الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يقود قطار حياتك؟

ماريا خليفة

2011 / 9 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


" عندما تتحمل مسؤولية حياتك لا تعود بحاجة إلى طلب الإذن من الآخرين ومن المجتمع. فحين تطلب الإذن من أحد ما تعطيه حق الفيتو على حياتك"~ ألبرت جوفري
فيما نحن نتقدم باتجاه النضج نبدأ بتكوين تصورات عمّا يجب أن تكون عليه حالنا عندما نبلغ تلك المرحلة. في بعض الأحيان تأتي قراراتنا نتيجة ضغوطات اجتماعية، وأحياناً أخرى بدافع من تعليقات الأهل والأصدقاء. وفي بعض الأوقات قد تدفعنا قراراتنا بقسوة حتى ينتهي بنا الأمر ونحن محمّلين أكثر من طاقتنا على الحمل. ينتهي بنا الأمر كراكب في القطار لا يهدف إلى بلوغ أي محطة بل ينتقل في القطار وحسب. في حين أنه ينبغي بنا أن نقود بأنفسنا قطار حياتنا، بقراراتنا الخاصة فقط، ونوجّه حياتنا ونحن في مقعد القيادة.
نحنن نعيش في عالم يسير بسرعة جنونية. نقفز من السرير صباحاً ونكرر الروتين الصباحي نفسه كل يوم ونهرع إلى أعمالنا ونكثر الحركة خلال نهارنا حتى يظن من حولنا أننا منتجون، ثم نعود مسرعين إلى منازلنا لنتابع أعمالنا المنزلية بسرعة ونهتم بعائلتنا. يمكننا أن نستمرّعلى هذا المنوال لوقت طويل ولكن في مرحلة ما يصبح هذا النمط غير قابل للاحتمال ومرهقاً إلى درجة كبيرة. الأمر الذي يجعل لحظات الراحة في نهاية اليوم خالية من أي إحساس بالمتعة.
لعلّ الوقت قد حان الآن لتقولوا:" لحظة، لنقف قليلاً! لقد أصبحت منهمكاً جداً في حياتي حتى أنني أفقد السيطرة عليها. يجب أن أراجع كيفية اتخاذي للقرارات وأرى أيّاً منها يمكنني أن أستغني عنه."
علينا أن نتوقّف تماماً حتى نراجع ما كنّا نفعله من دون أتفكير بل بانجراف مع التيار. علينا أن نفكر بجدية في ما إذا كنّا حقاً نريد أن نقوم بالنشاطات والأعمال التي علقنا فيها. علينا أن نتأكد من الطرف الذي ترضيه قراراتنا، أهو نحن أم طرف آخر، كأهلنا مثلاً؟ هل نحن حقاً سعداء في حياتنا، ووتيرة عيشنا، ونشاطاتنا؟ هل نجلس في مقعد القيادة أم انتقلنا إلى مقعد من مقاعد الركّاب الذين يسيرون في الطريق دون أن يتحكموا بالوجهة، رغم ما يكلفنا ذلك من تداعيات؟
إن توجيه مسار حياتنا الخاص يتطلب أن نكون نحن وحدنا من يتخذ كلّ القرارات. وتلك القرارات قد لا تكون تلك التي تسعد أصدقاءنا أو أهلنا لكننا لسنا هنا لإسعاد الآخرين على حسابنا. نحن طبعاً نأخذهم في الاعتبار لكن الأهم هو أن نحقق أمنياتنا وطموحاتنا نحن. وقد تتدخل العائلة والأصدقاء إذا لم تعد قراراتنا تشبه تلك القديمة، أو تلك التي ترضيهم. لذلك ينبغي أن تكونوا جاهزين للصمود والوقوف إلى جانب أنفسكم. من الممكن أن تمرّ مرحلة حرج تتفادون فيها الكلام معهم في الموضوع، لكن هذه المرحلة ستمرّ ومن المحتمل ألا يفهموا قراراتكم أبداً. لكن المهم أنكم ستشعرون بالسعادة في النهاية. وأعتقد أنه من الأفضل أن نعاني قليلاً بشكل مؤقت على أن نعيش حياتنا كلها وفقاً لرغبة الآخرين!
عندما تحللون وضعكم، قد تجدون أن أجزاء كثيرة من صورة حياتكم عامة هي أجزاء سعيدة ويمكنها أن تظلّ كما هي. أو قد تجدون أنكم كنتم غارقين في تنفيذ ما يرضي الآخرين إلى درجة أنكم لم تتركوا بعض الوقت للاستمتاع برفقة العائلة أو لممارسة هواياتكم أو حتى لترتاحوا من دون أن تفعلوا شيئاً.
إذاً اركنوا سيارتكم، أو حياتكم، إلى جانب الطريق لترتاحوا قليلاً في ظلّ شجرة وتفكروا بهدوء وتعيدوا الاتصال بذواتكم وتعرفوا ما تريدونه حقاً. عندما تنتهون من هذا التحليل يمكنكم العودة إلى مقعد القيادة لتقودوا حياتكم بثقة إلى حيث تريدون الوصول.
" أحياناً تغيّر أصغر القرارات حياتك إلى الأبد." كيري راسل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في