الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصبح يوم الجمعة مملا

أحمد منتصر

2011 / 10 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أصبحتَ يومَ الجُمعةِ ذا غربةٍ ما أضيَعك
مُمِلا لا خِلَّ لك.. ولا قلبي معك

أتذكر وأنا طفل صغير أني كنت أذهب عقب صلاة الجمعة إلى منزل جدي وجدتي رحمهما الله -والذي حاولت جعله مكتبة- فتنفحني جدتي نفحة نقدية ويداعبني جدي وهو يشاهد (عالم الحيوان) ويا سلام عندما يهطل المطر فنراه من خلف زجاج الشيش الذي كان ناصعًا وقتها ليرسخ حميمية يوم الجمعة الفريدة.

الذكريات الرمادية تتداعى على ذهني تداعي زخات المطر على الزجاج. خطيب الجمعة يذكر بالموت وسنة النبي محمد ويُرجع أزمات وضعف الدول الإسلامية إلى تدخل عدو خارجي بهذه البلاد ولعبه بها لعب الصبية بالكرة الشراب فيقسم السودان ويمزق العراق.

عندما كنت سلفيًا كان هناك مسجد بطنطا شهير يعرف باسم (مسجد البخاري) كان المسجد الأشهر بالدلتا يخطب به محمد حسان ويعقوب وغيرهم من مشايخ ونجوم السلفيين. كانت خطبة الجمعة تسغرق حوالي الساعة ويصلي بالمسجد نحو ألف مصلٍ ممتدة الحُصر خارج المسجد حتى نهاية الشارع.

وكانت الخطبة أحيانا نسمعها مرة بل مرتين. أتذكر أني سمعت خطبة ما عدة مرات والظاهر أنها خطبة شهيرة لمحمد حسان مثلا حفظها بعض الخطباء ظهرًا عن قلب ليشنفوا بها آذاننا من فرط روعتها وحكمتها.

بعد ذلك تم منع محمد حسان وحسين يعقوب من إلقاء الدروس أو الخطب بطنطا فبدأ نجم المسجد يزوي وقلّ عدد مريديه ثم قامت الأوقاف بضم المسجد إلى الوزارة وجيء بخطيب جديد كان يُستبدل باستمرار. وكان أحد الخطباء تعجبني خطبه الهادئة الرصينة التي تربط بين قضية حياتية والدين. وإن كنت ناقمًا عليه بسبب طول قميصه (جلبابه) وحفه للحيته. إلا أن خطبه كانت تعجبني أيما إعجاب وكنت أحرص على حضور خطبه.

أتذكر هذا الآن وأنا أتعجب من إقبال المصلين على صلاة الجمعة على الرغم من أنهم لا يستفيدون منها ولكنها العادة وطلب الثواب. بينما إذا قمت بعمل صالون ثقافي بمكتبتي حضر خمسة أو سبعة أشخاص بالكاد وظلوا يتململون!..

انقطعت منذ زمن عن صلاة الجمعة على الرغم من حبي ليوم الجمعة والشعائر الدينية التي تقام فيه. وأعرف عددًا ليس قليلا من الأشخاص من مدن مصرية مختلفة انقطعوا كذلك عن صلاة الجمعة بعد ما جربوا عدة خطط كالذهاب لمسجد بعيد عن منزلهم لسماع خطبة جيدة ومثيرة أو دخول المسجد قبيل إقامة الصلاة أو تصفح عدد الجمعة من جريدة الأهرام والسجادة على أكتافهم خارج المسجد بانتظار انتهاء الخطبة.

في مدينة بور سعيد -حسبما سمعت- تقام صلاة الجمعة بالجامع الكبير ويقرأ خطيب الجمعة من عدة أوراق الخطبة التي تجمع بين قضية حياتية واجتماعية ما والدين. فأعتقد أن من أصغر مشاكلنا الآن عذاب القبر والتدخين والاختلاط بين الجنسين. هناك بالتأكيد وكلنا يعلم مشاكل أكبر وأعظم وأهم يجب أن نتناولها بالطرح والمناقشة ومحاولة وضع حلول عملية لها لا الكلام لمجرد الكلام والمنبر لمجرد المنبر!..

هل صارت خطبة الجمعة علينا فرضًا ثقيلا يجب حضورها واصطناع الاهتمام بها حتى تحولت عند كثير منا لمجرد عادة أسبوعية.. مملة؟..

مقترحات لتطوير خطبة الجمعة:
شخصية الخطيب: لا يشترط أن يكون إمامًا أو شيخا بل الغاية من الخطبة هي إفادة الناس لذلك يستحب أن يكون لكل جمعة خطيب من أستاذ جامعة إلى رجل أعمال إلى مهندس وطبيب ومعلم.

مكان الخطبة: يجب أن تقتصر الخطبة على الجوامع الكبيرة حتى ننتقي أفضل الخطباء ونجمع أكبر قدر من الناس في مكان واحد.

موضوع الخطبة: يجب ألا يكون دينيًا دائمًا، فأغلب الناس غير ملتزمين دينيًا. ولذلك هم لا يستفيدون من الكلام الديني ولا يهتمون بالاستماع لخطبة الجمعة لكن يمكنهم الاستفادة من كلام في التوعية الطبية أو النفسية أو السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه الخطبة ستجنى على مستقبل مصر
صالح قوش ( 2011 / 10 / 14 - 18:02 )
فى المرحلة المقبلة سيستغل الاسلاميون تلك الخطبة فى التأثير على توجهات الناخبين بحيث تحسم النتيجة لصالحهم باكتساح

لهذا يجب على وزارة الأوقاف التشديد على الخطباء بعدم الحديث فى السياسة مطلقا وعقوبة من يفعل منهم ذلك بنقله خارج محافظته

أتمنى أن يظهر جيل جديد من الثوار من رجال الجيش يقومون بثورة حقيقية مسلحة لوضع حد لهذا الضياع ولانقاذ مصر من هوة سحيقة بانتظارها

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah