الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتجاج...طريق الثورة السلمية

فريد يحي

2011 / 10 / 6
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


الناشطة في مجال الحقوق المدنية "مايا انجلو" قالت "إن السماح للحب ضرورة لإبعاد الحزن عن الحركات النسائية. ، فأنا شخصيا لا أثق بأي ثورة لا يسمح فيها بالحب"

أولئك الذين ينادون بالثورة السلمية، يستحيل أن ينادوا بحتمية الثورة العنيفة.هذا ما يمكن أن نسمي به الاحتجاجات المطلق عليها "مسيرة الفاسقات "و التي شاهدتها العديد من المدن الألمانية"برلين ، فرانكفورت ، هامبورغ ، كولن " خلال الفترة السابقة، والمنادية ضد التمييز الجنسي والعنف الجنسي.هذه الاحتجاجات ما هي إلا حركة جديدة من أجل التحرر وتقرير المصير، تمهد الطريق على ما يبدو إلي الثورة عبر الاحتجاج.

وسائل الإعلام جعلت المظاهرة تبدو وكأنها احتجاجا على الحق "الجنسي"، ولكن هذا لا يمت إلي الواقع بصلة، فالمظاهرات وجهت أساسا ضد العنف الجنسي والتمييز على أساس الجنس. ، خاصة وعندما يتعلق الأمر بالخروج إلي الشارع للمشاركة في هذا الاحتجاج، فلن يكون لك بد إلا الحق في احترام تقرير المصير الجنسي، و السلامة الجسدية والحقوق الشخصية. ليشمل هذا الحق أيضا الحرية في ارتداء الملابس، كما يراها الشخص المعني مناسبة، دون خوف من هجمات المجتمع.

حركة "مسيرة الفاسقات " موجهة أيضا و بشكل خاص ضد "عكس وجهة نظر الجاني والضحية"، كما يحدث في الجرائم الجنسية في كثير من الأحيان.

ولدت هذه الحركة في الأصل ، بمدينة تورنتو في كندا.وذلك خلال دورة تدريبية حول الوقاية من الجريمة عندما حاضر أحد ضباط الشرطة" مايكل سانغينتي" في الطلاب،موضحا بأنه يعتقد أن النساء"ينبغي لهن تجنب ارتداء ملابس غير محتشمة مثل لباس" النساء الفاسقات" ، لتجنب الوقوع كضحية" هذا البيان يعني أن المرأة يمكن أن تساهم في أن تكون أحد ضحايا الاعتداء الجنسي...هنا رفض المستمعون هذا الحديث، مشيرين بأنه خطأ، وعلى رأسهم المؤسسين سونيا بارنيت وهيذر جارفيس، نظرا لأنه يقع تحت مصطلح الشعور بالذنب ،ليجعل من هولا النسوة جناة،فقررن كلمة وقحة في ردهن ، حتى يعطوا معنى لاضطهاد المرأة...ولكن للحقيقة أن هذا الرأي هو واقع اجتماعي واسع النطاق.

أي نعم قام ضابط الشرطة في وقت لاحق بالاعتذار، ولكن غضب الطلاب كان كبيرا جدا. ليخرجوا بدلا من ذلك في احتجاج" مسيرة الفاسقات " قوامه 3000 مشارك ، في 3 أبريل 2011 ،و تجمعوا في متنزه الملكة (تورنتو). ليبدأ يومهم بالخطب لينتقلوا بعد ذلك إلى مقر شرطة تورنتو. ويتطور هذا المفهوم إلي بعد أكبر رافعا شعار" الاحترام والعدالة للضحايا ، وليس لتبرير السلوك الإجرامي". بالإضافة إلي الحق الشخصي في تحديد الجنس الخاص به دون إدانة من قبل المجتمع لهذ الاختيار.

انتشرت الفكرة لتشمل المدن الرئيسية في جميع أنحاء العالم ،وخلال بضعة أشهر فقط ، أصبحت من أنجح حركات العمل النسوي في الــ 20 سنة الماضية، هذا الأمر لم يقتصر على النساء فقط ، بل أن الرجال كانوا في جانبهم ، هذه الحركة الاحتجاجية تداولت في وسائل الإعلام ،لتتوسع في الهند ، حيث أثاروا هناك عدد من القضايا،غير ذات صلة،والتي تواجهها المرأة مثل قتل الأجنة الإناث ، ووأد البنات ، والمهر ، والقتل دفاعا عن الشرف.


في العديد من اللغات مصطلح"الفاسقة" يعني "الكلبة" ، وبالتالي غالبا ما تترجم "مسيرة الفاسقات" ، إلي مسيرة الكلبات. فكلمة "العاهرة عادة ما يكون" لها دلالات سلبية في اللغة، وتستخدم بمثابة إهابة ،فالمفهوم. يعني أن المرأة التي تعيش حياتها الجنسية في الخارج علنا ، تعتبر"قذرة" أو "رديئة". والوصف يصنف وفق لنشاطهن الجنسي ، فغالبا ما يكون السبيل الوحيد لنعتهن من قبل الرجال "بعاهرة" ، ومع ذلك ،يتم تطبيق هذه المعايير بصورة مختلفة متى كان الرجال طرفا في الموضوع ، فهم يمكن أن يعيشوا حياتهم الجنسية المتنوعة ، من دون أن يصنفوا أو يتم التنقيص من قيمتهم.فالذكور على النقيض من هذا الموضوع مقارنة بالإناث داخل التنظيم الاجتماعي للحياة الجنسية..



هناك مثال آخر على المواقف المتحيزة ضد المرأة في المجتمعات،آلا وهو تعليم النساء مصطلح "لا تدعي أحدا يغتصبك " " بدلا من تعليم الرجال "لا تغتصبوا." فالنساء يجب عليهن إتباع القواعد في السلوك والملبس... ، ولكنالنظر عن المجرمين" ليس لأنهن ضحايا الاعتداء الجنسي،ولكن نتيجة لأن الغالبية العظمى يتعرضن للهجمات الشرسة والمتتالية من العائلة والأصدقاء والمعارف.

الاحتجاجات والمسيرات هي للفت الانتباه إلى الثقافة التي تحيط بالمجتمع. فالغالبية العظمى من المواطنين يرون إن من حق النساء بالتأكيد ارتداء ما يحلو لهن.و لكن يبقى بالنسبة للكثيرين إن النساء يحملن على الاعتداء الجنسي نتيجة مخالفة قواعد الحشمة في اللباس... هذا رأي واسع الانتشار ولكن لا يتم الكشف عنه مكرا ... لنضع الأمور في نصابها الصحيح، ونعترف بأن التحيز الجنسي لا يزال يمد جذوره داخل المجتمع، وقد حان الوقت لفعل شيئا حيال ذلك! ...لهذا خرجن في مسيرة الفاسقات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن


.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س




.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز


.. الطالبة تيا فلسطين




.. الطالبة نورهان الحسنية