الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الرشيدة ومكانتها الدولية

صاحب الربيعي

2011 / 9 / 22
المجتمع المدني


الدولة كيان معنوي في الأسرة الدولية ليس لدالة موقعها الجغرافي في العالم فقط وإنما لتمثيلها تاريخ مجتمع حضاري ومنجزاته في الحاضر وتطلعاته نحو المستقبل، وتقاس فعاليتها بمكانتها في الأسرة الدولية بدالة منجزاتها الداخلية وتصنيفها دولة ناجحة تحتل موقعاً متقدماً في لائحة الدول الرشيدة في العالم. لا يتحدد ذلك بموقعها الجغرافي ومواردها المالية وحسب، بل يعتمد على إدارة نخبها السياسية لمواردها المختلفة على نحو سليم وتوظيفها في خدمة المجتمع لتدعيم موقفها في الأسرة الدولية بعدّها دولة رشيدة قادرة على إعداد الخطط المستقبلية والبرامج التنموية لتحقيق أهدافها الستراتيجية.
وفي المحصلة فإن التوظيف العقلاني لكل إمكانات الدولة لتحقيق التنمية الشاملة في القطاعات الانتاجية والخدمية ينعكس ايجاباً على رفاهية المجتمع بمعيار التصنيف العالمي لقياس فشل الدولة أو نجاحها ويعدّ تصديها لائحة الدول الرشيدة في العالم إقراراً عالمياً بمكانتها المميزة في المجتمع الدولي.
يعتقد (( أحمد أوغلو )) " أن الدولة القادرة على توظيف قواها على نحو فعال يواكب التغيرات الديناميكية المعاصرة ولديها مهارة عالية في تحويل الأهداف الستراتيجية البعيدة المدى إلى تكتيكات قصيرة المدى، تحقق درجات عالية من التقدم ".
إن وجود نخب سياسية كفوءة وبتخصصات إدارية مختلفة وخبرات ناجحة في مؤسسات الدولة ويعملون بروح الفريق الواحد المنسجم يعدّون خطة ستراتيجية لتحقيق أهداف الدولة بعيدة المدى وخطة تكتيكية تحقق أهداف قصيرة المدى ذات مرونة عالية يُمكنها إجراء تعديل على كل الخطط والبرامج المعدة سلفاً لتنسجم مع التغيرات السياسية والاقتصادية المتأثرة على نحو مباشر بأحداث داخلية أو على نحو غير مباشر بأحداث خارجية، يحققون معايير الدولة الرشيدة في التصنيف العالمي.
يؤكد (( أحمد أوغلو )) " أن معيار الدولة الرشيدة يقاس بتخطيطها الستراتيجي المنظم وقوة إرادتها السياسية في توظيف قدراتها الثابتة والمتغيرة، على خلافه تصبح دولة فاشلة قياساً بالدول الأخرى ".
إن سياسة تصفير المشكلات السياسية الداخلية بين الدولة ومكوناتها العرقية والأثنية بمنحهم حقوق متساوية وإلزامهم بالواجبات يعزز الجبهة الداخلية ما يُمكنها توظيف الموارد المختلفة في التنمية والخدمات لزيادة مستوى الرفاه الاجتماعي. وفي المقابل يتطلب اتباع سياسية تصفير المشكلات السياسية الإقليمية، توفر امكانات وخبرات لإدارة الأزمة السياسية مع دور الجوار على نحو سليم من خلال اعداد خطط ستراتيجية ذات توجهات سلمية لإدارة الشؤون الخارجية تُمكنها نزع فتيل الأزمة ومسبباتها لتصفير المشكلات الخارجية على نحو يعزز دورها الإقليمي.
ومن ثم دورها العالمي بعدّها دولة ناجحة تدير شؤونها الداخلية والخارجية على نحو عقلاني وتمتلك المؤهلات الكافية لاستيعاب السياسات الدولية، وتشخيص بؤر التوتر السياسي في بقاع العالم وتبذل الجهود لصناعة السلام العالمي ما يؤدي إلى تعظيم دورها في الأسرة الدولية.
يقول (( أحمد أوغلو )) : " إن فهم الستراتيجيات العالمية وتشخيص بؤر التوتر الكامن والصدام في العلاقات الدولية وقدرة الدولة التأثير فيها، يمنحها موقعاً مميزاً بين دول العالم ".
يرتبط نجاح الدولة أو فشلها بنخبها السياسية فإن كانت نخباً كفوءة وذو خبرات كبيرة في إعداد الخطط الستراتيجية لتحقيق أهداف الدولة على نحو عام أصبحت الدولة ناجحة، وإن كانت نخباً جاهلة لا تعي مهامها الأساس أصبحت الدولة فاشلة. وفي المقابل تتطلب الدولة الرشيدة قيادة حكمية تتمتع بالكفاءة والخبرة لتوظيف انجازات الدولة الداخلية في السياسة الخارجية لتعظم سمعتها الدولية بما يفوق مساحتها الجغرافية وحجمها السكاني ومواردها الاقتصادية.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس


.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف




.. لحظة اعتقال الشرطة أحد طلاب جامعة ييل الأمريكية المتضامنين م


.. اشتباكات واعتداءات واعتقالات.. ليلة صعبة في اعتصام جامعة كال




.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن