الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة الشهيد هيثم ناصر الحيدر

مثنى حميد مجيد

2011 / 10 / 5
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


يشبه الشهيد النصير هيثم ناصر الحيدر - عايد - أخي الأصغر إلى درجة كبيرة ومُلفتة وكلاهما يصغراني بسنتين. زارتني أخت الشهيد هيثم ذات يوم في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وطلبت مني أن أرسم صورته ، ولم تكن تملك له أي صورة فوتوغرافية يمكن أن أعتمد عليها فأقترحنا معآ إعتماد صورة أخي الأصغر كبديل وحيد لا نملك غيره لرسم صورة الشهيد لمعرفتنا المشتركة بذلك الشبه الشديد في الملامح الذي يجمعهما.وهكذا شرعت بالرسم بإحضار بعض الصور لأخي الأصغر.هذا الشبه الشديد بينهما يعود إلى وموروث عن المرحومة جدتي لوالدتي فقد أورَثَت ملامحها الطيبة لوالدة الشهيد ، الأنف المكوّر ، والجبهة العريضة ، والشعر السرح ، ومنهما ورث الشهيد هيثم وأخي الأصغر ذلك الشبه. ورحت أستحث وأُعمل الخيال لأستذكر ملامح الأحباب الموتى منهم والأحياء وأستحضر تقاطيع وتفاصيل وجوههم بالقدر الذي يساعدني على رسم صورة جيدة لشهيد عزيز ليست له صورة إلا في قلوبنا ومخيلاتنا.

كانت الصعوبة في إستحضاري لملامح الشهيد هيثم في كون معاني صورته المطبوعة في مخيلتي تعود إلى زمن الطفولة والصبا الجميل ، حيث كنا نلتقي ويجمعنا اللعب والمرح والشقاوة عند زياراتنا العائلية لهم في بغداد اتين من الناصرية ، ولم تكن تلك الزيارات كثيرة لكنها كانت كافية لتترك ذكريات عزيزة لا تمحى عنه ولتطبع عميقا ملامحه في ذاكرتي.

وتذكرت وأنا أحرك قلمي على صفحة ورق الرسم تلك الظهيرة الصيفية المشمسة التي لعبنا وأدينا فيها تمثيلية ضاجة مرحة أنا وهيثم وخالد الشيخ دخيل إبن خالتنا المشترك الذي أغتيل هو الاخر من قبل أياد ظلامية فيما بعد وبشكل مفجع.وكنت أنا تقريبا صاحب الفكرة والمخرج لتلك التمثيلية ، فألبست هيثم شيلة خالتي وعباءتها مسندا له دور البطلة العروسة أما خالد فأخذ دور البطل العريس ووضعت على رأسه قطعة قماش بيضاء على أنها كوفية وفتلت عصّابة خالتي السوداء كعقال لتثبيتها على رأسه ، ثم أحضرنا ما أمكننا من قدور المطبخ وأدواته لنبدأ القرع عليها والإنشاد والضجيج بإعتبار أن التمثيلية هي زفة عرس ريفي في قرية جنوبية!.وكنا من المرح والشقاوة بحيث إننا لم نحفل كثيرا لنداءات خالتي المتكررة وتوسلاتها الراجية لنا بإيقاف القرع والضجيج والهرج الطفولي الذي ملأ البيت وعكر عليها راحتها.

لم تكن مهمتي الفنية سهلة ، فقد كان علي قبل أن أخُطَّ أي خط أو أضع أي لون أن أتنقل عبر ثلاثة محاور وثلاثة أزمنة ، الصورة الملموسة لأخي الأصغر التي أمامي ، وصورة هيثم الصغير بضحكاته البريئة وضجيجه الطفولي في أعماق ذاكرتي ، وصورته في المشهد الأخير من حياته وهو نصير بطل وشيوعي يواجه جلاوزة البعث الفاشي ليلاقي الموت ببسالة في جبال كردستان ، في معركة سينا وشيخ خدر ، تلك البسالة التي وصفها الرفيق توما توماس بقوله - أن بطولة النصير الشهيد عايد وتحليه بهذه الروحية الجهادية العالية والنادرة هي من صفات أبطال الحزب فهد وسلام عادل وسوف لا تنسى عبر الزمن -.

بعد أيام حضرت أخت الشهيد لرؤية ما أنجزت.كنت قلقا بشأن مقدار نجاحي أو إخفاقي في مهمتي التشكيلية العزيزة والصعبة ، وعرضت أمامها الصورة المرسومة مراقبا بحذر وقع مشاهدتها وردود فعلها.جالت بعينيها على الرسم متأملة فيه بحزن وحنان وأسى ثم رفعت رأسها ونظرت إلى بإستحسان ورضا لتشكرني قائلة:
- عاشت يدك يا أخي ! صورة جيدة ، سأضع لها إطار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد محرر موقع الحوار المتمدن
مثنى حميد مجيد ( 2011 / 10 / 5 - 21:30 )
السيد محرر موقع الحوار المتمدن
أرجو إظهار عنوان المقالة أو حذفها من الموقع إن تعذر إصلاح الخلل مع جزيل الشكر للرفيق رزكار عقراوي.
وأنا بإنتظار إستجابتكم الكريمة.
مثنى حميد مجيد


2 - الأخ محرر الحوار المتمدن
مثنى حميد مجيد ( 2011 / 10 / 5 - 21:59 )
الأخ محرر الحوار المتمدن
تحية طيبة
ليس من اللائق نشر مقالة بدون عنوان .كتبت لكم رسالتين وهذه الثالثة إما أن تظهروا العنوان أو تحذف المقالة إن تعذر إصلاح الخلل مع الشكر.مثنى حميد مجيد


3 - شكرا لإستجابتكم السريعة
مثنى حميد مجيد ( 2011 / 10 / 6 - 08:04 )
الأخ محرر الحوار المتمدن
شكرا لإستجابتكم السريعة وتصحيحكم الخلل الفني.تحيتي.مثنى حميد مجيد


4 - تحية محبة وإفتخار بالشهيد عائد ورفاقه
أمير أمين ( 2011 / 10 / 19 - 20:55 )
كان الشهيد حكمت ينام بمحاذاة الباب في الصف الثاني الملاصق لصف المعلمات وعلى يمينه ينام ثلاثة رفاق ثم الشهيد عائد وعلى جنبه الشهيد ابو رؤوف ثم أنام أنا قرب الشهيد ابو رؤوف ، كنا نضحك ونحن نتكلم أنا والشهيد أبو رؤوف ونتذكر بعض سوالف رفاقنا المضحكة وكان الشهيد عائد تلك الليلة يتمتع بمزاج رائق جداً وأكثر من الذي إعتدنا عليه منه فكان يتحفنا بالنكات الواحدة تلو الأخرى بحيث لم يترك لنا مجال للإنتهاء من الضحك على النكتة الأولى حتى يسرد لنا نكتة أخرى الى أن طلب منه الشهيد أبو رؤوف أن يترك البقية الى يوم غد في الإستراحة لكي يسردها لأننا تعبنا ونريد أن ننام لكنه قال : الله إيخليك رفيق هاي آخر نكتة وقبل أخذ الموافقة قال : صدّام لما غيّر مدينة الثورة الى إسمه صاروا أصحاب الفورتات يصرخون بأعلى أصواتهم في الكراجات : صدام داخل ..صدام جوادر ..بدرهم نفر لصدام .. ردد هذه العبارة ونحن نضحك الى أن قال : هسة كافي رفاق تصبحون على خير ..! أطفأنا الأضوية ونمنا..هذا مقطع صغير مما كتبته عن الشهيدين حكمت وعائد وكنت معهما ليلة إستشهادهما وفي اليوم التالي إستخدم إسميهما بالتتابع لسر الليل..المجد لهما وشكراً لك..


5 - عزيزي أمير أمين
مثنى حميد مجيد ( 2011 / 10 / 20 - 09:15 )
عزيزي أمير أمين
تحية عطرة وشكرعلى اضافتك القيمة والثمينة.لقد وصفت بدقة شخصية الشهيد هيثم المرحة.لقد كنتم فعلا أبطالا مضحين ومن الضروري تسجيل هذه الذكريات والأحداث وبهذه الدقة التي كتبت أنت فيها تعقيبك.فالشهداء والمضحين والمناضلين من أمثالكم هم مداد الضوء الذي يُكتب به التاريخ الحقيقي للإنسانية لأنه يشكل الجوهر أما تاريخ الطغاة والفاشست والقتلة فهو القشور التي تذهب الى الظلام والعدم.وهذا هدفي من مقالتي المتواضعة وهو أن نهتم بتستجيل تفاصيل ذكرياتنا والأحداث التي عشناها زمن الدكتاتورية الصدامية حتى لو كانت جدا بسيطة لأن هذه الذكريات ثمينة للأجيال القادمة ولأنها تنتمي إلى قلب الحقيقة التاريخية.أذكر لك إيميلي للتواصل معك أيها الأخ والرفيق الطيب .تقبل مودتي وتحياتي الأخوية.أخوك مثنى [email protected]

اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي