الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن تنطفئ نارك.. إلى مشعل التمو

مسعود عكو

2011 / 10 / 16
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


لست هنا لأرثيك فالرثاء منك خجل
والنار تشتعل دائماً فمشعلك ما يزال متقد
يا ليتك يا مشعل ترى كم الرثاء في حقك مبتذل
فلا الأحرف تكتب النعوة والكلام في حضرتك أبتر.

لا أحسد نفسي هنا، أجدني أكتب في رحيلك
ولعمري ما ظننت نفسي يوماً اكتبه
القلم مني منزعج، وأنا من كلماتي خجل
فلا استطيع كتابة رثاءك
فقط عيوني في وداعك باكية
وقلبي من الأسى ملء.

أشعر بالوحدة في عالم السياسة
كنت معلمي وصديقي، ورفيقاً لدرب طويل، ما ظننته ينتهي معك الدرب في لحد كئيب.
قتلوك يا مشعل كي لا تكمل المسيرة، فمثلك تخشاه الطغاة.
لم يستطيعوا أبداً لجم حيويتك ونشاطك، سجونك وعذبوك، وما كنت أبداً لهم خانعاً
بل ظللت كما دائماً، شجاعاً وبطلاً، عن الحق مدافعاً، وللوطن عاشقاً.
حاولوا كثيراً أن يوقفوا عنفوانك، ولكن ما استطاعوا أبداً.
إنك يا مشعل شعلة مضاءة لن تنطفئ أبداً.

أشعر بالحزن كثيراً، ولو أن الحزن في غيابك قليل
لا أبكيك بمقلتي فقط، وإنما القلب في فراقك حزين.
أشعر بالأسى، والغم من فؤادي لا يفارقه.
وحسبي بضع كلمات وصور لقامتك الممشوقة، وأنت واقف تنادي بالحرية في وطن سلب الطغاة كل شيء منه جميل. أشعر بالدهشة واستغرب..
من طاوعت نفسه ليرفع في وجهك سلاحاً..
وفي صدرك يفرغ رصاصات غله وحقده.

أشعر بالألم ولو أن الألم لبعدك عني قليل.
وألمي في فراقك يبكيني.
لا ألمي يخف ولا حزني في موتك يصغر.
إني وهن الصبر مني والنار في فؤادي ما تزال تشتعل.
يا مشعل...
الألم يكتب لي قصيدة فراقك.
والحزن في غيابك يطرب الأغاني.
أكتب لهم قصة صداقتنا، فيلحن الأسى أغنية حزينة.
يعزفه الموت على وتر الخلود.
غيابك تشدو به الأغاني، والحزن في فراقك يرقص.

أشعر بالفخر إني صادقتك، وكنت في دربك رفيق.
فكم مرة قلت لي، الحياة بدون رفيق ليل أظلم.
أشعر بالبهجة أني سرت معك كثيراً، وكان لآذاني شرف الاستماع لكلامك الجميل.
نلت شرف الرفقة معك، وكان الكثيرون مثلي في رفقتك يتمنون.
أيها المشعل أصدقك القول اليوم بأني في صداقتك جد مشكور، واعتزازي بك جد كبير.

أشعر بالعظمة أنك كنت للنضال خير مناضل.
وللحرية في وطن واحد للجميع خير مطالب.
للكرد والعرب والأشوريين وغيرهم من ألوان سوريا التي أحببتها صديقاً صدوقاً.
أشعر بالعظمة أنك اليوم شهيد، والشهادة بأمثالك تكبر وفي الفخر تزيد.
أيها المشعل الشهادة لك عزة، ولنا الكرد في شهادتك العظمة والفخار.

لن يطفئوا نارك أبداً أيها المشعل المتقد.
فمثلك للثورات وقود ونيران كلامك أحرقت الطغاة وأرعبت الجبناء.
حاولوا كثيراً لصدك عن أحلامك وأمالك، لكنهم فشلوا.
قتلوك يا مشعل، كي يطفئوا نار ثورتك التي أوقدتها، مع الشباب الذين على خطاك سائرون.
قتلوك يا مشعل كي يطفئوا عزيمتك وهمتك.
ولكن ما عرفوا أن بقتلك أوقدوا ملايين المشاعل، تلك التي لا يمكننهم إخمادها أبد.
أيها المشعل أكتب اليوم بدمك الحرية التي طالبت بها.
فدمك خير مداد تكتب به الحرية في وطن استلب الطغاة كل شيء منه.
قسماً بدمك لن يطفئوا نارك أيها المشعل المتقد.
فنارك كما النوروز دائماً تتقد.
ألا نامت أعين الجبناء، فليرحمك الباري أيها المشعل المتقد.
ودمت للحرية خير شهيد، وللوطن أعظم بطل.
في عرسك أيها المشعل، خرج كل الوطن يهتف بك عالياً.
وأمثالك تسقى بدمائهم أزهار الحرية.
ونارهم تظل تتقد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفريق متظاهرين في تل أبيب بالمياه واعتقال عدد منهم


.. حشد من المتظاهرين يسيرون في شوارع مدينة نيو هيفن بولاية كوني




.. أنصار الحزب الاشتراكي الإسباني وحلفاؤه بالحكومة يطالبون رئيس


.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي