الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حَسَن العَلوي يَسَتغِل سَذاجَة الكورد

فرياد إبراهيم

2011 / 9 / 27
القضية الكردية



نقيض الغفلة هو اليَقَظة والتنبّه والحَذَر، وثمة مقولة شهيرة هي " لستُ بالخِبّ، ولكنّ الخِبّ لا يخدعني" [الخِبّ: المخادِع]، وهكذا يكون اليقظ المتنبِّه الحَذِر، إنه لا يخدع الآخرين ولا يمكر بهم، لكنه في الوقت نفسه عارف بفخاخ الماكرين، فلا يقع فيها. أما الكرد فلهم في مجال الغفلة تراث ضخم، حتى إنهم صاروا مضرب المثل بذلك بين شعوب غربي آسيا، وشاعت نتيجة لذلك مقولة " هل تَسْتَكْرِدُني"؟! أي هل تعتبرني ساذَجاً مغفَّلاً؟! وهذه المقولة شائعة في بلاد الشام ومصر، حيث استقر فيها كثير من الكرد، وخاصة في العهد الأيوبي، وأعلم أن ثمة تفسيرات لتلطيف أثر هذه المقولة، لكن لا نفع في ذلك؛ لأنها أصبحت دارجة بمعنى السذاجة والغفلة، ولا شيء غير ذلك.
وطوال التاريخ دفع كثير من نخب الكرد حياتهم نتيجة الغفلة ، وخاصة الغفلة السياسية، أما ما جرّته غفلة بعض النخب على الكرد من كوارث فحدّث عنه ولا حرج، وأكتفي بمثال واحد:
ففي الربع الأول من القرن العشرين استغل الزعيم التركي مصطفى كمال باشا غفلةَ كثير من نخب الكرد أفضل استغلال؛ إذ تظاهر بأنه ضد سياسة تهميش الكرد، وسلّم مهام حفظ الأمن في مقره لفيلق كردي، وكان أفراده يرتدون الزي الكردي التقليدي، واصطحب معه في اللقاءات طفلين كرديين يتيمين بزي كردي، وليس هذا فحسب، بل ارتدى الزي الإسلامي، وظهر برفقة العلماء المسلمين الكرد. وكان لهذا التعاطف المصطنع تأثير بليغ في الأوساط الكردية، حتى إن بعض الكرد راح يتحدث عن الأصل الكردي لمصطفى كمال، وتنافس زعماء القبائل لنيل شرف وضع قواتهم تحت تصرفه، وفي الوقت نفسه، وتحت ستار هذه الپروپاجندا، كان مصطفى كمال ورفاقه يمارسون أبشع ألوان القمع والقهر والصهر ضد الكرد.
وفي التأريخ شواهد لا تحصى تشهد على غفلة وسذاجة الكرد . وفي العصر الحديث هناك أمثلة متعددة سوف أتناول قسما منها في مقالات قادمة.
ولمّ نذهب بعيدا ولنا في تكريم المراوغ والإنتهازي( حسن العلوي ) خير مثال وأحدث نموذج وأفضح دليل على أن هذه الخصوصية التراجيدية متأصلة في سايكولوجية الشعب الكردي : سايكولوجية الغفلة والسذاجة .
فقد منح اقليم كردستان فيلا سكنية وراتبا شهريا لرئيس الكتلة العراقية البيضاء حسن العلوي مع دفع نفقات علاجه في اي مستشفى يختاره . لأنه دعا قبل ايام اقليم كردستان الى اعلان الدولة الكردية المستقلة. وكأني به يضع الدولة الكردية في جيبه ويعلن على المسؤولين الكرد: " اعطوني أجرتي سخية أخرجها لكم بيضاء نقية."
هذه الخاصية التراجيدية هي السبب في أن الشعب الكردي لا يتمكن من أن يميز بين العدو والصديق كما تفضل زميل لي في تعليق له تحت الخبر وتساؤله المشروع: ( أما آنَ الأوان ليميٌز الكـُـردُ بين الأصدقاء والأعداء؟!)
بألاضافة الى ذلك فإن هذا التكريم تصرف بالمال العام والتصرف بالمال العام انتهاك وخروج عن القانون . بينما نحن نسمع المسؤولين ( الكبار) في كردستاننا تأكيداتهم الدائمة في تصريحاتهم وخطبهم الزنانة على ضرورة سيادة القانون والعمل باحكامه، فلماذا ينبغي عليهم أن يناقضوا أنفسهم بأنفسهم؟
كفاكُم غَفلة أيّها الكُرد فقد إستيقظ العَرَبْ و الحَسَن العَلَوِيّ !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصحاب الحق وليس -الضيف-و
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 9 / 27 - 12:42 )
يا اخي نحن الشعب الكوردي قادة وشعبا نقرأ الامور ونعرف الحقوق بالمقلوب فحق تقرير المصير لاي شعب على وجه الكرة الارضية تتحقق فقط عندما اصحاب الحق الاصليين يطالبون بها وبشتى الوسائل ومرارا وتكرارا ولا تتحقق عندما تأتي -مرتزق- وتذكر اصحاب الحق بحقوقهم. هذه قرأة خاطئة لمبادئ حقوق الانسان وحقوق المدنية والثقافية والسياسية للشعوب. على اصحاب الحق ان تطالب وتدافع وبصوت واضح وعالي وبالوسائل الغير العنفية بل المدنية العصرية عن حقوقهم في جميع المناسبات وعلى جميع المستويات والاصعدة المحلية والاقليمية والدولية ولا تتحقق عندما تذكرهم بها ضيفهم-الصديق-.تحياتي لقلمكم النير


2 - سذاجة ?
هادي حسن ( 2011 / 9 / 27 - 15:44 )
أنت ياصديقي تتصورها سذاجة منهم في حين أنهم يعتبرون أنفسهم قمة في الحذاقة والذكاء السياسي حين يعتقدون أنهم إستطاعوا شراء سياسياً مخضرماً مثل العلوي ومعه كتلته النيابية أوعلى الأقل رادوداً متحدثاً بأسمهم ببضعة دريهمات فقط ،فما قيمة فيللا ومصاريف مستشفى في الشمال مقارنة بعشرات ملايين الدولارات على شراء القصور والفلل في أمريكا وأوربا وللتي كان آخرها قصر مسرور مسعود برزاني.
هذا بيت مسرور ابن مسعود البرزاني الذي اشتراه في امريكا والعنوان ادناه ... تمتعوا بمشاهدة قصر احد فراعنة العراق الجديد
Masoud Barazanis son... The new Udai ..... http://pix1.homevisit.com/tourLite/?id=38468&skin=&ver=http://www.zillow.com/homedetails/1322-Balls-Hill-Rd-Mclean-VA-22101/51750957_zpid/


3 - تأمل الخاتمة
فرياد إبراهيم ( 2011 / 9 / 27 - 17:45 )
العزيزين اسماعيل ميرشم وهادي حسن
شكرا أولا لتعليقيكما ومن ثم أقول للأخ هادي: عد الى خاتمة المقال وتأمله جيدا : الا ترى انها تطابق ما توجهت اليه في ان قادة وساسة الكرد هم لصوص المال العام. أعني بالسذاجة السذاجة المزدوجة للشعب الكردي: هذه العلة جعلته عرضة للإستغلال من قبل اصحاب السلطة من الكرد انفسهم وغيرهم من قوميات لا داعي لذكرها
الكرد بين ظلمين- كان هذا عنوان لمقال آخر لي منشور- ...

اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً- رئيس تشيلي: الوضع الإنساني في غزة


.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود




.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك


.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين: