الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة وأهدافها الستراتيجية

صاحب الربيعي

2011 / 10 / 2
المجتمع المدني


إن مقياس نجاح الدولة في إنجاز أهدافها التكتيكية والستراتيجية قدرتها على تشخيص مصادر قوتها وطاقاتها باستنهاض طاقات الأمة الحضارية الكامنة لرفد الحاضر وتحقق أهداف المستقبل، فليس كافياً توفر الدولة على الموارد المختلفة من دون وجود طاقات بشرية تعي مسؤوليتها الحضارية ما يشجعها على نحو لاواعي النهوض بواقعها وزيادة رصيدها في الحضارة الانسانية.
يعتقد (( أحمد أوغلو )) " أن المصدر الأساس لقوة الدولة الستراتيجية ثقتها العالية بمقومات الأمة وامكاناتها ".
لا تقتصر أهداف الدولة الستراتيجية على تطورها النوعي لزيادة رفاهية المجتمع وإنما يجب أن تتفوق في المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية على مثيلاتها خاصة في السياسة السعرية والجودة للتحكم بآليات السوق التجارية العالمية والبحث عن أسواق تجارية جديدة، فدخول البضائع ذات الجودة العالية والأسعار التنافسية إلى الأسواق الجديدة لا يهدف فقط إلى جني الأرباح وإنما إلى تكريس الحضور السياسي. إن إقبال المستهلك على شراء منتج ما ذو جودة عالية وسعر معقول يعني على نحو لاواعي دعمه لتوجهات الدولة الاقتصادية والسياسية الذي يجري تعريفه سياسياً بالتوجهات الستراتيجية المزدوجة، لتعزيز حضور الدولة على المستوى العالمي.
يلخص (( رامسير وروسنبلث )) أهداف دولة اليابان الستراتيجية في : " توفير الأموال للنهوض بقطاع الاستثمار، والعمل على خلق حالة تنافسية ستراتيجية بديلة عن سياسة أولوية جني الأرباح وتعظيمها، والمراهنة على جني عائد معقول على رأس المال المستثمر، والتحكم بآليات التنافس الستراتيجية في الأسواق الدولية، وإعداد تصنيف جديد لمنظمات المستفيدين وأصحاب المهن ".
ترتكز أهداف الدولة الستراتيجية على تحشيد مقومات الأمة وامكاناتها ليس فقط لرفع مستوى الرفاه الاجتماعي، وإنما لبناء ركائز اقتصادية وسياسية وعلمية متينة وإعداد خطة لسياستها الخارجية تعزز حضورها في النظام العالمي الجديد لخدمة سياساتها المختلفة.
إن تنافس الجودة والأسعار في الأسواق التجارية العالمية على أشده فمن دون أن يصاحبه مواقف سياسية تحقق أهداف الدول المستهلكة أو التهديد بعرقلتها لاجبارها فتح أسواقها التجارية تزاح الدول غير المؤثرة في رسم السياسة الدولية من المنافسة، فالنظام العالمي الجديد يشتغل على نحو منظومة متكاملة وبآليات متناسقة إن أختلت أحداها تنعكس سلباً على المنظومة برمتها.
لذلك على الدولة الناجحة إعداد خطة ستراتيجية تعزز دورها في النظام العالمي لتحقيق أهدافها فمن دون تبني سياسة خارجية ناجحة تحقق أهداف الآخرين ليس سهلاً تحقق الدولة أهدافها، فالدول الغنية بمواردها المالية وتعاني ضعفاً في أدائها السياسي على الصعيد الدولي تشتري المواقف السياسية بصفقات تجارية لتحقيق أهدافها، والدول الفقيرة بموارها المالية وحضورها السياسي تبحث لنفسها عن مدارات استقطابية في فلك الدول العظمى لتحقيق أهدافها.
تختلف توجهات الدول السياسية على المستوى العالمي لفرض حضورها بالقوة العسكرية أو التجارية أو كلاهما معا، لتحقيق أهدافها التكتيكية أو تحقيق أهدافها الستراتيجية المشتركة مع المجتمع الدولي.
يوجز (( كايفو )) خطة اليابان الستراتيجية لبناء النظام العالمي الجديد بخمس نقاط : " السلام والأمن للجميع، واحترام الحرية والديمقراطية، وضمان رخاء العالم بدعم سياسة السوق التجارية الحرة، والحفاظ على البيئة وصيانتها لضمان السلامة لسكان الأرض، وبناء علاقات دولية مستقرة تعتمد مبدأ الحوار والتعاون ".
لا يقتصر تحقيق أهداف الدولة الستراتيجية على بناء دعائم اقتصادية وسياسية وعلمية قوية على الصعيد الداخلي، وإنما توظيفها على نحو فعال لتعزيز حضورها في النظام العالمي الجديد. لأن تعاظم مؤشرات النمو الاقتصادي في فضاء محدد الأبعاد يعرقل تطوره ما يتطلب تحقيق اختراقات سياسية اقتصادية في أسواق عالمية أخرى لتحقيق أهداف الدولة الستراتيجية.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تلوّح بإمكانية الانسحاب من الأمم المتحدة.. ما القصة؟


.. وفد إسرائيلي يخطط للسفر إلى القاهرة لاستئناف محادثات الأسرى




.. إصابات واعتقالات خلال فض احتجاجات في حديقة أميركية شهيرة


.. في إطار خطة بريطانية لترحيلهم إلى رواندا.. تقارير عن خطة لاع




.. بريطانيا ورواندا.. خطة ترحيل اللاجئين | #غرفة_الأخبار