الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائية جلد الذات والتمجيد في الخطاب الكوردي؟!

زارا مستو

2011 / 10 / 15
القضية الكردية


لا شك أنّ الخوض في تقييم الخطاب الكوردي الموجّه إلى الذات بشكل موضوعي ليس فقط هو ضروي, بل هو مهم ّفي غاية الاهمية, ولكن قلّما نجد أبحاثاً ودراسات موضوعية تهتم وتتناول هذا الخطاب, بل الكثير من هذه المقالات تفقّم وتؤّزم الخطاب أكثر ما هو عليه, وتكون أغلبها جزءاً من الأزمة, وقليلا ما نجد أنها تتناول عوامل وأسباب الأزمة التي تعانيها, وتشخيصها بدون أحكام مسبقة قاطعة, وتقديّم الحلول الناجعة لها. "لأن ليس من مهمات الفكر السياسي أن يتنبأ أو يصدر أحكاما قاطعة. فهو يمكنه أن يكون دقيقاً ومنظماً وعلمياً بقدر نسبي, كما يقول د جلال صادق العظم" (1).
بل يصل - أحياناً - هذا الخطاب إلى مرحلة المهاترات والتشهير والتخوين, بين المثقفين أنفسهم أو بين الأحزاب أو بين الأحزاب والمثقفين, مما لا شك فيه أنّ عقلية التخوين هي عقلية الأنظمة والأحزاب الشمولية المتحجرة, وهي ظاهرة لا تزال موجودة لدينا إلى الآن, وإذا بحثنا في مواقع النت وصفحات فيسبوك وتويتر...والجرائد, فسنجد هذه الظاهرة بسهولة, وهناك من يكتب دون أن يعي تداعيات وأبعاد كتاباته, وعادة يكون أغلب هذه الكتابات تتسم بالغلو والمبالغة غير المستحبة إلى النفس والعقل, ويتناول الأحداث كأنها يوم القيامة, ويتناول المواضيع الهامشية الشخصية ويجلّد الذات إلى مرحلة تحسّ أن الكوردي لم يدخل التاريخ بعد.
إذاً, تأثير الكلمة ليس أقل تأثير من طلقة قاتلة, ولذا علينا أن نتوخى الحذر, وأن نحسب خطورة أية كلمة ننثرها, ومن يتابع صفحات النت فإنه يلاحظ بسهولة تقسيم هذا الخطاب إلى:
- من يجلد الذات إلى درجة نكرانه ووصفه بصفات لا تليق به, ومن ثم يحمّل مسؤولية كل ما يجري الحركة الوطنية السياسية وحدها دون أن يخوض في العوامل المؤثرّة و المكوّنة للبنية الاجتماعية والثقافية والسياسية للمجتمع السوري عامة والكوردي خاصة, والحركة السياسية الكوردية ليست فوق النقد وتتحمل جزءا من المسؤولية بكل التأكيد, ولكنها محكومة بعقلية محددة لا تستطيع أن تتجاوزها بسهولة لأسباب عديدة , يقول الدكتور كاوا أزيزي ما كان بوسع الاحزاب الكردية العمل اكثر من هذا . لأنها كانت محكومة بالجغرافية والديمغرافية --إلا أنها كانت مدرسة ينتمي اليها أشد منتقديها --بوسع الحركة السياسية الكردية أن تفتخر بأنها ولدت من رحم الشعب الكردي وترعرع فيه وتغذى منه --فقط -- لم يتاجروا بشعبهم --ولم يوجهوهم الى مغامرات ليس بمقدور الشعب -- ناضل بصبر متفاني وقدم التضحيات لذلك --وأعتقد بأن حكم التاريخ على الحركة السياسية الكردية في سوريا --سيكون إيجابيا جدا--فلنترك هذا للتاريخ... "(2) ولذلك نقول هل فعلا الثقافة المجتمعية القائمة بريئة من براثن الاستبداد والتسلط والتخلف؟ ألسنا امتداداً لتلك العقلية البدوية الصحراوية, والفكر الشمولي الدكتاتوري المنحدر من القطب الشمالي؟
- وهناك من يمجّد الذات وكأننا بسلام وليس هناك أية أزمة أو مشكلة نعانيهما في واقعنا, يذكرنا هذا بخطاب الأنظمة الشمولية, التي تصف الامور بالغرابة!
بين هذين الموقفين هناك حقيقة ضائعة , لابد أن نعثر عليها, برأي البحث عن العوامل والأسباب الحقيقية للأزمة التي يعانيها مجتمعنا, وتشخيصها بشكل موضوعي ومنطقي, بعيدا عن أحكام مسبقة وتخوين وتشهير, سيسهّل علينا الأمور كثيراً, ويجعلنا أن نقدّم الحلول الناجعة لها, وخاصة نحن في ظل وضع حرج بحاجة إلى تضافر وتكاتف الجهود بين مختلف الجهات والمستويات, ولا بدّ أيضا أن ننبذ كل ما هو يثير الشقاق والتشرذم بينا, لندخل العالم الجديد, ونتفاعل معه ونواكبه , لا أن نبقى مشغولين بصراعات دانكشوتية مميتة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- Saudiwave.com - 02 آب/أغسطس 2011, النت.
2- تعليق له في صفحة فيسبوك للأستاذ عمر كالو" بتاريخ 24-8-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا




.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب


.. حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونت




.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين