الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابن باديس الصنهاجي والقومية العربية .

الطيب آيت حمودة

2011 / 9 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لا يمكن لجاحد أن ينكر جهد الرجل الديني والتنويري والتربوي والسياسي ، فهو رجل نهضوي متمرس ، يعتقد مخلصا بأن وحدة اللسان مكون أساس للأمة ، خدم وطنه الجزائر بجمعيته بالطريقة التي يراها مجدية ، وبالأسلوب الذي يروقه ويعجبه وفق اجتهاده الديني ، والاجتهاد مبعث غبطة ورحابة صدر خاصة عند الحوج إليه ، وحتى لا نكون مغالين في ذكر إجادات المصلح بجمعية علمائه ورجالته ،إذ لا بد من ( نقد ) أقوال الرجل وشلته وليس انتقادها أو النيل من جهدها ونضالها ، وإنما لا يعد و سوى اختلاف في الرأي ، والإختلاف رحمة من رحمات الرحمن الرحيم .وذاك ايمان مني بأن العمل الفكري عندما يوضع بين يدي القراء، فإنهم يصبحون شركاء لذلك الفكر في ملكيته .
الحقيقة الساطعة أن الإلمام بجهد الرجل وخدمته لدينه ووطنه وأمته لا يتسع له المقام ، و هو غني عن البيان ، تناوله الكثير من الكتاب والمفكرين بإسهاب ، وما وددت الحديث عنه هو نظرة ابن باديس للأمازيغية من خلال بعض أقواله و مقالاته المنشورة .

*** ابن باديس ..... بين الأصل والإنتساب :

كثيرا ما يذيل ابن باديس رحمه الله مقالاته باسم ( الصنهاجي ) وهو اعتراف ضمني بأرومته الأمازيغية باعتباره سليلا لآل صنهاج ذات الآثالة والعراقة في التاريخ بدولتهم العتيدة ( الدولة الصنهاجية ) ،غير أنه لم يعط للأمازيغية قدر عطائه للعروبة ، فلم يمنحها سوى شرف الإنتساب الباهت لها ، فقد كان (عروبيا ) حتى النخاع منتسبا للعرب خادما لأجدنتها وأدلجتها وجر المغارب وراء فكره جرا لغايات يعلمها هو أكثر من غيره .
كثير من البُحاث والدارسين تناولوا انتاج ابن باديس كظاهرة جزائرية مغاربية ، وكثر اللغط حول سلفيته من عدمها ، وأشادوا بموقفه من العروبة والإسلام ، واتخذ القوميون العرب نشيده الذي فيه ( ... وإلى العروبة ننتسب ) مشدا وحبلا متينا ومطية للتمكين للعروبة في الجزائر وشمال افريقيا بعمومها .
وكجزائري أمازيغي مسلم ، لم أستسغ فكر ابن باديس في مسألة العروبة التي ملأ بها الدنى طيلة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن ا لماضي ، ولا زالت آثارها باقية في الوجدان ، فالعروبة التي ينشُدها هي (عروبة حضارية لسانية ) وليست عرقية ، غير أن العروبة بهلاميتها وقابليتها للتلون والتشكل تحولت إلى هوية قاتلة !! لأنها عروبة قابلة للتشظي والتحول تبعا لرغبة مستخدميها ، وكثيرا ما توظف بمعناها العرقي السُّلالي رغم جسامة الإثم في تحول الأنساب .
فالعروبة بُعثت من مرقدها أيام الشريف حسين ، ولورانس العرب ،في حربهما ضد العثمانيين ، وهي من نواتج التواصل المشرقي الأوروبي أيام حملة نابليون ، والتي ترسخت بجهود الألباني الأمي ( محمد علي ) بإرسالاته نحو الغرب ، فكان التلاقح الفكري المَُوَلّدُ ل/ ( القومية العربية ) أُسوة بالقوميات الغربية من فرنسية وألمانية ، و إيطالية ، زادهها جُهد محمد عبده والكواكبي والأفغاني وهجًا واتساعًا ،وهم الثلاثة الذين كانوا قنطرة لعبور العلمانية لبلاد الإسلام ....... أما قبلها فلم تكن مشكلة القومية ذات بال ، فكل المغارب مسلمين وبلادهم تعرف في كتب التراث ببلاد الأمازيغ ، أو بلاد المغارب أوالمغاربة ، أو المغرب الإسلامي ، فكان الأمازيغ من الأوائل الذين ضحوا بقوميتهم الأمازيغية في السر والعلن استجابة لقوله ( أكرمكم عند الله أتقاكم ) .

***ابن باديس وانتحال النسب العربي ....

ابن باديس متيم بتاريخ العرب [1] ، مبرز لمآثرهم وعنفوانهم ، فقد لا يُلام على ذكر مناقبهم في الإسلام ، أما أن يتغنى (بعاد وثمود ) أو الذين (إذا بطشوا بطشوا جبارين) من العرب البائدة فأمرٌ لا يستقيم ، فهو متأثر فعلا وقولا بمدرسة ( محمد عبدو ) الإصلاحية ، اعتقاده متجذر بأن العرب والإسلام شيء واحد لا يجوز الفصل بينهما ، وذاك بهتان وخداع في اقتران القوم العربي بالإسلام ، أو يجعل من الإسلام ملكية عربية ، أو أنه صورة من صور العرب ، وإذا شئت فقل بأن ( الإسلام داخل جبة العروبة ) ، بنفس تفكير ( ابن عربي المتصوف ) الذي اعتقد بأن الله داخل عباءته ، ومن داخل جبته غير (هو ) ؟ فهو الله إذن ، أو أن الإسلام ( مقوم من مقومات العروبة ) ، فتقديرالمصلح الجزائري هو لكي تكون مسلما يجب أن تكون عربيا ، وهي طروحات سلفية أحيانا وحضارية تاريخية أخرى ، أو أنها طرح مؤدلج في أبعد تقدير وضحه بجلاء المفكرالإسلامي المصري (محمد عمارة ) في كتابه : التيارالقومي الإسلامي ، وهو طرح مطابق لمآلات مبتغى المنظر ميشيل عفلق النصراني وأتباعه من مسيحي الشام ومصر ، فأنا مستغرب من قول ابن باديس بشأن انتساب الجزائريين للعروبة لأمرين ، أولهما أن الفكر القومي لا يتطابق تماما مع الإسلام فكثير من علمائه استنكروا القوميات بما فيها العربية وعدوها كفرا بواحا ( فمن يبتغي عزا في غير الإسلام أذله الله ) ، وثانيها أن الإسلام ُيحرم النحول وادعاء الإنتساب للغير في آية صريحة ( أدعوهم لأبائهم ........) وهي الآية التي استرجع بها ( زيدٌ ) حارثيتهُ ، فما لا يجوز على مستوى الفرد، لا يجوز قياسا على مستوى الجماعة ؟؟؟؟ فكيف أن الله حرم انتساب زيد لمحمد ، ويرضى بانتساب الأمازيغ للعرب ؟ دون الخوض في الأحاديث الدالة على تحريم الإنتساب للغير .

*** ابن باديس ورجالات جمعيته أساؤوا للأمازيغية ...

عروبية ابن باديس ليست مبتدعة ، بل هي راسخة في أقواله وإرثه ، وقد أشار إليها محمد الميلي في كتابه ( ابن باديس وعروبة الجزائر ) وهو الذي صرح قائلا : ( لما زرت المدينة المنورة واتصلت فيها بشيخي حمدان لونيسي المهاجر الجزائري ، وشيخي حسين أحمد الهندي ، أشارعلي الأول بالهجرة إلى المدينة وقطع كل علاقة لي بالوطن ، وأشار علي الثاني ،وكان محقا ، بالعودة إلى الوطن بقصد خدمته فنحن لا نهاجر ، نحن ( حراس الإسلام ، والعربية ،والقومية ! في هذا الوطن ) ، فمهما كانت القومية التي ينشدها ابن باديس فهي مستهجنة لأنها سبيل لتأجيج الفكر القومي عند المسلمين ، ويبدو أنه متأثر أيما تأثر بالقومية الفرنسية وبفكر (المدرسة اليعقوبية الفرنسية) التي تقتل التنوع لتحقيق الوحدة السياسية ، فهو فكر شمولي هدفه تنميط وتأحيد من أجل بناء وحدة ؟؟! وهو الشيء الذي برز جليا في مقاله المعنون ( كيف أصبحت الجزائر عربية ) ، وما يبين مسار الجمعية ونهجها المضاد لكل ماهو أصيل في هذه البلاد ما بدر من أحد أفذاذ الجمعية وعلمائها ، محمد البشير الإبراهيمي في مقاله العنصري بمناسبة التقاطه للقناة الإذاعية الثانية الناطقة بالقبائلية الأمازيغية قائلا :[..ما هذه النغمة الناشزة التي تصك الأسماع حينا بعد حين، و التي لا تظهر إلا في نوبات من جنون الاستعمار ؟ ما هذه النغمة السمجة التي ارتفعت قبل سنين في راديو الجزائر بإذاعة الأغاني القبائلية، و إذاعة الأخبار باللسان القبائلي، ثم ارتفعت قبل أسابيع من قاعة المجلس الجزائري بلزوم مترجم للقبائلية في مقابلة مترجم للعربية ؟ ....أكل هذا إنصاف للقبائلية و إكرام لأهلها و اعتراف بحقها في الحياة و بأصالتها في الوطن ؟ كلا، إنه تدجيل سياسي على طائفة من هذه الأمة، و مكر استعماري بطائفة أخرى، و تفرقة شنيعة بينهما و سخرية عميقة بهما.... ] وأشياء أخرى يمكن الرجوع إليها في مقاله (اللغة العربية في الجزائر "عقيلة حرة، ليس لها ضرّة) ، لا أدري بما يُفسر هذا الموقف الناشر ، الذي لا يعبر صاحبه على مركزية نابذة للتنوع ، فهو يريد وأد لسان قوم الله خالقه ُ ، حافظت عليه الأمهات و الجدات على مدار الثلاثة والثلاثين قرنا من المقاومة والنضال ، دون وجود مدرسة ولا سند سياسي متكفل .
ومما حيرني وحير الكثير من أمثالي ، ما قاله ابن باديس في تأبينيته ( لأبي الأتراك) [2] وما أشار إليه من مديح وتقدير وإعجاب قد يكون التقريظ سابقه أيام إسقاطه الخلافة نكاية في منتقدي الكمالية ، على خلاف علماء الأمة الذين قدحوا فيه قدحا باعتباره مقص لشريعة الإسلام ، بنهجه العلماني وتقويضه لأركان الخلافة الإسلامية ، فقال فيه ابن باديس [ ... فقد ترجم القرآن لأمتّه التّركية بلغتها لتأخذ الإسلام من معدنه، وتستقيه من نبعه، ومكّنها من إقامة شعائره ،فكانت مظاهر الإسلام في مساجده ومَوَاسِمه تتزايد في الظّهور عاما بعد عام حتّى كان المظهر الإسلامي العظيم يوم دفنه والصّلاة عليه تغمّده اللّه برحمته ] .
إن ما قاله عن عظمة الأتراك وأحقيتهم في وطنهم ولسانهم ، ينطبق بالتمام والكمال على أبناء جلدته من أبناء مازيغ ، فهم بحاجة إلى فهم دينهم الإسلامي بلغتهم ، ولكنه فسر الأمر لصالح قومية ليست قوميته ، وكان له كيل مطفف ؟؟ دون أن يعلم بأ ن ما صلُحَ للعرب و الأتراك والفرس يصلحُ للأمازيغ ، فالإسلام في جوهره يصححُ العقيدة ولا يحارب الألسن ولا يجتث الأصول .

*** عندما يتحول النبي محمد إلى مسجب للقومية ؟

في مقال له بعنوان (محمد رجل القومية العربية )[3] يرى فيه بأن تدرج النبي محمد في دعوته من الأقربين إلى عشيرته ، إلى قبائل قومه من هاشم ولؤي وطي ومرة وآل عبد شمس .... ، فكان أول الإصلاح متوجها إليهم ومعنيا بهم ،حتى يُنتشلوا من وهدة جهلهم وضلالهم وسوء حالهم ،وتستنير عقولهم وتتطهر نفوسهم وتستقيم أعمالهم ،فيصلحوا لتبليغ دين الله وهدى رسوله...
و أقتبس لكم هذه الأفكار التي لازمته في المقال منها :
1) وإنما ينفع المجتمع الإنساني ويؤثر في سيره من كان من الشعوب قد شعر بنفسه.
2) العرب رشحوا لهدية الأمم التي تدين بالإسلام.
3) فليس الذي يكون الأمة ويربط أجزاءها ويوحد شعورها ويوجهها إلى غايتها هو هبوبها من سلالة واحدة، وإنما الذي يفعل ذلك هو تكلمها بلسان واحد : ولو وضعت أخوين شقيقين يتكلم كل واحد منهما بلسان وشهدت ما بينهما من اختلاف نظر وتباين قصد وتباعد تفكير، ثم وضعت شاميا وجزائريا – مثلا – ينطقان باللسان العربي ورأيت ما بينهما من اتحاد وتقارب في ذلك كله، لو فعلت هذا لأدركت بالمشاهدة الفرق العظيم بين الدم واللغة في توحيد الأمم .
4) من تكلم بالعربية فهو عربي.
5) "لم يعرف التاريخ فاتحا أرحم من العرب"، نعم لأنهم فتحوا فتح هداية لا فتح استعمار، وجاءوا دعاة سعادة لا طغاة استعباد.
6) هذا هو رسول الإنسانية ورجل الأمة العربية الذي نهتدي بهديه ونخدم القومية العربية خدمته، وتوجهها توجيهه، ونحيا ونموت عليها، وإن جهل الجاهلون... وخدع المخادعون... واضطرب المضطربون .
من خلال قراءتي لمقال ابن باديس اتضح لي بأن ابن باديس خُدر بالفكر العربي ، فهو يعتقد جازما بأن أمته الأصليه الأمازيغية الضعيفة ، يجب أن تندمج في الأمة العربية القوية بانسلاخها من مقوماتها ومميزاتها فتنعدم من ا لوجود . وإما إذا حافظ الضعيف على مقوماته ومميزاته فيؤول أمره - ولا بد - إلى الإنفصال [4] . ولا غرو أن ميشيل عفلق المسيحي الذي هو منظر القومية العربية وواحد من جهابذتها قد استفاد كثيرا من نهج ابن باديس العروبي ،فهو صنوه إشادة بدور النبي محمد في انبناء قومية العرب ؟؟؟ وهو ما استغله محمد عمارة في كتابه ( التيار القومي الإسلامي ) كما أسلفت .
، فالخلاف هو في أنني أنظر للعرب من منظور محلي جزائري خارج إطار العروبة وحيزهم الإثني ، وأعتقد مثله بأن العرب هو إخوة في الوطن الدين واللغة والتاريخ بحلوه ومره ، غير أنهم مطالبون بأخذ مقعد مريح إلى جانب إ خوانهم المسلمين (العجم ) من (ترك ) (وبنغال ) (وأفغان ) ( وفرس )( وأمازيغ )..... وغيرهم من البيضان والسودان ، ومن غير تفاضل داخل خيمة الإسلام ، فنبينا محمد صلوات الله عليه وسلم لم يكن من دعاة القومية أصلا ، لأن الإسلام أممي في جوهره يخاطب المؤمنين وليس العرب ، فهو الذي استبدل العصبية الجاهلة بأخوة الإيمان ، والإسلام لا يحارب لغات الأقوام المؤمنة ، ولا ينزع من هويتها - التي تتطابق مع الدين- شيئا ، وهو الذي خلقنا شعوبا وقبائل للتعارف ، غير أن مُصلحنا رحمه الله ينظر للعرب كأنه من جنسهم ، فهو يُحدثنا كأنه من أصول نجدية حميرية ، مدافع عن عروبته متنكر لأمازيغيته التي لم يعطيها سوى الإنتساب الشكلي ، كما أن عروبته اللسانية ليست قويمة ، فلا يُعقل أن نصف كل ناعق بالعربية بالعربي ، فالعروبة رابطة دموية أكثر منها رابطة لسانية دينية ، فكثير من الأقوام وإن كانت ناطقة بالعربية حافظت على جنسيتها الأصلية كالفرس ، فمهما حاولنا أن نكون عربا فلن نقدر ، لأننا بربر بأثنية أسبق من العرب ، وأصلنا لا نقدر على اختياره فهو واقعة موضوعية خارجة عن إرادتنا مرتبطة بأصلنا وماضينا الذي حاول الطامسون محوه من الذاكرة الجماعية للأمة . أما الإستشهاد بقول المستشرق (غوستاف لوبون ) "لم يعرف التاريخ فاتحا أرحم من العرب"، نعم لأنهم فتحوا فتح هداية لا فتح استعمار، وجاءوا دعاة سعادة لا طغاة استعباد.، فذاك يدل عن عوز في القراءة التاريخية ، أو قراءته قراءة أحادية الطرف فلو نقب شيخنا في كتب التراث عن مواضع الزلل في عمليات التوسع الإسلامي لوافق ما ورد في كتاب ( الغزو العربي لشمال افريقيا بين نبالة النص ودناءة الممارسة ) [ 5] ولو قرأ بتمعن ما كتبه واحد من شلته (مبارك الميلي ) في كتابه تاريخ الجزائر القديم والحديث واصفا المد الإسلامي بالغزو العربي لغيَّر موقفه مما قال ، ولعل في مقولة إمامنا رغبة في استحداث توافق مصطنع على حساب أبناء جلدته ، سبيله السكوت عن الفواجع ، وتغليب الوجه المضيء على المظلم ، غير أن الجروح لا تندمل إلابعد تعريتها ونزع السقيم منها ، فإذا كانت الوحدة واجبة وضرورية فلنتحد وفق ما نحن عليه من اختلاف ، فالإختلاف والتنوع هبة ربانية يجب قبولها ، وأمم اليوم ديدنُها التنوع في كل شيء ، فأنا ناطق بالعربية ليس لأنني عربي ،وإنما لحاجتي إليها في فهم ديني من مصدره الأساس (القرآن ) ، فولا الإسلام لطور الأجداد لغتهم الأم ، ولختاروا لغات أكثر ابداعا وتألقا وعالمية من العربية .

