الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى شيلان تخاطبها وتذكرها بحقيقتها رغم فراقها الابدي

زوهات كوباني

2004 / 12 / 11
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


رفيقتي العزيزة شيلان ،
اريد ان اكتب لك رسالة وان لم تكوني موجودة بيننا, ساتذكرك واخبرك عن ما اعرفه عنك. لقد تعرفت عليك في مدينة حلب في حي الشيخ مقصود حينما كنت فتاة في الخامسة عشرة من ربيع عمرك. تتجولين مع الرفيقات بين الجماهير وتغنيين في الامسيات والحفلات اغنية مازلت اذكرها وهي
"تفنكا من
تفنكا من
تفنكا من سري هلدا "
وكان السلاح حلما لك ، وكنت تصرين على الانضمام للحزب والتدريبات رغم صغرك . نعم كنت صغيرة ولكن تفكيرك كان كبيرا ، ربما وانت فتاة كنت تحسين وتشعرين بحرية المرأة. ومن اجل ذلك كنت دائما في المقدمة وفي قمة الهيجان و عالية المعنويات. حتى كنت احيانا اتعجب من نشاطك هذا وانت صغيرة ولم تدرسي سوى المرحلة الاعدادية. وكلما كبرت ، كبر معك الفكرة واصبحت مناضلة ومقاتلة ولم تكتفي بذلك، بل تقدمت الى قائدة وسياسية ومنظمة بارعة. نعم لقد كنت تمثلين المرأة الحقيقية واصبحت رمز المرأة في النضال من اجل الحرية .
بعدها رأيتك في الحرب وانت قائدة سرية ثم كتيبة ثم فدائية وكنت تدربين الفدائيين علىالتضحية ونكران الذات. وكنت اتبادل الحديث معكِ تارة استمع اليك وتارة تستمعين الي. لم اكن احس بالوقت وكنت انساه. وعندما انظر واذا نحن في منتصف الليل. حقاً كنت جذابة واصبحت مَثَلٌكِ كمثل الفرات عندما قال الشاعر يوصفه "كلما ذقته طلبت المزيدا ". وكلما استمع الانسان الى حديثك لم يكن يشبع منه وينجذب اكثر. لماذا ؟ لانك كنت تتحدثين من القلب والايمان ولم يكن حديثك يشوبه الخدعة او التصنع، بل كان صافيا كصفاء السماء في يوم صيفي، حتى عندما كنت تضحكين او تغضبين او تنتقدين كنت صادقة في الابتسامة والبكاء والغضب، تعرفين متى تغضبين ومتى تضحكين, فكل حركة او تصرف كان في موضعه ولم تضعي احدهما مكان الاخر. الخداع والتصنع لم يكن في قاموسك له مكان الى درجة انه كان من المجاهيل والمستحيلات لديك. مهما كانت الظروف كانت لك الابتسامة والفرح مع الاخرين, لكن كنت مبدئية ولا تعرفين المساومة. فمن لا يعرفك كان يخطئ في تقيمك ويعتبرك صلبة وقاسية ويخاف من الاقتراب منك, ولكن عندما ينجذب تراه باستماعه لحديثك والحوار معك ينسى رؤيته الاولية وحكمه المسبق الصادر بحقك وكانه يريد القول والاعتراف من خلال الاستماع اليك وابداء الاحترام بانه كان على خطأ وانت على صواب، فقدرتك في الجذب تفوق الجاذبيات الموجودة على سطح الارض لانك كنت تجذبين من كانو ليسو معك وضدك وتجذبين البشر بالتاثير والاقناع. الجاذبية الطبيعية هو قانون طبيعي يعتمد على الفعل ورد الفعل ولكنكي كنت تجذبين الانسان بعد الاهتمام والعناية والتاثير, والفارق يكمن هنا والعظمة هوهذا بحد ذاته ، والمعجزة تظهرعندما كنت تنجحين في جذب شعب مثل الشعب الكردي, حيث الخيانة والمؤامرات والغدر والالاعيب الدولية وغيرها.... نعم كنت تفرضين نفسك على الانسان رغما عنه وتدخلين الحب والصدق في قلبه وذلك بمشاعرك الصادقة واحاسيسك الرفيعة ووجهك البشوش البريء براة المرأة النيوليتيكية.
رغم ان تحصيلك الدراسي كان الاعدادية, لكن استطعت ان تصبحي معلمة ثورية ، وتطورت الى كاتبة وشاعرة ومحللة سياسية, لم تكون تعرفين العراقيل، فالعراقيل كانت تتحطم على صخرتك، وعنادك. كنت تعطين الدروس في السياسة والتاريخ والمرأة والثورية حتى يدهش الانسان لطاقاتك ويقف حيرى تجاه عظمتك هذا اذا اراد ان يعترف الحقبقة بكل صدق واخلاص للتاريخ . اينما ذهبت فرضت الاحترام والمبدئية والثورية في النضال. لم تكن تعرفين التعب والارهاق وتصلين مطلقاالى ماتهدفين لها، وشعارك كان دائما الخدمة ثم الخدمة ثم خدمة القضية. ورغم موقعك القيادي لم تجعل الانسان ان يحس بها ، وكنت طبيعية مثل الطبيعة لا تعرفين المجاملات والخداع ، رفيقة الرفيق وصديقة الصديق وعدوة العدو. مثلما كنت عطوفة ورحيمة وحنونة تجاه الانسان والرفاق والشعب, كنت عدوة صارمة تجاه اعداء الانسانية والحرية. اصبحت معروفة بمواقفك بين الجميع الاصدقاء والاعداء بدون تمييز، ولم يستطع احد ان يزحزحك من مواقفك. وكنت في ذلك مدرسة غنية تعلم الكبير والصغير الجاهل والمتعلم منها. لم تكوني تحبين الحديث الكثير,لكن كنت تلمحين بحركاتك وتصرفاتك الى الكثير الكثير.
كنت تثقين بالرفاق والرفاقية وتامنين بالقضية وتسيرين على الهدف دون ان تهابين من شيء اسمه الاعداء والخيانة وكان شعارك في المسير تجاه الخونة كالمثل القائل "القافلة تسير والكلاب تنبح " وهكذا كنت وكنت الكثير والكثير. حينما صافحتك في الوداع قلت الكثير من اجل النضال ووثقت بالرفاقية وكان رغبتك في ان نحقق شيئاً للقضية، وقلت لا بد ان نكون عند حسن ظن البعض في الممارسة العملية ونتكلم بالنتائج والثمار دون الامور الثانوية. وتبادلت الرسائل معك ورغم البعد والفراق كان يخيم على رسائلك الى جانب الحب للرفاق والاصدقاء والشعب ، الكره للاعداء والخيانة. تحدثت معك قبل ان تسقطي في كمين الغدر والخيانة وشكرتني على رسالتي وطالبتني بالاستمرار والمواصلة في تبادل الاراء وكنت تعطين وتأخذين القوة من والى اي شخص كان. نعم اصبحت بشخصيتك هذه معلمة انسانية، عندما ضربوك على قلبك وراسك ظنا منهم بانهم سينهوا القضية في شخصيتك الحرة و الديمقراطية من اجل ان يبقى الظلام والعبودية , لكن نسوا انهم بقوا متاخرين, لان شيلان لم تعد شخصا, بل اصبحت رمزا وقضية للوطن والمرأة والانسانية. نعم قتلوا شيلان برصاصاتهم العاهرة وارادوا ان يخيموا القبح والقذارة على الجمال والصدق والاخلاص والانسانية ونسوا بانه بسقوط وردة شيلان ستولد وتنمو وتبرعم المئات والالاف من ورود وزهور شيلان في حديقة الكرد والانسانية. وستسطع وتبهره العالم اجمع وتقضي على القبح والعداوة بالجمال والانسانية .
نعم رفيقتي شيلان, لقد وعدتك بكتابة الرسائل وهذه رسالتي الثانية ولكن بعد ان اصبحت خالدة ابدية .

رفيق الدرب
زوهات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب


.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال




.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل