الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة الشر 2

ماريو أنور

2004 / 12 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


2- النظرية الثانية ( الحجة الثانية ) يقال ان الألم هو عقاب:-
هذا الموضوع القديم جداً ورد فى بعض صفحات التوراه. ونحن نعرف جميعاً العبارات الشعبية : على كل حال , لم تنال إلأ ما تستحق! تعاقب من حيث خطئت! وهذه العبارات تعنى ان الانسان يتألم لأنه يخطأ.
والاعتراضات على هذا القول هى أيضاً قديمة جداً. يبدو من اول نظرة ان الشر و الألم لا يوزعان بحسب ما يستحق كل واحد . كتب ملبرانش فى القرن السابع عشر : (( تشرق الشمس على السواء على الاخيار و الاشرار , وهى كثيراً ما تحرق اراضى الصالحين , فى حين أنها تخصب أراضى الكافرين. وليس الناس أشقاء بقدر ما هم مذنبون )). فإذا كان هناك عدل, فلا يمكن ان يكون إلا عدلاً الهياً يختلف كل الاختلاف عن عدلنا . ويخشى ان ينسب اليه الانسان ما يريد و ان يجرده من كل معنى. و فضلاً عن ذلك, يصبح تمرد الضمير غير معقول ووهمياً. والحال انه من الأمور السلمية ان تقف ضمائرنا وقفة المتمرد امام الشر و الألم.
أمام تصورات كهذه , لم تنعدم الاحتجاجات باسم ألم الولد البرىء و الانسان البار. فكيف يمكن التسليم بان الولد يستحق الآلام التى يعانيها؟
لا نزال اما ادعاء الانسان ان يحل محل الله. فى الحقيقة, ما من شىء أسخف من ذلك الادعاء الذى يرى حكم الله فى المصائب الفردية و الجماعية. و هو يفترض وجود تصور خاطىء عن العناية الالهية. حين كنت صغير السن , كانوا يقولون لى فى امر رجل خان زوجته فذهب , عند عودته , ضحية حادثة سير : آه !! هذا هو عدل الله , هذا هو العقاب , ولقد استحقه !! لم اكن سريع الخاطر , لكنى فيما بعد قلت فى نفسى : وهل حوادث السير فى اثناء العودة من الصلاة او الحج هى أيضاً من عدل الله ؟ كفى !! ليست العناية الالهية فى كابحات السيارة التى لم تقم بعملها . من السهل ان يقول الانسان اى شىء كان وان يدخل الله فى القصة على اى وجه كان.
اليكم مثلاً انزلاق ارض قضى على عدد من المنازل , حيث هلك جميع السكان تحت الانقاض, ماعدا عائلة واحدة. فقال الرجل لامرأته و اولاده : نشكر الله الذى حمانا. أنتظر!! أحماكم أنتم ولم يحم الآخرين ؟ من يستطيع ان يكتشف , مكتن الله , نياته؟ أومن ايماناً ثابتاً بالعناية الالهية: لكنها لا تعمل على مستوى الاحداث , بل على مستوى الضمائر( إلا فى المعجزة , وهو امر نادر جداً ). اجل , يتدخل الله فى التاريخ , و لكنه يفعل ذلك ليضفى عليه بعداً مؤلهاً . إنه يؤله اعمالنا البشرية المؤنسة!.
تلك المرافعات , التى تحاول ان تبرر الله من الشر , تؤدى دائماً الى تبرير الشر , و هذا يعنى ان الشر هو خير فى آخر الأمر. فالشر المبرر لم يعد شراً , علماً بأن الشر هو (( ما لا يبرر )) كما كتب ج.نابرت. فلا يتوصل الانسان الى تبرير الشر من دون ان يصدم الضمائر
3- النظرية الثالثة ............المقالة القادمة .......الى القاء......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو