الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الوعى العربي

محمد نبيل الشيمي

2011 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك أزمة فى الوعى الجمعى لدينا كعرب ولاشك ان هناك اسبابا ادت الى ما نحن فيه وهى اسباب ضاربة فى القدم ارتيط بعضها بالتسليم المطلق ببعض الممارسات التى ارتبطت بالاستبداد والطغيان واقصاء الاخر وابكار ورفض كل ما من شأنه ارساء مبدأ المشاركة وتداول الاراء وتاريخيا كانت الدولة الاموية هى التى قننت حكم الاستبداد والتنكيل بالمعارضين خاصة كل من تشيع لعلى بن ابى طالب وحاربت ابنائه ومن كان فى صفهم وشهدت فترة حكمهم انهار من دماء الضحايا وعلى رأسهم كان الامام الحسين بن على شهيد الشورى والديموقراطية ولم يشذ العباسيون عن هذا التوجه حيث تعقبوا الأمويين فى كل مكان وقتلوا ومثلوا بجثث كل من وقع فى طائلتهم . حتى المعتزلة الذين يعتبرهم البعض أنهم رواد الفكر العقلانى استبدوا بالرأى وفرضوه بالقوة وقتلوا كل من كان لا يعترف بخلق القرأن .. ان مشكلة الوعى العربى تعود الى استقرار افكار ورؤى فى عقولنا قد تصل الى حد اليقين خاصة تلك التى تعود الى معتقد دينى كاصرار بعض الفقهاء على عدم الخروج على الحاكم الظالم الجائر بدعوى درء الفتنة ، فهل هذا صحيح ؟ هل يترك من يعبث فى الوطن فسادا وظلما واستبداداٌ وأن يفعل ما يشاء بدعوى الخوف من الفتنة ؟ اى فكر هذا الذى يدعو الى مسالمة الظلم ؟ ومن هذا المنطق الجمودى فى العديد من القضايا الحياتية فقدنا منهجية التفكير النقدى للواقع المعاش ومن ثم اتسعت حالة الجمود الفكرى التى اثمرت عقولا مغلقة غير صالحة للتفكير العقلانى حقيقة شهدنا محاولات فردية قام بها الامام المجدد محمد عبده ومحمد رشيد رضا وجمال الدين الافغانى ولكنها كانت مقيدة محدودة الاثر بل أن بعضها قوبل بالرفض كما كان الحال مع رؤية البعض فيما كتبه د. طه حسين والاستاذ على عبد الرازق ومن الاسباب التى ادت ايضا الى ازمة الوعى العربى إفتقاده القدرة على التطور التحويلى فى بني المجتمع فلم يشهد العرب كما حدث فى اوروبا ثورة على سيطرة الكنيسة والخروج على نهجها الظالم وعلى ممارسات الكهنة والتى انتهت بحركة اصلاح دينى متحررة من طغيان الاكليروس وانتهاء مرحلة كالحة السواد فى اوروبا نستثنى من هذا تلك المرحلة التى خرج فيها المعتزلة والخوارج على بعض ما كان يعتقد الناس انه من ثوابت الاسلام .. كما لم يشهد العرب اى ثورة تكنولوجية كالثورة الصناعية التى أسفرت عن ظهور النقابات والاحزاب العمالية التى طالبت ودافعت عن حقوق العمال باستثناء هبات متفرقة فى مصر كحركة عرابى وثورة 19 وثورة رشيد على الكيلانى فى العراق فان كل ما كان يحدث لم يصل الى حد الثورات التى تؤدى الى إحداث تغيير وصفى وكيفى على بنى المجتمعات كما هو الحال فى الثورة الفرنسية والبلشفية .. وهكذا لم يتطور وعى المواطن العربى ولم يتمكن من التفاعل مع الاحداث المؤثرة فى تاريخ وطنه ويأتى غياب الخطاب التنويرى أحد أهم أسباب غياب الوعى العربى او ضعفه ومن ثم بقى هذا الواقع على حاله من التخلق الحضارى وبقاء انماط التفكير المتجمد الذى يمزج بين الخرافة والبدع ويرفض الحداثة بدعوى الحفاظ على الاصالة ومن هنا تظل ازمة الوعى العربى دون حل وتظل القوى الظلامية على حالها من مقاومة اى محاولة تعمل على احداث التطوير والتحديث وتؤدى الى إيقاظ العقل كي ينتشل حياتنا من القيود الفكرية والعقائدية التى تكبلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط