق ةالاقتراع قادر على ازاحة هذا النفر من المتأسلمين . شكرا لك سيدي على ما ذكرتنا به


4 - القدوة هكذا؟؟
علي الشمري ( 2011 / 9 / 18 - 16:40 )
الاخ حسين محي الدين المحترم

ما اذا كان الاسلاميين من الذين يمثلون القدوة في احزاب السلطة وهم غارقون الى اذانهم في الفساد وعمليات تبييض الاموال فكيف بالبقية من تابعيهم؟؟بالاضافة الى عمليات الترويض التي يقومون بها كي يصدق الناس مالم يمكن تصديقه من أفعال وسلوكيات يندى لها جبين الانسانية تحت ستار ,أحياء واقامة الشعائر الدينية وما يتخللها من اعتداءات على المال العام واستغفال الاخرين ؟انها عمليات الضحك على الذقون وتجهيل العقول ؟
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. على وقع الحرب في غزة.. حج يهودي محدود في تونس


.. 17-Ali-Imran




.. 18-Ali-Imran


.. 19-Ali-Imran




.. 20-Ali-Imran