الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قادة الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان يتبادلون الاتهام بتسليم فرج الله الحلو للموت

جورج حداد

2011 / 10 / 12
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


مضى اكثر من 52 سنة على استشهاد القائد الشيوعي التاريخي فرج الله الحلو على ايدي المخابرات الناصرية في سوريا (بزعامة الجلاد عبدالحميد السراج) خلال فترة الوحدة السورية ـ المصرية.
ولا بد ان نقدم هنا الملاحظات التالية:
ـ1ـ بعد وقوع الانفصال في ايلول 1961، تم في سوريا اعتقال عبدالحميد السراج وبعض العناصر المخابراتية الاخرى وتقديمهم للمحاكمة. ولكن اجهزة النظام المصري، بطلب من عبدالناصر شخصيا، تولت تهريب عبدالحميد السراج من السجن في سوريا الى بيروت، ومنها الى القاهرة، حيث لا يزال حتى اليوم يعيش معززا مكرما. وللاسف ان غالبية الناصريين لا يزالون يعتبرونه من القادة "التاريخيين" للناصرية. وبعد تهريب السراج، جرت محاكمة العناصر التنفيذيين الصغار الذين مارسوا التعذيب حتى الموت على فرج الله الحلو ثم قطعوا جثمانه بالمنشار وذوبوه بالاسيد لاخفاء معالم الجريمة. وصدرت بحقهم احكام مخففة جدا. ولا تخرج تلك المحاكمة عن كونها نوعا من رفع العتب والتقليل من فظاعة الجريمة واهميتها وخطورتها وطنيا وقوميا وانسانيا، الى درجة يمكننا معها القول ان شبح تلك الجريمة طبع ببصمته المرحلة التاريخية اللاحقة كلها، من حيث ممارسة الدكتاتورية المتوحشة من قبل ما كان يسمى الانظمة الوطنية والتقدمية والثورية التي نخرتها عوامل الفساد والفاشستية والخيانة من رؤوسها الى اخامص اقدامها. وفيما عدا تلك المحاكمة، فإن قضية فرج الله الحلو لم تعطَ ما تستحقه من اهتمام وطني وقانوني وسياسي في الدول المعنية الثلاث: لبنان وسوريا ومصر. وخصوصا من قبل القوى الوطنية والتقدمية في تلك البلدان. وهي تعامل باستهتار عجيب وكأنها قضية شبه منسية من ماض لن يعود.
ـ2ـ على المستوى المعنوي ـ الاخلاقي، وضع الشيوعيون اللبنانيون والسوريون فرج الله الحلو في مرتبة "عميد شهداء الحزب". وجرت له احتفالات التكريم. ورفع له تمثال تذكاري في بلدته حصرايل في "بلاد جبيل". وترفع صورته في صدر المؤتمرات الحزبية. وقد أقر المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي اللبناني (1968) سحب ما يسمى "رسالة سالم" من ارشيف الحزب واعتبارها "مشينة" وهي رسالة النقد الذاتي التي ألزم فرج الله الحلو بكتابتها سنة 1952 لاجل عدم طرده او فصله من الحزب. وفيما عدا ذلك، فإن الحزب الشيوعي اهمل ويهمل تماما الجانب السياسي، الحزبي والقومي، في قضية فرج الله الحلو، سواء فيما يتعلق بالخلافات السياسية داخل القيادة الحزبية، او فيما يتعلق بالنزاع السياسي مع قتلة فرج الله الحلو. بل اننا نجد مؤشرات على الرغبة لدى بعض القادة في طمس او التقليل من شأن الجانب السياسي للجريمة. وفي هذا الصدد يمكن ان نقرأ بعض الكتابات التمييعية مثل:
ـ1ـ في "لمحة عن حياة القائد الشيوعي فرج الله الحلو"، منشورة في موقع "الرأي" التابع لحزب الشعب الدمقراطي السوري"، بقلم هيئة تحرير الموقع، جاء ما يلي:
"ومن ثم يلفظ هذا القائد والمناضل الفذ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة التعذيب المكثف جداً في صباح 26 حزيران من عام 1959. وخاف الجلادون من انكشاف عملية الاغتيال، ولذلك بعد أن كانوا قد دفنوا الجثة في إحدى قرى غوطة دمشق، نقلوها وأذابوها بالأسيد ليمحوا كل أثر لجريمتهم؛ ولكن الجريمة لم تبق طي الكتمان وانكشف أمرها في العالم كله؛ ولم يجحدها سوى محمد حسنين هيكل في أكبر كتبه الصادر في عام 1989. كان من المفترض أن يتأنى أكثر هذا الصحفي الكبير والذي يحاول دائماً أن يكون مؤرخاً."
وهكذا لا يجد "حزب الشعب الدمقراطي" (حزب رياض الترك) السوري، شيئا يقوله سوى توجيه هذا التأنيب اللطيف لمحمد حسنين هيكل. في حين ان هيكل هو من اخطر العملاء الاميركيين في المنطقة، وكان احد اهم المخططين الستراتيجيين في النظام الدكتاتوري الناصري، ولدى قيام الوحدة السورية ـ المصرية، فهو الذي رفع شعار "انتهت المعركة مع الاستعمار، وبدأت المعركة مع الشيوعية".
ـ2ـ ونقرأ في موقع (جمول.نت) نصا بعنوان (82 عاما من النضال...) بقلم رئيس المجلس الوطني في الحزب الشيوعي اللبناني موريس نهرا، يقول فيه:
"تعرض الحزب الشيوعي - الشق السوري ‏لمضايقات واعتقالات استدعت اعادة لملمة الوضع، فطلب من فرج الله الحلو الذهاب الى الشام ‏لترتيب الوضع الحزبي في ظل هكذا ظروف، واعتقل في نفس الليلة التي توجه فيها الى الشام، ‏ويبدو ان احداً، لا نعرف من، ولكن هناك اقوال بأن شخصاً كان في الحزب ويعرف ان البيت ‏الذي نزل فيه فرج الله الحلو انه بيت سري. وكان هذا الشخص اعتقل في سوريا قبل فترة واخضع ‏للتعذيب، واشتغل معهم، واسمه رفيق رضا، وتوفي، وهذا الامر غير ثابت لكنه المشار اليه ‏اكثر من غيره، ونمي لنا انه وشى على فرج الله الحلو الذي كان يقيم في هذا البيت واعتقل ‏فرج الله الحلو وتم تعذيبه بشكل وحشي واستشهد تحت التعذيب واحدث هذا الامر ارباكاً للمباحث ‏‏«وذوبوه بالاسيد» وعندما وصل الضجيج الى عبد الناصر كان فرج الله الحلو قد استشهد، وليس ‏ما حصل كان بقرار من اعلى سلطة، لكن نظام الاجهزة، والقمع للشيوعيين يجعل من هؤلاء ‏‏«مسعورين» وعملهم التعذيب، ويفقدون اي رادع اخلاقي، ولا اظن ان عبد الناصر كان يعلم ‏بقتله مسبقاً".
واضح تماما بدون اي لبس ان السيد موريس نهرا يريد رفع المسؤولية عن عبدالناصر وعن النظام الناصري كنظام سياسي في جريمة اغتيال فرج الله الحلو. وهذا هدف بحد ذاته. ولكن موريس نهرا له من وراء ذلك اكثر من هدف: اولها تبرئة "اصحابه" السوفيات من جريمة التآمر مع عبدالناصر وعبدالحميد السراج للتخلص من فرج الله الحلو. وبهذا التستير المشبوه يؤكد موريس نهرا الشكوك بأنه هو نفسه لم يكن سوى عميلا صغيرا للكا جي بي السوفياتية. وثانيا ـ ان موريس نهرا، تحت عبارات ابهامية مثل ‏"ويبدو ان احداً، لا نعرف من، ولكن هناك اقوالا بأن..." و"وهذا الامر غير ثابت لكنه المشار اليه ‏اكثر من غيره، ونمي لنا..."، يخفي تماما معرفته بأن "صاحب" البيت السري الذي ذهب اليه واعتقل فيه فرج الله الحلو هو صبحي الحبل، الذي كان قد اعتقل قبل اعتقال فرج الله الحلو بشهرين واصبح "بيته السري" في عهدة المخابرات. ومن الملاحظ ان كل القادة الشيوعيين حينذاك السوريين واللبنانيين يتجاهلون تماما مسألة اعتقال "صاحب البيت السري" صبحي الحبل قبل شهرين من اعتقال فرج الله الحلو. وقد اخفيت واقعة اعتقال صبحي الحبل وانكشاف بيته للمخابرات، ـ اخفيت عن فرج الله الحلو، وطلب منه الذهاب الى دمشق، اي الى بيت صبحي الحبل، بدون ان يقولوا له ان صبحي الحبل هو معتقل منذ شهرين، وهذا يؤكد ان اعتقال فرج الله الحلو كان نتيجة لحبكة تآمرية مترابطة شارك فيها القادة الشيوعيون انفسهم، من الصف الاول ـ بكداش والشاوي ومادويان وقريطم وغيرهم، ومن الصف الثاني ـ المرحوم جورج حاوي وجوقته الميمونة، بالرغم من الاختلافات فيما بينهم. وقد شارك البكداشيون في هذه الحبكة حقدا منهم على فرج الله الحلو؛ وشارك فيها "خصوم البكداشية" ارضاء لاصحابهم السوفيات وللمزايدة على بكداش والبكداشيين في التقرب من السوفيات والحصول على "بركاتهم". ومن هؤلاء طبعا الفرخ الصغير (حينذاك) الواعد موريس نهرا. وبالمناسبة فإن موريس نهرا هو ابن محلة (انطلياس ـ من الضاحية الشمالية لبيروت) وهو بالتالي يعرف تماما ان الشهيد فرج الله الحلو بات ليلته الاخيرة في محلة انطلياس ذاتها في بيت القائد الشيوعي القديم وعضو المكتب السياسي (حينذاك) للحزب وهو المرحوم طنوس دياب (بكداشي لبناني). وفي هذا البيت انعقد اجتماع للقيادة الحزبية وتمت الموافقة على ذهاب فرج الله الحلو الى دمشق (اي الى الفخ في بيت صبحي الحبل) بطلب من خالد بكداش الذي كان يلح على ذهاب فرج الله الحلو. ومن المؤكد ان موريس نهرا يعلم تماما ان الذي اوصل فرج الله الحلو بسيارته الى دمشق هو المرحوم جورج دياب شقيق المرحوم طنوس دياب.
ان مجرد سكوت القادة الشيوعيين (من الصف الاول، ومن الصف الثاني) عن وقائع "تسفير" فرج الله الحلو الى دمشق وتسليمه للموت على ايدي الكلاب المسعورة للمخابرات الناصرية، يدل تماما على مشاركتهم او موافقتهم او تطنيشهم على جريمة التسليم. وهم يؤكدون ذلك من خلال تبادلهم الاتهامات بتسليم فرج الله الحلو للموت. وهذا ما سنتناوله لاحقا. ولكن علينا قبل ذلك ان نجيب على السؤال التالي:
ـ لماذا سلم القادة الشيوعيون فرج الله الحلو للموت؟
هناك سببان رئيسيان:
الاول ـ الخلاف السياسي العميق مع فرج الله الحلو. وهاكم بعض الكتابات حول ذلك:
ـ1ـ في كتاب "الحركة الشيوعية السورية ـ الصعود والهبوط"، الصادر عن دار النون في حلب، للاستاذ عبدالله حنا، يقول المؤلف: "كثير من قادة الحزب وفي طليعتهم فرج الله الحلو ورشاد عيسى عارضوا قرار تقسيم فلسطين؛ وقد فرض خالد بكداش الموافقة على القرار لما كان يتمتع به من نفوذ فردي. وقد ابعد فرج الله الحلو عن موقع القيادة، وفصل رشاد عيسى من الحزب".
ـ2ـ في مقال منشور في موقع "الحوار المتمدن"، بتاريخ 10ـ9ـ2011، بقلم الكادر الشيوعي القديم مصطفى امين، يتناول فيه مسألة الخلاف حول موضوع الوحدة السورية ـ المصرية، يقول الكاتب: "قبل سفر خالد بكداش بساعات حضرتُ نقاشاً بين الأمين العام للحزب الشيوعي وبين قادة هذا الحزب، وعلى رأسهم فرج الله الحلو، ومعه نقولا شاوي وأرتين مادويان وحسن قريطم، وقد حاول فرج الله إقناع خالد بكداش بضرورة حضور جلسة التصويت على الوحدة، وإلقاء خطاب يوضِّح وجهة نظر الحزب بتركيبة الوحدة وشروطها، ثم ينسحب من المجلس قبل التصويت على قرار الوحدة. وكان نقولا شاوي وأرتين مادويان يؤيدان فرج الله في موقفه، في حين أصرَّ الأمين العام على عدم حضور هذه الجلسة".
ـ3ـ في موقع (حركشات) كتب د. أزاد مصطفى (شيوعي سوري مفصول من الحزب البكداشي في 2007) مقالا جاء فيه: "عندما زار عبد الناصر دمشق في عام 1958 كتب فرج الله الحلو في افتتاحية جريدة (النور) (أهلاً بعبد الناصر في سورية) فنقم عليه خالد بكداش".
ـ4ـ وفي موقع (حركشات) ايضا، يكتب عمر المختار ونوس: "مع دخول خالد بكداش وانتمائه للحزب الشيوعي عام 1931 بدأت عمليات التصفية والتنكيل بالمؤسسين الأوائل للحزب ليتسنى له الوصول لمنصب الأمين العام للحزب عام 1937 لتبدأ مرحلة تصفوية جديدة هدفها تفريغ الحزب من كل الكوادر المثقفة النشيطة، والأمثلة واضحة، بالإضافة إلى التشهير بكل من تخول له نفسه التفكير بمعارضة بكداش ولو بالرأي. كل هذه العمليات التصفوية كانت تتم بمباركة وتوجيه السوفييت الذين أيدوا بكداش ودعموه لأنه جعل من الحزب منظمة تابعة بشكل مباشر للقيادة السوفيتية التي كانت تعمل وفقاً لمصالحها، وبناءً على هذه المصالح بنت سياساتها ومواقفها التي روّج لها وسوقها ودافع عنها خالد بكداش، فأفضت إلى القبول بقرار تقسيم فلسطين عام 1947 والتسويق له رغم معارضة الأغلبية من قيادات الحزب وكوادره لهذا الموقف، مما سجل نقطة سوداء في تاريخ الحزب لا يمكن لها أن تزول".
ـ5ـ وفي موقع (الرأي) التابع لـ حزب الشعب الدمقراطي السوري، كتبت "هيئة تحرير الرأي" مقالا بعنوان "لمحة عن حياة القائد الشيوعي فرج الله الحلو"، جاء فيه ما يلي: "ففي عام 1947 وبعد صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، يعلن فرج الله الحلوعن: "أسفه لموافقة الاتحاد السوفييتي على هذا القرار"، وطبعاً لم يصدر الأسف عنه فقط، وإنما أسف واحتج آخرون على صدور هذا القرار مثل: هاشم الأمين، وقدري القلعجي، ورشاد عيسى والأديب والشاعر رئيف خوري وإميلي فارس ابراهيم وغيرهم.... وهنا تبدأ محنة فرج الله مع عبادة الفرد في الحزب.. وتعلن لائحة الاتهام ضد هؤلاء واعتبارهم "مخربين وانتهازيين وانهزاميين وتيتويين" (نسبة إلى الزعيم اليوغسلافي تيتو الخارج آنذاك لتوه من الكومنترن). وكذلك من التهم التي وجهت لهم أيضاً، أنهم (ديموقراطيون اشتراكيون)، وكانت الديموقراطية الاشتراكية في تلك الفترة تهمة شنيعة أيضاً، وتعتبر خروجاً عن "الماركسية - اللينينية".....
"قبل كل هؤلاء الرفاق بمصيرهم وبقائهم خارج الحزب، باستثناء فرج الله الحلو الذي لم يكن يتصور لحظة واحدة أن يبقى خارج الحزب، فقبل تقديم النقد الذاتي الذي طلبه منه خالد بكداش، وقبل الإقامة الجبرية الحزبية التي فرضت عليه في أحد المنازل، وبدأ بكتابة (رسالة سالم) الذائعة الصيت. وسالم هو أحد الأسماء السرية لفرج. ولكن مسودة رسالة النقد الذاتي رفضت لعدة مرات لكونها لم تحظ بقبول خالد. وحول هذه الرسالة يرد في مذكرات أرتين مادويان: فلكثرة ما كتب فرج من "نقد ذاتي"، ورُفِضَ من قبل الرفيق خالد، فإنه، أي فرج قال (لأرتين): "قلْ للرفيق خالد أن يكتبَ ما يشاء، وأنا سأوقع، فقط لأني لا أريد أن أطرد من الحزب". كل هذا الذل فرض على فرج فقط لأنه قال: "أنه يأسف لموافقة الاتحاد السوفييتي على تقسيم فلسطين".
ـ6ـ من كلمة لندى الحلو ابنة الشهيد فرج الله الحلو: "كان لفرج الله العديد من المواقف الفذة التي ميزته في الحزب، وأبرزها موقفه الرافض لتقسيم فلسطين قبل عدة سنوات من التقسيم، ورأى أنه سيؤدي إلى كارثة على العرب وبالاخص على لبنان وسورية".
والسبب الثاني لاقدام القادة الشيوعيين المسوفتين، البكداشيين وغير البكداشيين، على تسليم فرج الله الحلو للموت هو الرغبة والتزاحم فيما بينهم على نيل رضى و"بركات" السوفيات. وعن ماهية هذه "البركات" يمكن ان نقرأ:
ـ1ـ من "رسالة فهد الدرة" (منشورة في موقع "حركشات" ـ وفهد الدرة هو ابن ناصر الدرة احد مؤسسي الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان):
"بعد المؤتمر السادس للحزب بأشهر كنت في مكتب الحزب المركزي لوحدي، حيث أتى الرفيق فاروج إلى المكتب وطلب مني مرافقته إلى مكتبه ليعطيني دفعة لمالية الحزب، وتكلم معي عن ضرورة إضافة أسماء أخرى للعمل معه كونه مريض قلب ووضعه الصحي خطر وأن على المكتب السياسي (حيث كان يظن خطأ أن هذا المكتب هو الذي يقرر ذلك) أن يبحث ضرورة تقديم اسمين على الأقل لمساعدته في عمله، وقد طلب ذلك بإلحاح ورجاء وأعطاني الدفعة المالية باعتباري عضواً في المكتب السياسي، وقد قامت قيامة الرفيق خالد على فاروج لهذا العطاء وكأنه جريمة وذلك لأن الرفيق خالد لا يريد لأحد من الحزب خصوصاً أن يعلم بذلك غيره أو من يعينه هو شخصياً، علماً أن كثيرين من خارج الحزب يعرفون ذلك جيداً خصوصاً بعد توقيف فاروج من قبل أجهزة الأمن قبل سنوات طويلة سابقة ومطالبة القيادة بإطلاق سراحه لأنه يعمل في الحزب.
"وزاد الطين بلة في قضية الأموال وسوء الائتمان إعلان الرفيق خالد في المؤتمر السابع وبدون طلب أحد منا أو إخبارنا مسبقاً بذلك أننا كحزب كنا نتلقى دعماً مالياً من صندوق الدعم الاممي،
"وزاد الأمر سوءا القوائم التي نشرتها جريدة أنباء موسكو باللغة الروسية عن كمية الأموال التي كانت تتلقاها بعض الأحزاب الشيوعية من الاتحاد السوفيتي".
ـ2ـ وفي بحث للاستاذ شوكت إشتي بعنوان "الحزب الشيوعي اللبناني" يقول: "كانت مالية الحزب تعتمد على حسم نسبة معينة شهرياً من رواتب الشيوعيين. إضافة إلى الاشتراكات والمساعدات التي يقدمها بعض الأصدقاء والمتمولين، إلى جانب ما كان يلقاه من دعم "عيني" من الإتحاد السوفياتي.
"المؤتمر الوطني الثاني الذي جاء مبدئياً، تتويجاً لمسار بدأ منذ بداية ستينات القرن الماضي أدى إلى انشقاق مجموعة عرفت باسم "نخلة مطران" (اتحاد الشيوعيين اللبنانيين) قبل الوصول إلى المؤتمر. غير أن وجود الاتحاد السوفياتي كان محدداً للنقاش وضابطاً للصراع، فبقيت آثار التصدع محدودة.
"لقد اتُهمت المجموعة التي قادت عملية التحول في المؤتمر الوطني الثاني بنعوت سلبية. فاعتُبر عملها نوعاً من التجديف والتحريف ووصل الأمر إلى اتهام جورج حاوي "بالعمالة" لأميركا وتم استدعاؤه إلى روسيا على خلفية ما قام به الحزب". (ملاحظة مني ج.ح.: قيل يومها للكوادر الحزبية ان الذي اتهم جورج حاوي بالعمالة لاميركا والحلف الاطلسي هو نقولا الشاوي، وذلك ـ حسب قوله ـ استنادا الى مراجع صديقة موثوقة (سوفياتية)؛ وكانت ردة فعل جورج حاوي على اتهامه انه عميل للمخابرات الاميركية انه ذهب الى موسكو وسلم نفسه للمخابرات السوفياتية، لاجل نفي التهمة عن نفسه وعن انصاره؛ ولا عجب في ذلك: فالجائزة تستأهل المجازفة!ـ وقد عمل السوفيات على التوفيق بين الشاوي والحاوي، وطبعا بعد "ارضاء" الاثنين، واعادة تفصيل النظام الداخلي للحزب على قياسهما، فعين الاول "رئيسا" ـ فخريا ـ للحزب، والثاني امينا عاما. ومنذ ذلك الحين اصبح جورج حاوي معتمدا من قبل السوفيات من الرتبة ذاتها لبكداش والشاوي ومادويان).
ونأتي الى القاء نظرة على تبادل الاتهامات بين القادة البكداشيين وغير البكداشيين حول تسليم فرج الله الحلو للموت:
ـ1ـ يقول المرحوم عزيز صليبا في كتابه "العمل السري في الحزب الشيوعي اللبناني" ص 194 ـ 201، نقلا عن ارتين مادويان في كتاب "حياة على متراس": "ويقول أرتين مادويان عما جرى بعد ذلك، ما يلي: "باقتراح من خالد بكداش عاد الرفيق فرج الله سراً إلى دمشق، لقيادة عمل الحزب الشيوعي السوري بمفرده في ظل الوضع السري السائد هناك، حيث أن قيادة الحزب الشيوعي السوري كانت كلها موجودة في بيروت.
"وفي شهر أيار 1959 رجع الرفيق فرج الله الحلو إلى بيروت وعقد لقاء ضم الرفاق نقولا شاوي، أرتين مادويان وحسن قريطم، قدم خلاله الرفيق فرج الله الحلو تقريراً عن الوضع السوري وأمكانية استمرار عمله في سوريا.
"كان خالد بكداش في تلك الآونة يقيم في براغ ويسألنا من هناك : "لماذا يتأخر فرج الله الحلو عن العودة إلى دمشق؟". وفي حزيران عاد فرج الله الحلو إلى دمشق...".
ثم يقول (عزيز صليبا) نقلا عن يوسف خطار الحلو في كتاب الاخير "اوراق من تاريخنا": "وبقي فرج الله حتى الخامس والعشرين من شهر حزيران 1959، وخلال وجوده في بيروت عمل بجد ونشاط في جريدتي "النداء" و"الأخبار". وعاد إلى دمشق تحت إصرار خالد بكداش".
ـ2ـ وفي موقع(جمول) نقلا عن جريدة "صوت الشعب"، الصادرة عن الحزب الشيوعي (البكداشي) السوري، العدد 214 (1708) 18 - 24 حزيران 2009 جاء ما يلي على لسان المرحوم خالد بكداش: "كان فرج الله الحلو يأتي إلى دمشق من أجل تحسين العمل السري، أنا كنت في موسكو فأرسلت خبراً مع حسن قريطم ومع يوسف فيصل بالذات وأخبرته أنه ليس من الضروري أن يذهب فرج إلى دمشق، خفت عليه ولكنهم أرسلوه من أجل تصفية الأمور ولما سأله الكاتب عماد نداف من أرسله أجاب: القيادة في غيابي كان فيها أرتين مادويان ونقولا شاوي لم يردوا على اقتراحي، جاء فرج الله الحلو إلى دمشق واعتقل، ذهب إلى البيت السري وكان رجال الأمن يعرفون هذا البيت كانوا ينتظرونه في نفس البيت. وهناك من يقول أن رجال الأمن رحبوا به باسمه السري قائلين: أهلاً أبو فياض وهناك من يقول بأنه أصر على الذهاب إلى دمشق لأمور تنظيمية لا بد من تصفيتها".
ـ3ـ وفي موقع "نبض سوريا" تم نشر "لقاء مع الرفيقة وصال فرحة بكداش الأمين العام للحزب الشيوعي السوري ـ صفحات من تاريخ حافل ـ الحلقة الثالثة"، وأجرى الحوار: أسامة الماغوط. ونقرأ في هذا النص: "في نهاية ربيع /1959/ أتتني تعليمات من قيادة الحزب للانتقال إلى بيروت، وفي بداية حزيران أتاني للزيارة الرفيق فرج الله وكان ذلك بعد اجتماع قيادة الحزب والذي قرئت فيه رسالة الرفيق خالد والتي يشدد فيها على عدم السماح للرفيق فرج بالعودة إلى سورية، فقلت له يا رفيق فرج الرفيق خالد يؤكد على عدم حضورك إلى سورية ابقَ هنا لا تغادر، فأجابني هذه النزلة الأخيرة سأسلم التنظيم للرفاق وعندها أنهي كامل مهمتي، ولن أعود بعدها...
"وفيما بعد تبين لنا أن من كان يشجعه على الذهاب إلى دمشق كل من الرفيقين أرتين مادويان ونقولا الشاوي .. بعكس تعليمات الرفيق خالد..".
ـ4ـ وتذهب السيدة وصال فرحة بكداش اكثر من ذلك، اذ تلمح الى عدم يقظة فرج الله الحلو وتسببه بشكل غير مباشر بحملة الاعتقالات التي تعرض لها الحزب، بما في ذلك اعتقاله ذاته، وانه كاد يتسبب في اعتقالها هي نفسها. تقول (في اللقاء ذاته):
"لقد بقيت تلك الفترة في أحد المنازل لأداء مهمتي الحزبية في تنظيم الحملات النسائية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، ولرعاية أسر رفاقنا المعتقلين، إلى أن جاءنا خبر بضرورة أن أتوارى عن الأنظار، فذهبت إلى الرفيق فرج الذي أنسق معه عادة في مهامي الحزبية وقلت له: البيت الذي أختفي فيه لم يعد آمناً، ومن الضروري إيجاد منزل آخر أكثر أماناً.
"فأجاب: اليوم سنرسلك إلى بيت أخت منير فرح.
"دهشت لهذا الاقتراح، لأني كنت على علم مسبق أن منير فرح شخص مشبوه بعلاقته بالأجهزة الأمنية.
"وتعود الشبهات إلى ما قبل الاعتقالات بفترة زمنية، حيث نشر خبر وعلى نطاق واسع بأن منير فرح قد اعتقل من الأجهزة الأمنية وعُذب عذاباً شديداً وأنه صمد بشكل بطولي وأفرج عنه..
"وهذه القصة لم تنطل على الرفيق خالد، حيث أحس أنها عملية تلميع لهذا الشخص، فلم يكن حينها أية اعتقالات بحق الشيوعيين، ولا تعذيب، ومن الشاهد على صموده .. إنها أسئلة، وضعت عند منير فرح إشارة استفهام كبيرة..
"استغربت اختيار هذا المنزل لكني لم أناقش أحداً وذهبت برفقة الرفيق فرج الله إلى المنزل الواقع في شارع بغداد ولكني لم أرتح للأمر، وعادت إلى ذهني حادثة أخرى، ففي جلسة جمعت الرفيق خالد بالرفيق فرج الله سمعت الرفيق خالد يقول له: إن رفيق رضا إنسان مشبوه، وهناك أدلة كثيرة على ذلك فقد سكن في الطلياني وبدأ يصرف مبالغ طائلة على معيشته وعلى زوجته الصغيرة، كما أن هناك عدداً من الرفاق رأوه خارجاً من مركز للمكتب الثاني القريب من منزله...
"تذكرت هذا الحادث وكيف أصر الرفيق فرج الله على أن رفيق رضا موضع ثقة، وكذلك الأمر بالنسبة لمنير فرح..
"في هذه الفترة العصيبة كنت أعمل برفقة الرفيق فرج الله الحلو حتى اعتقاله، وهنا أضع الحقيقة الحاسمة كما هي لتكذيب تلك الأضاليل حول دور الرفيق خالد المزعوم في تسليم الشهيد فرج الله، وهي أنه لو كان ينوي الإيقاع به، هل كان سيسمح لزوجته بأن تبقى مرافقة له بالعمل طول تلك الفترة.
"وفعلاً فإن عملي المباشر مع الرفيق فرج سهل عملي كثيراً وأعطاني مجالاً مساعداً للحركة والتنقل خاصة وأن منظمة دمشق حينها كانت مخترقة أمنياً من خلال عميل الأمن سيئ الذكر رفيق رضا واسمه الحركي (رأفت) وهو لبناني من طرابلس. وكان لفترة طويلة مجمداً، لشكوك الرفيق خالد فيه وبشكل مبكر، ولكن في أواسط الخمسينات وباقتراح شخصي من الرفيق فرج وبتزكية من منظمة طرابلس جرى إعادته لصفوف الحزب، وذلك بتصويت أغلبية قيادة الحزب ولكن بتحفظ من الرفيق خالد، وفي ذلك الاجتماع بالذات قال الرفيق فرج للرفيق خالد: أنت تظلم رفيق رضا يا خالد...
"وطبعاً ستبين الأيام فيما بعد الدور القذر الذي لعبه هذا الخائن.
"بعد فترة قصيرة جرى نقل رفيق رضا إلى منظمة دمشق بإصرار من الرفيق فرج، حيث كان يعتمد عليه كثيراً وخاصة في القضايا التنظيمية، وأصبح عضواً في مكتب اللجنة المنطقية في دمشق، والتي كان أمينها آنذاك إبراهيم بكري..
"وما زاد في فعالية الخائن رفيق رضا، أنه تم إرسال كل من يوسف فيصل وإبراهيم بكري ودانيال نعمة إلى المدرسة الحزبية في موسكو لزيادة تحصيلهم العلمي، فوجد رفيق رضا الأرض فارغة ليصول ويجول وليكون وتحت عباءة الرفيق فرج الله، قيّماً على منظمة دمشق ودون أن يكون أميناً للمنظمة بشكل رسمي.
"وكانت تزداد الشكوك من حوله، وتحدث الرفيق خالد مجدداً عن شكوكه برفيق رضا إلى الرفيق فرج.
"وأكثر من ذلك، فقبل أسبوع من الاعتقالات أرسل الرفيق فرج، الخائن رفيق رضا في مهمة تنظيمية استثنائية إلى حلب بهدف التفقد والاطلاع على استعداد منظمة حلب لمواجهة الاعتقالات المحتملة.. وليس من المستغرب كيف أنه بعد ذلك وفي أول يوم من حملة الاعتقالات جرى القبض على كل قيادة منظمة حلب وخاصة الرفاق: أحمد محفل، وعمر سباعي، وراغب كوراني .. كما توجهت ضربة قوية جداً إلى منظمة دمشق..
"وكما هو معروف فإنه من مهازل التاريخ أنه حضر شخصياً استجواب الرفيق فرج الله الحلو ليلة 25 ــ 26/6/1959 وحينها بصق الرفيق فرج الله الحلو على هذا الخائن .. لكن بعد ماذا؟..".
XXX
بالرغم من كل هذه الروائح الكريهة التي تفوح من رأس السمكة الفاسد، فإن الحزب الشيوعي في كل من سوريا ولبنان، وبكل تياراتهما وانشقاقاتهما، يمتنعان حتى الان عن اجراء تحقيق حزبي جدي في مسؤولية تسليم فرج الله الحلو الى الموت.
ولكن هذا لا يمنع القادة البكداشيين وخصوم البكداشية من تبادل الاتهامات في ذلك.
ونحن لا يمكننا ان نقول ان ايا من الطرفين هو كاذب (معاذ الله!...). بل نقول انهما صادقان فيما يقوله كل طرف عن الاخر. وهم جميعا مسؤولون عن تسليم فرج الله الحلو الى الموت.
وهذا يدفعنا موضوعيا الى الاستنتاج المنطقي التالي:
ـ1ـ ان الحركة الشيوعية، بوصفها تجسيدا لرسالة التحرر الانساني، هي مركز استقطاب يضم خيرة ابناء الشعب الشرفاء، الواعين والمناضلين والمضحين بحياتهم وارواحهم، والمرتفعين الى مرتبة القادة والشهداء العظام، كفرج الله الحلو؛
ـ2ـ ولكنه، ومنذ الاغتيال المتدرج للينين في 1918 ـ 1924، وتحريف اللينينية، على ايدي الحلف السري (الستاليني ـ الصهيوني)، سيطرت على قيادة الاتحاد السوفياتي والحركة الشيوعية زمرة من الانتهازيين (الستالينيين ـ البيرياويين) خونة الشيوعية وقَتَلة الشيوعيين، العاملين سرا او علنا لصالح الامبريالية والصهيونية. ولا عجب ان نرى اليوم، في لبنان مثلا، ان "الشيوعي!!!" الجيد و"المودرن" هو "الشيوعي!!!" السنيوري السائر في ركاب الطابور الخامس اللبناني، مثل: نديم عبدالصمد والياس عطالله؛ و"المفكر مجدد الماركسية" (يا لطيف!!!) كريم مروة.
ـ3ـ ان الرأسمالية والامبريالية والصهيونية والدكتاتورية و"الدمقراطية" المزيفة البرجوازية تسير بعكس وجهة التاريخ؛ وان قضية فرج الله الحلو ستنتصر رغم أنف جميع الخونة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحن جيل وقع ضحية خدعة ماكرة؟؟
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 10 / 12 - 16:30 )
الاستاذ الجليل جورج حداد
تحية لك وشكرا على هذه الدراسة .
لينين حامل الوصايا العشر الذي قلب ماركس راسا على عقب : منظر السياسة العارية هي التي تحدد الاقتصاد: والماركسية لم تكن يوما أيدلوجية بقدرما كانت عملية نقدية و حجاجا ديالكتيكا متواصلا, اما لينين و من بعده ستالين فقد حولاها الى عقيدة جامدة, ومن هذا المنظور انبثقت الاحزاب الشيوعية العربية وقصة استشهاد فرج الله ليست الاولى, حتى ان الشهيد فهد هناك روايات يحوم الشك حولها من تعاون السوفيت مع الانكليز على تصفيتة. وفي زمننا الحاضر: أستشهد محمد الخضري ومتّى هندو وناجي العقابي وفؤاد الركابي وستّار خضير، و عادل وصفي وتحسين الشيخلي. ..في زمن تحالف الشيوعيين العراقيين مع بعث العراق الفاشست, لا بل ويؤكد شوكت خزندار الشيوعي العراقي القديم حيث يقول ((ـ منذ العهد الملكي ، 1956، كنتُ عضواً فعالاً في جهاز أمن الحزب .. ورأس الجهاز مرتبط مباشرة مع موسكو / السوفيت )) والمسؤول عن تصفيةالمعارضين لسياسة الحزب من الشيوعيين جسديا.http://www.ahewar.org/m.asp?i=1187
أليس من حقنا ان نقول: نحن جيل وقع ضحية خدعة ماكرة؟؟
مودتي و احترامي


2 - ما هوالهدف
علي روندي - طهران ( 2011 / 10 / 12 - 17:36 )
خَيّه جورج! لم أفهم ما تريده بالضبط؟! وما هدفك من إثارة موضوع صار في حكم التاريخ.. وعبر التشكك في كل شئ وفي كل الناس؟!؟


3 - استاذي علي روندي
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 10 / 12 - 17:56 )
استاذي علي روندي
تحيتي و محبتي
شعار ماركس المفضل هو de omnibus dubitandum


4 - لك التحية وكل المحبة
علي روندي - طهران ( 2011 / 10 / 12 - 18:22 )
شكرا أخي الكريم جاسم الزيرجاوي على تحيتك ومحبتك لنا... فكما تعرف بخبرتكم وتجربتكم الحياتية، حنينية العلاقة الخاصة بين الشعبين الجارين: العراقي والايراني، ذي التاريخ والحضارة المشتركة، بعيد عن النظامين السيئين- في البلدين- في الوقت الحاضر
غبر ان ما كتبته لا اعرف لغته او تهجيته... انا بالكاد اعرف الانجليزية وقليلا من العربية والروسية، عدى لغتي الام... حبذا لو تترجم ما كتبته بلغة افهمها


5 - الشك في كل شيء
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 10 / 12 - 18:39 )
استاذي الكريم
يعمل معنا مجموعة من المهندسين و الفنيين الايرانيين في مصنع للبتروكيماويات , و لا اخفي سرا اذا قلت لك جميعهم من المتنوريين و احدهم ماركسي و انا وهم قريبين جدا على بعضنا خارج الدوام الرسمي...ماعدا واحدا فقط ..روزخاني

أستاذي الفاضل: و حتى لا نعطي فرصة ليعقوب ابراهامي لصيد اخطائي النحوية:
de omnibus dubitandum تعني : الشك في كل شيء
مودتي و احترامي

اخر الافلام

.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”


.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-




.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م


.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م




.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه