الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا .. مكر التاريخ وخداع الجغرافيا

احمد عائل فقيهي

2011 / 9 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا يختلف اثنان في أن ما يحدث في سوريا هو خارج العقل وضد المعقول وأن ما يجري هناك داخل المدن والشوارع والميادين هو ضد كل ما هو إنساني وقانوني حيث تسيل الدماء زكية وطاهرة فيما يرى النظام السوري أن هناك مؤامرة دولية كبرى تقودها دول إقليمية وعالمية الهدف منها تفتيت التركيبة الاجتماعية والمذهبية المعقدة والبالغة الحساسية.. وإشعال نار الفتنة الطائفية في هذا البلد الذي يحمل خصائص تاريخية تلقي بظلالها على الحاضر.. بقوة.. ويتجلى ذلك في ضغط التاريخ على جغرافيا لها امتداداتها داخل دول الجوار.. والتي تضاءلت أي هذه الجغرافيا بعد «مكر التاريخ» كما يقول الفيلسوف الألماني هيجل وخداع ومخاتلة الجغرافيا نفسها.
إن حل المشكلة السورية المعقدة يكمن في خروجها من دوائر السلطة المطلقة للدولة الشمولية وطغيان الفكر الواحد في بلد يتسم بالتعددية المذهبية والسياسية والاجتماعية وتعدد الحياة الثقافية والفكرية في مستوياتها وتجلياتها المختلفة من أجل صياغة مجتمع سوري قائم على مفهوم الدولة المدنية مرجعيتها الدستور.. أو الشريعة الإسلامية غير أن ما يحدث في سوريا يقوم على العكس إنه يقوم على تقوية النظام الأمني الذي يقف اليوم بقوة وبشراسة ضد الشعب وحيث تتحقق وتتصارع وتتصادم ثنائية دولة الأمن في مواجهة أمن الدولة.
إن سوريا دولة مركزية في التاريخ العربي والإسلامي القديم والحديث معا نظرا لعمقها التاريخي وثراء وغنى هذا التاريخ حيث يتبدى حضور الدولة الأموية ثم حضور رموزها الكبار من الشعراء من بدوي الجبل وعمر أبو ريشة إلى نزار قباني وأدونيس وحضور مفكريها.. من ميشيل عفلق وزكي الارسوزي وياسين الحافظ وانتهاء بعلي أبو ياسين وبرهان غليون وصادق جلال العظم إضافة إلى العشرات من الشعراء والأدباء والروائيين والمبدعين والمفكرين والفنانين.
إن سوريا تقع في بقعة جغرافية بالغة التعقيد حيث تقام ما بين إسرائيل والعراق وتركيا ولبنان وعلى حدود مفتوحة على كل الاحتمالات، لقد تحول فكر البعث فيها إلى حجاب كما قال بذلك الشاعر والمثقف السوري أدونيس وأن هذا الحجاب غطى على سوريا وحجبها عن العالم وهذا الفكر العقدي والمذهبي والديني المغلف بغطاء سياسي لا يمثل الحالة السورية وحدها ربما مثل دولا عربية وإسلامية أخرى حيث يغيب بالمطلق معنى الدولة الوطنية والحديثة كما نراها في النموذج الغربي ذلك أن الذهنية العربية مازالت حاضرة وطاغية في الواقع العربي والإسلامي، إن سوريا كموقع وإرث وتاريخ هي أكبر من الذين يحتلون واجهتها السياسية الآن ذلك أنها دولة لا يمكن اختصارها واختزالها في طائفة بعينها ولا ينبغي أن تحتكرها فئة سياسية بذاتها.
إنها كبيرة بأرضها وسمائها وتاريخها العريق والعميق وكثيرة بأهلها ومبدعيها الذين يحملون العقلية الخلاقة.
كاتب سعودي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لو كنت
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 9 / 25 - 14:34 )
لو كنت تستطيع قول الحقيقة لما عرفت نفسك بأنك كاتب( سعودي) أنت من بلد اختصر في عائلة وتتحدث عن سوريا التي لم يختصرها أحد ولن يستطيع بل هي من اختصر تاريخ المنطقة وجغرافيتها وهذا ما يقلقكم


2 - تعليق
أمل خالد ( 2011 / 9 / 25 - 16:03 )
سؤال للأخ محمد ديوب مع التحية/هل يرضيك المشهد في سوريا؟إن مايحدث على هذه الأرض عمل إجرامي يتنافى مع القيم الإنسانية ومع كل المعاني النبيلة ولا يوافق غير مزاج الطاغية اعتقد أن تعليقك ذهب بعيدا عن محتوى المقال


3 - يا أخت أمل
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 9 / 25 - 16:32 )
إن كنت تقيمين في سوريا فأعتقد أنك ستكونين صادقة مع نفسك وتقولين الحقيقة ولكني أظن أنك خارج سوريا وتتأثرين بكل ما تبثه الفضائيات البترودولارية لكن الحقيقة غير ذلك تماماً ليكن في علكم أني معارض في زمن لم تكن فيه المعارضة المأجورة وكنت من أشرس المعارضين لكن ما يجري الآن في سوريا هو حرب خارجية قذرة يقودها زوج موزة وبندر والغبي أردوغان لتغيير معادلات سياسية في المنطقة ولو قبل النظام بتغييرها فنحن لن نرضى لأننا لن نقبل أن تعود سوريا بلداً مفعولاً فيه ولك تحياتي


4 - رد
أمل خالد ( 2011 / 9 / 25 - 22:39 )
باعتقادي أن الثائر إنسان ضاق بالواقع كون معظم الأنظمة العربية عبارة عن مؤسسة شبيحة لا مؤسسات مدنية تسعى إلى تنمية حقيقية تهتم بالإنسان ومايحدث هو الاهتمام بمصلحة النظام في نهب الوطن وذل الناس والسؤال ماهي مظاهر التنمية في سوريا المنحازة للطائفة أكثر من انحيازها للعدل والحريةوتاريخ سوريا مع الطائفة والحزب معروف حتى للعامة سوريا بكل صراحة مع نظام آل الأسد مجتمع شبيحة في كل مؤسساته حيث تواجدهم في كل الأمكنة هل هذه حرية/عدالة هذا استبداد في عالم لم يعد يحتمل قذارة السلوك ثم أن معظم الشعب السوري غارق في الفقر وماذا فعل النظام من أجل تنمية عادلة وشاملة إنها ثورة الفقر والحرية التي لم يستوعبها المنافقين قلبي مع الثوار ودعواتي لهم بالنصر من الله


5 - التشبيح الإعلامي
نبيل السوري ( 2011 / 9 / 27 - 06:30 )
كالعادة يتداخل الشبيح الإعلامي ويحيد تماماً عن موضوع المقال ليطعن مصداقية الكاتب كونه من السعودية
طبعاً نظام هذا البلد قروسطي غارق في التخلف ومن غير الإنسانية أن تُسمى بلد بإسم أسرة، لكن هل هذا هو موضوع المقال؟

وأضيف للشبيح: هل إن تسمية مرافق سوريا بإسم الأسد وتوريث البلد كمزرعة يختلف بشيء عن السعودية؟ بل أسوأ بما لايقاس، حيث من المفترض أن سوريا جمهورية حضارية، وكذلك....علمانية!! وهذه ثالثة الأثافي، حيث حولها المقبور ووريثه الغر إلى مزرعة يدخل ويخرج كل من هب ودب من الإرهابيين والسلفيين التفجيريين يتم تدريبهم ثم إرسالهم بمهمات تقدمية ممانعة في دول الجوار بحسب الحاجة

والمقبور حافظ، ألم يكن من أصدقاء آل سعود وعلى قائمة منتفعيهم؟

وللشبيح أتساءل: كيف كان الفكر الديني والتطرف قبل الأسد وكيف هو اليوم في سوريا؟
وكم هو عدد المساجد في سوريا عام 1970 وكم هو يوم مات المقبور؟
ومن أتى بظاهرة معاهد تحفيظ القرآن، وهي الأب الروحي للفكر الجهادي، وشجعها ونماها؟ هذا في دولة -علمانية- ماشالله عليها

الخلاصة: ما هو الفرق الحقيقي بين نظام قروسطي كالسعودية، ونظام تقدمي ممانع؟
الجواب: أنحس من بعضهم


6 - رد للسيدة أمل
نبيل السوري ( 2011 / 9 / 27 - 06:37 )
النظام منحاز فقط لمصالحه
لا طائفة ولا مبدأ
الطائفة العلوية وسيلة ودريئة للاختباء وراءها، وفي الواقع لا يهمه أمرها بفلس، وهو مستعد لبيع كل العلويين والمذهب العلوي بكامله إن كان ذلك يزيد من بقائه في السلطة يوم إضافي، وتجييش النظام الطائفي هو للبسطاء ولتسعير النزاع ليستطيع أن يلعب أكثر، فهو كالضبع ملك الفوضى

الطائفية هي حالة متقدمة عن هذا النظام، أي إن وصفه بالطائفي، هي إعطائه بعض القيمة لأن الطائفية على كل عيوبها تحمل شيء ولو متخلف من مبدأ، وهذا نظام أقل من ذلك بكثير

أرجو من الكل ألا يروا الأمور بعين واحدة ولا ينجروا لحبائل هذا النظام الحربائي الوسخ


7 - سأقولها لك
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 9 / 27 - 06:58 )
لو كنت صادقاً في نضالك المزعوم لما تخفيت فأنت لست أفضل ممن تتدعي أنك في صفهم وهم داخل سوريا لاخارجها هذا اولاً
وثانياً أنا علقت على الكاتب لأنه أصبح كل من يريد أن يكون ذا شهرة يبدأ بالمزايدة علينا أتمنى لو بدأ كل مهنم بحراك ما في بلده الذي يشبه جهنم لكي نصدقهم هل يتجرأون؟؟؟


8 - السيدة أمل
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 9 / 27 - 07:03 )
كون الرجل مريض هذا لايبرر قتله طبياً بمعنى النظام فاسد ليكن ولكن لايجوز بسبب ذلك أن نقبل بمن هم أسوأمن مشت به قدم على هذه الأرض وأعني أمثال هؤلاء المتخفين والذين لايجدون العمل سوى في الظلام ولذلك بدأوا بحرق المدارس لأن العلم هو من أنصار النظام ولك تحيتي

اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في