الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البدن و البدينة , المجموعات المؤلفة للكيان العراقي

فائز الكنعان

2011 / 10 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



البدن والبدينة
في إشارة الى المدن والمدينة التي احتاجها البدو




مقدمة:




Two wrongs don t make a right, but they make a good excuse
وهذا ما تعنيه بالعربي


هنالك مغالطة لها شعبية في بلاد الواق واق وهي ان " تتابع الأخطاء تبرر الخطأ الاول "
هناك خطا كبير ومغالطة اخلاقية عندما نفترض أنه إذا ارتكب خطأ ، فالخطأ الذي بعده سيلغي الخطأ الاول..


وهي مع نظرية المؤامرة تمثل احد الامراض الرئيسية للبدو الغير الرحل
ومصيبتنا ان البدو توقفوا عن الرحيل وسكنوا المدينة وانا اسمي المدن العربية
البدينة وليست المدينة
او البدائن وليس المدائن




الشرح:




ان العراق، وبحكم موقعه الجغرافي، كان خلال كل فترات تكوينه عرضة لهجمات متتابعة من سكان الصحراء العربية في الجنوب، حيث العراق يشكل لهم مقومات الحياة ، من وفرة المياة والخضرة والرعي، وكلما ضعفت الحكومة في العراق ( دائماً ضعيفة) ، كلما زادت هذه الغزوات، ومن عادات البدو، السلب والنهب والقتل والاغتصاب ، ومن المثير هنا ان الاسلام دعّم هذه العادات بقصد او بدون قصد وهي حاليا من اخلاق الاسلام بدون شك، واذا اعترض عارض انها دخيلة على الاسلام فهذا لا يغير من الواقع بشئ.


ضعف الحكومة المحلية، ابتلاء العراق بالعداوة المزمنة بين اتباع المذهبين الشيعي والسني، ايران الصفوية واتباعها من المذهب الشيعي ، الدولة السنية العثمانية واتباعها من المذهب السني، انتشار الأوبئة من كوليرا وطاعون ( تقريبا كل عشر سنين، حصدت في عام واحد مائة الف وأبقت خمسون الف من سكان بغداد) ، كل هذا أدى الى ان استوطن البدو اطراف المدن العراقية و منها بغداد ، و التي شكل البدو غالبية سكانها بمرور الزمن، ناهيك عن فقدان عناصر مهمه من عناصر المدنية والوطنية في العراق ( المدنية والوطنية صنوان ، البداوة والوطنية لا يلتقيان) و هم اليهود والنصارى والصابئة وبالاضافة الى تهميش الأكراد .


البداوة ، دخلت منظومة العقل العربي والعراقي خاصة وشكلت الارث الثقافي والمعرفي للفرد والمجتمع الذي نسميه العراقي وبالتالي الاسلامي ( حيث العادات والتقاليد هي التي تسير الدين وليس العكس) ، ومشكلة البداوة انها لا تلتقي مع المواطنة، فالبدو لا ينتمون للوطن وبالتالي لا يعرف معنى الوطنية، لانتمائه للعشيرة وولائه لرئيس القبيلة ، وهذا يفسر كل مشاكل العراق وما جاوره من شعوب.


المكون الرئيسى الاخر للشعب العراقي هو الأقوام التي جاءت من الشمال ، من دول القوقاز و جورجيا والمماليك وجند الانكشارية ( جيش من العبيد من أسرى الحروب، الذين وقعوا في أيدي العثمانيين، من الأطفال والفتيان النصارى، في أثناء حروبهم مع بيزنطة ومع أوربة الشرقية) , وهم اللذين حكموا العراق, فلم يكن الذي حكم العراق طوال فترات الحكم العثماني ولا حاشيته ولا جيشه من العراقيين , و بمرور الزمن شكل هؤلاء نسب عالية من سكان بغداد الاصليين , وخاصة الانكشارية , ناهيك عن الامراض التي جلبوها معهم و منها المثلية التي انتشرت بينهم.


فالعراق عبر التاريخ ( منذ الاجتياح الاسلامي) ، و العراق الحديث الذي إنشاته بريطانيا ، هو في الغالب من مجموع قبائل و اطياف و اجناس متعددة، لم يكن بينهم تجانس و صقل عبر أزمان طويلة حتى يشكل لديهم حس وطني مشترك ، و الذي عادة يورث من اجيال الى اجيال، فالدول كالبشر ، تحتاج مئات من السنين لتولد منظومة مشتركة من العادات والتاريخ المشترك الذي يدفع الأجيال اللاحقة للاندماج وبالتالي العمل و البناء والدفاع عن بلدهم.
إذن لا يشكل سكان العراق الحاليين العوامل المطلوبة لتكوين شعب او بناء أمة وبلد. وطبعا وجود مفهوم القومية العربية والإسلام زاد الطين بله واضعف هذا الانتماء لبلد اسمه العراق.


كل هذا أدى الى ان تكون الوطنية في العراق مشوهة، فهي في معظم الحالات لا تتجاوز " جدر اليابسة والتمن" كما اسميها ، وهذا معناه انه الشئ الوحيد الذي يجمعهم، وهذا من ملاحظاتي، انه اكثر ما يجمع العراقيين هو بعض الأكلات الشعبية وذكريات الصداقة والطفولة و مغامرات بنت الجيران. اما الوطنية التي هي التفاني في العمل و حب الوطن و الدفاع عن الوطن فكلها اشياء من التاريخ وتحل محللها الوساطة والمحسوبية والتخريب المتعمد والسرقة والقتل وغسل العار وأشياء مبعثرة من الشريعة الاسلامية بخلطة بدوية.


كل هذا التاريخ الغير متجانس، و الماسي التي جلبها حكم العشيرة في العراق ، في عهد البعث الصدامي والذي كان مزيج هلامي من التعصب القومي الديني القبلي ، كل هذا أدى الى مانراه في العراق، اقوام ومذاهب غير متجانسة، عداوات موروثة عبر التاريخ، افكار مشوهة بصبغة دينية متأخرة ، شعب من الغوغاء يحكمه طفيليون ، وهكذا مثلما تكونوا يولى عليكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24


.. إلى الوجه الخفي للقمر، الصين ترسل مهمة غير مسبوقة مع جهاز فر




.. أنفاق الحوثيين تحت الأرض للتخفي أم للمواجهة؟| #الظهيرة