الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خصخصة المدارس في العراق,خطوة نحو النظام الراسمالي

علي الشمري

2011 / 10 / 2
التربية والتعليم والبحث العلمي


((خصصة المدارس في العراق,خطوة نحو النظام الرأسمالي))
منذ سقوط النظام في 2003 بدات الاحزاب الاسلامية المتنفذة بفتح مدارس دينية اهلية خاصة بها,واستحصلت الموافقات الرسمية من وزارة التربية للاعتراف بها ومعادلة شهاداتها مع المدارس الحكومية ,المدارس الدينية الاهلية افضل بكثير من المدارس الحكومية من حيث البنايات والبنى الحتية ومسلتزمات التدريس الحديثة من الحاسبات ومختبرات الصوت ,والصفوف المبردة بالسبالت ,وعدم انقطاع التيار الكهربائي عنها وذلك بفضل وجود المولدات العملاقة وغيرها من الامور ,بالاضافة الى ما تقدمه من مغريات كالنقل والسكن والطعام المجاني,والسفرات الداخلية والخارجية المجانية ,بل والبعض منها تقدم رواتب شهرية للطلاب,اما من اين كل تلك الاموال ؟فالجميع يعرف ما تقوم بهاالاحزاب النافذة في الحكم من عمليات تبييض للاموال من ثروات الشعب العراقي وما تتلقاه من دعم خارجي من اجل أن يصلوا الى اهدافهم المتمثلة بتحجيم عقول الاجيال القادمة وتسييرها على نهجهم الاسلامي والمتمثل باسلمة المجتمع العراقي مستقبلا.
المدارس الحكومية المنتشرة في عموم العراق تعاني من عدة مشاكل ,منها كثافة عدد الطلاب وقلة الكادر التدريسي وتهالك البنى التحية فيها وعدم وجود مرافق صحية وساحات للعب التلاميذ ,والدوام المزدوج وربما ثلاثي في بعض المدارس ومسألة المناهج الدراسية وطرق التدريس الكلاسيكية ,وأفتقارها الى أبسط مقومات التقنية الحديثة,وسوء معاملة الطلاب من قبل الكثير من أدارات المدارس وكادرها التدريسي,وأنتشار ظاهرة التدريس الخصوصي بدأ من المرحلة الابتدائية وانتهاءا بالمرحلة الاعدادية,بسبب عدم اكمال المنهج الدراسي من قبل الاستاذ الى تلاميذه من كثرة العطل الرسمية والمناسبات الدينية التي أصبحت لا تعد وتعطل فيها المدارس .اما بسبب قطع الطرقات والشوارع الرئيسية في المناسبات ,أو التحجج بالذهاب الى تادية مراسيم الزيارة على حساب الدوام الرسمي..
.المدارس تفتقرالى ابسط المقومات ,فهي بلا ماء وكهرباء ,المقاعد الدراسية قديمة ومتهالكة,الزجاج للشبابيك محطم في اغلب المدارس ,عدم وجود مراوح او وسائل تبريد أخرى فيها,الصفوف المدرسية يربوا عدد طلابها على الاربعين طالب .وهناك لا يزال في العراق اكثر من 6000 مدرسة طينية.,كثيرا من الطلاب تبرعوا بمراوح كهربائية لكنها لم تعلق في الصفوف بحجة عدم قبول التربية بالتبرعات ,او عدم امكانية الصرف لجلب كهربائي لتعليقها,والمراوح تأخذ طريقها نحو المجهول الغيبي
التخصيصات المالية السنويةالضخمة للمدارس لم تغير من واقعها شئ يذكر ,فكثيرا ما نسمع عن تأهيل مجموعة من المدارس ,والتأهيل غالبا ما يكون مجرد عملية طلاء الجدران الخارجية والداخلية للبناية فقط .
قامت هذا العام مجموعات من التدريسيين من الذين لا زالت الوطنية عالقة في صدورهم العامرة بحب الوطن واهله بافتتاح مدارس أهلية نموذجية بكل معنى الكلمة فالصف محدد عدد طلابه ب25 طالب ,التدريسيون جلهم من الاكفاء والمقتدرين ,الصفوف مجهزة بالسبالت التي تعمل طيلة فترة الدوام بفضل وجود مولدة ,المياه والمرافق الصحية متوفرة ونظيفة ,لكل مادة أستاذ يدرس شعبة واحدة وغيره من نفس الاختصاص لشعبة اخرى,أي ان المدرس له حصة واحدة يومية مقدارها ساعة ونصف,الطلاب مخيرون وفق النظام الديمقراطي ,الاستاذ الذي لا يعجب الطلاب يتغير..معاملة التدريسيين لتلاميذهم مبنية على الاحترام المتبادل والمعاملة الابوية .الدولة لم توفر لهم بناية مدرسية بل أضطروا الى تأجير بيوت وأستخدامها كمدارس.
الدوام عندهم أبتدأ من بداية الشهر التاسع وتحديدا 6_9بينما المدارس الحكومية لحد الان لم تباشر بالدوام الفعلي,ليس لدى المدارس الاهلية عطل رسمية فقط يوم 10 محرم والاعياد الرسمية والسبت عندهم دوام.,الاقبال عليها جيد جدا من قبل الطلاب والاهالي لتخليص اولادهم من المدارس الحكومية التي أصبحت لا تطاق من كثرة الاهمال المتعمد سواء بالخدمات او التدريسيين الذين أتخذوا من المدرسة كوسيلة لجلب الطلاب الى التدريس الخصوصي,
فههل يستطيع أفراد ان يقيموا مدارس نموذجية وتعجز الدولة على القيام بمثلها,؟؟هل أمكانية هؤلاء أفضل من أمكانية الدولة وتخصيصاتها؟أم ان الدولة هي من تريد الوصول بالمدارس الى حلتها المتردية هذه من أجل خصصة قطاع التعليم ,كي يتسنى لهم نهب الاموال التي تخصص سنويا الى قطاع التعليم؟
يبقى السؤال الاصعب ,هل يتمكن جميع أفراد المجتمع بتسجيل اولادهم في المدارس الاهلية ودفع مبلغ مليون ونصف المليون دينار عراقي في السنة لهم؟ام انها ستقتصر على ابناء الذوات والرجوازية؟ما هو مصير الطبقات الفقيرة وأين ستسجل أبنائها في حالة خصخصة المدارس ؟الامية في اوساط الشباب حسب أخر أحصائية تبلغ نسبتها نحو 40/0 بسبب سوء الاوضاع المعيشية الذي يضطر ذويهم ارسالهم العمل بدلا من التعليم لاعالة عوائلهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تغيرت الاهداف ياشمري
محمد الرديني ( 2011 / 10 / 2 - 20:50 )
تحت شعار مركزي واحد تجري العملية التربوية الان ليس في النجف وانما في جميع المحافظات
الشعار هو كما قال لي احد الاصدقاء في مدونة التيار الديمقراطي هذا اليوم هو
كان في سالف العصر الاوان راشد يزرع
وفي هذا العصر المبارك
راشد يلطم


2 - الشعب بين خيارين
علي الشمري ( 2011 / 10 / 2 - 21:13 )
الاخ العزيز محمد الرديني المحترم
هم وضعوا الشعب بين خيارين لا ثالث لهما ,أما الاتجاه نحو مدارس تعلم اللطم والنوح ,واما الاتجاه الى مستنقع الجهل والامية للالتفاف على عقولهم وتسييرهم وفق اراداتهم ,لان من لا يمتلك الوعي والتفكير ,يسهل أقتياده وهذه هي سياسة القطيع المتبعة في عراقنا العظيم ,
تقبل تحياتيا .


3 - اللطمية بدل دك يا الهاون دك
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 10 / 3 - 08:19 )
اثناء زيارتي الاخيرة للعراق حاولت القيام ببحث علمي اكاديمي عن اسباب تدهور التعليم في المدينة التي ولدت فيها وفي العراق عامة، لم اجد اية تعاون من الاشخاص-المسعوريين- الذين يفترض بهم ان يكونوا في صدارة الاشخاص لمساعدة-معنوية- و-فنية- لمن قادم من وراء البحار ويقوم ب-هدر- طاقته-ومضيعة-وقته- كما قال لي بعض الاصدقاء في تربية تلك المدينة. المهم عندما طلبت القيام باستنساخ بعض الاوراق في غرفة الاستنساخ انصدمت بالعجايب وهي كل موظف او موظفة علقت خلف رأسها آيات واحاديث دينية طائفية لا علاقة لها مع التربية والتعليم-كاننا في حسينية او مسجد- بل كانت اللطمية تصدح من الانترنيت وهي الجهاز التي من الواجب استخدامها لتطوير العملية التربوية الى درجة التفاهم مع الموظفة التي كانت تقوم بالاستنساخ الاوراق كانت صعبة للصخب والضجيج في الغرفة وهكذا حلت- اللطمية- بدل- دك يا الهاون دك- وعندما ناتي للواقع ترمي بجميع اسباب التخلف عندنا على الاخرين لانها سهلة والصلاة والاكثار من الاستماع للطميات يزيد البركات وتفتح ابواب الجنان


4 - ليسوا بحاجة الى العلم
علي الشمري ( 2011 / 10 / 3 - 14:51 )
الاخ الفاضل أسماعيل ميرشم المحترم
العراق بعد التغيير اصبح من الدول التي تنافس على التخلف والخرافة والدجل,وليس على العلم والمعرفة,كثيرا ممن جاءوا من خلف البحار مثلك يحدوهم الامل في تقديم ما خبروه من العلم والمعرفة لخدمة بلدهم ,فصدوا ورجعوا عائدين الى من حيث اتو ,
اخي الكريم لو كنت قد جلبت معك مسلتزمات اللطم والزنجيل والتطبير لكنت قد استقبلت في الاحضان,لماذا لم تفكر بايجاد الية جديدة متطورة للنواح والبكاء؟
أنهم يريدون وسائل أيضاح حديثة تعلم المبتدئين وتربي النشئ الجديد على جلد الذات وتعذيب النفس من المهد الى اللحد
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا