الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من براري التخلف الانساني

زهير الأسعد

2011 / 10 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أو يمكن أن يرمى باللائمة على الذكر ....؟
بالتأكيد لا.
ذاك لسبب بسيط جداً، هو: أن منظومة القيم التربوية عند المؤمنين بالعقائد ، أحالت كينونة الانثى عند الذكور لِمُلكية و هدف جنسي حيواني بحت من خلال تشريعات (مقدسة..!) تملكهم صولجان التحكم بقدرها (روح وجسد).
أما الأنثى فلا أدري ماذا نقول بها ، كيف يتسنى لها أن تنسف مشاعرها وأحلامها... لتعيش الى أن توارى تحت الثرى لاعبة دور الأبنة المطيعة والزوجة المخلصة والأنسانة الفرد ، في حين أنها- ولا بد أنها – تدرك حجم التراجيديا التي تحيا .
ما دعاني لكتابة هذه السطور- بعجالة وإختصار- ، صورة واقعية ، يتأكد من خلالها مدى الانحطاط والتردي التي وصلت اليه شخصية الأنثى العربية بفعل الزواج التقليدي والخوف من عواقب مخالفة العادات والعقائد .
المشهد : فتاة جميلة ورائعة – وفي شريعتي أن كل النساء جميلات ورائعات لانهن أساس الحياة وسر إستمرار النوع – تُخطب لشاب ، تراها هائمة به ، في جلسات التزاور ، الأعياد ، ورحلات التسوق لتجهيزات الزواج . في حفل الخطوبة ، تستنفر كل مشاعرها وخبراتها الدفينة فيؤمن الجميع انها عرفته منذ الأزل وكانت تنتظر هذه اللحظة التاريخية طوال الغابر من سنينها ... لم ينتهي المشهد بعد. يحدث المحضور ، تُفسخ الخطوبة – غالبا ما تكون لأسباب مادية الطابع ، أو تجاوزات طفولية على الأعراف والتقاليد- ، تنعزل الفتاة عن الأهل والناس والإنترنت والخلوي ، وتصاب بفقدان الشهية وما يصاحب الحالة من تناثر لحبوب الحساسية على الوجه والجسد ..... انتهى المشهد .
هنا يتدخل اصحاب الهمة - وللغرابة أن هؤلاء غالبا ما يكنَّ من بنات جنسها ، صديقة...عمة ... خاله – فيجلبوا لها بديل ، ويُقال لها " انتي مش بايره ، اللي برجِل هاظا أحسن من .... " ، أو يتقدم لها من ضاقت بوجهه الخيارات ويطمح ليحرث إمرأة أنى شاء ، هنا يبداء المشهد بتكرار ذاته على مسرح الحياة ، ولكن هذه المره بإتقان وإبداع أكثر ، فتنتقل الى دور الزوجة ، لتبداء الأولويات الاخرى بالتسلل الى حياة العائلة حديثة النشوء ، فيبادرا الى التعامل معها كيفما تفرض العادات والعقيدة وحسب ما تتماشى هاتان مع الضروف الخاصة والعامة .
لا ندري بماذا يتسائل الإنسان عن حالة كهذه ...! ، سنقول هُنَّ ومع التشديد على النون ، لأن محور الحديث هنا ما هو إلا صورة شائعة وتتكرر في كل يوم و ربما كل دقيقة وعليه نتسائل : ألهذا المستوى من الضعف والاستسلام ، أوالاستخفاف بقيمة ذاتها قد وصلت الاناث العربيات ؟ ، ،هل اصبحن فنانات في خداع الآخرين ؟ ، ألربما هو الإنتقام من الذكورمستخدماتٍ الجسد ؟ ، أم انهن يجدن ذروة اللذة في السادية تجاه النفس راذلاتٍ حاجة الروح للنور ؟ ،أوليس من الحق ان نقول ، إن كُنَّ مقترفاتٍ لجرم كهذا بحق ذواتهن ، فإن الأجيال الخارجة من رحومهن ستعاني من تربية مزدوجة ، بلا أسس ، وبلا مبادئ ، وبلا قيم إنسانية مواكبة للتطور الانساني المستمر.
نكاد أن نجزم- والنفس يعتريها الشعور بفقدان الأمل لصلاح الحال -، أن هذه الصورة هي أم مصائب المجتمعات العربية الجاعلة مسكنها براري التخلف الإنساني و أن واقع المرأة سيبقى كذلك ما دام المشرع يستمد نصوص القانون من صحائف العقائد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطورات متسارعة في غزة.. بين عملية رفح والرد المصري| #غرفة_ال


.. دول أوروبية تعترف بالدولة الفلسطينية.. وإسرائيل ترد بإجراءات




.. محاولة الانقلاب في الكونغو الديمقراطية.. تساؤلات عن احتمالية


.. شهداء وجرحى معظمهم أطفال بقصف الاحتلال مدرسة ومسجدا وسط مدين




.. رئيس الوزراء النرويجي: السلام في الشرق الأوسط يتطلب قيام دول