الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانيه والغام الربيع العربي

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2011 / 9 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العَلمانية تعني اصطلاحاً فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة، وقد تعني عدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية.
وقد اضافت دائرة المعارف البريطانية تعريف العلمانية بكونها: "حركة اجتماعية تتجه نحو الاهتمام بالشؤون الأرضية بدلاً من الاهتمام بالشؤون الآخروية.
نشأت العلمانية الاولى فى اوربا فى القرن السادس عشر و كان روادها امثال فولتير و جان جاك روسو و تدعوا الى عدم تحكم الدين فى حياة الانسان لان فى ذلك التوقيت كانت الكنيسة ورجال الدين المسيحي يتحكمون فى الحكام و الناس وانتشرت وقتها الجهل حتى سميت بعصور الظلام.
كانت العلمانيه واضحة المطالب حينذاك تدعو الى الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الفكر وهي مطالب عادله يتمناها اكثرية سكان الارض كونها تحمل في طياتها اقدس المطالب الانسانيه واساسها الحريه.
للاسف الشديد مازال لدى بعض الناس في الدول العربيه والاسلاميه يعتقدون ان العلمانيه معناها إقصاء الشريعة الإسلامية ليزول عن المسلمين الشعــور بالتميز والاستقلالية ، وتتحقق التبعية للغرب وان هناك سبب مخفي ورئيسي للعلمانيه كون بدايتها كانت اوروبا وهو تفريق العالم الإسلامي ليتسنى للغرب الهيمنة السياسية عليه وذلك بربطه بمؤسساته السياسية وأحلافه العسكريه, وان هناك حركه متواصله ونشطه لزرع العالم الإسلامي بصناع القرار ورجال الإعلام والثقافة من العلمانيين ، ليسمحوا بالغزو الثقافي والأخلاقــي أن يصل إلى الأمة الإسلامية برجال من بني جلدتها.
جأت الاحداث الاخيره وبالذات الثورات التي اجتاحت الوطن العربي لتصحح بعض المفاهيم وتضع النقاط على الحروف صحيح ان اوروبا العلمانيه تتبع نهج المصالح في سياستها ولكن هي من تحتضن ومازالت تحتضن الملايين من المسلمين المعتدل والمتشدد منهم و الفارين من بطش الحكام العرب واعطتهم مجمل الحريه في العيش وممارسة طقوسهم الدينيه , اضف الى ذلك حركة الدفاع عن المدنين التي اشعلتها اولا المنظمات المدنيه في اوروبا بالتعاون مع حركة المعارضه العربيه وبعض المنظمات اليساريه في المطالبه بوقف الحكام من سفك دماء شعوبهم, والغريب والعجيب هو التقاء الحركات الاسلاميه ومنهجها الرفض للعلمانيه ولااروبا وامريكا مع مصالح الغرب وتقوية علاقتهما المخفي والعلني وجبهات تونس وليبيا الداخليه خيردليل .
الاوضاع الجديده التي بدأت تولد على انقاض الانظمه القديمه لازالت تحمل بعض الغموض لما يخبيه الثوار لكن الخوف الاكبر يضل من تلك الفئه الجاهله التي تخلط المفاهيم وتستغل الفوضى لنشر ثقافتها المبنيه على اقصاء الاخر بل واحيانا استباحة دمه وقتله مرددين ان العلمانية محكوم عليها بالفشل والانقراض في العالم الإسلامي ، لان الله تعالى تكفل بظهور دين الإسلام وبقاءه إلى يوم القيامة وتجديده و إن ديننا الإسلامي يرفض العلمانيه جملة ً وتفصيلاً, لأنه دين كامل وشمولي يشمل كافة جوانب الحياه من زواج وطلاق وميراث وجنايات وتعاملات إقتصاديه والسياسه الخارجيه والأخلاق.
، فلايمكن لأحد أن يمحوه إلى الأبد , وتناسوا ان العلمانيه هي التي لا تتعارض مع افكار ومعتقدات الاخرين بل تحترمها وتحميها بالقانون وتدعي فقط للفصل بين الدين والسياسه فمثلا فقط بريطانيا فقط تحوي ١٥٠٠ مسجد وهذا بعض اجمل المساجد في اوربا : المركز الإسلامي -فيينا -المسجد العظيم قرطبه المركز الإسلامي بفالانس - فرنسا ..جامع الحسن-المجر.. جامع الشيخ زايد-لندن ..مسجد هالستات-النمسا.. مسجد سالزبورج-النمسا.. مسجد شريف-بيرمينجهام مسجد وستيكونا-البوسنة والهرسك.. المركز الثّقافي الإسلامي - لندن مسجد إثيم بي-البانيا..مسجد الملك فهد-جبل طارق.. مسجد الملك فهد- ماربيلا اسبانيا ..مسجد ايوانينا-اليونان.. مسجد باتومي-جورجيا مسجد قرية أرا سينوفو وهناك العديد من المساجد الاخرى الكبيره والصغيره المنتشره في اوروبا وامريكا .
مااود الاشاره اليه هو الفهم الخاطئ المنتشر لمعنى العلمانيه وحصرها من قبل المتطرفين فقط في مفهوم بدأئي وعنصري ولااخلاقي الا وهو انكار الدين ودوره في المجتمع وتهميشه كليا.
في الوقت الحالي تلجاء الجماعات الاسلاميه بشقيها المعتدل والمتشدد الحصول على دعم الغربي العلماني للوصول للسلطه ابتداء بدعم مطالبهم التي يتسترون خلفها مؤقتا الا وهو التخلص من الديكتاتوريات العربيه وحين تحين الفرصه سينقضون على السلطه ويتحولون الى نماذج الافغاني والصومالي وينفون الاخر, في اعتقادي ان مرحلة ما بعد الربيع العربي او الفتره الانتقاليه للسلطه واجهزتها ربما تحمل مفأجات من العيار الثقيل ومنها :
_1 وصول قيادات من التنظيمات الخطره مثل القاعده والجهاد وغيرهم الى مراكز قياديه في السلطات الجديده .
-2 تكثيف نشاط الجماعات الاسلاميه وبشكل واضح في الدول التي سقطت فيها الانظمه وهو مؤشر الى اسلمت كل شئي حسب منظورهم وفكرهم وهي خطوه اوليه نحو خطه تدريجيه اقامة نظام اسلامي بحت في كثير من الاحيان لايستند للشريعه الاسلاميه فقط وانما ايضا الى الافكار والاجتهادات المتطرفه.
-3 دعم الحركات الجهاديه التي تطالب بااقامة حكم او خلافه اسلاميه.
-4 شمال افريقيا وشرقها هي المراكز المستقبليه للجهادينوليس اليمن كما يتصور البعض السلاح من مخازن دول سقطت فيها انظمه والمقاتلين يمكن تجنيدهم بكل سهوله فالفقر والبطاله والمجاعه على اشدها في افريقيا وايجاد جندي مقابل قطعه خبز وخاصه في مناطق التي تضربها المجاعه ليس بالامر الصعب .
-5 البحر الاحمر سيكون من اكثر المناطق تهريبا للسلاح والمخدرات وحتى المقاتلين المتطوعين بين قارتي اسيا وافريقيا .
الخشيه من العلمانيه من قبل الجماعات الاسلاميه ليس بسبب مطالبها الاساسيه فصل الدين عن السياسيه وإنما بسبب حرية الحركه في كل الاتجاهات والاصعده التي تكفل للفرد البحث والتعلم والتطور والتعبير عن حرية الفكر والرأي وهذا ماتخافه الجماعات التي تنادي بحكم اسلامي لانه سيكشفها وسيسقط اقنعتها الاسلاميه المزيفه التي لاتمت للاسلام والمسلمين باي صله والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يبدع المسلمون خارج اوطانهم حيث المنهج العلماني ويحسون بالامان اكثر مماهو في دولهم الاسلاميه.
اليوم اذا تجولت في اوروبا ستجد المحجبات والمنقبات وقبب مساجد المسلم وستجده يتعايش بجانب اخوه المسيحي وكنيسته واليهودي ومعبده دون اي عنصريه او تفرقه وذلك فقط في ظل العلمانيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا