الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما لا يقال ولن يقال حول الصراع الإسلامي المسيحي في مصر

نهرو عبد الصبور طنطاوي

2011 / 10 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هكذا هم المصريون وسيظلوا: إن مثل المصريين في تحليلاتهم ورصدهم لبلاويهم ومصائبهم، وتشخيصهم لأمراضهم وأوجاعهم، كمثل من أضاع كيس نقوده في غرفة مظلمة فخرج إلى النور ليبحث عنه، فلا هم يتعلمون ولا هم يذكرون.

ليس لدي أدنى شك يساورني ولو للحظة في أن من بين التيارات الدينية الإسلامية من هم متشددون ومتطرفون ومتجاوزون وكارهون وظلاميون وعدوانيون، ولكن هل ذلك التشدد والتطرف والتجاوز والكراهية والظلامية والعدوانية هي حالة متأصلة في هؤلاء؟ أم هي نتيجة طبيعية لأشياء أخرى لا يملك كثير من الناس الجرأة والشجاعة والشرف والصدق مع نفسه ومع الناس للحديث عنها، هي التي أنتجت كل هذه التيارات الدينية بهذا التطرف وهذا التشدد وهذه الطائفية البغيضة؟.

إن الوقوف عند تفاصيل الصراع الديني (الإسلامي المسيحي) في مصر، والوقوف عند كل حادث بحد ذاته، وكأنه حادث منفصل عما قبله وعما بعده، والوقوف عند من قال ماذا؟ ومن فعل ماذا؟ ومن خرج؟ ومن دخل؟ ومن طلع؟ ومن نزل؟ ومن جاء؟ ومن راح؟ لا يجدي شيئا، إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه، إن ما يحدث في مصر ليس صراعا على بناء كنيسة، وليس صراعا على هدم كنيسة، وليس صراعا من أجل حرية العقيدة أو حرية أداء الشعائر أو اضطهادا أو تكفيرا من قبل المتطرفين الإسلاميين كما يحلو للبعض تسويق ذلك، إما لأن البعض لا يعلم الأسباب الحقيقة للصراع، وإما لأن البعض يعلم ولكنه يرغب عمدا في التشويش أو تتويه حقائق الصراع وأسبابه الحقيقية.

إن الصراع الدائر في مصر منذ أربعة عقود بين المسلمين والمسيحيين، هو في الحقيقة صراع على الهوية الدينية لهذا الوطن بين (الفصيل الإسلامي) و(الفصيل المسيحي)، فقد كَتَبَ المئات من الكُتَّاب ونشرت المئات من الصحف والمواقع الإلكترونية آلاف المقالات عن الإسلاميين والتطرف الإسلامي والعنف الإسلامي، وما زالوا، لكن ما لم يجرؤ كثيرون على قوله أو الكتابة فيه هو التطرف المسيحي المتستر بجدار الأقلية وادعاء الاضطهاد، وبما أنني لست من هواة تلاوة (سفر القطيع) فسأشرد عن القطيع وأقول: إن الفصيل المسيحي يرى أن المسيحيين هم أبناء البلد الأصليين والمسلمين لاجئين غزاة وضيوفا عليهم، ولا داعي للبرهنة على هذه البديهية بعشرات البراهين، بل أكتفي هنا فقط بالإشارة إلى تصريحات (الأنبا بيشوي) سكرتير المجمع المقدس والرجل الثاني داخل الكنيسة الأرثوذكسية والمرشح بقوة لخلافة البطريرك (شنودة الثالث) في المقعد البابوي التي قال فيها نصا: (إن المسلمين هم ضيوف على مصر وأن الأقباط هم أصل البلد, ولا يحق للضيوف أن يحكموا الكنايس, ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية، وإذا قالوا لى إن المسلمين سيرعون شعبى بالكنيسة، فسأقول اقتلونى أو ضعونى فى السجن حتى تصلوا لهذا الهدف). (نقلا عن جريدة المصري اليوم بتاريخ 15/9/2010م) أي قبل الثورة بأربعة أشهر.

وما لا يعرفه بعض المتابعين والمهتمين، وما يعرفه بعض المتابعين والمهتمين ويغضون الطرف عنه خيانة وتواطئا، أن ما ورد على لسان (الأنبا بيشوي) الرجل الثاني في الكنيسة والذراع الأيمن للبطريرك (شنودة الثالث) ليس زلة لسان، وليس موقفا فرديا من نائب البابا، وليس تصريحا غير مسئول كما يحلو للبعض تصنيفه، إنما هو عقيدة يقينية ثابتة لدى جميع مسيحيي مصر رجالا ونساء وشبابا وشيبة وأطفالا، لا تقل هذه العقيدة في يقينيتها وثبوتها لديهم عن عقيدة (الثالوث والتجسد)، أليس من مهازل الزمان أن ينادي بعض الحمقى والحشاشين من الكتاب والصحفيين والسياسيين المرتزقة بالوحدة الوطنية وهم يعلمون علم اليقين أن المسيحيين يعتقدون بما قاله الرجل الثاني في الكنيسة المصرية: (المسلمون ضيوف على مصر ونحن أبناء البلد الأصليين) فيرد عليه مجانين الوحدة الوطنية (بل نحن جميعا شركاء في هذا الوطن)؟؟. كيف تقنع أصحاب الأرض الأصليين بمشاركة اللاجئين الغزاة معهم في الوطن؟ أليس هذا هو الجنون والتحشيش بعينه؟.

خرجت صباح اليوم ذاهبا إلى عملي، فالتقاني صديق مسيحي، أحبه جدا ويحبني جدا، ويقرأ لي بانتظام كل ما أكتب ويناقشني ويجادلني فيه، فقال لي: (شفت يا أستاذ نهرو إللي حصل إمبارح بالليل؟ إيه رأيك؟) قلت له: (وما الجديد فيما حصل؟، سوف يحصل مثل هذا مئات المرات وأكثر ضراوة ولن ينتهي الأمر عند ما حدث بالأمس فحسب) فقال: (كله بسبب محافظ أسوان الذي تواطئ مع من هدموا كنيسة الماريناب). فقلت له: (يا صديقي ليس هذا هو السبب، إنما السبب هو الصراع على الهوية الدينية لهذا البلد، أتتذكر تصريحات (الأنبا بيشوي) التي قال فيها إن المسلمين ضيوفا على مصر؟). وربي الذي خلقني قال لي نصا: (طيب ما كلامه صحيح يا أستاذ نهرو). فقلت له: (إذن لماذا تلومون المسلمين على ما يفعلون؟ فمن يزرع العوسج لا يحصد إلا الأشواك).

