الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأولمبياد الدولي في الرياضيات

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2011 / 9 / 23
التربية والتعليم والبحث العلمي


منذ العام 1959 كان عدد الدول المشاركة في أولمبياد رومانيا هو سبع دول وازداد العدد ليبلغ في أولمبياد فيتنام 2007 ثلاث وتسعين دولة، حيث تسعى الكثير من الدول وخاصة الصناعية الكبرى إلى أن تختبر أنظمتها التعليمية وكفاءة طلابها أمام الدول الأخرى المشاركة. أما المسابقات فتعقد في مادتين فقط هما الرياضيات والعلوم.

تعتبر الصين من أكثر الدول هيمنة وفوزاً في أولمبياد الرياضيات حيث فازت باللقب الأول 12 مرة وفازت روسيا 5 مرات وأمريكا 4 مرات كما فاز باللقب دولاً أخرى مثل اليابان وألمانيا فيتنام وكوريا الجنوبية وسنغافورة وهنغارية. جدير بالذكر أن إيران قد فازت باللقب عام 1998.

ما يهمنا في هذه العجالة هو الإشارة إلى دراسة قام بها علماء تربيون بريطانيون تتعلق بأسباب فوز دول بعينها دون أخرى، وقد نشرت الدراسة في مجلة إيكونوميست عام 1997.
في تلك السنة فازت سنغافورة بالمركز الأول وكان المركز الثاني من نصيب كوريا الجنوبية وحققت الصين المركز الخامس وتشيكيا السادس فيما حصلت دول الغرب الأوروبي على المراكز ما بين 9 – 14.
الفرضيات التي قامت عليها الدراسة هي:
1- عدد ساعات الدراسة التي تقدمها الدولة لمادة الرياضيات.
2- الإنفاق الذي تقدمه لكل طالب.

أولا: عدد ساعات الدراسة
الملاحظات التي تم تسجيلها في هذا السياق كانت تقطع بأن عدد ساعات الدراسة لم يكن مؤشراً ذات مغزى، فنيوزلندة التي تدرس 132 ساعة حصلت على المرتبة 28 بينما كوريا الجنوبية في المركز الثاني تدرس 105 ساعات فقط !

ثانياً: الإنفاق
كذلك فإن مؤشر الإنفاق لم يكن عاملاً مهماً بالمطلق، فكوريا الجنوبية التي جاءت في المركز الثاني لا يكلفها الطالب أكثر من 2000 دولار سنوياً بينما دولة مثل سويسرا وقد جاءت في المركز 13 تنفق على الطالب حوالي 7000 دولار سنوياً !

لم يكن عدد ساعات الدراسة فيصلاً في الفوز ولا حتى الإنفاق المادي من الدولة على التعليم، وقد خلص الباحثون إلى سيطرة عاملين مهمين جداً وهما طبيعة المنهاج، وكفاءة المعلمين.

المشاركة العربية اقتصرت في الأولمبياد الأخير على أربع دول فقط هي المغرب والسعودية والكويت والإمارات، ولم تحقق أي منها مستوى يذكر للأسف.

ما نود قوله، هو أن مستوى المشاركات العربية يكاد يكون مخجلاً منذ انطلاقة الأولمبياد عام 1959، ذلك بأن الدول العربية محكومة بأنظمة ديكتاتورية تنهب خيرات البلاد والعباد ولا يهمها مستقبل الأجيال ولا مستقبل الصناعة أو الحداثة، فساد الفقر وانتشر الجهل وعمت البطالة وهاجرت الكفاءات إلى الغرب الأوروبي والأمريكي تطلب وظائفاً تليق بمكانتها العلمية والعقلية.

المطلوب ثورة في مجال التعليم يقوم متخصصون أكفاء ببناء المناهج والاستعانة بالخبرات الأجنبية، فالرياضيات والعلوم لغات عالمية وليس علينا البدء من الصفر، كذلك المطلوب تشجيع الطلاب ذوو المعدلات المرتفعة على الالتحاق بكليات المعلمين وهذا لن يتم إلا بعد أن يرتفع راتب المعلم ليقنع الطلبة المتفوقين بعدم اللالتحاق بالكليات التي نسميها ( عليا ) من طب وهندسة وخلافه. إذا ظلت كليات المعلمين مقصورة على طلاب الدرجة الثالثة أو الرابعة فلن نحصل على معلمين أكفاء نحن بأمس الحاجة إليهم في عصر السباق العلمي، فساحات التنافس الحقيقي بين الأمم الآن هي المدارس والجامعات ومراكز البحث العلمي وليس ميادين القتال، فماذا نحن فاعلون ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصرع 3 أشخاص في تحطم طائرة سياحية على طريق سريع في فرنسا


.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل




.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات


.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا




.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا