الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعوب كظاهره تضخميه

عبد العزيز الخاطر

2011 / 9 / 28
المجتمع المدني



التضخم ينتج عن زيادة المعروض النقدى على الاصول الماديه الانتاجيه باختصار. الربيع العربى المعاش اثبت ان الاصول لها اشكال متعدده وليس فقط المتعارف عليها من الات ومعدات واراض وغيرها بمعنى انها لاتقتصر على الفهم الاقتصادى التقليدى بل هناك اصول اخرى سياسيه واجتماعيه لها كذلك فائضهاا التضخمي . الظاهره "القذافيه" كانت محدده فى ذلك , عندما تكلم صاحبها عن حقه واسرته فى حكم ليبيا الى الابد مدعيا انه الاصل الذى لاغنى عنه وبان من يطالب بانتهاء حكمه هو فى طور التضخم السياسى المرضى, ذكر بانه تسلم ليبيا وعددها لايتجاوز المليون واليوم هم خمس ملايين وربط هذه الزياده بالتاكيد عليه وعلى وجوده كأصل ثابت منتج بالضبط كما فى المفهوم الاقتصادى. الحقيقه ان جميع الانظمه السياسيه العربيه تعتبر نفسها اصول ثابته تاريخيه تحت دعاوى كثيره دينيه واجتماعيه, وان الشعوب بحكم الزياده التى يمكن التعامل معها بحسب الظروف التى تخدمها"الانظمه" كأصل, فالتعامل مع الشعوب من هذا المنظور كالتعامل مع ظاهرة التضخم كظاهره اقتصاديه سواء تم ذلك عبر السياسه النقديه او الماليه او الاجتماعيه وفى حالات متطوره يمكن اللجوء لاسباب اخرى بوليسيه للتحكم فيها. المهم أن تبقى تحت السيطره ,مفهوم الزياده وليس الاصل أو الحق هو المفهوم المسيطر لدى هذه الحكومات . التغيرات الاقتصاديه العالميه فى انعكاسها على أوضاعنا هذه لاتأتى بنفس النتيجه التى من أجلها أتجهت أو قامت هذه المفاهيم وانما تبنى تراكما على أساس مغلوط أساسا فمثلا,دولة الحد الأدنى مصطلح نيوليبرالى, بمعنى عدم تدخل الدوله فى شئون المجتمع إلا فى اضيق الحالات ",دولة الحارس الليلى" هذا الاصطلاح له شكلان أحدهما خاص بالدول الرأسماليه التى لم تحبذ تغلغل الدول فى اوصالها لتكفل للمجتمع ولراس المال حرية التحرك والانتقال والمبادره فى تسيير الاقتصاد , وهو ماعُرف لاحقا بتغول رأس المال وتحكمه وسيطرته على جوانب المجتمع الاجتماعيه الاخرى. وشكل آخر فى دول الاقطاع الاجتماعى الذى كماأشرت يجعل من الشعوب فائض اجتماعى يمكن التحكم فيه حسب الحاجه التى يتطلبها بقاء النظام القائم كأصل إجتماعى لايطاله التغيير, فتدخلت بالتالى الدوله"النظام" فى ادارة الشعب وفى"إصلاحه" بمعزل أو بمنأى عن النظام ذاته بمعنى ادارة المعروض الاجتماعى دون الوصول الى الاصل المتحكم , هذا المنطق كشفت عنه ثورات الربيع العربى بجلاء فى ليبيا ومصر واليمن وسوريا, عليكم بمعالجه الشعب ومطالبه كظاهره تضخميه واقتصار الحلول فى الحد الادنى الذى لايغير من بنية النظام لأنه أصل ولأن الشعوب فائض تضخمى لاأكثر.فأصبحت دولة الحد الادنى هى دولة النظام القائم فقط , فى حين أنها هناك فى الغرب حيث ظهر المفهوم, دولة الحد الادنى للطرفين حيث الانتخابات القادمه والبرلمان الجديد والحزب الفائز, ثمة توازن واضح لايفصله سوى مده زمنيه قصيره بعكس ما قد يظهره تطبيق المفهوم عندنا , تهميش للشعب وتأبيد للنظام. فالعلاج ليس بأنتقاء المفاهيم وانما بكسر حلقة ترويجها فى ظل عدم الاصلاح الأولى والمتمثل فى إصلاح النظام السياسى العربى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Students in the USA are protesting in support of Palestinia


.. إسرائيليون يتظاهرون قرب منزل بيني غانتس لعقد صفقة تبادل أسرى




.. برنامج الغذاء العالمي يحذر من المجاعة في شمال قطاع غزة... فك


.. مظاهرات واعتقالات في الولايات المتحدة الأمريكية.. حراك جامعي




.. الأمم المتحدة: هناك جماعات معرضة لخطر المجاعة في كل أنحاء ال