الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كشف المستور(2):قراءة في الحب الفيسبوكي والجنس الافتراضي

سيدة عشتار بن علي

2011 / 10 / 7
التربية والتعليم والبحث العلمي


كنت قد قمت بنشر مقال (كشف المستور)في الاسبوع الماضي لكن بسبب خطا تقني ارتكبته فوجئت فيما بعد بان الموضوع لم يكن كاملا وان جزءا هاما من المقال لم يتم نشره خاصة مما جعل الموضوع يبدو مبتورا وغير ملتزم بالمنهجية التي كنت قد اشرت اليها في المقدمة,لذلك ارتايت ان الحق الجزء الناقص في شكل جزء ثاني من كشف المستور.وقد ركزت في الجزء الاول من المقال على ظاهرة الحب الفيسبوكي وما يحيط بها من بعض التفاصيل التي قمت بجمعها على قدر استطاعتي لان الدراسات تغيب او تتكتم على هذه الظاهرة ربما لطبيعة المجتمع العربي الذي مازالت تكبله النواميس الاجتماعية والحرج في الحديث حول مثل هذه المواضيع.
وقد كنت تطرقت في الجزء الاول الى علاقات الحب عبر الفيسبوك والعوامل النفسية والاجتماعية التي تدفع الكثيرين الى اختيار هذا النوع من العلاقات الذي تجري احداثه عادة عبر غرف الدردشة ,وتتطور في احيان كثيرة الى ممارسات جنسية افتراضية تكون فيها الحروف والخيال هي المحرك الرئيسي للمغامرة.وكنت قد توقفت في الجزء الاول من المقال عند حدود سؤال هل تنتهي التجربة فعلا بانتهاء اللحظة ام ان التجربة تلو الاخرى تاسر صاحبها مع شريك واحد لتتحول الى مايشبه التعود والحب او مع شركاء متنوعين لتتحول الى هوس وادمان مرضي??
ساحاول الاجابة عن هذا السؤال وغيره من بعض الاسئلة الاخرى معتمدة على بعض المطالعات القليلة الخاصة بهذه الظاهرة ,ظاهرة الجنس الافتراضي التي ركزت في الجزء الاول على تفاصيلها داخل غرف الدردشة فماذا عن اللقاءات عبر الكاميرا?????
مع توسع هذه الظاهرة لم تعد الكاميرا مجرد اكسسوار يضاف الى الحاسوب,بل ان العدسة الصغيرة اصبحت بمثابة النبض لهذه الالة الصماء فقد صارت عبارة (افتح الكاميرا)تحمل معاني تتعلق بعروض الاغراء المباشر الذي من خلاله تتحقق المتعة ويتحقق معها اثبات الذكر لذاته اذا نجح في اقناع الانثى بخلع ملابسها والقيام بحركات مثيرة وكسر التابو الاجتماعي.ومع تتالي هذا النوع من اللقاءات تتحول الى ادمان وهوس ليس في رؤية جسد يقوم بتلك الحركات الثعبانية من تمايل وغيره لاستعراض تفاصيل الجسد بل في البحث دائما عن فنون جديدة لاطفاء نار لهفة اكتشاف وتحدي هذا الغول الذي يسيطر على العقل العربي ويتحكم في جميع سلوكاته وردود افعاله,غول الجنس,غول اسمه الجسد وما يخفي وراءه من اسرار محرمة حتى ان هذا الهوس لا يقتصر على المحرومين فقط بل يطال المتزوجين ايضا والطريف ان بعض المتزوجين يلجؤون هم بدورهم الى ممارسة هذا النوع من الجنس الافتراضي بسبب البعد ان كان الزوج في حالة سفر مثلا وكذلك هناك من يلجا اليه كنوع من الفانتازم لكسر الرتابة والملل بين المتزوجين

هناك ظاهرة اخرى لا يجب اغفالها في معرض حديثنا عن هذا الموضوع وهي ان الجنس الافتراضي قد تحول الى مهنة متخصصة حسب ما تشير اليه بعض المواقع الالكترونية فمن يرغب في خوض التجربة عليه ان يدفع مبلغا من المال عبر بطاقته المصرفية ولنا هنا ان نتصور طرائف التحيل التي من شانها ان تقع دون ان يجد الطرف المتضرر الجراة على البوح بما تعرض له من ابتزاز وتحيل فلا يبقى امامه الا ابتلاع مرارة خيبته والسكوت درءا للفضيحة.
هذا هو الحد الاقصى من المعلومات والوقائع التي استطعت الحصول عليه في محاولة لكشف سر هذه الظاهرة عبر بعض القراءات والحوارات مع بعض الاصدقاء حول حقيقة هذه الظاهرة التي من الضروري معرفة دوافعها ومالاتها فماذا يقول علم النفس بخصوصها?
تنطلق المعالجة النفسية سهى البيطار في تحليل هذه الظاهرة من مسلمات فحواها فحواها ان البنية النفسية للانسان مقولبة حول مجموعة من الغرائز التي قننتها وكبلتها قوانين المجتمع والدين ووضعت لها حدودا وصنفتها في خانة المحظورات
وتربط بيطار هذه الظاهرة بتسلل الانترنات سريعا الى الحياة الخاصة والجنسية للانسان مما يؤثر على بنيته الجسدية والنفسية فامام الشاشة الصماء قد يغيب الانا الاعلى نتيجة غياب المراقب والمعاقب في عالم الشبكة الافتراضية,فالذين يدمنون العلاقة الجنسية الافتراضية دون سبب موضوعي,يزيحون الستار عن رغبات دفينة مثل الرغبة في اقامة علاقة جنسية موازية لعلاقة الزواج المستقرة,يستطيعون من خلالها تفعيل الجانب البذيء الكامن داخلهم والذي يجدون صعوبة بالغة في معايشته مع شركاءهم,حفاظا على الهيبة والمظهر الانيق امامهم,وخوفا من سوء الفهم وفقدان الاحترام

وحسب سهى البيطار فان عدم الرضى وعدم التناغم مع المحيط والحواجز النفسية المفروضة على طبيعة الانسان داخل مجتمعه تمهد السبيل امام الكثيرين للدخول في العلاقات الافتراضية
فماهي انعكاسات هذه الظاهرة??
تاخذ الانعكاسات اتجاهين:الاول ايجابي يتمثل في التنفيس وارضاء النرجسية مؤقتا .لكن السلبيات تظهر فيما بعد اذ ستزيد شكوك الذين يعيشون هذا النوع من العلاقات في المحيطين بهم,وتطال الشكوك شركاءهم في العاقات العاطفية.هذا بالاضافة الى ان هذا النوع من الممارسات الافتراضية من شانه ان يجعل صاحب التجربة مهووسا بتنويع الشريك الجنسي
في معرض هذا الحديث لنا ان نتساءل ان كانت هذه الظاهرة مقتصرة على المجتمع العربي وحده ام انها تشمل المجتمع الاوربي
ما تشير اليه بعض المواقع هو ان هذه الظاهرة موجودة ايضا في المجتمعات الاوروبية,لكن بدرجة اقل بكثير مما هي عليه في المجتمعات العربية.ولعل هذا يعود اساسا الى طبيعة التنشئة الاولى فالشباب الاوروبي يتبضع الجنس من المحلات ويحصل عليه بسهولة مثله مثل اي بضاعة اخرى وبالتالي فهو لا يقضي وقتا طويلا في البحث عنه والتفكير فيه في حين ان الجنس بالنسبة للانسان العربي يلح على فكره ويضغط عليه فهل هناك علاقة بين هذا وطبيعة التركيبة السياسية والفكرية للمجتمع العربي???
ينشا الانسان العربي عادة في اسرة تحيط الامور الجنسية بالسرية والخوف والتكتم فينمو الطفل ويبلغ المراهقة وهو معزول عن حقيقة ما يجري حوله حتى انه يشتد عوده وهو يعاني من غربة وعداء مع جسده فيغدو متحفظا,ذليل النفس,يهاب المحرمات ويخاف من السلطة مما يجعله عرضة لاندفاعات جنسية غير طبيعية مثل الميول السادية بسبب افتقاده الى الكيان الحر الجريء واحساسه بالقمع في ابسط حقوقه الانسانية مما يصنع منه قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في اي لحظة . ويؤكد بوعلي ياسين على ان الانسان المكبوت ليس بقادر على العمل الخلاق مثل الانسان المشبع ولعل هذا احد العوامل الغامضة التي تحيط بسؤالنا الدائم عن السبب الذي يقف وراء جمود الفكر العربي وافتقاده الى السؤال الحر ومن ثمة الابداع والتطور
تحدثنا عن الحب الفيسبوكي وما يمكن ان يجره من خيبات ونجاحات كما تعرضنا في المقال ايضا الى رصد اهم التفاصيل التي تخص العلاقات الجسدية الالكترونية فهل من الممكن ان نتحدث مستقبلا عن شكل جديد من العلاقات الالكترونية مثل الزواج الافتراضي مثلا????








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - علاقة الكبت الجنسي بالقصور الفكري
منصف عثيمني ( 2011 / 10 / 7 - 19:22 )
ركزت في الجزء الثاني على التحليل النفسي لظاهرة الانصراف الى الجنس الالكتروني فكان التحليل علميا وموفقا ثم ان ربطك للكبت الجنسي بالقصور السياسي والفكري في المجتمعات العربية لم يخلو من الاقناع والمتعة لان في تحليلك الكثير من الاضافة والتحفيز على السؤال والبحث اما الطريف فهو طرحك لامكانية الحديث مستقبلا عن زواج افتراضي


2 - أهمية المعرفة
واصف شنون ( 2011 / 10 / 8 - 23:53 )
لقد تناولت الكاتبة موضوعا هاما جدا ، كنتاج للتكنلوجيا الغربية المؤثرة في مجتمعاتنا العربية ، وقد تناولت كل ذلك بجرأة غير معهودة ، لكن جرأتها كالعادة تخيب في وضع النقطة على الحرف ، فأساس المصيبة العربية الأن ليست التكنلوجيا ، بل نتائجها ،خاصة وان العلم ينفي الجهل ،والقرآن يؤكد على وجود السحر والجان في حياة البشر..والخمع مودتي.


3 - غربة الجسد
منصف البرايكي ( 2011 / 10 / 9 - 00:55 )
للحب اخطاء ابدية واجبة التكرار ولدلك لا يجب ان نهدر الوقت في نصح العشاق مرة اخرى تتسلل الاخت سيدة بفصل ثان من معجزة ما...
ونحن لا نزال ماخودين بجمالية لقائنا بفصل اول من سيرة عطرة تجردنا من كل الاسلحة ومن كل الاسئلة لتاخدنا للبعد النفسي للظاهرة ليتكشف العشق المكبوت بنية لعقل عربي معطل قاصر عن الابداع فكرا وسياسةوفشلا عاطفياجراءلحظة نشاة اولى احيطت بالتكتم والسرية والخوف فتغيب الهوية الحقيقية وتمارس الدات المنكسرة هروبا حتميالعالم افتراضي تغيب فيه الرقابة المسؤولة الى عالم ارحب لا يضبطه قانون فتتسلى بحالة انخطاف وهمية لكنها متفردة المتعة ما دامت تعوض عن خسارة مالانسان عربي مهزوم اعزل ومتازم ..... ا .


4 - الاثارة الفيسبوكية
hayouni fadhel ( 2011 / 10 / 10 - 22:04 )
مقال خال من كل مظاهر التغطة والتزييف بجرأة لا تجدها الا عند الواثق من نفسه مؤمن برسالته في الحياة في مجتمع همه الأكبر اسدال الستالر على كل ما يتصل بالعلاقات الجنسية حتى لو كانت افتراضية ي

اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إسرائيل حول تهديد بايدن بوقف إمدادات الأسلح


.. مقتل 4 أشخاص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان • فرانس 24




.. ألعاب باريس 2024: استقبال رسمي وشعبي -مهيب- للشعلة الأولمبية


.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما مؤيدا لفلسطين بجامعة جورج واشنط




.. أنصار الله: استهدفنا 3 سفن في خليج عدن والمحيط الهندي وحققنا