الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف وتفسير الظاهرة

محمد ماجد ديُوب

2011 / 10 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يمكن لأي متابع في المجال المعرفي أن يلاحظ الفرق الدقيق والهام بين مفهومي العارف والمثقف

إن مفهوم العارف هو مفهوم ارتبط كثيراً بالمفهوم الديني البحت إذ كثيراً ما يتم التعريف برجل الدين الواسع الإطلاع بالقول إنه العارف بالله وهذه التسمية إنما تدل على أنهذا الرجل يعرف سر أسرار الكون ألا وهو الله

هذه التسمية لرجل الدين الواسع الإطلاع كما أسلفنا تدل أيضاً على قداسته أيضاً إذ ليس من المعقول أن يدرك المقدس المطلق في قداسته إلا من كان على قدر من القداسة والوعي يؤهلانه لهذه المعرفة إذ ليس من المنطق أن يعرف نظرية الكم رجل لاعلاقة له بمحراب الفيزياءوكنوزه التي يحتويها ولايمتلك قدراً كبيراً من الوعي المبني على الرؤية المحايدة والقدرة على الرؤية بعينين إثنتين لابعين واحدة بعيداً عن رغباته ودوافعه سوى الرغبة في معرفة الحقيقة وبدافع إنساني بحت

أما المثقف فهو المفهوم الذي ارتبط بالرجل المتعامل مع معارف الدنيا والذي شُبٌه برأس الرمح المدبب القادر على الإختراق بسهولة ويسر في جسد الضحية

علماً أني أميل وبشدة على إطلاق هذه التسمية ( العارف) على هذا المسمى ظلماً مثقفاً لأني أجد أن غالبية من يدعون مثقفين هم عارفون بمعنى أنهم يملكون المعرفة بشكلها المعمم ولكنهم في الغالب لايمتلكون القدرة على الإستفادة من معارفهم على طرقة رجل الدين المدعو (العارف بالله) حيث لم تفدنا بشيء معرفته المزعومة بالله

لذلك هم أقرب إلى مفهوم المتعلم منهم إلى مفهوم المثقف وربما يكون ذلك من جملة المفاهيم المغلوطة الرائجة في مجتمعنا المتخلف حتى في تحديد دقيق للمصطلات والمفاهيم فأنت ترى في مجتمعاتنا الكثير من حملة الشهادات الذين خرجتهم الجامعات ليكونا قطع غيار في عجلة العمل الوظيفي البحت دون أن يكون لهم أي فعل إبداعي يسهم في تطوير مجتمعاتهم بل ربما نشاهد ماهو فعل معاكس تماماً فنجد هؤلاء المتعلمين هم حجر عثرة حقيقية في مسيرة تطوير مجتمعاتهم والأمثلة على ذلك هي أكثر من تعد وتحصى ومنهم من يتكالبون على تولي المناصب السياسية بحجة أن بلداننا تحتاج إلى مسؤولين من التكنوقراط أو بصريح العبارة وزارات من التكنوقراط

كتبت في السابق مقالين حول هذه المسألة نشر الأول على موقع مرآة سوريا الذي توقف والآخر على موقع الحوار المتمدن بعنوان هل نحن نسور أم فئران ؟أوضح فيهما الخطأ القاتل الذي تقع فيه بلداننا بالإعتماد على هؤلاء التكنوقراط في المناصب ذات الصبغة السياسية ومنذ سبعة أعوام كان امقال الأول ولكن لاحياة لمن تنادي فوقع المحظور وخرب التكنوقراط البلد وأوصلوه إلى هذه الحالة المذرية من الفوضى والتشرذم على كل الصعد ولو لم يكن الشعب السوري شعباً أصيلا لضاعت البلد في أتون جحيم مرعب على الطريقة الليبية أو الصومالية وفي هذا المقام أحذر للمرة الألف من هؤلاء التكنوقراط الذين لايجيدون علومهم التي تعلموها فكيف لهم إجادة العمل السياسي الذي تطفلوا عليه وهؤلاء كثر في المعارضة كما أنهم كثر في النظام بل ويقودون المعارضة كما قادوا وزارات النظام المتعاقبة وأوصلونا إلى ما نحن فيه

لذلك ترى المنظرين في العالم العربي هم الأكثرية الساحقة ممن يدعون الثقافة وترى كتاباتهم وكأنها كتبت لأناس في المريخ دون أن يكون لديهم الحد الأدنى من معرفة واقعية لبلدانهم وطبيعتها ومكوناتها وتاريخا وجغرافيتها وحاضرها ومع ذلك ينشرون ما يرونه يؤمن لهم إشباعاً لعقدة الإعتراف الآخر بهم ودون النظر إلى منطقيته المهم تروية عقدة النقص هذه فهاهم يركبون موجات الحراك العربي والذي أسميته منذ البداية سورة أو حراكاً فأصروا على تسميته ثورة حتى عادوا وانتبهوا وبدأؤوا بتسميته حراكاً وتراهم يكتبون السباب والشتائم ويرفضون النقاش ويرفضون نشر التعليقات المخالفة لآرائهم وهم يدعون أنهم يريدون لنا الحرية والديموقراطية وهم لايطيقون مجرد سماع الرأي الآخر المختلف معهم حتى بات المثل اللبناني (عنزة ولو طارت )حقيقياًفي وصف حالتهم

لفتني الكثير من عمليات الحذف لآراء بعض المعلقين المخالفين لوجهة نظر الكاتب وهي وبعد أن ينشرها الموقع يعود فيحذفها بناءاً على رغبة الكاتب
فإا كان الكاتب يسمح بالتعليق فعليه وإنطلاقاً من إحترامه لذاته أن يسمح بنشر الرد حتى ولو كان لايرضيه فنحن لسنا في مدرسة ولو كنا في مدرسة فلدي ألف دليل ودليل أنهم هم الطلاب الذين واجب علينا تعليمهم فهم يلزمهم الكثير من التعلم ولا أقول الثقافة فهذه لم ولن يصلوها لأنهم لايملكون البنية العقلية والفكرية التي تؤهلهم لذلك

الثقافة هي فعل إيجابي فعل خلاق قائم على فهم المادة المعرفية في أعمق أعماقها أي هي إمتلاك القدرة على قراءة الماورائيات وليست فعلاً ساكناً سالباً يكتفي بقراءة سطحية للمعارف وهذه الحالة السلبية الساكنة هي ما يجعل منطقتنا في مؤخرة أمم الأرض (وكلمة مؤخرة ليفسرها القارىء الكريم كما يريد )

كم حري بنا أن نتخلص من الرؤية أحادية المنظور والعالم متعدد الأوان وزوايا الرؤية فنبتعد عن ديكتاتورية الرأي الواحد والذي نرفضه من الآخرين والتي هي أكثر شناعة وبشاعة من أي فعل آخرخاصة ممن يدعون أنهم يقاتلون لأجل الحرية والديموقراطية إلا إذا كانوا يكذبون ونحن نرى ذلك حتى الآن على الأقل

ملاحظة :كلنا نعرف أن الحصان أو البغل (الموَلٌد من حمار وفرس)لأنه أقوى وأقدر على التحمل توضع على عينيه (طماشتان )لكي لايرى سوى الطريق التي يُراد تسييره عليها فيُفرض عليه رؤية أحادية لاأكثر نحقق منها هدفنا من إستخدامه
ودمتم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إنه العهر العربي في أبهى صوره
موجيكي المنذر ( 2011 / 10 / 6 - 13:25 )
كثر المثقفون بين ظهرانينا، هكذا وفجأة ياسيد محمد ماجد، ونبزوا بأعداد لا تحصى ومن حيث لا ندري على فضائيات الردح والنواح، وفي مواقع الانترنت ليعلمونا، ويالسعادتنا وحظنا، كيف تكون المواطنة الصالحة وكيف نصبح وطنيين وهم الذين رضعوها رضعاً ومصوها مصاً هناك في كازينوهات وبارات ومن غانيات أوروبا وأبناء عمومتها وعماتها وخالاتها
صار التنظير والتطبيل والتعهير والتعرير عمل من لا عمل له يجود به علينا وفقط لأن سوءات الزمان قد قذفت به إلى حيث هو هناك ليعمل فراشاً أو سباكاً أو ملمع أحذية أو مبيضاً، مع احترامنا لكل المهن الشريفة، ولكن لكل مقام مقال
فهُم الآن: مثقفون وحقوقيون ونشطاء سياسيون وخبراء علاقات دولية وأكاديميون في مجال حقوق الإنسان...الخ، وأصبحوا، ويالفرحتنا، غيورين وبكّائين على حريتنا وكرامتنا وحرائرنا ونسوا أن نساءهم وأعراضهم هناك تنتهك كل يوم ودقيقة في مخيمات جيراننا وغيرهم، وأن كراماتهم هم تباع وتشرى ويتاجر بها في كل بورصات العالم كيفما شاء السيد الأبيض ذو الشعر الأصفر والعيون الخضر والزرق، دون أن ننسى بالطبع السيد البدوي الأسمر لابس العبا وسائس النوق المزواج المنكاح صاحب أعظم ديمقراطية!


2 - الاستاذ محمد ماجد المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 10 / 6 - 17:14 )
تحيه وتقدير
احد من خصهم وقد اخذه العمر الى قريبها وهو من السابقين المناضلين المتباكين اليوم والصائحين قلت له مره وعلى الحوار عن الوقت والعناصر الشاذه على الساحه السياسية السوريه اليوم والمحرضين اجابني ان التقدميين فازوا في انتخابات جرت في الخمسينيات من القرن الماضي ولم يفلح الاسلاميين ويقيس على ذاك الحال حال اليوم ويعتبره اساس يستند عليه والقول والرد موجود في ارشيف الحوار
واحدهم وهذه استعرتها منه فاشل بكل المقاييس العامة والخاصه وتدرج مع الرداحين والطبالين من اسلام عائلي قلق الى بعثي عفن كاتب تقارير على زملاءه واصدقاءه الى مشارك في الحمله الايمانيه التي قادها صدام حسين ومن الهاتفين بحياة قاتل الشعب العراقي ويتصدر المسيرات التي ينظمها حزبه في بغداد ليصبح اليوم مناضل تطبيلي مع المواقع المرتجفه والاذاعات القذره
وكل يوم من هذه الايام يكون له استاذ جديد مره متساقط يساري واخرى ديني وبعدها استاذ في النفاق متصابي
كان يعتبر الاسلام مسخ واليوم ينادي به وينافح عنه بخبث وتخبط ...لي معه جولات وسازيد والمره القادمه بالاسماء الصريحه قضى حياته خادم لمن هو اعلى منه درجه حزبيه او وضيفيه او دينيه يتبع


3 - اكرر التحيه
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 10 / 6 - 17:24 )
واليوم تراه متقلب مره هنا واخرى هناك يبحث عمن يطبل له كما الصبيان الذين يفرحون لمن يصفق لهم ويدفعهم الى الرقص على الحبال كالاركوزات مع احترامي للاراكوز لانه نافع وهذا الاحدهم لا ينفع حتى اهله
هذا حال بعض المتثائبين في الثقافه وهي بعيده عنهم...كتاباتهم تفضحهم والعفونه ريحتهم والارتجاف وقت المواقف حالهم لكنهم عن بعد شجعان
لم يقدموا شيء لشعوبهم وحتى اهلهم وفي وقت الشده يدفعون رؤوسهم في التراب تحت الاقدا يظهروا عوراتهم


4 - أخي العزيز موجيكي
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 10 / 6 - 23:59 )
أولاً إعتذر عن تأخري بالرد لسبب طارىء
ثانياً شكراً على مرورك ولاأستطيع أن أكتب أية إضافة سوى لتصبٌرنا السماء على أمثال هؤلاء ولك كل تحية وتقدير


5 - أخي العزيز رضا
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 10 / 7 - 00:02 )
أخي رضا هؤلاء يشبهون في رؤيتهم رؤية الأعور وسأشرح طريقة رؤيتهم في مقال قادم ولك كل تحية وتقدير


6 - نضال نعيسة
سالم العلي ( 2011 / 10 / 12 - 18:02 )
كل قراء وكتاب الحوار المتمدن يعرفون ان نضال نعيسة قد استبدل اسمه باسم اخر هو محمد ماجد ديوب
يا نضال ارجع الى اسمك القديم احلى
بئس المثقف الذي يدافع بضراوة عن مجرم, يا خسارتك يا نضال


7 - إلى سالم
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 10 / 12 - 18:52 )
أربعون عاماً وأنا أدرس الرياضيات والفيزياءمنهم سنة في اليمن وأربع سنوات في السعودية في خميس مشيط في جبال الحجاز لكن حتى الساعة لم يمر علي شخص بمثل هذا الغباء لأن أي قارىء لما أكتب في مواضيع شتى يعرف أني ونضال نختلف عن بعضنا بعد الأرض عن السماء يارجوووول شو هالذكا؟؟؟؟


8 - عفواً
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 10 / 12 - 19:01 )
عفواً نسيت أن أقول لك يا سالم يبدو أن كل المعارضة على مثل ذكائك فكثيراً منهم يحاورونني وهم على هذا القدر من الذكاء

اخر الافلام

.. من مسافة صفر.. استهداف دبابة إسرائيلية بعبوة -العمل الفدائي-


.. متظاهر يهتف -غزة- خلال توقيفه بنيويورك في أمريكا




.. إسرائيل تؤكد إصرارها على توسيع العملية البرية في رفح


.. شرطة نيويورك تعتدي على مناصرين لغزة خلال مظاهرة




.. مشاهد للدمار إثر قصف إسرائيلي على منزل عائلة خفاجة غرب رفح ب