مُسَلَّمات مهترئة تحتاج إلى إعادة نظر: ألا يشعر البعض بالخجل والعار حين يردد في بلاهة وسطحية كالببغاء أن أسباب الصراع الطائفي (المسيحي الإسلامي) في مصر يكمن في مناهج التعليم الدينية في المؤسسات الدينية الرسمية كالأزهر؟، أو أن يرجع هذه الأسباب إلى (الفكر السلفي) الوافد من الخليج منذ أواخر السبعينات والثمانينات عقب هجرة العمالة المصرية إلى الدول الخليجية النفطية؟، أو أن يحيل أسباب هذا الصراع إلى (جماعات الإسلامي السياسي) الإخوان ومن خرج من عباءتها من جماعات؟، إلا أن من المفارقات التي يجهلها البعض أو يتجاهلها عن قصد وعمد أن هذه المؤسسات والأفكار والتيارات الدينية الإسلامية منها ما هو موجود في مصر منذ عشرات السنيين ومنها ما هو موجود منذ مئات السنين، إلا أن العنف الطائفي (المسيحي الإسلامي) لم يشتعل إلا في بداية عقد السبعينات، فالأزهر كمؤسسة دينية موجود بمناهجه الدينية منذ ما يزيد على ألف عام، والفكر السلفي موجود في مصر منذ القرن التاسع عشر وظهر رسميا في جماعة أنصار السنة المحمدية التي انطلقت من مسجد الهدارة بالقاهرة عام 1926م. أي قبل ظهور النفط وقبل الهجرة النفطية بل وقبل ظهور دول الخليج كدول من أساسها بعشرات السنين، وتجاوب معها عدد كبير من علماء الأزهر والدعاة السلفيين كلهم تحت رئاسة الشيخ (محمد حامد الفقي) مؤسس الجماعة وتواكب على رئاسة الجماعة بعد وفاة مؤسسها مجموعة من العلماء البارزين أمثال: الشيخ (عبد الرزاق عفيفي) والشيخ (عبد الرحمن الوكيل). وبعد تأسيس جماعة أنصار السنة السلفية بعام واحد نشأت جماعة (الإخوان المسلمون) التي أسسها (حسن البنا) في مصر في مارس عام 1928م كحركة إسلامية وسرعان ما انتشر فكر هذه الجماعة، فنشأت جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان في العديد من الدول، ووصلت الآن إلى 72 دولة تضم كل الدول العربية ودولاً إسلامية وغير إسلامية في القارات الست.

والسؤال الآن: لماذا لم يشتعل هذا الصراع الديني الدموي إلا منذ بداية السبعينات حين استوى قداسة البطريرك (شنودة الثالث) على عرش الكنيسة الأرثوذكسية وحتى الآن؟؟، هل يملك أحدنا الجرأة والشجاعة وقليلا من الشرف ليقول: نعم لأن البطريرك (شنودة الثالث) نشأ وترعرع في أحضان الجماعة الإرهابية المتطرفة التي تدعى بجماعة (الأمة القبطية) والتي من أولى اهتماماتها مناهضة كل ما هو إسلامي في مصر وإنشاء دولة قبطية مستقلة في جنوب مصر تكون عاصمتها أسيوط؟

أحاول أن أنتزع جزء من الإجابة على هذه الأسئلة من الأستاذ (مجدي خليل) أحد أقباط المهجر من مقال له بعنوان: (عشر خصائص للعنف ضد الأقباط) منشور على (الحوار المتمدن) بتاريخ 24/1/2010م، يقول الأستاذ مجدي: (العنف الذى حدث ضد الأقباط منذ عام 1972 يفوق العنف الذى وقع ضدهم منذ تأسيس الدولة الحديثة على يد محمد على عام 1805 عدة مرات، بل أن العنف الذى وقع تحت حكم الرئيس مبارك فقط يفوق العنف السابق على عصر السادات حتى عام 1805 أيضا عدة مرات ، كما أن وتيرة هذا العنف تتزايد بشكل مخيف ومنذر بالخطر المحدق بالبلد. وقد رصد تقرير العطيفى عشرة حوادث طائفية وقعت فى الفترة من اغسطس 1971 إلى نوفمبر 1972،وكان معظمها حوادث صغيرة جدا إذا ما قورنت بما حدث بعد ذلك وخاصة الذى حدث منذ عام 1990 وحتى الآن. ولكن ما حدث فى عام 2009 وحده يفوق المائة حادثة، منها عشرين حادثة كبيرة أشار اليها مركز القاهرة فى تقريره السنوى عن عام 2009.أما إذا رصدنا حالات التمييز ضد الأقباط فهى بالمئات سنويا). انتهى.

لكن ما غض عنه الطرف الأستاذ (مجدي خليل) وتجاهل ذكره في مقاله عن عمد وقصد، أن كل هذه الأحداث الطائفية وكل هذا العنف الذي تحدث هو عنه لم يحدث إلا بعد أن استوى البطريرك (شنودة الثالث) على عرش الكنيسة الأرثوذكسية في (14 نوفمبر 1971م)، وقد يحلو للبعض أن يلقي بكرة اللهب في حجر الرئيس (السادات) على اعتبار أنه هو من أخرج التيارات والجماعات الإسلامية من السجون لمحاربة الشيوعية والناصرية، لكن ما لا يستقيم في هذا الرأي أن الحقيقة والواقع يطيحان بهذه الحجة المهترئة على اعتبار أن التيار والفكر السلفي موجود في مصر منذ (150 عاما) وتأسس رسميا منذ (85 عاما) وجماعة الإخوان التي تمثل تيار الإسلامي السياسي موجودة في مصر منذ (84 عاما). أليس بعد هذه الحقائق الواقعية يغدو حديث البعض عن الفكر السلفي والوهابي وعن جماعات الإسلام السياسي في حوادث العنف الطائفي شيئا يدعوهم للحياء والخجل من أنفسهم.

