الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا وقوم عاد .. رؤية دينية خائرة !!

محمود الزهيري

2011 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حينما يغيب العقل , وتتحرك الغرائز,لتعلن تخاصمها ورفضها للعقل , وترفض المنطق , وتحادد الحضارة , وتخاصمها , وتعلن عليها الحرب علي الدوام , بل وتتخذ من دور العبادة أماكن للتبتل بالدعاء علي غيرهم من الناس , خاصة اليهود والمسيحيين بدعاء معروف مأثور " اللهم عليك باليهود والنصاري ومن والاهم " أو هكذا يتمنوا من الله أن يأخذ اليهود والنصاري أخذ عزيز مقتدر , وفي أدعية أخري , اللهم كن عليهم كما كنت علي قوم عاد وثمود وإرم , أو حسب هذا المعني من الدعاء بالفناء والهلاك , وهذا القاموس من الأدعية بالدمار والهلاك , يصدر من أقوام عطالي العقل , مشلولي التفكير , مهدودي الهمم , مكدودي الأبدان , معدومي الإرادة , وجموع من ورائهم يؤمنوا بالدعاء عالياً " آمين " أي يارب استجب وتقبل هذه الأدعية بالهلاك والدمار والفناء ..
إذا كان هذا هو حال الأغلبية من الناس ممن يطلق عليهم بالعامة والدهماء والسوقة , فما هو الحال برأس جماعة تعمل بـ "الإسلام السياسي " كما تعمل بعض الجماعات في "الإسلام العبادي" , أو "الإسلام الجهادي", وشتان بين كل إسلام وإسلام من هذه الديانات الجديدة التي تم إبتداعها لتنتسب جميعها في النهاية إلي " الإسلام " , واعتقد أن الإسلام منهم جميعاً " برآء "
في الأزمة الإقتصادية العالمية الأخيرة التي هزت العروش الإقتصادية في العالم والتي بدأت تداعياتها في الولايات المتحدة الأمريكية وكاد أن يسقط الإقتصاد الأمريكي سقوطاً مروعاً , إلا أن معظم الدول التي يرتبط إقتصادها بالولايات المتحدة الأمريكية أمدت أيادي العون والمساعدة للحيلولة دون سقوط هذا الإقتصاد الذي يعتبر بمثابة سقوط للمنظومة الإقتصادية العالمية الكونية , وهذا منبعه الفهم لكينونة هذه المنظومة ومعرفة تداعيات هذا السقوط المريع ..
إلا أن أحد رؤوس إحدي جماعات "الإسلام السياسي" في مصر له رؤية أخري تتشابه مع رؤية العامة والسوقة والدهماء والسابلة , في أنه يري سقوط الولايات المتحدة الأمريكية قد أصبح قاب قوسين أو أدني , وأنها ستشهد سقوطاً سريعاً مثل سقوط قوم "عاد" , و"ثمود ", وقوم" إرم " ذات العماد .. وظن أنه يري أفول نجم السيطرة الأمريكية والحضارة الغربية أيضاً , من غير أن يظهر في رسالته سبب واضح لهذا السقوط سوي انه دلل علي ذلك بأن " لكل ظالم نهاية " , وكأن هذا التمني يمثل صراع بين مجموعة من البسطاء في حارة من الحارات المصرية المتدنية أخلاقياً ومعيشياً , أو دعاء إحدي السيدات التي تكشف شعر رأسها , وثديها , وتولول بالدعاء علي من قهرها واستبد بها وظلمها أو فعل ذلك مع من يهمها أمره .
إلا أن الرجل الذي هو علي رأس تلك الجماعة التي تعمل في حقل "الإسلام السياسي" وكأنه يستشرف الغيب , أو يخبر الواقع , يقول بلغة الصرامة والتأكيد بأنه : "أصبح واضحاً وجلياً لكل ذي لب أن الخلاص للبشرية في اتباع نهج الإسلام ومنظومته القيمية , رغم المحاولات المستمرة والدؤوبة لتشويهه , والتي باءت كلها بالفشل الذريع , وهذا بالرغم من عدم سيطرة النهج الإسلامي علي المسلمين أنفسهم , وغيابه أو تغييبه بواسطة أدعياء الإسلام من المتأسلمين بالكذب والزور والبهتان , والمختبئين خلف مصالحهم الشخصية , ومصالح ايديولوجياتهم الدينية , التي قسمت الإسلام إرباً , إرباً , وجعلته مذاهب وشيع و وملل , ونحل , وجماعات لاتحص ولاتعد , ومع ذلك يدعي بأن هناك محاولات لتشويه الإسلام , مع أن المتأسلمين هم أنفسهم من يشوهوا الإسلام بأفاعيلهم الحقيرة الدنيئة , ويقول : "ليتضح للجميع أن خلاص البشرية مما هي فيه من ويلات هو في اتباع تعاليم الإسلام في جميع المجالات، ففيها الخلاص والنجاة " , وكأن الرجل يري أن الدول العربية شعوباً وأنظمة حكم قد اتبعت نهج الإسلام حسب مفهومه , وطبقته في أنظمة حياتها وسياساتها , وتبقي غير العرب وغير المسلمين ممن لاينتهجوا هذا النهج للإسلام بمفهوم الرجل وجماعته , مع أن واقع الحال يقول إن أنظمة الحكم في الدول العربية والشعوب المقهورة , هي من تتشابه مع قوم "عاد " , و"ثمود" , و"إرم" ذات العماد , وأن الجدير بالسقوط المريع هو هذه الأنظمة العربية / الإسلامية الحاكمة في طول تلك الدول وعرضها من طنجة لبغداد , ومن السعودية واليمن , إلي سوريا والسودان , وهكذا يري أنه :"إذا كانت عاد الأولى قد سقطت سقوطًاً سريعًا فما أقرب عاد الثانية إلى عاد الأولى" , ويقصد بذلك الولايات المتحدة الأمريكية , وكل هذا راجع حسب مفهومه الذي يستر به خيباته في مواجهة الشأن المصري الداخلي , وتاريخية جماعته النفعية المتوائمة مع الطغيان المصري منذ فجر وجودها علي أرض مصر, إلي إغتصاب إسرائيل لكافة الحقوق الفلسطينية , بما فيها الأرض وحق العودة , وأن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تساعد إسرائيل في هذا الإجرام وتدعمها وتساعدها في ذلك , ويتساءل الرجل ببراءة طفل صغير , أو مراهق في مقتبل عمر المراهقة السياسية قائلاً : إذا كانت أمريكا معنية حقا بالقضاء على الإرهاب ، فعليها أن تبحث في دوافعه ومسبباته ، فهي دون شك كامنة في قهر الشعوب والتعالي عليها والكيل لها بمكيال خاص وهي تحديدًا متجذرة في النكبة الفلسطينية , ولا أدري ماهي العلاقة بين قهر الشعوب بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية , وبين النكبة الفلسطينية , فالسؤال الفارض نفسه هو : هل أمريكا أقرب إلي أيادي الدول العربية مثل مصر , وسوريا , ولبنان , والأردن , والسعودية , بل والمقاومة الفلسطينية ذاتها , أم إسرائيل هي الأقرب ؟ وهل الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تقهر الشعوب العربية , أم أن الحكام العرب الأعراب المعاريب هم أنفسهم من يقهروا الشعوب العربية , وأن قضايا الفقر والجهل , والمرض , والتعليم , والبطالة , والعنوسة , وسكني العشوائيات هي أسباب من جملة أسباب للإرهاب والتطرف الديني ؟!!
هذا الكلام لايصح ان يصدر من مرجعية دينية تعمل في حقل "الإسلام السياسي" , بجانب أنها عقلية أكاديمية توقن بالعلم والتجربة والنتيجة !!
والرجل يريد أن يبتعد بالدور الإجتماعي / الإقتصادي , بأبعادهما الإنسانية المتمثلة في الحريات والكرامة الإنسانية والعدالة والديمقراطية , والشفافية , والنزاهة , إلي أدوار سياسية أخري مللناها طويلاً , ومللنا الإتجار ممن يتاجرون بالقضايا الإنسانية المتحولة بفعل الفاشيات الدينية , والفاشيات السياسية , باللعب علي المشاعر الإنسانية بالقضية الفلسطينية والمقدسات الفلسطينية , وذلك علي حساب تلك القضايا , التي أري أنها ليس لها حل أمثل إلا عبر الحريات الفردية والإجتماعية , والديمقراطية والعدالة الإجتماعية , وإلا ماالذي اسكت تلك الجماعات الدينية عن الحراك السياسي / الإجتماعي طوال فترات زمنية طويلة هي عمر الإستبداد والطغيان والفساد , بل وكان صوت هذه الجماعات لايرتفع إلا من أجل قضايا الأسلمة والتنصير , وقضايا دينية وثقافية متعلقة بالرأي والفكر الإنساني , مثل رواية وليمة لأعشاب البحر التي أراد بعضهم أن يبايعه الناس علي الموت من أجل ماذا ؟ من أجل رواية وليمة لأعشاب البحر, ولم تتحرك تلك الجماعات من أجل جرائم القتل التي يرتكبها النظام السوري المجرم , والنظام الليبي , واليمني , بل والنظام المصري , والذي ساعد الثورة الليبية علي النجاح , ومعها الثورة المصرية هي التهديدات التي كانت تبعثها الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول العالم الحر سواء إلي النظام المصري أو الليبي , وما شاهدنا حرق علم لأمريكا أو حتي لإسرائيل طوال أيام الثورة , فما الذي تغير بعد أن سعت الثورة لإتمام مطالبها وإنجاحها , إلا أن اصحاب الدعاوي الدينية هم من أرادوا بجهالة وسوء قصد أن تتنكب الثورة عن مطالبها , بدعاوي جاهلية وعنصرية بغيضة ..
والتساؤل هو : ماذا لو إنهارت الحضارة الغربية , وعلي الرأس منها الولايات المتحدة الأمريكية , فكيف يكون وجه العالم ؟ وكيف يسود ألإسلام العالم , وغالبية أتباعه بهذا السوء وهذه الرداءة ؟!!
ارجو الرد في الرسالة الأسبوعية القادمة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الولايات المتحدة محصنة
جيفري عبدو ( 2011 / 9 / 18 - 09:54 )
الولايات المتحدة الأميريكية متسلحة بالعلم الدقيق والبحث العلمي المستمر
وميزانيتها للبحث العلم تشكل نسبة كبيرة من ناتجها القومي لذلك فالادعاء بأنها آيلة للسقوط ما هو الا وهم
النظام الرأسمالي الذي تنهجه الولايات المتحدة بطبعه يعرف تقلبات نظرا للميكانزمات التي تتحكم فيه وما يلبث أن ياخد مجراه الطبيعي
نحن المسلمين بعد أن ركبنا قطار التخلف منذ زمن سحيق لم يعد لنا سوى التمني والدعاء بأن تتهاوى الدول المتقدمة مدعين بأنها غير متخلقة وليست على الدين الصحيح
يعزز هذه التمني ما تعرفه أمريكا الآن في العراق وأفغانستان من عوائق وعدم تمكنها من حل مشاكلها هناك
وهذا يرجعه المتأسلمون الى بسالة الشجعان من العراقيين وطالبان المدعومين ربما خفية من طرف روسيا لأنه لايقرع الحديد الا الحديد أو ربما لأن الولايات المتحدة تريد أن تبقى في بحر القزوين والعراق لمدة أطول لضخ أكبر كمية ممكنة من النفط و ما دامت الفاتورة ستؤدى في الأخيرمن طرف العربان


2 - الله ليس ظالما لمن يجتهد بالعمل
حكيم العارف ( 2011 / 9 / 18 - 11:17 )
الله ليس ظالما لمن يجتهد بالعمل لخدمة البشريه و ليس لمن يدعو عليهم بالخراب

----------------

بالنسبه للقضيه الفلسطينيه ... من الافضل للفلسطينيين ان لاتحل

ببساطه لانهم المستفيدون الوحيدون ..

و الحدق يفهم


3 - غريب
ناديه احمد ( 2011 / 10 / 26 - 09:09 )
هناك بيت شعر للامام الشافعى معناه ان النخله المثمرة هى التى ترجم بالحجاره . وبالفعل الناجحون دائما وابدا هم المعرضون للهجوم من قبل اعداء النجاح وحاسدى الناجحين , ولم يشذ رأس هذه الجماعه عن القاعدة . , هو لا يهمه فلسطينيين ولا يهود ولا مسجد اقصى , كل ما يهمه ان يقول انا الكبير وأنا الممثل الوحيد عن الكبير وانا من سيسحق طواحين الهواء , حتى وان سقطت فهى لم تسقط من تلقاء نفسها ولكن بفضل دعائه . ثم ماذا يهمه من سقوط امريكا او غيرها , فغالبا سيكون هناك دائما دوله قويه وغنيه ايا كان اسمها , وغالبا ستعقد معها اسرائيل اتفاقيات واتفاقيات لذلك نرجو من السيد رأس الجماعه ان يستعد للمستقبل بقائمه اخرى من الدعاء وشماعة اخرى يعلق عليها فشله

اخر الافلام

.. الناخبون المسلمون.. ورقة خاسرة للأحزاب المناصرة لإسرائيل بال


.. حسن المستكاوى: وقت الإخوان قالوا لى ملكش دعوة بالسياسة وخليك




.. كواليس جديدة عن ثورة المصريين وتمردهم ضد حكم تنظيم الإخوان ف


.. حسن المستكاوى: مش قادر أنسى الذكريات المؤلمة وقت حكم الإخوان




.. 153-An-Nisa