الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهم العربي

عمر دخان

2011 / 9 / 30
المجتمع المدني


نجحت الكثير من الجماعات المتطرفة في العالم الإسلامي و العربي في جعل الدين الإسلامي يبدوا و كأنه ملك لها، و أن كل من خالفها هو في الحقيقة يخالف الإسلام، و هي لا تعدوا كونها وسيلة لمحاربة أي فهم للدين الإسلامي يختلف عن فهمهم المتطرف له و استغلالهم له في التدمير و التخريب، و غسل أدمغة الشباب و إيهامهم بأنهم ما خلقوا إلى ليقتلوا أنفسهم فيما يسمى العمليات الانتحارية و التي غالبا ما يكون ضحاياها من المدنيين الأبرياء، و هو ما يقابل بتبرير تلك الجماعات الدموية بأن الضرورات تبيح المحظورات، و هو العذر الذي استخدموه في تصفية كل من خالفهم في الفكر أو التوجه، أو حتى حاول توجيه النصح و الإرشاد لهم، بحكم أنهم يرون في أنفسهم قوما لا يخطئون و هم مفضلون على بقية البشرية بأوامر إلهية!.

منذ مقتل الإرهابي الأول حول العالم و زعيم تنظيم القاعدة المفترض أسامه بن لادن، ظهر أن الفكر المتطرف في العالم الإسلامي لا يعدوا كونه ” حمارنا و لا حصان الجيران” و هو ما ينطبق حرفيا على هذا الموقف، حيث أن الكثير من المساندين ساندوا بن لادن و تنظيمه الإجرامي بداعي أنه وقف في وجه أمريكا و تصدى لها، و كبدها الخسائر و إلى كل ذلك من الهراء و الذي هو مبني غالبا على أسس عاطفيه، لأن العقل لا مكان له في مجتمعات تجرم إعماله، و ظهر أن الانهزامية التي تعيش فيها الأمه العربية الإسلامية جعلت منها أمة معقده نفسيه و مريضة، و عدم امتلاكها لأي قوة عسكرية أو علمية حقيقيه، ضاعف من تلك العقد، فأصبح الناس يتشبثون بأي قشة و لو كانت خرافه لا معنى لها، و كل من قام بالتدمير و قتل الأبرياء أصبح بطلا، بينما المنادي بالتعقل و البحث عن الحلول السلمية أصبح استسلاميا، و أصبحنا نسمع النبرة الخطابية التي تتحدث عن النصر القادم و عن أننا المنتصرون و سنغزو الأرض و نحرقها و نجعل عاليها سافلها، و هو أسلوب الإنسان الضعيف الذي يدرك أنه لا قوة له في الواقع سوى لسان بذيء يستخدمه في نشر الحقد و تكفير المخالفين و الدعوة إلى تدمير حضارات هو في الغالب يعيش فيها هربا من بطش بني جلدته.

المتابع لتعليقات العرب و المسلمين على الإنترنت يدرك مدى الوهم الذي يعيشونه، و مدى سذاجة عقولهم و التي لديها القابلية لتقبل أي فكرة مهما كانت سخافتها، و كذلك رفضهم القاطع لكل من حاول التحليل العقلاني للواقع الذي يعيشونه، كالأطفال العناديين الذين يدركون أنهم يقومون بعمل طائش و لكنهم لا يتوقفون عن ذلك نظرا لصغر عقولهم و محدودية استيعابهم، و هو ما يعني أن الأمه العربية هي أمة أطفال يمكن لأي كائن كان أن يتلاعب بمشاعرهم، و هي أمة أطفال قامت بقتل أو إبعاد كل كبارها الذين كان بإمكانهم إيقاف تلك التصرفات اللامسؤوله، فأصبحت أمة أطفال بامتياز، لا تملك لا حسا للمسؤولية، و لا تفكيرا واقعيا، و لا حتى حلولا منطقيه.

المواصلة على هذا المنوال لن توصل العرب إلى أي شيء، سوى المزيد من الدمار و الحروب، و التي يتسببون فيها بغبائهم و من ثم يلومون الدول الأخرى، و يرفضون حقوق الإنسان و حرية التعبير في مجتمعاتهم و من ثم يطالبون بقية العالم بالالتزام بها، و يمارسون ازدواجية المعايير و يتهمون العالم بممارستها، و هو أرباب العنصرية في العالم و مع ذلك يشتكون منها و يضخمون أي حديث عنصري يحدث في دول العالم الأول، متناسين كمية العنصرية البغيضة التي تمتلئ بها مجتمعاتهم و قلوبهم، يتحدثون عن حقوق الإنسان و هم لا يفهمون ماهيتها، أي أنهم لا يمارسون النفاق بينتهم البين فحسب، و إنما يمارسونه على مستوى دولي يجعل منهم “منافقين على مستوى دولي”.

عندما أطالع بعض التصريحات التي يصدرها العرب سواء في وسائل الإعلام أو على الشبكة أتساءل جديا إن كان صاحب هذا التصريح يفكر برأسه أم بمؤخرته!. تصريحات تبدوا لأي إنسان عاقل أنها لا تصب في مصلحة المتحدث و لا في مصلحة بلده و لا في مصلحة أمته، و مع ذلك يواصل إطلاقها بشكل متكرر و كأنه يتعمد ذلك أو أنه بالفعل إنسان مغفل فاقد لأي إدراك، و معظم تلك التصريحات التي لا يلقي لها أولئك الأشخاص بالا، هي ما تجعل الدين الإسلامي يربط بالتخلف و الجهل و الإرهاب، و من ثم يأتي نفس المغفل و يتساءل : لم يتم وصم الإسلام بالإرهاب و التخلف؟!.

متابعة المحتوى العربي في أي مكان على الإنترنت متعب فعلا للإنسان العاقل، فهو لا يكاد يخرج من التباهي بالفشل، و مساندة الإرهاب، و الحروب الكلامية المليئة بأقذع أنواع السباب و التي تبدأ لأسباب غاية في التفاهة، و هو ما يجعلني كثيرا أفكر أن العرب فعلا لا يستحقون الحصول على التكنولوجيا الحديثة التي أساؤوا إليها بشكل رهيب، و استخدموها لنشر أمراضهم النفسية التي لم يكن بقية العالم يدركها إلا بعد التفتح الإعلامي، و بعد أن وجد العرب أنفسهم عراة تماما أماما مجتمعات تجيد ثقافة الحوار و كيفية التواصل البشري، دون سب أو ذم أو قذع.

في الأخير أود أن أذكر كل من يستخدم المنتجات الغربية للإساءة إلى الدولة الغربية، أن ذلك لا يعدوا كونه نفاقا، و هنا لا أقصد نقد الدول الغربية لتصرفات قد تصدر منها هنا أو هناك، و لكن أقصد استخدام الحضارة الغربية للمناداة إلى تدمير الحضارة الغربية، وهو أمر لا تراه يصدر سوى من العرب، خاصه و هم يشاهدون بقية دول العالم تلتحق بعجلة الحضارة و تساهم في دورانها، و هم يقفون على تلك العجلة و يذمون محركيها!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: يجب إنهاء الحرب التي تش




.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