إن البطريرك (شنودة الثالث) ورجاله يزعجهم أيما إزعاج هرولة رجال وشباب ونساء وفتيات الأقباط إلى اعتناق الإسلام واعتناق الملل المسيحية الأخرى، ليس عن قناعة أو حب في الإسلام والملل الأخرى، إنما هربا من جحيم الأرثوذكسية الذي يؤججه البطريك ورجاله في قضايا الزواج والطلاق وغيرها من القضايا، وكذلك البطريك ورجاله يزعجهم أيما إزعاج انتشار التيارات الإسلامية المختلفة _اتفقنا معها أو اختلفنا_ بصورة واسعة في المجتمع المصري، ويزعجهم أيما إزعاج انتشار اللحى والحجاب والنقاب وكثرة ارتياد الشباب للمساجد وانتشار المظاهر الإسلامية الأخرى، والذي لا يعلمه البطريرك ورجاله أن الشعب المصري من أكثر شعوب الأرض بعدا عن أخلاق وقيم وروح الأديان، بمسلميه ومسيحييه وحكامه ونخبه وأحزابه وتياراته السياسية جميعا، إلا من رحم ربك وقليل قليل قليل ما هم، بل ما لا يعلمه البطريك ورجاله أنه لولا وجود المسيحيين المصريين ولولا هذا الصراع على الهوية الدينية لما رأينا مسلما واحدا بين كل عشرة آلاف مسلم مصري يعني له الإسلام شيئا.

فماذا يصنع البطريرك المعظم ورجاله كلما رأى تفلت شعبه (وخاصة النساء والفتيات القبطيات) من بين يديه إلى الملل الأخرى؟ وماذا يصنع أمام هذا المد المتسع للتيارات الدينية الإسلامية، وأمام هذا الانتشار المحموم للشعارات والمظاهر الدينية الإسلامية؟ يقوم قداسة البطريرك ورجاله بصب مزيد من الخرسانة في شكل كنائس ودور عبادة، ظنا منهم أن (الخرسانة هي الحل) كما قال الدكتور عبد الرحمن جمجوم في أحد مقالاته.

ما أكثر مظاهرات المسيحيين قبل الثورة وبعدها في الكاتدرائية وخارجها، وكلها لأسباب دينية محض، وأغلبها من أجل نساء وفتيات الأقباط الهاربات من جحيم الأرثوذكسية والأرثوذكسيين تحت قيادة قداسة المعظم (شنودة الثالث)، لكني لم أسمع ولم أشاهد يوما في حياتي المسيحيين المصريين حركوا مظاهرة واحدة تنديدا أو اعتراضا على تزوير الانتخابات، أو توريث جمال مبارك، أو مصادرة الحريات السياسية، أو ارتفاع الضرائب، أو غلاء الأسعار، أو طوابير الخبز، أو حقوق الإنسان، أو طغيان النظام الحاكم وتجاوزات أجهزته الأمنية، أو غرق العبارات وموت مئات المصريين، أو الأغذية المسرطنة، أو سرقة أموال وأراضي الدولة. أرى أن الكنيسة الأرثوذكسية ورجالها المقدسين المعظمين بحاجة ماسة الآن وأكثر من أي وقت مضى إلى تلاوة (سِفْر الخجل).

وإن تعجب فعجب من رجال الكنيسة وأذيالهم من الصحفيين والإعلاميين والكتاب المرتزقة الذين يقتاتون على الجيف ويرتزقون على مثل هذه الحوادث حين يستنكرون أن الإسلام يكفر المسيحيين، مع أن كل ديانة على وجه الأرض تكفر من هو ليس على نفس الديانة أو نفس الملة، بل إن كل الطوائف والمذاهب داخل الدين الواحد في أي دين أو ملة على وجه الأرض يكفرون بعضهم بعضا، لكنهم لا يعتبرون ذلك جريمة إلا في حق الإسلام فحسب، لكن أحدا منهم لا يجرؤ على القول بكيف هو حال المسلمين في نظر المسيحيين؟ هل سيدخلون ملكوت الله؟ أم سيدخلون إلى بحيرة الكبريت في جهنم؟.

وإذا كان المسلمون ينظرون إلى المسيحية على أنها رسالة سماوية لكنها محرفة، فالمسيحيون ينظرون إلى الإسلام على أنه ليس دينا أصلا، وإلى محمد على أنه نبي كذاب. بالطبع سيحاول البعض دجلا ونفاقا أن يقول: ولكن المسيحيين لا يرددون هذا على الملأ وفي الإعلام والمساجد كما يفعل المسلمون، ويتناسون أنهم في بلد 90 % من سكانه مسلمون، ويتناسون فورة وحماسة الأغلبية وسطوتها في النفوس خاصة إذا كان معظم الأغلبية من الأميين وقليلي المعرفة والإدراك والعلم وفي دولة تحكمها عصابات حاكمة منذ عقود وليس فيها قانون ولا عدالة ولا إنصاف. ويتناسون كذلك أن الإسلام يفرق بين الكافر المسالم والكافر المحارب المنابذ، الأول يعيش مع المسلم بكامل احترامه وله كافة الحقوق، ويعامل بالقسط والبر، والثاني ليس له إلا المواجهة والمنابذة، فهل العشرة مليون مسيحي أو أكثر أو أقل الذين يعيشون في شتى ربوع مصر هل هم في حالة عداء ومنابذة مع إخوانهم المسلمين المصريين؟ أم هي القلة الشريرة التي تتصارع من أجل فرض هويتها الدينية من الطرفين؟، ثم إنه لمن الطبيعي ومن الواقعي ومن المؤكد والبديهي أن يقع النصيب الأكبر من الظلم والقهر على الفصيل المسيحي لاعتبار موضوعي واقعي لا يخفى على طفل صغير، ألا وهو عامل الأكثرية العددية للمسلمين وعامل الأقلية العددية للمسيحيين، وربما لو كان العكس هو الواقع والمسلمون هم الأقلية لكان المسلمون هم أكثر مظلمة وقهرا واضطهادا في هذا المشهد.أليس مناقشة مثل هذه البديهيات شيئا يشعر بالكآبة والملل؟.

أجدني أشعر بالشفقة والمرارة على المسيحيين المصريين من عصابة أدعياء الليبرالية وأدعياء العلمانية وأدعياء المدنية وأدعياء الفكر والثقافة والسياسة من ذئاب وثعالب الإعلاميين والصحفيين والكتاب والتيارات والأحزاب السياسية الذين يرددون ليل نهار بأن السياسة (لعبة قذرة)، وأهيب بشخص نبيل أن يهمس لهم في آذانهم بأن هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان ولا مبدأ ولا شرف، وما هم إلا متاجرون بقضاياهم وآلامهم ودمائهم، ومتحصنون بهم في وجه التيارات الإسلامية السياسية، ومستكثرون بهم من قلة، وسيبيعونهم عند أول صفقة سياسية تقابلهم، وسيقايضون عليهم لقاء مصالحهم ومصادر أرزاقهم، كما كان يتاجر بهم ويقايض عليهم العلماني اللاديني المجرم (حسني مبارك) وعصابته الشريرة من قبل، وكذلك أهيب بشخص نبيل أن يهمس لهم في آذانهم بأن ما تردده هذه العصابة من خطاب للاستهلاك الإعلامي عن التسامح والأخوة والمحبة والتعايش ليس هو بالخطاب الحقيقي المعبر عما في نفوس عشرات الملايين من المصريين المسلمين والمسيحيين الذين لا يقرءون الصحف ولا يشاهدون التلفاذ، وأن خطاب هذه العصابة في واد وخطاب جموع الشعب في واد آخر، وشهادة أقيمها لله وللتاريخ، أنه تربطني معرفة وصداقات متعددة بكثير من هؤلاء، وأسمع منهم في الغرف المغلقة والمجالس الخاصة كلاما يختلف تماما عما يقولونه للناس في العلن وفي وسائل الإعلام.

أما الحديث عن عمرو بن العاص والغزو والغزاة والفتح والفاتحين والحديث عن معاناة الأقباط من إخوانهم المسلمين المصريين والنظر إليهم كمحتلين أجانب وأنهم أحفاد للعرب الغزاة الذين جردوا أبناء البلد الأصليين من حقوقهم كمواطنين مصريين أصليين وأصحاب الأرض الحقيقيين، هو حديث عن تاريخ وماض قد تولى ومضى عليه قرون طويلة، والبكاء على اللبن المسكوب لن يفيد أحدا بشيء، إن مصر-وطبقا لتأكيدات المؤرخ الراحل "جمال حماد"-(شهدت 52 غزوة حربية، وثلاث هجرات على مدار تاريخها جعلت الشعب المصري خليطًا من عرقيات مختلفة، صهرت كل هؤلاء في نسيج واحد).

ومن ثم فالحديث عن المواطنين الأصليين والضيوف لا محل له من الإعراب، وليس هناك أحد قادر على أنه يدعي أنه صاحب هذه البلاد. هذا فضلا على أن البعض يكاد لا يدرك حقيقة واضحة وضوح الشمس ألا وهي: أن (المسيح، ومحمد) عليهما السلام بديانتيهما، هما ديانتان وافدتان على مصر، فالمسيح بن مريم ناصري من الناصرة بفلسطين، ومحمد عربي من الجزيرة العربية أو أرض الحجاز، فإن كان (المسيح بن مريم) قد أتى بأتباعه معه إلى مصر إذن فأتباعه ليسوا بمصريين أصليين، وإن كان المسلمون الذي دخلوا مصر مع عمرو بن العاص هم أباء وأجداد المسلمين المصريين الحاليين إذن فليسوا هم أبناء مصر الحقيقيين، أما إن كان أتباع المسيح بن مريم هم من أبناء مصر الذين آمنوا بالمسيح بن مريم ورسالته، فكذلك المسلمون هم من أبناء مصر الذين آمنوا برسالة الإسلام.

أنا أرى أن محاولة إثبات الآن حقيقة من هم أبناء البلد الأصليين ومن هم الضيوف؟، فالأمر سهل وبسيط للغاية خاصة مع التقدم العلمي في مجال الهندسة الوراثية وكشوف الجينات الوراثية، فالواقع يقول أن لدينا في مصر الآن عشرات الملايين من المسلمين، لا ندري هل أصولهم تعود للعرب الغزاة، أم تعود للمصريين الأقباط الذين اعتنقوا الإسلام؟، الإجابة سهلة وبسيطة، إنه مع التقدم العلمي الآن يمكننا بكل سهولة ويسر من خلال فحص الحمض النووي للمسلمين المصريين أن نتعرف على المسلم العربي الغازي من المسلم القبطي، فإن أثبتت فحوصات الحامض النووي أن المسلمين المصريين أصولهم عربية، فما على المسيحيين إلا أن يستخدموا ابتداء كافة الأساليب الحوارية والإقناعية لإقناعهم بأن يحزموا أمتعتهم في هدوء ويحملوها على ظهورهم ويرحلوا من مصر ويعودوا إلى بلدانهم الأصلية التي جاء منها أجدادهم، وإن لم يستجيبوا ولم تفلح معهم محاولات الحوار الهادئ والإقناع، فما على المسيحيين سوى إعداد ملف كامل شامل حول هذه القضية متضمنا نتائج فحوص الحامض النووي لعشرات الملايين المسلمين أحفاد العرب الغزاة (المسلمون المصريون سابقا)، وأؤكد لهم أن مجلس الأمن إن اقتنع بعدالة قضيتهم، ورأى في ذلك مصلحة وفائدة للغرب، فأنا أق بأنه سوف يستخدم كافة صلاحياته ومواده وفصوله وخاصة الفصل السابع من الميثاق الذي يبيح استخدام القوة العسكرية لتنفيذ قراراته، وسوف يقوم بحشد قوات وجيوش المجتمع الدولي لطرد المسلمين أحفاد العرب الغزاة من مصر وإعادتهم إلى أوطانهم الأصلية لتعود مصر كاملة إلى أهلها الأصليين.

أما إن كشفت فحوصات الحامض النووي عن أن المسلمين المصريين هم من الأقباط الذين اعتنقوا الإسلام، فما على المسيحيين المصريين سوى محاولات إقناعهم بالتي هي أحسن بالرجوع مرة أخرى إلى الأرثوذكسية دين آبائهم الأولين فإن نجحت المحاولة فقد قام المسيحيين باسترداد قومهم من دين العرب الغزاة وردهم إلى الأرثوذكسية ردا جميلا، وإن فشلت فليس أمامهم سوى استخدام حد السيف وإجبارهم على اعتناق الأرثوذكسية بالقهر والإرهاب كما فعل العرب الغزاة مع آبائهم الأولين، وواحدة بواحدة والبادئ أظلم، ولكني لا أظنهم يوافقون على هذا الاقتراح، لأن المسيحية دين محبة وسلام كما يقولون، أو نبقى على ما نحن فيه من حروب لأجل إثبات كل طرف لهويته الدينية حتى يشعلوها نارا فتقع الواقعة وتندلع حرب أهلية دينية طائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر، لن يربح أحد منها شيئا والكل فيها خاسر.

أما الحل الوحيد الذي لا أرى حلا سواه من وجهة نظري لحل مشاكل المصريين المزمنة والمستعصية وصراعاتهم على الهوية الدينية بين المسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك والإنجيليين وبين المسلمين السنة والشيعة والصوفيين والسلفيين والبهائية والعلمانيين هو (الفيدرالية) الإدارية والتشريعية، لأن الفيدرالية الجغرافية لا يمكن تحققها في مصر لأن غالبية طوائف الشعب المصري مشتتون في كل بقاع مصر ولا يوجد إقليم واحد يجمع طائفة واحدة بعينها، فالحل هو الفيدرالية الإدارية والتشريعية، والفيدرالية الإدارية والتشريعية هي شكل من أشكال الحكم الذي أقامه النبي محمد عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة فور هجرته إليها حيث جعل السلطات فيه مقسمة دستورياً بين حكومة مركزية يرأسها هو ووحدات حكومية أصغر، وهي القبائل التسعة غير المسلمة التي كانت تقطن المدينة المنورة وكان كلا المستويين المذكورين من الحكومة معتمد أحدهما على الآخر وتتقاسمان السيادة في إدارة الدولة، أما ما يخص القبائل جعلها الرسول وحدات دستورية لكل منها نظامها الأساسي الذي يحدد سلطاتها التشريعية والتنفيذيه والقضائية على قاعدة الحكم الذاتي لكل قبيلة، وجميع القبائل كان منصوصا عليها اسما في دستور دولة المدينة الذي كتبه النبي عليه الصلاة والسلام بيده بينه وبين قبائل المدينة، وحدد فيه جميع الحقوق والواجبات التي تحكم التعايش المشترك بينه وبين جميع القبائل.

وكانت البنود التسعة التي قرر فيها الرسول حق القبائل غير المسلمة في الحكم الذاتي والفيدرالية الإدارية والتشريعية على النحو التالي:
ٱلبند ٱلثانى: الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ بَيْنَهُمْ وَهُمْ يَفْدُونَ عَانِيَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلثالث: وَبَنُو عَوْفٍٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى كُلّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلرابع: وَبَنُو سَاعِدَةَ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلخامس: وَبَنُو الْحَارِثِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلسادس: وَبَنُو جُشَمٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلِهِمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلسابع: وَبَنُو النّجّارِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلثامن: وَبَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلتاسع: وَبَنُو النّبِيتِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ٱلبند ٱلعاشر: وَبَنُو الْأَوْسِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.

(الربعة: هي الرئاسة والنظام الأساسي. والمعاقل: هي التشريعات والقوانين).

ومعنى هذا أن يكون لكل طائفة دينية أو غير دينية في مصر لها حكما إداريا وتشريعيا وقانونيا ذاتيا يخص طائفتها فقط لا يتعداه إلى الطوائف الأخرى، ومن ثم يشارك مندوبون متخصصون ومؤهلون وذوو كفاءات من كل طائفة في رئاسة الدولة وإدارة المحافظات والجامعات وجميع الوزارات والإدارات المحلية والقضاء والجيش والأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الدولة، أما اللهاث خلف أي حلول أو اقتراحات أخرى تقوم على ما يسمى (الديمقراطية) وحكم الأغلبية والانتخابات، والعلمانية والليبرالية والعبثية، والتعويل على استجداء وتحفيز مشاعر الإخاء والمحبة والتعايش والمواطنة داخل نفوس المصريين وكل هذا الهراء الذي سئمنا من كثرة ترديده، أو انتظار أن تتحقق أضغاث أحلام البعض بأن يقبع رجال الكهنوت المسيحي داخل جدران الكنائس، أو يقبع رجال التيارات الإسلامية السياسية داخل جدران المساجد، فمن يلهث خلف كل هذا، ومن ينتظر شيئا من هذا أن يحدث، ومن يجد في كل هذا أو بعض هذا حلولا لأمراض الشعب المصري فهو واهم واهم واهم.


نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
موبايل : 0164355385 _ 002
إيميل: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصر هويتها مصرية
Amir_Baky ( 2011 / 10 / 11 - 21:06 )
هوية مصر الأصلية هى الطين و النهر فلا يجب صبغها بهوية مسيحية أو إسلامية. مصر مصرية ويجب أن تحترم الأديان و التعدد لو كانت تحترم الله عمليا. الإسلام السياسي أتى فى أواخر سبعينات القرن الماضى. جعل الدين دولة ليفرق بين أبناء مصر. جعل من الحجاب رمز دينى ليفرق بين المسلمة و غير المسلمة رغم أن ملبس الفلاحة المصرية ابنه الطين و النهر ملبسها محتشم. والآن يتم التسويق للنقاب للتمييز بين المسلمة الملتزمة و المسلمة الغير ملتزمة.لقد تغلغلوا فى نقابة المعلمين للسيطرة على المناهج التعليمية و أتى وقت الحصاد الآن. فهناك أجيال رضعت الكراهية و العنصرية بمباركة العسكر المستفيدين الوحيدين من تغييب العقل الجمعى للمصرييين. فكلما كان الشعب مغيب و مناقشاته دينية ينسى حقوقة السياسية و يسهل سرقته. فالعسكر و أصحاب الفكر الظلامى لا يؤمنون بحقوق المواطنون و يتعاملون مع الشعب على أنه رعية لا يجب أن تفكر و عليها السمع و الطاعة و عدم مسائلة الحكام وعدم تداول السلطة. وعلى الجانب الآخر تقوقع الأقباط بداخل الكنيسة لتقوم بدور الدولة بعد نبذ المجتمع للأقباط. فالكل خاسر لأننا لا نفكر بطريقة صحيحة.


2 - قل الحق ولو على نفسك
Elias Ashor ( 2011 / 10 / 11 - 21:14 )
قل الحق ولو على نفسك
أستاذ نهرو، هل الأقباط احتلوا أرض المسلمين. أم هل الأقباط أحرقوا جامعاً، أم خطفوا فتيات مسلمات وأجبرهن على الإسلام. أم هل الأقباط يعاملون المسلمين معاملة دونية. إلى متى نلغي حقوق الآخرين المختلفين عنا دينيا وقومياً. لماذا لا ننظر إلى الإنسان بأنه إنسان بغض النظر عن دينه وقوميته ولونه. يقول باسكال لن أسأل عن دينك ولونك، أنت بحاجة إلى مساعدة، فسأساعدك


3 - خسارة
sameh takla ( 2011 / 10 / 11 - 21:38 )
خسارة
رغم اعتراضى على بعض ما كنت تكتب لكنى اليوم امنت انه لا فائدة فى مصر لقد استفحل شر التعصب فى مصر و لا امل
لقد اتحفتنا بان سبب مشاكل الاقباط هو اننا نقول ان المسلمين ضيوف
لا اجد اى تعليق سوى ان لن اقرا اى شئ تكتبة ياسيدى بعد الان لانه لا فائده و لاامل فى مصر


4 - مقصلة شــريعة حقوق الانسان
كنعــان شـــماس ( 2011 / 10 / 11 - 21:43 )
الحل الامثل في في تفعيل مقصلة شريعة حقوق الانسان لانها هي وحدها المسطرة والميزان فمصر العظيمة كانت دولة موجودة قبل الديانات الابراهيمـــة


5 - مقال غريب جدا
رشا عليبة ( 2011 / 10 / 11 - 22:31 )
سيدى الفاضل ارى انه من العبث ان ارد على هذا المقال ولكن تحضرنى مقولة واحدة

ان لم تستحى فاكتب ماشأت


6 - أنا مصرى
عادل الليثى ( 2011 / 10 / 11 - 23:34 )
سيدى العزيز عليك تغير عنوان المقال من الصراع الإسلامي المسيحي إلى الصراع المسيحي الإسلامي ليتماشى مع ما جاء فيه .. كى نفهم ما كتبت .. ونستمر فى تقدم المسيحيين قرابين سنوية من الكشح إلى بنى مزار إلى القديسين إلى ماسبيرو .. ونواصل يطولات هدم وحرق الكنائس كل هذا رداً على ... الأنبا بيشوى .
يا سيدى أخرج من أزهريتك وراجع تاريخ بلدك التى كانت مرتعاً لكل الغزاة من عمرو بن العاص إلى المماليك والعثمانيين ولم يحدث مقاومة إلا للحملة الفرنسية والإحتلال البريطانى .. إبحث عن من رفع العلم السعودى ( ولى النعم ) بديل السلطان العثمانى ...
للأسف دعوتك طائفية مقيتة تحتقر هوية مصر وقوميتها وتفردها وتنوعها الإنسانى وثرائها التاريخى .


7 - هناك اسباب اخرى
ابراهيم المصرى ( 2011 / 10 / 12 - 00:24 )
عزيزى نهرو (اسمك جميل) اشعر بغضب تملكك وانت تكتب مقالك فتسرب بعضة فى كلامك واحب ان الفت نظرك لبعض من العبارات تقول حشاشين وهى لفظة اتمنى الاتستخدمها ثانية فى نعت البعض وان كنت اتفق معك ان بعض النخب (الفاشيست)المثرثرة فى فضاء حياتنا تموة الحقائق لجهلها او لارتزاقها وايضا تقول(يزعجهم أيما إزعاج هرولة رجال وشباب ونساء وفتيات الأقباط إلى اعتناق الإسلام واعتناق الملل المسيحية الأخرى، ليس عن قناعة أو حب في الإسلام والملل الأخرى، )فلماذا التعميم سيدى؟هل قابلت كل الحالات ووقفت على حقيقه موقفها؟ وارجعت سبب تنامى مظاهر العنف الدينى (اسلامى مسيحى)على كونة صراع على الهوية فكيف سيدى خلصت لذلك؟هل هوية مصر المسلمة محل تهديد ؟للاسف سيدى اشعر انك وقعت فى اسر الافكار العنصرية اللتى يقذفنا بها مهاويس السلفين فيولولون ان بناء كنيسة سيجعل مصر مسيحية ويستخرجون من سحارات الافكار النتنة الاوربية ميراثها فى الاقصاء واذكاء النعرات المتعصبة للمذهب والعرق هذة الافكار الهتلرية سيدى لايليق بنا نحن المصرين حاملى الارث الانسانى الراقى فى التسامح والقبول لمختلف عنا والعيش فى سلام


8 - هدوء سيد نهرو
ابراهيم المصرى ( 2011 / 10 / 12 - 00:35 )
وتنتقل لوضع سيدنا فى محل اتهامك لتنامى الفتنة كما يفعل اخرون للاسف وارجو ان تراجع كتاباتة وبالاخص تأملاتة فلن تجد الا نفس تفيض بالرقة والمحبة فضلا عن الثقافة وارجو ان تقدر مهام المنصب ومسؤلياتة كراعى لشعبة وكم المشاكل اللتى تعرض علية فتقدر ان بعض القرارات او التصرفات قد نراها بعين اخرى غير ملمين باسبابها ومستهدفاتها وايضا عزيزى نهرو سيادتك تنفى اثر الثقافة البدوية الوافدة من دول بدوية تختلف عنا فى طرق العيش والسلوك فبهتت علينا معلل قولك بان التيار السلفى موجود قبل زمن الهجرة لملاين من اهلنا البسطاء لتلك الدول بحثا عن عيش افضل واجيبك سيدى ان قوة واثر هذة الافكار اذدادا جدا مع الهجرات وانسحاق مواطنينا امام النمط الاستهلاكى لتلك المجتمعات فرجعوا محملين بالمراوح والكاسيت والافكار عن اللحية والنقاب وو وو وارجو ان تلتفتوا لاسباب اخرى اشعر انها غابت عن تقديرك وهى العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وايضا اتجاهات السياسة الدولية المتشابكة مع مجتمعاتنا وساشير لبعض مداخلها لعلك تستذيد من ابحاث تناولتها فتثرى مقالاتك القادمة لنستفيد منك نحن قراءك


9 - بعض اسباب التوتر الطائفى بمصر
ابراهيم المصرى ( 2011 / 10 / 12 - 00:52 )
عزيزى نهرو اول اسباب التوتر فى نظرى هى كما قلت الحكم التسلطى لنخب فاسدة لم تقدم مشروع نهضوى تتحقق فية الجماهير فعمدت على قمع جماهيرها مستعينة بالامبريالية فارتد كثير من مواطنينا للتخندق حول الذات والهوية وخاصة بعد تسارع هذة النخب الفاسدة المتسلطة فى الارتماء باحضانالغرب وتبنى قيم ثقافية غربية وانماط سلوك غريبة عن بيئتنا ولاتقوى كثير من طبقاتنا على التمتع بها ثانيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وسيطرة الامبريالية الغربية ومحاولتها فرض نموزجها القيمى والحضارى على كل شعوب العالم وتنامى اليمين الصهيو مسيحى المحمل بعداء تاريخى للقيم الاسلامية مما ادى لتفاقم الازمة والتحصن بالهوية وانماط سلوكية متسربلة بمظاهر دينية اسلامية مما اعطى مظهر شكلى للتدين وهو فى حقيقتة محاولة للحفاظ على الذات والهوية فراة الاقباط تحديا لهم فقابلوة بالتحصن بالهوية مقابلة ثالثا الانحياز السافر للامبريالية الغربية لاسرائيل وودغاوى اليمين المتصهين واتلال كثير من البلدان المسلمة اجج ايضا اسباب التوتر رابعا وهو الاهم بنظرى مع وصول السادات وعقدة اتفاقية فض القوات والاستدراج الامريكى وتبنى مصر السادات لسياسات رأسمالية


10 - الرأسمالية والتوتر الطائفى
ابراهيم المصرى ( 2011 / 10 / 12 - 01:04 )
تبنى مصر مع السادات لسياسات الرأسمالية واغراقنا بالديون وتكتيفات المؤسسات الامبريالية وعجز خطط التنمية فى توفير حياة كريمة شعرت اعداد كثيرة بالغبن وانتشرت مظاهر الفقر وكان النصيب الاكبر بين الاكثرية المسلمة فنظروا للاقلية المسيحية بعين غير مستريحة وخاصة مع تمتع كثير من المسيحين بوضع حياتى افضل (كثير من التوكيلات والامتيازات والمعونات ومكاتب الابحاث والاستشارات والتوظيف فى المؤسسات الدولية او الرأسمالية فى مصر) وللاسف تم استقطاب بعض المسيحين للعمل كفئة وظيفية لخدمة الخارج (الرأسمالى) متماهية معة ومتبنية لرؤاة ومنفذة لخططة مما قوى من نظرة التشكك عند اكثير من المسلمين لاخوتهم المسيحين ارجو ان تستذيد سيد نهرو فى البحث حول ماكتبتة لحضرتك لتكتمل الصورة امامك فلاتقصرها على الظاهر والعرض المرئى دون الولوج لاسبابة واصارحك انك جرحتنى حين تلمست الحقيقة اللتى يخفيها اعلامنا بنخبة المتخلفة بذكرك ان كل الفعاليات المسيحية تظاهرا واعتصاما وكلاما تنصب فى المنحى الدينى فقط فلم نرها ابدا تنادى بمطالب اقتصادية او سياسية (كيف لكهنوتى ان يطالب بمالايشعر بة؟) المجد لشعبنا الصابر العابر للمحن والصعاب


11 - يسوع نارى الفم
ابراهيم المصرى ( 2011 / 10 / 12 - 01:17 )
صباح النور نهرو كتبت لك بعض مااعتقد بة دون استخدام اللغة المتفجرة اللتى اشعر ان بعضا منها طالك فاثر فيك من كتابات بعض السادة كتاب ومعلقى الحوار المتمدن اللتى تنتقد الاسلام والمسلمين واشكر ربنا ان كثير من بسطاءنا مسيحين ومسلمين لايقرؤنها والا لانفجر المجتمع واسمح لى ان اعود للغة اللتى اتعامل بها معهم فانا مؤمن ان النابالم لايوقفة الا نابالم فاكتب عن الجانب التعليمى ليسوع دموى الفم اللذى زرع بزور التعصب والكراهية فى العالم فيسوع صاحب براءات الاختراع لاقصاء المخالفين والدعوة لابادتهم(الهلوكوست تعليم ربنا يسوع المسيح) وانصحك سيد نهرو ان تحترس من قدوم ربنا يسوع نارى الفم حتى لايقذفك ببعض ممافية ()الفم) او ان تجرى مسرعا حتى لايطولك وهو ممسكا بالقضيب الحديدى ليؤدبك ويقهرك (بالاصح يبيدك فهو المبيد القوى) فنحن ياسيدى فى الالفية ننتظر قدوم سيادة الرب ممتطيا الجواد والعجلة النارية فماذا تنتظر ممن يؤمنون بهذا ؟ارجو من الحوار المتمدن النشر فالسيد بوش وكبار مساعدية وملاين اخرون يؤمنون بالمجيء الالفى للرب ليقيم مملكة السماء على الارض فلنا الحريق متى حل بيننا (ابانا ممتطى الحصان لك الرهبوت ولنا


12 - لا امل يا متطرف
عمرو اسماعيل ( 2011 / 10 / 12 - 02:23 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=259383


13 - مبروك
sam yassa ( 2011 / 10 / 12 - 02:53 )
مبروك على سيادتك السياره المصنوعه فى بلاد الكفار


14 - ألأقباط والمسلمين
طارق عبدالله الجراكي ( 2011 / 10 / 12 - 04:05 )
ألأستاذ نهرو المحترم
حتى وإن كان ألأقباط من ملل مختلفة جاءوا وإستوطنوا مصر ولكن عندما غزوا
العرب مصر كان ألأقباط هم شعب مصر ولكن مع مرور الزمن تآلفوا واصبحوا شعب واحد ولكن سيطر العرب المسلمون على زمان ألأمور بعدما صاروا هم ألأكثرية

عندما عين ألأمام علي عليه السلام مالك ألأشتر والياَ على مصر كتب له وصيه وقال فيها
وأشعر قلبك ألرحمة للرعية والمحبة لهم وأللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فأنهم صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في ألخلق
أياك ومساماة ألله في عظمته والتشبه به في جبروته .فإن ألله يذل كل جبار عنيد ويهين كل مختال . إلى آخره فألاقباط ظلموا عبر التاريخ على أيدي حكام العرب ويجب أن ننصفهم وشكرا


15 - هذا ليس فتح إسلامي
طارق عبدالله الجراكي ( 2011 / 10 / 12 - 04:46 )
هذا ليس فتح إسلامي يا استاذ نهرو لمصر هذا إحتلال عربي لمصر
لقد إحتلوا العرب الكرد والفرس ومصر وشعوب كثيرة لقد شفطوا كل مؤن مصر
عندما أرسل الخليفة عمر إبن ألخطاب الى عمرو ابن العاص والي مصر ايام المجاعة في الجزيرة أن يرسل له كل خيرت مصر محملة على ظهور آلاف الجمال
ليجوع شعب مصر ويشبع بدو الجزيرة هكذا يكون نشر ألإسلام بالسيف ام بالتي هي أحسن وإلا ماذا يعني ولا تعتدوا إن الله لايحب ألمعتدين(البقرة)ألله يسامحكم على فعلتم لقد دمرتم حضارات بإسم ألله وبعتم نساء وبنات الناس في الاسواق ولا اعتقد بان الله سبحانه العادل يرضى بكل هذا الشعب البحريني يقتل لانه يطالب بحقوقه المشروعة شعب يقتل يوميا يد أكبر دولة إسلامية مجاورة هل هذا ما تدعونه بالإسلام المحمدي لا والله هذا ليس ألإسلام ألمحمدي هذا ألإسلام العربي
لقد إنتهى ألإسلام المحمدي من أيام السقيفة وما زال حكم السقيفة الى اليوم


16 - الحقيقة الساطعة
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 10 / 12 - 05:13 )
هل هنك فرق بيم وجود السفارة الصهيونية والسفارة السعودية في القاهرة؟؟. كلا . كلاهما وكر للتجسس والعبث بامن مصر خدمة للصهيونية والامبريالية العالمية.هل نسيت يا نهرو حمل العلم السعودي في ميدان التحرير وما يرمز من دلالات. في كل مذهب من مذاهب الاسلام توجد سلفية ولكنها غير ارهابية ولكن سلفية الوهابية هي ام الارهاب ولا اعتقد بان العالم الاسلامي سينعم بالهدوء ما لم تفكك دولة آل سعود وتعود عائدات النفط الى اهل المنطقة المتواجد فيها. للسعودية ثارات على مصر ولن ينسوها وهم لا يستطيون الا بالتآمر وخلق الفتن. انظر ما ذا يجري في سوريا واليمن والبحرين والدور المخزي للسعودية باسم اغاثة السنة من حكم العلويين او مساندة الحكم الديكتاتوري في البحرين واجهاض الثورة لان المنتفضين هم الشيعة.هل فاقد الشئ يعطيه كلا. اخي الكريم ان ما سطرته في مقالك حول النزاع الاسلامي المسيحي في مصر واسبابة لا يرقى الى الحقيقة وانما هو سكب الزيت على النار وما المستفيد من هذا كله الا اسرائيل والسعودية. انها سخريات القدر ان العرب يحكموا من قبائل بدوية ولكن:
على قدر اهل العزم تاني العزائم.. وتاتي على قدر الكرام المكارم.


17 - عزيزي استاذ Elias Ashur
بشارة خليل قـ ( 2011 / 10 / 12 - 05:51 )
تجد الرد على تساؤلاتك في مداخلتي على مقالة الاستاذ سامي لبيب,بمحض الصدفة.ارجو ان تطلع عليها فقد بنيت هذه القناعات بروية وبمرور الوقت وكثرة الشواهد بهذا الشأن.اما ان تطلب الاجوبة من الاستاذ هنتنجتون الطنطاوي فانت كمن يريد جني العنب من الحسك كما يقول الكتاب.اكثر ما اثار سخريتي في هذا المقال بالاضافة لتصنع الاعتدال(وحبه لزميله القبطي المسكين)هي جملة ((اكتفي))هنا بتصريحات الانبا بشوي...طبعا مجبر ان يكتفي لعدم وجود اي تصريحات اخرى لاي كان يستطيع هو وامثاله ممن اعماهم التعصب والعنصرية استغلالها لمزيد من التحريض ضد مواطنيهم من الاقباط مع ان الانبا بشوي شرح الف مرة انه يقصد العرب الذين استوطنوا الوادي بداية دخول الاسلام مع ما يسمى بالفتح منذ 14 قرن.هم من السهل جدا عليهم افتراء وتلفيق اي شيء ونشر الاشاعات للتحريض على الكراهية والعنف ضد المسيحيين وهذا يحدث يوميا فما بالك بهكذا تصريحات ممكن اسائة فهمها تلقفوها تصيدأ لزيادة الكراهية والعنف ضد الاقباط:الم يهدموا كنيسة اطفيح بدعوة ممارسة السحر فيها..لا ونظرية ان عدوه اللدود البابا شنودة سبب الاضطهاد للاقباط وليس تغلغل فكر الاسلام الفشي بينهم..وعجبي


18 - لا ونعم
نور الحرية ( 2011 / 10 / 12 - 10:25 )
رغم عدم اتفاقي مع بدايات مقالتك التي ارى في اعتقادي انها جانبت الصواب كثيرا وكذلك استشهادك بوثيقة المدينة غير اني استحسنت رايك في فقرتك الاخير ة وانا اشاركك فيما طرحته من حل ارى انه توافقي وهو الحل المناسب والواقعي ان لم اقل الوحيد


19 - لا ونعم
نور الحرية ( 2011 / 10 / 12 - 10:25 )
رغم عدم اتفاقي مع بدايات مقالتك التي ارى في اعتقادي انها جانبت الصواب كثيرا وكذلك استشهادك بوثيقة المدينة غير اني استحسنت رايك في فقرتك الاخير ة وانا اشاركك فيما طرحته من حل ارى انه توافقي وهو الحل المناسب والواقعي ان لم اقل الوحيد


20 - الله اكبر و الله محبه
طارق محمد خليفه ( 2011 / 10 / 13 - 15:44 )
مقال جميل وبه جوانب صححت كثير من المفاهيم المغلطه ولا بد لنا جميعا ان ننظر لمصر بلدنا كلنا لاننا جميعا تربينا فيها وعشنا معا ولا نريد الفرقه ولابد من احترام الاخر ايا من كان
نحب بعض هو الحل ونحترم بعض ولكم دينكم ولي دين


21 - علي رأي صلعم
zoma ( 2011 / 11 / 5 - 11:30 )
امصص بظر اللات


22 - uyttrrr
لادينى مصرى ( 2011 / 11 / 11 - 05:31 )
يا أستاذ الفيدرالية التشريعية لحل أى مشكلة ؟ ليس هناك مشكلة داخل الاقباط و تشريعهم. المشكلة هى جنائية قانونية بحتة عندما يعتدى مسلم على غير المسلم ، وذلك ناتج عن الايمان الاسلامى بانهم الاعلون.
معظم المسلمون فى مصر من أصل مصرى ،فقط انظر الى الجمجمة و اللون البنى هو لسكان افريقيا لكن الشعر الاسود الداكن المجعد لمن هم من أصول العرب السعوديين لكن هل المسلم يريد وطن مصرى ام يقول طظ فى مصر مقولة مرشد الاخوان
بالحق نطقت معظم الضحايا فتايات و نساء قبطيات لأنهم الحلقة الضعيفة بتهديدهن بفضحهن بصور و سيديهات

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah