الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاكم دعارة !!!

بن جبار محمد

2011 / 9 / 20
المجتمع المدني


أطلعتنا إحدى الصحف اليومية بخبر عظيم حجز تقريبا كل مساحة الصفحة الأولى , هذا الخبر العظيم المكتوب بالبند العريض يبدو أنه سيحل لنا كل مصائبنا في ضربة واحدة و يختصر كل الإشكالات وبذلك نكون بمنأى عن كل المصائب التي تضرب رؤوسنا منذ الأزل .
"أئمة يدعون الى تسقيف المهـــر" كتبت الجريدة , أنه من الأهمية القصوى تحديد المهــر كمخرج لكل الشباب الجزائري المقبل على الزواج و لحمايته من الدعارة و العنوسة التي تضرب بقوة هذه الفئة ..و أسندت الجريدة خبرها العظيم على تصريح لوزير الشؤون الدينية بأنهم يعملون على تيسير شروط الزواج بالتنسيق مع الأئمة ." و أيضا عرجت على رأي أخر لجمعية العلماء المسلمين لا و مطالبتهم بعدم المبالغة في طلب الصداق لبناتهم( أنتهى الخبر) .

الخبر في حد ذاته ممارسة للدعارة ..دعارة الجريدة التي جعلتها أولى الآولويات و دعارة وزير الشؤون الدينية و الأوقاف و دعارة جمعية العلماء المسلمين .
هل المشكل الوحيد لشباب الجزائر هو الزواج ؟
الجريدة عوض الإنتباه الى المشاكل الحقيقية لهذه الفئة التي تتجاوز 70 بالمائة من مجموع السكان في توفير مناصب الشغل لهم و إسكانهم في سكنات لائقة صونا لكرامتهم و حقوقهم الآدمية و مناقشة التردي العام الذي يضرب المؤسسة الجزائرية من تعليم مدرسي و جامعي و صحي و بيئي و الكشف عن الفساد الذي يعشش في المجتمع و أصبح من جزئيات الواقع و سوء توزيع للثروة التي تستحوذ عليها القلة القليلة بينما الغالبية العظمى محرومة من تلك المداخيل ..
البؤس الإجتماعي و التسرب المدرسي و البطالة و الفساد الإداري و الإنحطاط الجامعي و المؤسساتي تلك هي العناوين الكبرى التي تليق الإنتباه إليهــا و الجدير بدراستها و محاربتها و إيجاد لها الحلول الناجعة ضمن الأطــر السياسية الكبرى لبرامج الحكومة و أن تكون ضمن أولوياتهــا و ليس حشــر الأنوف في أمور أقل شأنا .
المهــر و سائر الأمور التي تدخل في العادات و التقاليد فالشعب له طرقه الخاصة في حــلها و لا ينتظرون من الحكومة التدخل في شؤونهم الأسرية التي أعتاد على فحصها و التصدي لها بشكل ذاتي منذ مئات السنين .
كل الدراسات الإجتماعية الآكاديمية في هذا الصدد لا تسير أن غلاء المهور كان سببا في مشاكل الشباب الجزائري و لا العربي.. مشاكل الشباب أعمق بكثير و أسوء بكثير , ..
المضحك أن جمعية العلماء المسلمين التي تدخلت في موضوع المهر حسب الجريدة يبدو أن لا شغل لها سوى متابعة "العيال" و شؤون التحت " بينما أن أسلافهم كان لهم دور كبير في تاريخ الجزائر الحديث و قد تضلعت بمهام سامية و مسؤوليات جسام و أدوار فكرية و إصلاحية يتناسب و دورها الطلائعي التي من أجلها أسست و لأجلها وجدت .

نقول للجريدة و الوزير و جمعية العلماء المسلمين التي لا تشبه جمعية العلماء التاريخية كفاكم من ممارسة الدعارة القولية و اللفظية و تزييف للوعي و المخادعة فالشباب الجزائري في حاجة لمنصب عمل يسد به رمقه و يحيا به حياة كريمة بعيدا عن التسول و المهانة , الشباب الجزائري بحاجة الى سكن لائق , بحاجة الى تعليم جامعي و مدرسي راقيين , بحاجة الى تكفل حقيقي , الى حسن توزيع الثروة , الى قيادة سياسية راشدة , بحاجة الى كرامة داخل بلده أولا , بحاجة الى إصلاحات سياسية و المشاركة الفعالة في الحياة السياسية و الإجتماعية و الأخذ بزمام المبادرة , بحاجة إلى إستقالة الديناصورات المتشبتين بالحكم و الإستئثار بخيرات البلاد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر


.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة




.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا


.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة




.. مستوطنون إسرائيليون يضرمون النار في مقر وكالة الأونروا بالقد