الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة انتشار (الملازم الدراسية) في المراحل المتوسطة والإعدادية في العراق

نادية تعبان محمد غني

2011 / 10 / 16
المجتمع المدني


يأتي العام الدراسي فيطرق الجيوب والأبواب.وتبدأ الأسر العراقية في محاولتها لتدبير تكاليف الدراسة ومستلزماتها، بعد أن أنهكت جيوبهم الأسعار المرتفعة .فلاحظت مع بدء العام الدراسي أخذت جم المكتبات في بغداد تعج بالآباء والأمهات وجميع أولياء الأمور.إذ اخذوا يسارعون ويتهافتون على شراء المستلزمات الدراسية الخاصة بأبنائهم.ومن هذه المستلزمات القرطاسين والتي تشمل (الأقلام العادية والملونة,المبراة,الممحاة,أغلفة لتجليد الكتب والدفاتر,حافظات,حقائب ,ملازم..الخ).الشيء الذي يجذب الطلبة وأولياء أمورهم ليتهافتون على الشراء هو ما تحتويه هذه المستلزمات من جاذبية إذ أصبحت بألوان زاهية ورسومات مختلفة منها ما يطبع عليه شخصيات رياضية,ومنا شخصيات فنية,ومنها شخصيات كارتونية.وكل رسم من هذه الرسومات يجذب فئة عمرية معينة.إما المبراة والممحاة فأخذت تُصنع بإشكال غريبة وعجيبة. وسألت نفسي أين الدولة العراقية من ذلك لماذا لا توفر كل هذه المستلزمات للطلاب؟ونحن بلد النفط وبلد التعليم المجاني؟لكن الدولة مشكورة تقدم لكل طالب جزء بسيط من تلك المستلزمات.إذ تعطي لكل طالب خمسة دفاتر وهو بحاجة إلى مالا يقل عن خمسة عشر دفتر مختلفة الأنواع.وكتب قديمة أكلها التراب.وبطبعات مختلفة.والمفارقة هناك من يستلم كتب قديمة وهناك من يستلم كتب حديثة والطالب مطالب بكل الكتب الحديثة.ومجبور هو وولي أمره تدبير الطبعات الحديثة بأي شكل من الأشكال.
والشيء الآخر الملفت للانتباه هو (الملازم الدراسية) إذ لاحظت أولياء الأمور حريصون كل الحرص على شراء تلك الملازم ولمختلف المقررات الدراسية ولمختلف المراحل الدراسية وهذا يعد كارثة لعدة أسباب منها:
1-الطالب يصب كل اهتمامه على هذه الملازم ويترك المقرر الدراسي.مع العلم بأن هذه الملازم طُبعت بطريقة ملونة وذات طابع فني جذاب وبمتناول الطلبة قبل بدء العام الدراسي.بعكس المقررات الدراسية
2- هذه الملازم تحتوي على أسئلة وأجوبة أي حلول جاهزة ويذلك ودون أن لا يشعر أولياء الأمور وكل أصحاب العلاقة قتل روح التفكير والإبداع لدى طلبتنا الأعزاء .
3-كما أن التهافت على هذه الملازم يؤكد على انه لا يوجد تدريس بالمستوى المطلوب في مدارسنا العراقية.مما يتطلب الأمر من المختصين على العملية التربوية الانتباه لذلك.ومحاولة تفعيل دور المدرس للاستغناء عن هذه الملازم التي تسبب الانغلاق الذهني وإلى الاتكالية.برغم فائدتها لأنها تشد الطالب لها وهي السبب في نجاحه لأنه مشغول بحفظ ما جاء بها صماً ولا بما يقوله مُدرسيه..
4- أسعارها غالية جداّ مما يثقل كاهل الفرد العراقي وخصوصا رب الأسرة الذي لدية أكثر من طالب. فكيف تتمكن الأسرة كثيرة الطلبة من تأمين وتوفير مستلزمات الدراسة لأبنائها في بداية العام الدراسي، والأسعار باهظة الثمن، في ظل البطالة والغلاء والأزمات الاقتصادية والوضع الأمني الآخذة في التفاقم عاما بعد عام.وغلاء الأسعار هذا له مردودات سلبية مستقبلية كثيرة منها:
أ)فصل الصيف يعد موعدا لراحة الطلبة بعد أشهر من الجهد في الدراسة، وكثرة المصاريف تجعل شريحة مهمة من الطلاب تسعى إلى احتراف مهن موسمية لتوفير مصاريف الدراسة والملازم المدرسية للفصل المقبل، نظرا لكون أسرهم تجد صعوبة كبيرة في توفيرها لهم. أي يتم حرمان الطالب من التمتع بالعطلة الصيفية وتعويضها بعمل معين.وهذا الحرمان يؤثر سلبيا على نفسية الطلبة.
ب)الطالب الذي لا يستطيع العمل غلاء الأسعار قد يؤدي به إلى ترك المقاعد الدراسية .وقد يدفع هذا الغلاء بالأسر العراقية تزويج بناتهم في سن مبكرة لعدم قدرتها الشرائية في توفير المستلزمات الدراسية وبذلك تُحرم الطالبة من ابسط حقوقها في التعليم.
ج)وتأسيساً على الحقائق المتقدمة فمن المؤكد ستتسع رقعة الأمية في العراق بعد ما شهد العراق من بين الدول المتقدمة تطورا ملحوظا في القضاء على الأمية.
هذه رسالة موجهة لكل المختصين في وزارة التربية للانتباه لهذه الظاهرة ووضع الحلول لها.فهذه الظاهرة قد تضر بطلبتنا الأعزاء وبالتالي تلحق الضرر بالعملية التعليمية وبالتالي سيلحق الضرر ببناء الفرد العراقي وبالمجتمع وبناء الدولة.ككل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقل التعليم والمتاجرة
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 10 / 16 - 02:59 )
مقالة مهمة في حقل اساسي، الا وهي حقل التعليم، اساس بناء مجتمعات متقدمة، عصرية وانسانية
ولانني من المهتمين بهذا الجانب ايضا فاسمح لنفسي بان ادلو وجهة نظري. فاعتقد بان حقل التعليم حالها حال الحقوقل الحياتية الاخرى دخلت وبامتياز مجال المتاجرة كما دخلت الطبابة والهندسة والدين والساسة والعلاقات الاجتماعية وحتى العائلية وغيرها. ولانني حاولت اثناء زيارتي الاخيرة للعراق القيام ببحث ميداني لتقصي جذور اسباب انحدار التعليم في المدينة التي ولت فيها لتتوسع في المراحل القادمة لتشمل جميع انحاء العراق. فوجدت مشكلة الملازم واسميها مشكلة لان اغلب المدرسين ولاغراض نفعية و تجارية يقومون بعمل ملازم شخصية للمادة العامة ويفرضون على طلابهم استنساخ او شراء تلك الملازم بعينها والتركيز عليها ويروجون لطلابهم بانها وسيلة الوحيدة لنجاحهم تاركين المادة الاصلية والاساسية في الكتاب المقرر والتي ستاتي الاسئلة-البكلوريا- من محتوياتها دون الملازم، فمثلا بحثت في الكتب المدرسية لثلاثون طالبا في المرحلة السادس الاعدادي لمادة اللغة الانكليزية فوجدت 35% فقط درسوا في كتبهم وملازمهم واما 65% الباقية فقد درسوا في ملازمهم فقط!؟


2 - حقل التعليم والمتاجرة
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 10 / 16 - 03:15 )
فهذه كانت مثالا على مادة واحدة وهي اللغة الانكليزية وهكذا الصورة يمكن تطبيقها على باقي المواد عدا الرسم والرياضة والدين وربما الجغرافية والتاريخ واالغة العربية!؟ اعتقد ظاهرة الملازم اصبحت سلعة يتاجر بها الكادر التدريسي والمفروض ان يكون مهنته مقدسة واخلاقية وكما قيل قديما: يكاد المعلم ان يكون رسولا- او قم للمعلم...... والى اخره. اعتقد اذا مجتمع حصلت في بنية الشرطة والمحاماة والطبيب والمعلم قاقرا عليها السلام فما بالك بجيل قادم ستاتي من خلال عملية تربوية متحولة الى متاجرة في السوق كما البضاعة تعرض وتشترى وفي الاونة الاخيرة نسمع بالوزراء او ما دونهم حاملين شهادات مزورة ونسمع بان العراق احتلت رابع دولة ما بين مقدمة البلدان التي ترضخ تحت الفساد الاداري والمالي والسؤال المحير هي ماذا ستكون وضع المجتمع العراقي عندما الاجيال القادمة ستمسك بمقاليد الامور وهم اجيال عاشوا وعانوا من عمليات المتاجرة بالتعليم والعدالة والدين؟
تحياتي لكم لجهودكم النبيلة، لكن هل هناك من المتحكمين بامور البلاد والعباد سيستفادون من هكذا دعوات مخلصة صادقة للبحث عن افضل البدائل لتحقيق تعليم راقي مما يؤدي لمستقبل افضل ول

اخر الافلام

.. أخبار الساعة | اعتقال 4 مسؤولين في أنقرة بتهمة التآمر ضد سيا


.. فرحان حق: الأمم المتحدة شكلت لجنة لتقصي الحقائق في الهجوم عل




.. الأونروا تحقق في لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي


.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا




.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر