الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ظل غياب القيم الديمقراطية

عدنان شيرخان

2011 / 10 / 11
المجتمع المدني


لكثرة ما كتب عن هذا الموضوع سأبدا بفرضية مجردة، فثمة فريق يريد من منظمات المجتمع المدني ان يكون لها دور مهم ومتميز في عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وان يكون من مهامها مراقبة سياسات الدولة واداء السلطات الثلاث،وان يكون لها حضور في عملية مكافحة الفساد وسوء استخدام السلطة، ومناصرة قضايا حقوق الانسان والمراة والطفل والدفاع عنها، التوعية من خلال ورش العمل والتدريب والمؤتمرات والندوات، التاثير الايجابي على صناع القرار باتجاه قضايا الشعب والفئات المستضعفة بشكل خاص، وغيرها كثير ومهم. وربما يكون من الضروري الاشارة الى أمر مهم يتعلق بقدرة منظمات المجتمع المدني على شغل المسافة بين الفرد او العائلة والدولة. فالدولة هنا ليست شمولية ولا تريد ان تحشر انفها في كل كبيرة وصغيرة.

فريق آخر يريد من منظمات المجتمع المدني ان تعمل وتتحرك تحت مظلة النواحي الخيرية كجمع التبرعات وتوزيع المساعدات والاغاثة، والاهتمام بنواحي محو الامية والتعريف بالنواحي الصحية كالامراض الفتاكة وكيفية الوقاية منها، ان تصل الى ابعد النقاط التي لا تستطيع الدولة ان تصل اليها توعي وترشد وتعمل بجد وهمة، ولكن بشرط الابتعاد عن السياسة وكل ما هو سياسي، وحجة هذا الفريق مستخلصة من التعريف المعتمد بانها منظمات غير سياسية لا تسعى لاستلام السلطة وعليه فانها يجب ان تبتعد عن السياسة.

العمل المدني لا ينمو ويزدهر الا في ظل نظام ديمقراطي وحكم رشيد، وهو بحاجة الى حاضنة سياسية تؤمن به وبدوره، سيستقر وجوده ويتجذر عمله ويتقدم الى امام في ظل تشريعات تصب في صالحه ولا تعوق عمله، اي بمعنى اوضح ان تكون النخبة السياسية صاحبة القرار مؤمنة باهمية العمل المدني بالمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

على الجانب الآخر قد ينظر الى منظمات المجتمع المدني نظرة معادية ووضعها في مرتبة المعارضة المعادية للحكومة. وقد تتطور العلاقة المتوترة بين الطرفين الى مستوى يدعو الحكومة الى استعراض عضلاتها الادارية والامنية كوضع العراقيل امام عملها وصولا الى المواجهة، وسينظر صانع القرار الضيق الافق الى دور العمل المدني المتثل في المتابعة والمراقبة بأنه قيود عليه، وان تطور هذه القيود ستؤدي الى توليد ضغوط غير محمودة النتائج ، وهو ما لا يريده صناع القرار في العالم الثالث.

اما في ظل غياب القيم الديمقراطية والحكم الرشيد فالادعاء بوجود منظمات المجتمع المدني لا يعدو كونه (مسخرة) وضحك على الذقون، الانظمة الشمولية في دول العالم الثالث وانظمة الحزب الواحد في اوروبا الشرقية السابقة كانت تتدعي بوجود منظمات المجتمع المدني، ولكن الحقيقة كانت واجهات فاعلة للاحزاب الشمولية المهيمنة على تلك الانظمة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حالة -إسرائيل- مزرية ونتنياهو في حالة رعب من إمكانية صدور مذ


.. احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات اعتقال إسرائيل




.. خيام لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.. موجات الحر تفاقم معا


.. العالم الليلة | ترمب: أتطلع لمناظرة بايدن.. ونتنياهو لعائلات




.. الأمم المتحدة تبدي انزعاجها من إجراءات إنفاذ القانون ضد محتج