*** هذه العروبة التي نسختها ... مبارة في كرة قدم ؟ .

كم تمنينا أن نساير الطرح القومي العربي الحديث بنبرته الشمولية المقصية لكل تنوع ، فكنا عربا رغبة أو رهبة ، بالإنتساب الطوعي من باب مولى القوم منهم ، أو رهبة لأن المتسيس والحاكم يؤيدان الطرح عن دراية أو سذاجة ، غير أن فهوم الناس تبدلت وأفصحت عن مكنوناتها استنقاصا لمعتقدات مؤدلجة صيغت في بدايات القرن العشرين ، هذا الزمن وصفه مالك ابن نبي بأنه زمن ( العفن ) فهو يرى نفسه منتميا إلى الجيل السيء ، ويرى بأن العفن على نوعين (استعمار) (وقابلية للإستعمار ) ، وهو الذي وصف نفسه ( بالنحلة المتخمة ) مصدر تخمتها ليس رحيق الزهور ، وإنما هو خلاصة مركزة لما يختلج في نفسه من فكر إسلامي ثوري ، فهو بموقف مزدر من مشاركة الوفد الجزائري في المؤتمر الإسلامي 1936 ، الذي يتقدمه بن جلول رفقة (بن باديس والبشير الإبراهيمي والطيب العقبي) ، حيث أدرك من يومها أن لا خير يرجى من الأزهر والزيتونة وكلية الجزائر ... ، وقد كبر أربعا على (العلماء )وأقام عليهم الحداد منذ ذلك العام ، واعتبرهم أ عجز من فهم فكرة ، ناهيك عن تصورها وتنفيذها .
فالعروبة التي ينشدها ابن باديس لا يقبلها عرب الجزيرة الذين يشغلون مركز القومية ، والباقي تبع في فلكهم يدورون ( عرب الهوامش ) ، فالقضية هي أننا لا نُحسب عربا لرغبة منا ، و إنما بقبول الطرف المركزي انتماءنا إليه ، وهذا المركز الهوياتي لا يقبل الندية ، فهو ينظر إلينا نظرة توجس وازدراء ، فنحن عرب عند الحاجة إلينا ، (وبربر النيغاس) عندما تختفي تلك الحاجة ، وقد برهنت مواقف كثيرة عند ذلك منها ما وقع من تلاسن وتنابز ، وما سال من حبر بين (المشارق والمغارب ) بسبب فوز كروي للبربر ؟؟؟!!! ، حيث أدركنا بعد الفاجعة بحقيقتين : أولهما أننا أمازيغ شئنا أم أبينا ،وليس لنا اختيار في ذلك - أخذنا برأي ابن باديس أم أبينا - ، وثانيها أن اجتهادنا وابداعات أجدادنا داخل خيمة العروبة لم تنفعنا بالقدر الذي نفعت العرب ، حيث صب جُهد الأجداد كله لصالح العرب ؟ فنشدان السمو والسؤدد والجاه والمكانة الرفيعة لنا بين الأمم لن يتأتى إلا باللغة الأصلية الأمازيغية الأم ، فأنا لست مستعدا الإنتساب إلى عروبة مزيفة ! ، أبسط هزة فكرية ، أو تنابز حاد ، أوشنآن دنيوي مادي محتمل ، سيجعلني ( بربريا سافلا متخلفا ) لولا العرب لبقيت من ساكنة الجحور والمغاور ؟؟؟ .

خاتمة :
إذا كان لابد من وضع مصلحنا ابن باديس في مكان ما من التصانيف العديدة ، فالأولى في نظر ي وضعه في خانة محبي الجزائر الإسلام والعروبة ، فهو متقمص لآلام وآمال الجزائريين ، إلا أنه لم يعبر عنهم جميعهم في ( قضايا الشريعة بمنظوريها السلفي) ( والتصوفي ،) ( ولا الهوية في منظورها العروبي) ، وهاجس وحدة الأصل ووحدة اللغة والدين الذي رافقه ، لا يعني بحال من الأحوال جماعة سياسية واحدة ، ولا أمة واحدة ، والمحك بارز جلي في واقع العالمين الإسلامي والعربي الماثل أمامنا بالأمس واليوم .

الإحالات *************************
[1] محاضرة له في تونس 1939 بعنوان : (العرب في القرآن ) . مقاله بعنوان (محمد رجل القومية العربية ).
[2] مقال له في تأبين كمال أتاتورك، بعنوان "مصطفى كمال رحمه الله " ، مقتبس من /آثار الإمام عبد الحميد "بن باديس"، [ج3 / من 122 إلى 125]
[3] أنظر الشهاب : ج3 م12، غرة ربيع الأول 1355 هـ/جوان 1936 م.
[4] قراءة قياسية ،وإسقاط على قوله بشأن الجنسية السياسية ، والجنسية القومية أثناء مشاركته في المؤتمر الإسلامي 1936 مبررا موقفه من المشاركة .
[5] محمد الزاهد ، الغزو العربي لشمال افريقيا بين نبالة النص ودناءة الممارسة ، يمكن تحميله وقراءته من موقع ( توالت ) على الرابط : http://www.tawalt.com/?p=648








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العروبة ليست نهاية العالم
عقبة ( 2011 / 12 / 17 - 21:04 )
لو وضعنا الصبغة العربية التي أضفاها شيخنا على الجزائر في ميزان الدراسة العلمية لوجدناها غير دقيقة لكن ليست خاطئة مائة بالمائة, لا تنسى يا عزيزي أن الجزائريين اغلبهم من العرب, وهم احفاذ الذين جاءوا أثناء الفتح و بعده عبر فترات متباعدة, في حين كان اغلبهم قبائل بني هلال و بني رياح و بني سليم و احفاذ الادارسة, فالفكرة القائلة بان اغلب الجزائريين هم امازيغ عربهم الإسلام صعبة التصديق, فكيف للإسلام أن يعرب الامازيغ فقط, لماذا لم يعرب الفرس و العجم وهم من عرفوا الإسلام قبل الامازيغ, كما أن الإسلام لا يسلب الناس هوياتها
الحقيقة أن الجزائر هي امازيغية و عربية في الوقت نفسه, تماما مثل كندا هي هندية و انجلوسكسونية و فرنسية
ربما أنت محق في الكثير من مأخذك على الشيخ عبد الحميد بن باديس لكن فيما يخص الهوية, اعتقد بأنه اخذ الوجهة الصحيحة طالما اختار لهويتنا بعدا هو من صميمها وفي مصلحتها, فلو في المستقبل أتت على وطننا ظروفا تدعونا لتسبيق الهوية الامازيغية لظهر علماء جزائريون أجلاء يدعون لها و ينشدون بها و ستكون إن شاء الله نعمة الانتماء و الانتساب و الله اعلم


2 - العروبة ليست نهاية العالم
عقبة ( 2011 / 12 / 17 - 21:24 )
لقد قرأت مليا هذا المقال, بكل موضوعية وجدته فسيفساء من الصواب و الخطأ, من الإنصاف و الإجحاف, من العمق و السطحية, من الإنسانية و الشعوبية,
اعتقد أن الشيخ عبد الحميد بن باديس دعي لفكر و أيقض هوية من اجل قومه الجزائريين, فكانت الهوية العربية وهذا كله وسط زخم و مرج الاحتلال الفرنسي ومشاريعه المدمرة للهوية الجزائرية, لقد كان هذا الميل مدروسا من طرفه ليكون عنصرا موحدا بين الجزائر و محيطها العربي وإضافيا زيادتا على عنصر الإسلام , فالعروبة باستطاعتها أن تكون مشتركة بين المسلمين أحسن من الهويات الأخرى, كما انه و بفكرته هذه لم ينفي على الجزائر انتمائها الامازيغي, وهو صاحب المقالات المنوهة بتمازج الدماء بين أبناء مازيغ و أبناء يعرب


3 - خلقناكم شعوبا وقبائل لتعرفوا .
الطيب آيت حمودة ( 2011 / 12 / 18 - 08:56 )

شكرا لعقبة على المرور والتفاعل.
أتفق معك أن مسعى المصلح ابن باديس هو التأحيد من أجل تحقيق الإستقلال ، غير أن نهجه وإن كان مفيدا في ذلك الزمن فهو لا يصلح في زمننا لاتساع أفق المعرفة وازدياد وهج الفكر ، فلا يمكن عجن قوم في قومية أخرى بديلة خارجة من عباءة الإسلام بفعل التماهي مع الغرب ودعما منه ( الثورة العربية الكبرى، لورانس العرب ، العرب ضد الخلافة الإسلامية ).
سقطت الخلافة العثمانية في 1924 تاركة وراءها أربع قوميات كبرى ، فازت ثلاثة منها بشرف بناء قومياتها لظروف ساعدتها ( الترك ، والفرس ، والعرب ) وأخفت قومية رابعة (الأمازيغية في شمال افريقيا) وأخريات مثيلات لها لغياب ظروف وأسانيد مشجعة لها ، وذوبوها قسرا في العروبة بعد أن افتعلوا لها ذرائع سياسية مدعمة بالدين واللغة على شاكلة ما فعله ابن باديس وآخرون المتماهين مع الفكر المشرقي المستحوذ ، خاصة بعد تنامي الفكر القومي العربي بوثبته الناصرية .


4 - وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
الطيب آيت حمودة ( 2011 / 12 / 18 - 09:01 )
تابع...
وساد قول المغلوب مولع بتقليب الغالب في شكله ولباسه ومأكله ولغته .
القول يا أخي بأن العرب أغلبية في شمال افريقيا سراب فندته الأبحاث ، فالعرب أقلية بيولوجيا ظهرت كثرتهم وأغلبيتهم بفعل التراكمات الكلامية المؤدلجة ، واستخدم اللسان فيه كرأس حربة في جرنا تباعا الى مربط العروبة ، تاريخنا يحتاج الى اعادة قراءة بعد أن طاله النسيان و التزوير ، فالعرب الفاتحون الأوائل منهم من قضى نحبه ومنهم من عاد مشرقا شغفا وحنينا لموطنه الأصلي ، وقلة منهم استقرت في وطنها الجديد الى جانب الأمازيغ ، أما الأدارسة والأغالبة وبنو رستم والعبيديون فما هم سوى أفراد جاءوا لحاجات دينية وسياسية ، فادريس الأكبر جاء فارا من المسودة العباسية رفقة صحبه راشد الأمازيغي الذي أنشأ لابنه من أم أمازيغية مملكة الأدارسة التي أقامها المصامدة الأمازيغ ، ونفس الشيء يقال عن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الإباضي ، ويقال عن عبد الله الشيعي ومن بعده المهدي.


5 - خلقناكم شعوبا وقبائل لتعرفوا .
الطيب آيت حمودة ( 2011 / 12 / 18 - 09:09 )

...تابع....
أما الهجرة الهلالية وأخواتها فتعدادها حسب ما ذكرته المصادر لم يرق للتأثير على البنية البشرية المحلية إلا في الجانب اللساني .
فما نراه من سواد اللغة العربية لا يترجم بحق حقيقة أننا عرب بقدر ما هو أننا أمازيغ ناطقون بالعربية .

وواقع حال كندا وأمريكا لا ينطبق بالتمام مع حالنا في شمال افريقيا لا ختلاف الغايات والمسوغات والظروف ، وكان حري بك أن تظهر جوانب الخلل فيما ذكرنا صوابا وخطأ لنتمكن من تبيان الأمر قصد اثراء جوانب الإجادة واستبعاد مواضع الخلل في جوانبه الشعوبية والسطحية والمأخذية والمشاريع التدميرية الفرنسية أكثر فتكا لهوية الأمازيغ ، بل هي خادمة للعروبة ضد الأمازيغ فيما عرف بسياسة وحدة اللغة ( المدرسة اليعقوبية ). حاول أن تنظر بإنصاف لقضية الأمازيغ .
تحياتي لكم في كل الأحوال .


6 - لعل ما ترفضه هو اجمل ما تتصور
عقبة ( 2011 / 12 / 18 - 19:17 )
احيي فيك الثقافة الشاسعة و الاطلاع العميق, لكني لم استطع الوقوف على كل نقطة أضئتم جوانبها, فكان أكثرها لطيفا طيبا, و مداخلتي لا تعني شيئا غير إبداء الرأي, معلوم أن أحوال كندا ليست كأحوال الجزائر فلم اذكرها إلا على سبيل المثال لا الحصر
كيف لي أن أومن و اقتنع بشيء ليس من حقي, بل كيف تسول لي نفسي ألا أنصف الامازيغ و أنا أدب على أرضهم, إن كنت فعلت هذا فانا لعمري ناكر للجميل و قاضم لليد التي امتدت إلي, إن الامازيغ هم أصحاب الديار و ليس من شيم العرب أن نسيء لمن نزلنا عندهم, فما بالك إن كانوا أخوالنا و أحبائنا
فنحن متفقان على الهوية الامازيغية و ما اختلفنا إلا على الهوية العربية, فأنت تراها دخيلة أما أنا فأراها مقيمتا وأختا و شقيقة


7 - لعل ما ترفضه هو اجمل ما تتصور
عقبة ( 2011 / 12 / 18 - 19:22 )
العبرة في فهم مشاعر الشعوب و ردات فعلهم تستخلص من انجازاتهم و خياراتهم عبر مراحل التاريخ و ليس الاكتفاء بدراسة هذه الدعوة أو هذا المصطلح أو ذاك, رغم أن هذه الدراسة لا تقل أهمية, عندما نتابع العروبة كمصطلح نجدها نشأت كما تفضلت به نتيجة صراع جيو سياسي بين الغرب و العثمانيين و العرب الطامحين لبناء كيان يترنح بين النجاح و الفشل, فهي كمصطلح لم يأتي بها الرسول (ص) و لا أصحابه الكرام (رض), لكن العروبة كانت حاضرة في عصرهم من دون تسمية, فالعبرة ليست بالمسمى لكن بالفحوى و المقتضى, كانت في أخلاقهم و صفاتهم و فصاحتهم و بلاغتهم, الحقيقة أن الإسلام جاء لاغيا لصفات العرب السيئة و مثبتا لصفاتهم الكريمة و مضيفا إليها مكارم لا حصر لها, مثلما اختار الله محمد (ص) نظرا لصفاته الكريمة لدعوة قومه اختار العرب لصفاتهم الكريمة لدعوة البشرية, وهذه الصفات هي التي سماها علماءنا الأجلاء بالعروبة, كانت حاضرة بكل قوتها عبر التاريخ لكن بدون اسم ولا عنوان


8 - لعل ما ترفضه هو اجمل ما تتصور
عقبة ( 2011 / 12 / 18 - 19:45 )
صحيح أن الفرس و الأتراك و الامازيغ أعطوا الكثير من المآثر, لكن أساءوا لأمة محمد (ص) أيضا, فالفرس صنعوا من التشيع السياسي تشيعا دينيا و اخذوا ينخرون في العقيدة الإسلامية إلى أن جعلوا الصحابة (رض) منافقين و حولوا الرسول (ص) إلى فرع و الحسين (رض) إلى أصل, والأتراك أمعنوا في تجهيل المسلمين حتى أننا لا نذكر اى عالم أو صرح علمي ظهر أثناء حكمهم للمسلمين, أما الامازيغ فكانوا اقل و طاة و ارحم سريرة على الأمة الإسلامية بغض النظر عن دعمهم ومسايرتهم للفاطميين الذين شوهوا العقيدة لكن بدرجة اقل من الصفويين, لم يعرف الإسلام أحسن حافظ من العرب, التاريخ خير شاهد على ذلك, فلم يعرف المسلمون عصرا اكتر حرمتا للحياض و لا أكثر حفظا للدين و لا احفل بالعلماء سواء علماء الوضع أو الشرع ولا اعتناءا بالتمدن والعمران من عصر الأمويين و العباسيين


9 - لعل ما ترفضه هو اجمل ما تتصور
عقبة ( 2011 / 12 / 18 - 19:48 )
لقد حاول الغرب و بعض من البعثيون أن يعطوا للعروبة معنا عرقيا و هذا ما جعلها غير مقبولة و هذا أمر طبيعي
قال تعالى- يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير
لكي يبعدوا المسلمين عنها لان فيها صفات نبيهم (ص) و أصحابه الكرام (رض)و لتفويت الفرصة عليهم عمل علماءنا على إعادتها إلى سياقها الذي كانت عليه منذ 14 قرن


10 - الجزائر مسلمة و أمازيغية في أغلبها و ممكن أنت
إسماعيل النمامشة ( 2012 / 2 / 26 - 21:45 )
الأخ عقبة إن كل الجزائريين مسلمون و لله الحمد. أنا من قبيلة كان أجدادي يتكلمون الشاوية و نحن الآن لا نعرف حرفتا منها.
لقد حدث استعراب للأمازيغ . و القول بأن الجزائريين هم أحفاد الفاتحين الذين لا يتجاوزون بضعة آلاف و بني هلال الذين قضوا في المعارك في أغلبهم هراء و ساذج يكذبه كل من لديه أدنى معرفة بتاريخ الجزائر
حتى الطباع و الملامح تختلف في مجملها عن ملامح العرب في الجزيرة العربية فمن أين أتت الملامح الشقراء و البيضاء التي تغلب على تركيبتنا البشرية.
اللغة العربية لغة لكل المسلمين و القول بأن الجزائر ليست عربية حقيقة أراداها اللله فكيف أكذبه. كنت مثلك أيضا لقد نشأت في مجتمع يتكلم العربية لكنها ممزوجة بكلمات لا أجد لها تفسيرا، بحثت عن أصولي فعرفت بالرغم من أن أكثر من ثلاثة أجيال سبقتنا لا تعرف الشاوية إلا قليلا. ربما أنت من سليل بربر زناتة المستعربة و الله أعلم.
الجزائر أمازيغية بأغلب شعبها مسلمة بدينها معتزة بقرآنها و العربية ليست ملازمة لبقاء و استقرارا المقومات الإسلامية المكتسبة


11 - دزاير
إسماعيل النمامشة ( 2012 / 2 / 26 - 21:49 )
كيف لأقلية أن تبتلع أكثرية؟؟؟؟؟ الجزائر أمازيغية مسلمة
أنصحك أخي بقراءة مقال الدكتور العربي عقون: الأمازيغ عبر التاريخ نظرة موجزة في الأصول و الهوية و هو في هذا الموقع


12 - صدقني, ليس هناك شعب يتخلى عن اصله
عقبة ( 2012 / 3 / 15 - 19:56 )
انا لا استبعد ان اكون ذواصل امازيغي، كماان هذا لا يحزنني ولا يسرني، فالمهم ان اكون مسلما، لكن تحتفظ النفس البشرية بحقها الا تكون ضحيتا للمغالطة والتي ليست بالضرورة مقصودة، لو كان حقا المتكلمون بالعربية ذوي اصل امازيغي لكان سهلا على اجدادهم ان ينقلوا لهم هذه الحقيقة، لكن هؤلاء الاجداد ذكروا ان الاصل هو عربي قح، و انتقلت هذه المعلومة من جيل الى جيل، اتسائل كيف يعقل ان شخصا عبر التاريخ يتخلى عن اصله ويتقمص اصلا آخرا حتى و ان كان شريفا!؟ حتى ان الاسلام يخذر من ذلك و يرفضه
.....


13 - صدقني, ليس هناك شعب يتخلى عن اصله
عقبة ( 2012 / 3 / 15 - 20:48 )
ان البشر بطبيعتهم و من بين اهم التعاليم التي يلقنونها للاحفاذ هي الاصل، حيث لايقبلون التلاعب فيه، صحيح ان هناك الكثيرمن هم امازيغ ناطقون بالعربية لكن حقيقة انهم امازيغ نقلها الاجداد كابرا عن كابر(مثلا النمامشة)، اتسائل هنا لماذا عندما يلقن الاجداد اننا امازيغ تصدق هذه الحقيقة لكن عندما يلقن الاجداد على اننا عرب يظهر المشككون و المنكرون و...و...و
ان ظاهرة هجرة القوميات عرفها البشر عبر التاريخ وليست جديدة
اليس المجريون في اغلبهم ذوي اصول فنلندية؟؟؟
اليس الاتراك الذين هم غالبية سكان تركيا جاؤوا عبر التاريخ من وسط آسيا؟؟؟
اليس الامريكيون في اغلبهم ذوي اصول اوروبية؟؟؟
لماذا عندما يتعلق الامر بالعرب و بالجزائر تصبح الامور مستحيلة!!؟ رغم الدليل الساطع و الواقع الناطق!!؟


14 - صدقني, ليس هناك شعب يتخلى عن اصله
عقبة ( 2012 / 3 / 15 - 22:03 )
انني ارى في اليوم الكثير من الوجوه السمراء و سحنات العربية و كذلك ارى الكثير من مثيلاتها الامازيغية، انني اجد في الذاكرة الجماعية لقبيلتنا اولاد نائل،و الموروثة عن اسلافنا الكثير والكثير مما لا يترك اي سبيلا للجدل، اننا عرب، ربمااختلطنا بالامازيغ بحكم المصاهرة، سواء عن طريق الارحام اوعن طريق الاصلاب
لكن عروبتنا اكثر من حقيقة، بل هي اليقين و بعينه، فمن كثرة القرائن حتى جعلت الريبة فيها هي شك في بديهيات الاشياء
والعلم الآخر والاول لله


15 - اصبحنا ندعوا لافكار تؤذي الدين بدون ان نشعر
عقبة ( 2012 / 3 / 16 - 14:51 )
من قال لك يا اخي ان كل الجزائريين هم مسلمين؟ انت مخطئ يا اخي، لقد كان لي نفس الاعتقاد لكني تفاجأت ان هناك الكثير من الجزائريين من يعتقدون باشياء تنسف الاسلام من اساساته، وهؤلاء يكثرون في المناطق الناطقة بالامازيغية، حيث الكثير من هؤلاء من اهل الردة، لحسن الحظ انهم لايشكلون اغلبية، هل تعلم لو كان سيدنا ابو بكر الصديق (ص) على قيد الحياة ماذا كان فاعل بهم؟ لقاتلهم حتى يفيئوا الى امر الله.
لقد تخلينا عن النصيحة و طغت علينا الانانية و تركنا الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ، فلا عجب في ذلك ان كان من ابناء جلدتنا من يشوه صورة الفاتحين الذين كانوا الاسوة الحسنة في نشر هذا الدين، لو صدق الناس التشويه الذي الحقه اليهود بالرسول (ص) لما دخل في الاسلام احد، كذلك الذي يعتقد ان الفاتحين كانوا سفاحين و ظالمين لا محالة يتزعزع ايمانه، و يقول اهاؤلاء من مثلوا هذا الدين!؟ انه لعمري دين باطل، فالنفوس ضعيفة والشيطان لها بالمرصاد
ان رأيي ليس قرآن، حاشا لله و جل و على، لعلي قد اخطأت، لكني اكره ان تثرى افكار تسيئ الى الدين و تدفع ابنائنا لابتعاد عنه. و العلم لله


16 - استدراك
عقبة ( 2012 / 3 / 16 - 16:04 )
.(سيدنا ابو بكر الصديق(رض) و ليس (ص


17 - الى عقبة
الطيب آيت حمودة ( 2012 / 3 / 16 - 19:25 )

من اسمك ( عقبة ) يتضح المقال ، فإن كنت مشككا في أمازيغيتك الوطنية ، فإذا أنت عربي وافد ، وانك (عربي في بلاد الأمازيغ) ، لآ يمكنني أن أسفه نسلك أو جنسك ، لكنك جزائري بحكم تواجدك وتواجد أجدادك ، والجزائر في تاريخها أمازيغية ، والمهاجر غالبا هو من ينتسب للأرض والبلد الذي اختاره للإقامة ، ثم أننا في دولة مدنية لا يهمها نسلك ، فكلنا أمام الدولة سواء ولو افتراضيا .
أما ما تلوح به من نصرنة الأمازيغ القبائل وارتداد بعضهم ، فهذا تشنيع لا يليق منك ، فالإرتداد موجود في كل بقاع الجزائر وضمن المحيط المعروف بالعربي ، وليكن في علمك أن ما يقارب من ثلث العرب المشارقة نصارى ويهود في مصر وفلسطين وسوريا والعراق .....وأن حرب الردة التي شنها أبو بكر الصديق جوهرها مادي اكثر مما هو عقدي ( والله لو منعوني عقالا كانو يؤدونه للرسول صلى الله عليه وسلم لحاربتهم عنه ) . ولا وجود لحد الردة في القرآن


18 - الى عقبة
الطيب آيت حمودة ( 2012 / 3 / 16 - 19:28 )

تابع ...
أنت تريد أن تجعل من تنصر بعض الأمازيغ شماعة لضربهم بالهبهاب ؟؟؟ وتبيدهم بعد ذلك عن آخرهم ،
وصدق أبو حامد الغزالي حين قال : [ إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم-]
وإن كنت ترى بأن العرب أكثرية سلالية ، فأين هم أهل البلد الأصليين ، هل أبيدوا كما أبيد الهنود الحمر ؟
وضعنا في شمال افريقيا بهوية أمازيغية ليس انتسابا لجنس وإنما انتسابا للأرض ، فنحن جميعا بمختلف أصولنا وتنوعنا اللساني والجنسي ، مغاربة ..... وبدو ن (عربي ) من فضلك ، لأن صفة العروبة تجعلني وتحفزني على وصف المغرب ( بالأمازيغي ) فالفكر المعتدل واجب .

.


19 - و ليكن المغرب امازيغي اين هي المشكلة
عقبة ( 2012 / 3 / 16 - 21:47 )
كون المغرب هو في غالبيته عربي هذا ليس معناه بالضرورة ان الساكنة الاصلية قد ابيدت و اضحت اقلية، ما اقصده و ما ارى انه حاصل و الله اعلم، انه حدث توافد كبير من طرف اقوام عربية، الى درجة ان الامازيغ انتقلوا من موقع الاكثرية الى موقع الاقلية، مثل وعاء الزيت اذا اضفت له قدرا كبيرا من الخل اصبح جله خلا بدون اي انتقاص من الزيت، اهل الردة من العرب كانو على قسمين منهم من ارتد عن دفع الزكاة و منهم من ارتد عن الدين قاطبا، فوجب في حقهما القتال، انت و انا ابرياء من اولائك الذين يستعملون الهبهاب، لست ادري لماذا ربطتنى بهؤلاء القوم الذين لا ملة ولا دين لهم، لست ضد امازيغية المغرب ولا ضد عروبته، انا ضد الاحادية و الاقصاء. انا ضد اقصاء الامازيغ و ضد اقصاء العرب
و ليكن المغرب امازيغي ، اين هي المشكلة، المشكلة في نكران الطرف الآخر
ربما لم استطع الشرح احسن من هذا، هذا رأيي والله اعلم
ربما يرى بعض من الاخوة انني ذو آراء شاذة، لكني صدقني انني اتكلم بما هو في قلبي


20 - من المفروض انك مسلم مثلي
عقبة ( 2012 / 3 / 17 - 15:14 )
نصارى المشرق ليسوا من اهل الردة، ذلك لانهم ورثوا دينهم منذ غابر الزمان، اذن هم اهل الذمة، يجب ان نفرق بين الاشياء، اما الذين بدلوا دينهم من بني جلدتنا فهم مرتدون، حيث لم تعرف المناطق الناطقة بالامازيغية هذه الظاهرة الا في القرن العشرين الميلادي، انا اصف و اشخص وضعية اجتماعية و فكرية تعيشها منطقة من مناطق الجزائر، اذ لا اتكلم من منطلق التشفي و لا الانتقاص فلكل منطقة مساوئها، اردت ان اصحح معلومة خاطئة كانت في ذهن الاخ (اسماعيل) لكي اوضح له ان الوضع هو اخطر مما يتصور
اما فيما يتعلق باسم (عقبة) ، انني اراه من زاوية أخرى و ربما انت توافقني، لو تمسك المسلمون بمبادئ سيدنا عقبة بن نافع (رض) و بمبادئ سيدنا طارق بن زياد (رض)، لما ضاع منا الاندلس
من المفروض انك مسلم مثلي، من المفروض ان تكون بجانبي لا ان تدافع عن الذين خدعتهم الالسن فبدلوا دينهم


21 - الجزائريون في أغلبهم أمازيغ مسلمون مستعربون
إسماعيل _ النمامشة ( 2012 / 4 / 14 - 23:06 )
هناك من القبائل الجزائرية من تُعد عربية و هي تجمع قبلي بأغلبية أمازيغية ساحقة مثل النوائل، حاولت أن أجد من يسمى نائل في المشرق فلم أجد أبدا، أما كلمة النوائل فهي اشتقاق لكلمة أمازيغية تعني الخيمة و كانوا أهل خيم، أم عن صفة السمرة فيهم فهي صفة للزناتيين و نحن هنا في النمامشة توجد صفة السمرة عند الكثيرين لأن قبيلتنا تجمع بين الجراويين والهواريين و الزناتيين..
أخ عقبة لقد بينت أن ميلك للجنس العربي فيه عرقية مقيتة و كذلك تريد أن نقبل بطرح أن الأمازيغ أقلية في الجزائر في حين العرب أغلبية
البلدان الخليجية ذات الأغلبية العربية بوفود العمالة الأجنبية لهم أصبحوا كالأقلية، فكيف يمثلون في بلدان بها مئات القبائل غير عربية أكثرية؟ أنا معك في أن الإسلام وحده دليل لنا، لكن تزوير الأنساب بما لا يستقيم هو عمل شائن.
القول بأن الجزائر أمازيغية ليس تسفيها لباقي الوافدين من العرب و الأتراك، لكنه كالقول بأن ألمانيا جرمانية و لو وجد بها الكثير من المهاجرين. لا فرق بين المسلمين أبدا إلا بالتقوى، نحن في النمامشة نُشأنا على أننا عرب لكن هناك من بني عمومتنا في القبيلة من كانوا يتحدثون الشاوية،وبالبحث عرفنا أصلنا


22 - على اي حال نحن مسلمون و كفى
عقبة ( 2012 / 4 / 29 - 17:16 )
الى اسماعيل:
اتعجب عندما قلت بان لي ميل للعرقية المقيتة، العرقية تكون مقيتة لما تحمل في ثناياها تهميش الآخرين و الاساءة اليهم او تفضيل بني العرق على الآخرين بدون وجه حق، كما انك لا تعرفني فكيف تصفني بهذا الوصف القاسي!!
الاسم الحقيقي للنوائل هو أولاد نائل او بنو نائل، النوائل هي صياغة الكلمة على شكل جمع التكسير(مثلا: خزانة - خزائن، قاعدة - قواعد،.....إلخ ). ينحدر اصلنا من جدنا الاكبر: محمد بن عبد الله الخرشفي ويمتد اصله الى ادريس الاكبر الى غاية الحسن بن علي بن ابي طالب (رض)، هناك رواية اخرى تقول اننا من اصل هلالي حيث ضعفها المختصون بالانساب، جدنا كان اسمه محمد و كنيته نائل لانه الوحيد من بين اخوته من نال الرضى و الدعاء بالخير من والده. اما اسم نائل هو منتشر في بوادي المشرق، كما ان احدى زوجات عثمان بن عفان (رض) كان اسمها نائلة رضي الله عنها


23 - كتب قيمة
عقبة ( 2012 / 5 / 21 - 01:15 )
الى الاخ اسماعيل
وجدت كتابا قيما عنوانه (هذه هي الجزائر) من تأليف المؤرخ احمد توفيق المدني، فيه شروحات مستفاضة حول القبائل العربية التي استوطنت الجزائر و مدى تأثيرها العرقي و السياسي و الاقتصادي، كما ان هناك كتاب لنفس المؤلف و هو موسوعة، عنوانه (تاريخ الجزائر) اعتقد ان فيه تدقيق اكثر
سوف تجد ان الجزائريين الذين نعيش معهم اليوم و الذين يقاسموننا هذا الوطن و الذين نفشي عليهم السلام كل يوم و نعيدهم عندما يمرضون و نشمتهم عندما يعطسون و نشيع جنائزهم عندما يتوفون،... هم في اغلبهم عرب
بارك الله فيكم

اخر الافلام

.. من مسافة صفر.. استهداف دبابة إسرائيلية بعبوة -العمل الفدائي-


.. متظاهر يهتف -غزة- خلال توقيفه بنيويورك في أمريكا




.. إسرائيل تؤكد إصرارها على توسيع العملية البرية في رفح


.. شرطة نيويورك تعتدي على مناصرين لغزة خلال مظاهرة




.. مشاهد للدمار إثر قصف إسرائيلي على منزل عائلة خفاجة غرب رفح ب