الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة أسلمة المسيحيين في قطاع غزة

سمير الحكيم

2011 / 10 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حملة أسلمة المسيحيين في قطاع غزة
قبل أيام تناقلت وسائل الإعلام بالتهليل والتكبير خبر إسلام عائلة مسيحية في قطاع غزة تحت إشراف وزارة الأوقاف وجابوا بهم مساجد القطاع.

نبذة تاريخية
عدد العرب المسيحيين في قطاع غزة لا يتجاوز 1000 شخص وهذا العدد يتضمن الرجل والمرأة والصغير والكبير والمنمط في السرير وهم يعيشون بين إخوتهم المسلمين وتعدادهم حوالي مليون وسبعمائة ألف إنسان أي يشكلون أقل من نصف في الألف..

تضحياتهم وثباتهم في وطنهم من اجل رفع أمتهم العربية والإسلامية لشاهد على انتمائهم وإخلاصهم لوطنهم ولم يبخلوا يوما للتضحية والفداء ودفع الغالي والنفيس من اجل تحرير فلسطين .

فالعائلات المسيحية (منهم الفقير والغني والمتعلم والعامل والتاجر والمهني) فدعمهم النفسي والمادي لترسيخهم في أرضهم هو مصلحة للجميع).

ولهم جذور منذ القدم وغالبيتهم من قبائل عربية قديمة ناضلوا وحاربوا وجاهدوا على مدى التاريخ ضد جميع أنواع الاستعمار، ناضلوا مع القائد العظيم صلاح الدين لتحرير القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية التي تشد إليها الرحال من المستعمر الإفرنجي الذي اتخذ الصليب زورا وبهتانا وحاربوا المستعمر البريطاني وقدموا الشهداء التي تمتدد قبورهم على طول وعرض الوطن ومازالوا يقدموا التضحيات تلو التضحيات ضد الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني.

المخطط الصهيوني هو جعل دولة العدو الإسرائيلي دولة يهودية خالصة أي بمعنى آخر على المدى البعيد طرد جميع الفلسطينيين بغض النظر عن ديانتهم واقتلاعهم من أرضهم، وهي كما نسمع يوميا يطالب العدو الإسرائيلي القيادة الفلسطينية الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، فحملة أسلمت العائلات المسيحية والتهليل والتكبير ووصف المسيحيين بالكفر واللحاد وذكر هذه الايات ليل نهار مثل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "(سورة المائدة آية 51) وايضا " قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"(سورة التوبة آية 29) وكأن القرآن الكريم لا يوجد به آيات سوى هذه الآيات، القرآن الكريم يوجد به آيات عن المودة والرحمة والمحبة والتآخي والعيش المشترك ليس فقط مع الغير مسلمين الذين يعبدون الله الواحد بل أيضا مع الكفار والملحدين." إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"(سورة البقرة آية 62) وأيضا " لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا "(سورة النساء آية 123) وأيضا " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ "(سورة المائدة آية 82)

التهليل والتكبير لاسلام هذه العائلة وهداها الله للصراط المستقيم ونجاها من النار ودخول الجنة كل من شارك في أسلمتها والحملة العشواء في الأسواق العامة والمدارس والنقاش العام ضد المسيحيين والمباراة لأسلمتهم لدخول الجنة يؤدي بالنهاية إلى أمرين كلاهما مر إما تهجيرهم أم أسلمتهم. فتكوين دولة إسلامية خالصة في قطاع غزة لا يخدم المصلحة العربية الفلسطينية على المدى البعيد لأنها تصب في النهاية لمصلحة يهودية دولة العدو الإسرائيلي.

تغير الدين مسألة اقتناع وإيمان شخصية والتهليل والتكبير والضغط النفسي على المسيحيين والتكفير العلني ليلا ونهارا في الجوامع والطرق العامة وفي جميع الأماكن لهو مخطط مدروس لتمهيد لإقامة دولة جميع سكانها من المسلمين لتسهيل تنفيذ المخطط الصهيونية بالمطالبة بيهودية دولة إسرائيل وهذا يضر ويضعف ويشتت القضية الفلسطينية بمتاهات الحرمان والنسيان والتهجير مرة أخرى .

تناقص عدد المسيحيين يوما بعد يوم عن طريق هجرتهم أو أسلمتهم لا يعني انتصار ألاهي للإخوة المسلمين بل يؤكد بوجود خلل في المجتمع يجب معالجته، ولنفترض نجحت الحملة بتفريغ القطاع من العائلات المسيحية وماذا بعد؟؟
وماذا يكون موقفنا لو اتخذت جميع الدول هذا الأسلوب لانفراد النوع والجنس أو الدين لمواطني الدول، فالقضاء على التنوع الحضاري والديني وحرية التفكير لا يخلق مجتمع متحرك متطور نحو الأفضل.

العرب المسيحيين جذورهم تمتد عميقا في الأرض منذ القدم فاقتلاعهم سيؤثر على مجمل القضايا العربية والإسلامية، فتثبيتهم والاستفادة من وجودهم وانتمائهم وإخلاصهم هو مصلحة إسلامية عربية فلسطينية ومرآة ايجابية للتعايش الأخوي الديني في المجتمعات الإسلامية.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المعيار الحقيقي هو الانتماء والاخلاص للوطن
علي سهيل ( 2011 / 10 / 9 - 03:59 )
كل الاحترام والمحبة
العرب المسيحيون انتماؤهم واخلاصهم للوطن وكل التحية لصمودكم ودفاعكم عن وطنكم مع اخوتكم العرب المسلمين، العرب المسيحيين في قطاع غزة يضرب بهم المثل باخلاقهم الرفيعة ووطنيتهم وتسارعهم لعمل الخير ومحبة الاخر ومساعدتهم لجيرانهم.
وحملة اسلمتهم والفرز الديني تؤدي بالنهاية إلى تقوقعهم او تهجيرهم وهذا لا يخدم كما ذكرت مصلحة القضايا الاسلامية والعربية وخصوصا الفلسطينية.


2 - إنه نخطط عام
Amir_Baky ( 2011 / 10 / 9 - 04:55 )
مخطط عام يحدث فى مصر و غزة و العراق والكل صامت


3 - الدين قناعة شخصية ولا يجوز الاكراه او الترغيب
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 10 / 9 - 06:22 )
عمل غير اخلاقي لان الدين قناعة شخصية ولكن اقول لحكومة حماس لو تسمح المملكة السعودية الارهابية بالتنصير في بلادها لرايت مثقفيها يخرجون من دين الاسلام لانهم يعتقدون بانه يستحيل على دين سماوي يمثله آل سعود واذا المسلمون يدعون بان آل سعود لا يمثلون الاسلام لماذا لا يسحبون البسطاط من تحت ارجلهم من حكم الاماكن المقدسة؟؟. وبالرغم من الحكم الصارم الا ان هناك الكثيرون من تنصروا سرا ومنهم من هاجر.ماذا ستجني حكومة حماس من هذه الاسلمة؟؟. ربما العطف الوهابي. تبا للعقول المتحجرة. اما لمنظمة التحرير فنقول اذا لم تبعدوا حماس عن الحكم فلا تحلموا بدولة مستقلة ولو على 20% من فلسطين.


4 - إحتلال يساعد قوي الإحتلال
عدلي جندي ( 2011 / 10 / 9 - 13:19 )
عالم وشعوب مساكين في عقولهم وبدلا من التماسك والعمل في أمور نافعة لأجل وطنهم وحقوقهم يمزقون أوطانهم ويشبعون خدودهم لطما ونحيبا من عدو يحتل أرضهم وهم في الأصل محتلة عقولهم بإيدولوجيات الفرقة والخصام


5 - طظ في فلسطين
طظ في فلسطين ( 2011 / 10 / 9 - 14:47 )
ليس المسيحيين فقط هم من يغادرون بل كل الاقليات
و هم لا يغادرون غزة فقط بل كل الشرق الاوسخ - الاوسط سابقا
لترك الساحة للمسلمين الزومبي باكل بعضهم حتي الانقراض


6 - في فلسطين عايشنا بداية التطرف الاسلامي
بشارة خليل قـ ( 2011 / 10 / 9 - 15:11 )
منذ سنة 79 بعد عودة خميني وبدئه تمويل حركات الاسلام السياسي بدأنا برؤية الحجاب الاسلاموي واللحى الارهابية لكن الاخطر انهم بدأوا في التعامل معنا كغير مسلمين بالتكفير والترهيب(كمقولتهم سننتهي من السبت لنخلص للاحد)وازدادت المضايقات والاتهامات والتخوين والشائعات..كل مسيحي فلسطيني مثلي كان يعتقد ان هذه النغمة الجديدة هي ردة فعل على الحرب في لبنان ذات الطابع الطائفي ولم نكن ابدا على علم بهذا المخطط الحقير لتضييق العيش علينا في اوطاننا بالمضايقات اليومية والعنصرية والتكفير في لبنان كما في فلسطين كما في اي مكان من بلدان الغالبية الاسلامية.حين اصبحت المساجد اوكار للتآمر والحض على التفرقة والعداء لنا كمسيحيين او دروز وحين اصبحت خطب الجوامع وعلى المكبرات الصوتية غاية في الاستفزاز والتحريض على الكراهية والعنف.لا بد ان اقول ان الاسلام بطبيعته يؤهل معتنقه للتغاضي عن كل مبدأ انساني فكانت اموال البترول الايراني والخليجي لاحقا الشرارة التي الهبت نار العنف المعنوي والفعلي لتزداد غربتنا في اوطان ابائنا واجدادنا.لا اعتقد ان هنالك مسيحي راشد لم ينل منه العننف الاسلامي في الشرق
سلامي للكاتب والقراء


7 - علي سهيل
سمير الحكيم ( 2011 / 10 / 9 - 15:22 )
محبتي واحترامي
مقولتك في تعليقاتك السابقة هي-المعيار الحقيقي هو الانتماء والاخلاص للوطن- نعم نريد رفعة وتطور ونمو وطننا لكي نتباهي بانتماؤنا له، فعطاؤنا الا محدود الذي يتجسد بمحبتنا للوطن ومحبتنا ايضا لاخوتنا في الوطن.


8 - Amir_Baky
سمير الحكيم ( 2011 / 10 / 9 - 15:29 )
محبتي واحترامي لشخصك الكريم
وشكرا لمرورك
نأمل بأن يكون ليس بمخطط مدروس ونأمل بأن يكون هذه الحملة مصادفة، لان المسيحيين في قطاع غزة عددهم قليل أقل من 1000 نسمة.
وإذا كان هذا مخطط مدروس سوف لا نجد بعد أقل من 5 سنوات أي وجود مسيحي في قطاع غزة وفلسطين وهذا لا يخدم المصلحة الاسلامية والعربية والفلسطينية، لانهم مرآة للتعايش السلمي في المجتمعات الاسلامية.ورسل وسفراء مخلصين لقضايا امتهم العربية وشعبهم الفلسطيني.


9 - فهد لعنزي السعودية
سمير الحكيم ( 2011 / 10 / 9 - 15:42 )
محبتي واحترامي
شكرا لمرورك الكريم
أني مع القناعات والحريات الشخصية وأريد من مقالي هذا التنبية فقط لخطورة حملات اسلمت العرب المسيحيين في فلسطين وبلاد الشام وفي المناطق التي لا يتواجد بها مسيحيين مثل قطاع غزة أقل من 1000 نسمة، فيوجد حلين كلاهما مر اما التهجير أو الاسلمة.
نحن العرب المسيحيين ندفع الثمن غاليا رغم انتماؤنا واخلاصنا وتضحياتنا باروحنا من اجل تحرير وطننا الغالي فلسطين ، نريد فقط الحفاظ على مجتمعنا العربي من خلال التنوع الديني والثقافي، لانه مرآة للتعايش السلمي في االمجتمعات الاسلامية.


10 - عدلي جندي
سمير الحكيم ( 2011 / 10 / 9 - 15:50 )
محبتي واحترامي لشخصك الكريم
شكرا لمرورك
فعلا نحن مساكين بدل من الوحدة الوطنية والتماسك والعمل من أجل رفعة وتطور الوطن نغرق في الانقسام والخصومات وتمزيق الوطن وتقسيم المقسم ونتباكى على الاطلال والعدو يصادر الارض ويقلع الشجر والحجر. فتماسكنا ووحدتنا يجب ان تكون العنوان الرئيسي لجميع افعالنا واعمالنا.


11 - إلى تعليق رقم 5
سمير الحكيم ( 2011 / 10 / 9 - 15:56 )
محبتي واحترامي
لقد قدمنا التضحيات والدماء والاسرى وقوافل الشهداء والاسرى من أجل تحرير ولو جزء بسيط من فلسطين ومن اجل تحرير الاوطان، وليس بالسهولة تقول هذه الكلمات في فلسطين، ولا اريد ان اعلمك الوطنية ولكن يجب ان يكون طريق الامل افقنا الذي نصبوا إليه، فقدان الامل يعني فقدان الحياة، فبدون هذا الحلم لم يبقى لنا شيئ.


12 - بشارة خليل قـ
سمير الحكيم ( 2011 / 10 / 9 - 19:45 )
محبتي واحترامي
شكرا لمرورك ومداخلتك ووصف المعاناة والنبذة التاريخية..
نحن العرب الفلسطينيين المسيحيين رغم تضحياتنا وانتماؤنا واخلاصنا لوطننا وعطاؤنا الا محدود لقضيتنا ندفع الثمن غاليا على يد اخوتنا في الوطن من تكفير والغمز والمز ولم نسلم يوميا من الاعتداء الفظي في الجوامع والطرقات العامة وخصوا عندما يعرفوا بأنك مسيحي فالكل يحاول هدايتك إلى الاسلام الشيخ والعربنجي وبائع الخضرة ومن هب ودب معتقدين عن هدايتك؟؟ سيدخلهم الجنة؟؟؟
وما هو الحل ؟؟ الهجرة !!!؟؟
البقاء والثبات في الوطن هو الحل الوحيد لاحباط اي مخطط صهيوني لانه لا يمكن ان تصبح ارض المسيح بدون مسيحيين، بقائنا هو الحل الوحيد ويجب ايضا على اخوتنا في الوطن التضامن معنا والحفاظ على وجودنا لان اقتلاعنا من ارضنا يضر بجميع قضايا العرب والمسلمين.


13 - ماذا يجرى
صلاح الساير ( 2011 / 10 / 9 - 23:29 )
الاستا











باى منطق يفكرون وباى كتاب يعملون ولو جعلتم جميع العالم مسلمون لم تجدوالكم رحمة
الا الضياع فى عصر الذرة والحداثة وانتم منها منهز مون وهل يعقل ان الف شخص مسيحى
فى غزة البطلة تخاف منهم ان يؤثروا الاسلام
شكرا مع التقدير












اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