الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمامه المفخخه

احمد الجوراني

2011 / 9 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العمامة لباس منتشر عند كثير من شعوب العالم تختلف ألوانها واشكالها من مكان الى أخر بين زي تقليدي شعبي يرتديها الكثير من الجماعات في الهند وباكستان وافغانستان والطوارق والعمانيون وفي السودان بلونها الابيض ويرتديها الكرد في العراق ضمن زيهم الشعبي بألوان مختلفة ،كما ان الكثير من السعوديين يرتديها فوق الكوفية بدلا من العقال،كما يتم ارتداءها كزي ديني مذهبي حيث يرتدي رجال الدين المسلمين العمامة ويختلف لونها وشكلها بأختلاف المذاهب كما تختلف داخل المذهب الواحد فالعمامة عند الشيعة قسمين فمنها السوداء ويرتديها رجال الدين وطلاب الحوزة العلمية من السادة الذي يرجع نسبهم الى النبي محمد(ص)اما البيضاء فيرتديها عموم رجال الدين وطلاب الحوزة الاخرين،اما العمامة عند علماء الازهر الشريف وطلابه والذين يمثلون اهل السنة والجماعة فهي عبارة عن طربوش احمر يلف حوله قماش ابيض ، وقد استخدم السلاطين في الشرق الاوسط ووسط اسيا العمامة كعلامة على السلطة بديلا للتاج في اوربا.
من اشرف العمائم ما اعتمرها الرسول(ص) والخلفاء الراشدون والصحابة والائمة الاطهار والعلماء الاعلام والمفكرين اما اشهرها في التاريخ الاسلامي فهي عمامة عبد الله بن عمر المخزومي التي خلعها عن رأسة تعبيرا عن خلعه ليزيد بن معاوية وقال(قد خلعت يزيد كما خلعت عمامتي) وذلك حينما ثار عليه اهل المدينه,وكذلك عمامة الحجاج بن يوسف الثقفي التي ذكرها في قوله ( انا ابن جلا وطلاع الثنايا متى اضع العمامة تعرفوني )التي ذهبت مثلاً .
من اطرف ماورد في العمامه ان السيد الخوئي ( قدس سره ) اثناء ذهابه الى ضريح الامام علي (ع) شاهد في طريقه طالب حوزوي يتناول الحمص المسلوق على عربة بائع متجول فما كان منه الا ان اخذ منه العمامه وقال له اعطنا عمامتنا ياولدي وافعل مابدا لك وهو تعبير عن استهجانه لتصرف هذا الشاب , كما ان الشيخ محمد جواد مغنيه(رحمه الله)سأله احد الحاضرين في جلسه سؤالاً طبياً فاعتذر الشيخ عن الاجابه كون السؤال خارج اختصاصه فاستنكرعليه احد الجالسين ذلك كونه يرتدي العمامه ولم يستطع الاجابه فما كان من الشيخ الا ان يخلع عمامته ويعطيها له وقال له خذ اعتمر العمامه وجاوب السؤال.
مع تطور النظم المجتمعيه والسياسيه تطورت معها الصراعات كما تطورت وسائل الاغتيال واساليب القتل فمن الاغتيال بالسموم والخناجرالمسمومه
والاسلحه الجارحه و الاسلحه الناريه وكواتم الصوت ومصائد المغفلين والعجلات المفخخه الى استخدام الملبوسات حينما قام صدام حسين سيء الذكربتفخيخ جبب علماء دين دون علمهم وارسلهم الى كردستان العراق لاغتيال مصطفى البارزاني,واستخدام الاحزمه الناسفه والاحذيه المفخخه الى ان وصلت الى العمامه المفخخه عندما قام اثنان من عناصر طلبان باغتيال السيد برهان الدين رباني بعبوه ناسفه مخبئه في عمامة احدهم.
ان هذه العمامه ليست مفخخه بالمتفجرات فقط وانما بالخرافه والجهل والحقد والكراهيه والغاء الاخر, ورغم ما تحمله هذه الجريمه من بشاعه واستهانه بجميع القيم والاخلاق الانسانيه والاسلاميه والاعراف والنواميس الاجتماعيه التي تحث على التسامح وعدم الخيانه والغدر والخداع فأنها تمثل أسائه الى عمامة رجل الدين صاحب الخطاب المعتدل الذي يدعو الى التسامح الديني والتعايش السلمي بين الاديان والطوائف داخل الدين الواحد وقبول الاخر.
هل اصبحت العمامه احدى وسائل القتل الفتاكه بعد ان كانت سمه وعلامه للتسامح!!!!؟ . ربما سنشهد يوم ما عقالاً اومسبحه مفخخه وقانا الله الشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا يفعل الغرب مع الإرهاب
Amir_Baky ( 2011 / 9 / 27 - 10:10 )
عندما قام اثنان من عناصر طلبان باغتيال السيد برهان الدين رباني بعبوه ناسفه مخبئه في عمامة احدهم أصبحت العمامة خطر فى المطارات الأوروبية. وتم إجبار كل من يرتدى عمامة بأن يخلعها و قد إعترض السيخ على نزع العمامة في مطارات اوروبا بحجة أن الأمر مقدس لديهم و هذا التصرف يعتبرا عارا دينيا و السبب فى هذا الموقف بعض المتطرفين المسلمين. وسبق أن تم تخبأة متفجرات بملابس منقبة حتى يخفى الجانى هويته من جهة و أستخدام الملبس الفضفاض فى تخبئة المتفجرات فلجأت أوروبا إلى الأجهزة الكاشفة فى المطارات و منع بعضهم النقاب فى الأماكن العامة. لقد أصبحت أوروبا تتصرف كرد فعل للمتطرفين المسلمين و يدفع الكثير من الشرفاء فاتورة التطرف الإسلامى. أتعجب من بعض المسلمين اللذين ينتقدون الدول الأوربية على ردود أفعالها و لا يلتفتون لأصل المشكلة


2 - هذه هي الاسائه
احمد الجوراني ( 2011 / 9 / 27 - 14:45 )
اتفق معك ان اصل المشكله هي في المتطرفين الاسلاميين ويدفع ثمنها المعتدلون وهذه هي الاسائه الى الزي الديني سواء كان عمامه ام نقاب


3 - هذه هي الاسائه
احمد الجوراني ( 2011 / 9 / 27 - 14:47 )
اتفق معك يا اخ امير ان اصل المشكله هي في المتطرفين الاسلاميين ويدفع ثمنها المعتدلون وهذه هي الاسائه الى الزي الديني سواء كان عمامه ام نقاب

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال