الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كان يجب أن تعتذر قناة نسمة؟

عبد القادر أنيس

2011 / 10 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وهل أساء هذا الفيلم للذات الإلهية؟
http://www.youtube.com/watch?v=Dl8vZ995uJ8&feature=related
تقديري أن ما أثار الإسلاميين لا يمثل أية إساءة للذات الإلهية، ففي شوارعنا ولكما تشاجر اثنان حتى تنهال على هذه الذات وابل من الشتائم أمام مسمع ومرأى الناس الذين يكتفون بالاستغفار والابتعاد. أما فهم لا يتوقفون عن تذكيرنا بأن الله غني عن العالمين، لا يضره كفر ولا ينفعه إيمان، وهو ليس في حاجة إلينا ليكتمل كماله، بل نحن من في حاجة إليه لنسد النقص الكامن فينا بإرادته. وعليه، فلماذا ينزعج الإسلاميون؟
من المؤكد أن المتضرر من الفيلم ليس الله إطلاقا كما أسلفنا القول. بل الإسلاميون، أو بالأحرى هو خوفهم من أن ينهد كل هذا البناء الأيديولوجي الذي يحتمون تحته ويتاجرون به ويتخذونه وسيلة لإبقاء الناس تابعين لهذا الدين وتعاليمه العتيقة بوصفهم وكلاءه على الأرض. ومن هنا نكتشف مدى الخداع الذي يلجأ إليه الإسلاميون وهم يدعون إلى دولة مدنية يزعمون أنهم ضد الدولة الدينية الثيوقراطية التي يتولى رجال الدين إدارتها، أما هم فقد يكونون من الحيلة بحيث لا يتولون تسيير دواليبها مباشرة لجهلهم بأساليب التسيير الحديثة أو لحاجتهم إلى من يمسحون فيه الموسى كلما فشل مشروعهم وتبخرت وعودهم، ليقولوا للناس ليس هذا هو الإسلام، الإسلام شيء آخر لم يفهموه أو لم يطبقوه. لهذا يكلفون غيرهم بذلك على أن تبقى الكلمة الأولى والأخيرة لهم في رسم معالمها في حدود ما يرونه حلالا وحراما لأنهم يعتبرون أنفسهم أدرى الناس بالدين وبالله وبما يريده الله.
من هنا يظهر الوجه القبيح للإسلام السياسي في تونس البعيد جدا عن أي سلوك متمدن كان يمكن أن يحكم القضاء التونسي في هذه القضية بدل الدفع بشباب مسعور مستعد لارتكاب الجرائم لولا وقوف أجهزة الأمن له بالمرصاد.
هي 40 ثانية من الرسوم المتحركة في فيلم مدته ساعة ونصف، حول تصورات بريئة لطفلة صغيرة تطمح لتكون نبية تحلم أنها في اتصال حميم مع الله، ولكنها لم تستطع أن تفهم الحجج التي قدمها لها هذا الله بعد أن أعدم نظام الخميني عزيزا عليها كانت تراه مثال الوفاء والإخلاص للوطن، بعد أن قضى سنوات في سجون الشاه ولاقى فيها من العذاب ما جعلها تتبنى قضيته بطريقتها الساذجة ولا تتقبل إطلاقا أن يُعْدَم مثل مجرم حقير.
لنستمع إلى هذا الحوار:
http://www.youtube.com/watch?v=_3jJXoTn5vU&feature=related
الله: مرجانة، أش جرى لك؟ هذا سلوك ما يليقش بوحدة (شخص) تحب تَوَلِّي (تكون) نبية.
مرجان: لكن يا ربي، بُو رَمِينْ (أبو الطفل رمين) قتل البشر.
الله: مارجانة، لكن رمين صغير مسكين خاطيه (بريء)، ما يلزمش نْحَمّْلُوهْ غلط بوه (أبيه). الأشرار يدفعوا ثمن شرورهم عاجلا أو آجلا. يلزم عندك ثقة في عدالتي. مش واجبك تحقيق العدالة، واجبك أنك تسامح.

جرى هذا الحوار قبل إعدام المناضل الشيوعي عم الطفلة والعزيز عليها بحيث كانت آخر من يراه في زنزانته بناء على طلبه بعد أن أتاحوا له رؤية شخص واحد فقط من أقاربه قبل الإعدام.
لنستمع مرة أخرى لحوار الطفلة مع الله بعد الإعدام:
الله: أش ثمه (ما الأمر)، يابنيتي، يزيك (يكفيك) من الحزن.
مرجانة: أنت تسكت، قتلوه وما عملت شي.
الله: أنا خاطيني (لست مسؤولا)، البشر هم..
مرجانة: اسكت، معدش نحب (لم أعد أحب) نشوفك بالكل (كليا)، امشي، امشي، امشي (ويتفهم الله مشاعر الطفلة وينسحب في هدوء).
الله، إذن، جرى تصويره هنا شيخا وقورا متزنا متفهما عاقلا متواضعا، يستمع لطفلة صغيرة ويتفهم محنتها، ويختلف كليا عن إله الإسلاميين الذي باسمه وباسم تعاليمه كفروا وأرهبوا واغتالوا وأعدموا مئات الآلات، عدا المليون الذي سقط في حرب عبثية بين إيران والعراق.
الإسلاميون أبعد الناس عن الفن وعن تفهم التجاوزات اللفظية والمعنوية التي قد يلجأ إليها الفنان للتعبير بحرية عما يعتمل في نفسه من غضب واحتجاج وثورة. ألا يجوز للشاعر (الفنان) ما لا يجوز لغيره، كما قرأنا في الأدب العربي؟
لنعد إلى الوراء قليلا ونقارن ما سبق بما قال الشاعر محمود درويش في قصيدة "مديح الظل العالي" مما يمكن تصنيفه ضمن الإساءة للذات الإلهية، في ظروف مشابهة تقريبا، فمحمود درويش نظم هذه القصيدة بعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان وإخراج فصائل منظمة التحرير منها بعد حرب دامية انتهت بمجازر صبرا وشتيلة:
"بيروتُ قصَّتُنا
"بيروتُ غُصَّتُنا
"وبيروتُ اختبارُ اللهِ . جرَّبناكَ جرَّبناكَ
"من أَعطاكَ هذا اللُّغز؟ من سَمَّاكَ؟
"من أَعلاكَ فوق جراحنا ليراكَ؟
"فاظهرْ مثل عنقاءِ الرماد من الدمارِ !
ونقرأ له مزيدا من (الإساءة للذات الإلهية) في نفس القصيدة:
"الله أَكبرْ
"هذه آياتنا، فاقرأُ
"باسم الفدائيَّ الذي خَلَقَا
"مِن جُرْحِهِ شَفَقا
"باسم الفدائيَّ الذي يَرحَلْ
"من وقتِكم.. لندائِهِ الأوِّلْ
ونقرأ له أيضا من (الإساءة للذات الإلهية):
"والله غَمَّسَ باسمك البحريِّ أَسبوعَ الولادةِ واستراحَ الى الأَبَدْ
"كُنْ أنتَ. كُنْ حتى تكونْ !
"لا ... لا أَحَدْ
"يا خالقي في هذه الساعاتِ من عَدَمٍ تَجَلَّ!
"لعلَّ لي حُلُماً لأَعْبدَهُ
"لَعَلَّ!
لنعد إلى الوراء في الزمن العربي، وفي تونس مع أبي القاسم الشابي وهذه (الإساءة للذات الإلهية) التي نرى الجماهير ترددها من المحيط إلى الخليج:
"إذا الشعب يوما أراد الحياة--- فلا بد أن يستجيب القدر"
وفي لبنان يقول جبران خليل جبران من قبيل (الإساءة للذات الإلهية) أيضا:
"لقد مات ربي عندما أمات أختي سلطانة!
ولنعد إلى الوراء أكثر مع رباعيات عمر الخيام و(الإساءة للذات الإلهية):
"كان الذي صورني يعلم
"في الغيب ما أجني وما آثم
"فكيف يجزيني على أنني
"أجرمت والجرم قضا مبرم
ويقول أيضا:
"ما استطعتَ كن لبني الخلاعة تابعاً
"واهدِم بناء الصـوم والصـلوات
"واسمع عن الخيَّـام خيـر مقالة
"اشرب وغنِّ وسِر إلى الخـيرات
لنعد أكثر إلى الوراء مع قول الشاعر ابن هانئ الأندلسي في مدح المعز لدين الله الفاطمي وهذه (الإساءة للذات الإلهية):
"ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ--- فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ
"وكأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ --- وكأنّما أنصاركَ الانصارُ
"أنتَ الذي كانتْ تُبشِّرنَا بهِ --- في كُتْبِها الأحبارُ والأخبارُ
ومع قول ابن خفاجة الأندلسي مسحورا بطبيعة البلد إلى حد الكفر:
"يا أهيـل أندلـس للـه درُّكمُ --- مـاءٌ وظـــــــــلٌ وأنهار وأشجار
"ما جنة الخـلد إلاّ في دياركمُ --- ولو تخيرت هــــــــذا كنت أختار
أي أنه يفضل الأندلس على جنة الله.
هل يجب علينا أن نعود أكثر إلى الوراء في التاريخ حتى نجد ما يدحض دعاوى الإخوان المسلمين وهم يصادرون حرية التعبير ويخلطون بين ما يقتضيه الإبداع الفني وبين ما يقتضيه الدين؟
نعم من يبحث سوف يجد في تاريخنا ما يسند مواقفهم، ولكنها عينات تعود كلها لفترات الانغلاق والتخلف والانحسار الحضاري، وهذا ما يريدون ربطنا به:
ما جرى في تونس ليس استثناء من القاعدة التي تتحكم في مواقف الإسلاميين بل هو القاعدة العامة بقضها وقضيضها، لنقرأ في موقع القرضاوي أيضا تحت عنوان ((الإسلام والفن: قيود و شروط لابد من مراعاته)).
((و لا ننسى أن نضيف إلى هذا الحكم : قيوداً لا بد من مراعاتها في سماع الغناء :
نؤكد : ما أشرنا إليه أنه ليس كل غناء مباحاً،‌ فلا بد أن يكون موضوعة متفقاً مع أدب الإسلام و تعاليمه .
فلا يجوز التغني بقول أبي نواس :
دع عنك لومي، فإن اللوم إغراء و داوني بالتي كانت هي الداء !
ولا بقول شوقي :
رمضان ولي هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاق
و أخطرها منها : قول إيليا أبي ماضي في قصيدته « الطلاسم » :
جئت لا أعلم من أين، و لكنى أتيت !
و لقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت !
كيف جئت ؟ كيف أبصرت طريقي ؟ لست أدري !
لأنها تشكيك في أصول الإيمان : المبدأ،‌ والمعاد، ‌والنبوة...
و مثل ذلك الأغنية التي تقول : « الدنيا سيجارة و كاس » . فكل هذه مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجساً من عمل الشيطان، ويلعن شارب « الكأس » و عاصرها و بائعها وحاملها و كل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضاً آفة ليس وراءها إلا ضرر الجسم و النفس و المال)) . انتهى
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=3826&version=1&template_id=74&parent_id=1
وطبعا سوف تتحول، في رحاب الدولة الإسلامية، كلمة "لا يجوز" عند القرضاوي، إلا قمع وبطش وترهيب وجماعات من البلطجية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
في رحاب الدولة الإسلامية سوف تموت الحياة، يموت الإبداع، تموت الحريات، يموت الحق في الاختلاف، بينما يزدهر النفاق والرياء والكذب تحقيقا لحديث محمد الصحيح هذه المرة: "أخوف ما أخافه على أمتي: رياء ظاهر وشهوة خفية".









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فيلم Persepolis
علال البسيط ( 2011 / 10 / 16 - 23:47 )
أشكرك أستاذ من كل قلبي على مقالك ودامت لنا بركات قلمك لقد شاهدت الفلم قبل يومين وهو متقن الصنعة عميق الفكرة ينتقل بمرونة عبر المراحل الزمنية والتحولات الطارئة على المجتمع الايراني وهي تحكي قصة نشأت في أسرة شيوعية ماركسية عانت من اضطهاد الشاه واستبداد نظامه لكن الهول والقمع الذي رأته مع قيام الثورة الاسلامية وسيطرت النظام الديني الشمولي جعلتها تترحم على أيام الشاه البائدة. اليوم رأيت على الجزيرة تلك الاحتجاجات الجوفاء لحزب النهضة وشرذمة من السلفيين يحملون الاعلام السوداء مطرزة بالشهادتين تشبه أختها عند تنظيم القاعدة، وسمعت اعتذار مدير القناة والحقيقة أن الرجل خائف على أولاده من سيوف الارهاب أما المقاطعة التي دعى لها المحتجون فسوف تاتي بنتائج عكسية اذ ان شعبية القناة في ازدياد مطرد. تحياتي وتقديري. بعثت برابط الفلم الى يوتوب التمدن وهو بالفرنسية مترجم خطيا الى العربية.


2 - لا يعرفون على من يلقون اللوم
فاتن واصل ( 2011 / 10 / 17 - 00:03 )
تحياتى أستاذ عبد القادر وتقديرى لمقالك الناقد ، شاهدت الفيلم كاملا ووجدت أبرز ما فيه هو ما حدث للبنت فى شبابها وإضطرار اهلها الى تهجيرها حيث تستطيع ان تتعلم وتعيش فى جو من الحرية وتنمو فى جو صحى ولكن للأسف وصل بها الحال لازدواجية عميقة حالت بين استمرارها فى بلد المهجر وحتى حين عادت لم ترتح وهى التى فقدت أى شعور بالانتماء لمجتمعها القديم فأصبحت تعيش فى غربة مستمرة حتى وهى فى وطنها ووسط اهلها .. أيضا أجمل ما فى الفيلم أن كل التحضر والتمدن جاء على لسان الجدة السيدة العجوز التى كانت تشجع حفيدتها دوما على ان تكون صادقة مع نفسها وأن تتحرر من الخوف ..كذلك كما تفضلت وذكرت الحرب العراقية الايرانية وعبث تلك المسألة .. اما الذات الالهية وتجسيدها فى شكل كهل طيب رخيم الصوت مهيمن فلم تتعد تلك المشاهد دقائق معدودات ،وما يفعله الاسلامويون فى تونس ما هو الا حجة سخيفة واهية لأنهم شعروا بأنهم انكشفوا تماما بهذا الفيلم .. وفى النهاية ألم يكن الأولى بهم ان يرفعوا قضية على مؤلف ومخرج الفيلم بدلا من توجيه غضبهم تجاه رئيس قناة كل ذنبها انها عرضته!! أشكرك لإتاحة الفرصة وأعتذر عن الاطالة


3 - القنوات الاسلاميه والمتأسلمه الرسميه يكذبون
حكيم العارف ( 2011 / 10 / 17 - 00:43 )
القنوات الاسلاميه والمتأسلمه الرسميه يكذبون 1000 كذبه فى الدقيقه

ونتسائل ... هل انقاذ الدين الاسلامى يكون بالكذب ....

ونضحك كثيرا على هؤلاء عندما يقولوا ان من يكذب على محمد يتبواء مقعده فى النار وفى نفس الوقت هم انفسهم يكذبون على الله ليلا ونهارا...

انها كوميديا سوداء كمصائرهم..


4 - فضح نفسه بنفسه
محمد البدري ( 2011 / 10 / 17 - 03:59 )
وهل مارس هو نفسه شيئا سوي رياء ظاهر وشهوة خفية. تقوي شكلية في ممارسات طقسية تعبدية ومعها رغبات دموية وشبقية مكبوتة اعلنت عن نفسها في كثير من الايات البينات، لم يستطع ايضا اخفاؤها. قالها كذلة لسان حسبما علمتنا نظرية فرويد. ودونها من بعده غما لفضحة واما لانهم ورثوا منه الرياء والشهوة الجامحة. كان الرجل مصدرا للشر بكامل هيئته. شكرا للاستاذ انيس ولعل ياتي الفضح بنتائجه في القريب فلم يعد في الصبر من منزع.


5 - الاستاذ عبد القادر
محمد حسين يونس ( 2011 / 10 / 17 - 04:28 )
هذا هو ما يقدمه شيوخ الاسلام لتابعيهم .. حقد دفين علي كل ما هو ابداع عقلي لا يمر عن طريقهم .. عندما استمع الي اغانيهم السخيفة التي يخصصونها للاطفال اتساءل اى جيل يريدونه.. انحطاط فني و فكرى و بدائيه تجعلنا اقرب للمتخلفين عقليا اذا ما قورنت بوالت ديزني و ابداعات فريقة او باليه الاطفال الروسي او قصص ذات الرداء الاحمر او صوت الموسيقي .. ومع ذلك فلم ينتج عن هذا الابداع الغربي كائنات مشوهه مثل ابناء الاسلامجيه .. المسلمون منذ البدايه يكرهون الشعر و يعتبرون ان من يتبع الشعراء هم الخارجون عن الصف الغاوون و هم يكرهون الموسيقي الا البدائي منها لمناسبات معينه و لو كانت هناك سينما لحرموها لانها تحاكي ما يصنعه ربهم .. مقال جاد و عرض ممتع و دمت علي الدرب .


6 - صدقت و الله في تشخيصك
مازن صلاح ( 2011 / 10 / 17 - 06:25 )
من المؤكد أن المتضرر من الفيلم ليس الله إطلاقا كما أسلفنا القول. بل الإسلاميون، أو بالأحرى هو خوفهم من أن ينهد كل هذا البناء الأيديولوجي الذي يحتمون تحته ويتاجرون به-.... دمت سالما استاذنا القدير عبد القادر


7 - كل الشعراء تذمروا على الذات الإلهية
الحكيم البابلي ( 2011 / 10 / 17 - 08:29 )
صديقي قادر أنيس
هذه مقاطع من قصيدة ( أمام باب الله ) واللراحل بدر شاكر السياب
منطرحاً امام بابك الكبيرْ
اصرخ ، في الظلام ، أستجيرْ
يا راعي النمال في الرمالْ
وسامع الحصاة في قرارة الغديرْ
أصيح كالرعود في مغاور الجبال
كآهة الهجير
أتسمع النداء ؟ يا بوركتَ ، تسمعُ
وهل تجيب إن سمعتَ ؟
صائد الرجالْ
وساحق النساء أنت ، يا مفجعُ
يا مهلك العباد بالرجوم والزلازل ِ
يا موحش المنازل
منطرحاً امام بابك الكبيرْ
أحس بإنكسارة الظنون في الضمير
أثورُ ؟ أغضبُ ؟
وهل يثور في حماك مذنبُ ؟
اود لو أنام في حماكْ
دثاريَ ألآثام والخطايا
ومهديَ إختلاجة البغايا
تأنف ان تمسني يداكْ
اود لو أراك .. من يراك؟
أسعى إلى سدتك الكبيرة
في موكب الخطاة والمعذبينْ
صارخة اصواتنا الكسيرة
خناجراً تمزق الهواء بالأنينْ
وجوهنا اليبابْ
كأنها ما يرسم الأطفال في الترابْ
لا تلفت العيون إذ تلوح للعيونْ
إليك يا مفجر الجمال ، تائهونْ
نحنُ ، نهيم في حدائق الوجود ، أهْ
من عالم يرى زنابق الماء على المياهْ
ولا يرى المحار في القرارْ
واللؤلؤ الفريد في المحار
منطرحاً اصيح ، انهش الحجارْ
أريد أن أموت يا إلهْ


8 - انه ايمان العجائز استاذي العزيز
رويدة سالم ( 2011 / 10 / 17 - 11:28 )
استاذي نعلم ان الاسلام مليئ بالتناقضات النصية القرآنية والحديثية وأيضا نعلم ان الحواة قادرين على التلاعب بالنص لخدمة اجنداتهم بما يتفق مع توجهاتهم ولكن نعلم ايضا ان عموم الشعوب في البلدان العربية الثقافة والاسلامية الدين الرسمي لا يعرفون من الاسلام سوى الفاتحة وقصار الصور للصلاة دون حتى ادراك معناها او اسباب نزولها
هذه الشعوب يقع شحنها انطلاقا من مسلمة ان الله موجود وان محمد هو النبي المرسل صاحب الصورة الطيبة والذي يحبهم ويشفع لهم يوم القيامةعند الله
عندي حادثة واقعية تبعث على التأمل
خالي يساري راديكالي في يوم وهو يسكر مع مجموعة من الاصحاب ذكروا الدين فقال بعضهم - ماعاذ الله ان نكفر فنحن نخشى الله ونتمنى ان ننال شفاعة النبي صلي الله عليه وسلم- هذا بعض من عقلية المسلمين لنقل في تونس حصرا فهل أمثال هؤلاء ممن يثورون لمس الذات الالهية يفقهون شيئا من الدين ام انهم مجرد عناصر في قطيع يرددون الله اكبر دون اي ادراك فقط لأنهم تعلموا ان يرددوا ذلك منذ طفولتهم المبكرة ولأن هذا الايمان التسليمي مرتبط في لاوعيهم بالحضن الحنون للماما والبابا؟
تونس ستتجاوز كل هذه المحن استاذي وستكون لنا لا للأسلامجية


9 - إلى علال البسيط
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 17 - 12:35 )
شكرا أخي علال البسيط على المرور والتعقيب. هذا الفيلم عرض في مهرجان -كان- 2007 ونال جائزة وعرض في بلدان مختلفة. لقي معارضة في لبنان ثم تم عرضه، عرض في قاعات سينما بتونس. كل هذا ولم ينتبه الناس إلى أن فيه مساس بالذات الإلهية، لكن توقيت عرضه قبيل الانتخابات هو ما أغضب الإسلاميين فهو في الحقيقة تحذير جدي للتوانسة قبل الانتخابات المصيرية القادمة. تحياتي


10 - إلى فاتن
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 17 - 12:44 )
شكرا لك فاتن على المرور والتعقيب. رغم أن الفيلم له علاقة بالسيرة الذاتية لصاحبة الفيلم مرجان ستراب، فإن فيه من الرموز الكثير. منها الجدة التي تمثل جيل من الإيرانيين متشرب بأفكار التنوير والحداثة ولم يُخدَع بالخطاب الإسلامي، وجيل من اليساريين المخدوعين المسحورين بالثورات ولو تحت قيادة الإسلاميين حتى نُكِبوا في إيران وكما هم اليوم وجيل من الشباب، مثل مرجان، تعرض لأزمة نفسية حقيقية وضياع. الجميع ساهموا في خراب إيران بسبب الخلط بين العداء للاستبداد وبين العداء للحداثة واللبرالية المرتبطتين بالرأسمالية. فهل يمكن تفادي النكبة الإيرانية في بلداننا؟ تحياتي


11 - إلى حكيم العارف
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 17 - 12:53 )
شكرا أخي حكيم العارف، في الحقيقة، الكذب عندهم حلال إذا كان الهدف منه استغفال الكفار لصالح الإسلام والكفار هم كل المختلفين معهم، بالإضافة إلى هذا، فالحرب خدعة كما قال قائلهم، والكذب باب الخداع.
تحياتي.


12 - إلى محمد البدري
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 17 - 12:57 )
شكرا أخي محمد البدري على المرور وعلى الملاحظة الصحيحة. ما أصدق من قال: الإناء بما فيه ينضح
خالص مودتي


13 - إلى محمد حسين يونس
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 17 - 13:10 )
شكرا أخي محمد حسين يونس، ملاحظتك ذكرتني بالمهرجانات التي تقام في شتى المناسبات وتعرض على الشاشات في السعودية بلد الشريعة الإسلامية وتصدير الوهابية وفرسان غزوة نيويورك. يشعر المرء بالملل في الدقائق الأولى: صفوف من الرجال حاملي السيوف ينشدون أناشيد رتيبة مقرفة تلخص الفن في الإسلام، لا حركات حرة، لا نساء، لا فرح، بالإضافة طبعا إلى عروض تنفيذ أحكام الشريعة من قطع الأيدي والرؤوس أمام الناس، وهي مناظر فضيعة ترهيبية لا بد أن تساهم في تخريج بشر غير أسوياء. الفترات التي عرفت فيها الساحة العربية إبداعا هي تلك التي انحسر فيها نفوذ رجال الدين المتزمتين. تحياتي


14 - إلى السيد مازن صلاح
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 17 - 13:14 )
شكرا لك سيد مازن صلاح على المرور والتعقيب والتشجيع. تحياتي


15 - إلى الحكيم البابلي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 17 - 13:42 )
مرحبا بالحكيم البابلي. شكرا على القصيدة، فأنا من عشاق أشعار السياب. قراءة بدر شاكر السياب وأمثاله، اليوم، تقنعني بأن أوطاننا كانت مهيأة لنقلة نوعية نحو الحداثة والحضارة. لهذا أتهم الأنظمة الانقلابية (الثورية) القومية بالتسبب في هذه النكبة وتعطيل حركة النهضة الفكرية والفنية وتهيئة الأرضية للإسلام السياسي الذي لا يعيش إلا في بيئات الاستبداد والجهل وفي أوساط الجماهير الغافلة. خالص تحياتي


16 - إلى رويدة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 17 - 13:57 )
شكرا رويدة على المرور. قلبي على تونس. أخوف ما يخيفني موقف الأغلبية الصامتة التي لا تكلف نفسها عناء الذهاب إلى صناديق الانتخاب. المعركة مع الإسلاميين سوف تكون حاسمة في تونس. مع أني كنت أاتمنى ألا تقبل الأحزاب العلمانية خوض هذه المقامرة. حسب رأيي، فالانتخابات القادمة هي أقرب إلى الاستفتاء على الديمقراطية ولهذا كان من الواجب حرص الأحزاب العلمانية على ضمانات أكثر، دستورية وعسكرية للتاريخ حتى لا يقول النس إننا لم نكن نعرف كما وقع في الجزائر أو أننا كنا نحسب أن الديمقراطية هي الانتخاب فقط.
تحياتي


17 - قانون إجتثاث السلفيّة والتطرّف !
رعد الحافظ ( 2011 / 10 / 17 - 14:19 )
لو كان القوم يؤمنون حقاً بعظمةِ الرّب الإله , و عزرّوه وقدرّوه حقّ قدرهِ , ما خشوا عليه من نسمة , وقناة نسمة , وفلم نسمة !
عند هؤلاء ( الله ) ضعيف , يمكن قتلهِ بنسمة , نسمة علم أو جرعة منطق ,كما صرح يوماً أحد المفكرين .
أنا هذهِ الأيام أجدّ واجتهد لحثّ كل المخلصين في بلداننا البئيسة على إستصدار قانون إجتثاث السلفيّة
نعم نحتاج قانون مدني علماني يخلق مجتمع واعي يقودنا للركب العالمي
كفى بقى سلفيّة ووهابيّة وخمينيّة وظلاميّة , فبوجود هذه الحركات الخطرة لايكفي التخلّص من البعثيّة الفاشية وكلّ الطغاة وأنواع الديكتاتورية !
بعد ربيع الثورات ضدّ الطغاة , علينا أن نستعد ونحضّر لربيع الثورات ضدّ البغاة !
تحياتي ومحبتي لكَ أيّها الليبرالي الرائع !
رعد الحافظ


18 - هل ربهم ضعيف لهذه الدرجة؟
Amir_Baky ( 2011 / 10 / 17 - 14:30 )
عندما يقوم البشر بالدفاع عن الله فأكيد هذا الإله ضعيف لدرجة كبيرة. أشكر السلفيين الذين أوضحوا حقيقة من يعبدوه.


19 - من سيدافع عن من؟
قصريني عاطل ( 2011 / 10 / 17 - 15:05 )
كان على متأسلمي تونس في هذه المرحلة،لو كانوا يعقلون،ان يفتوا في كيفية الحلول لعطالة سيدي بوزيد والقصرين عوض الانشغال بتفاهات كالدفاع عن الذات الالهية.


20 - إلى رعد
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 17 - 18:42 )
شكرا رعد على إضافتك القيمة. هذا رأيي أيضا. شخصيا أعتبر الانتخابات بمشاركة الإسلاميين بمثابة استفتاء على الديمقراطية والحريات والمواطنة وكل القيم الحديثة. فهل من المعقول أن يقبل الديمقراطيون ذلك؟ أي عاقل يقبل أن يشارك في استفتاء على حريته؛ إذا ربح ملكها وإذا خسر أضاعها، بينما هذه القيم لا بد أن تكون من الثوابت التي لا مساومة حولها وهي في تناقض مع ما يراه الإسلاميون ثوابت. تحياتي


21 - إلى رعد
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 17 - 18:56 )
شكرا رعد على إضافتك القيمة. هذا رأيي أيضا. شخصيا أعتبر الانتخابات بمشاركة الإسلاميين بمثابة استفتاء على الديمقراطية والحريات والمواطنة وكل القيم الحديثة. فهل من المعقول أن يقبل الديمقراطيون ذلك؟ أي عاقل يقبل أن يشارك في استفتاء على حريته؛ إذا ربح ملكها وإذا خسر أضاعها، بينما هذه القيم لا بد أن تكون من الثوابت التي لا مساومة حولها وهي في تناقض مع ما يراه الإسلاميون ثوابت. تحياتي


22 - إلى أمير باقي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 17 - 18:56 )
شكرا لك أمير باقي. استنتاجك منطقي ويبدو بديهيا لكل ذي عقل. لهذا قال أسلافهم النقليون بعد أن اصطدموا بهذه الحقيقة: من تمنطق تزندق. تحياتي


23 - إلى قصريني عاطل
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 17 - 18:59 )
شكرا لابن القصرين، أنت عاطل وعقلك يشتغل ببراعة. من الأفضل ألا يفتوا حول البطالة. عندنا، وعندما أفتوا حولها، حملوا النساء العاملات المسؤولية واتهمونهن باحتلال مناصب الرجال، وأفتوا بعودتهن إلى البيوت ليحتل الرجال مناصبهن. حلولهم كلها من هذا الجنس الغبي. تحياتي


24 - زلة كبيرة وعذراقبح
عبد الله اغونان ( 2011 / 10 / 19 - 00:04 )
هذا الشريط ليس لطفلة بريئة بل هو نظرة شيوعية حاقدة على من قاموا بالثورة
على الشاه رمز الفساد ودركي المنطقة.الرؤية التي تقدمها المخرجةعلى لسان الطفلة الحالمة بحرية الانحلال والمجتمع الستاليني.شريط تافه يقدح في عقيدة المسلمين.الحل هو الهجرة الى الغرب والانسلاخ عن القيم والانغماس في الدعارة والخمر.مثل هذه النماذج لاتقوم بتغيير حتى فسادها الخاص.هؤلاء رغم سقوط ايديولوجيتهم سياسيا وبنيويا مازالوا يحلمون بجماهيريات القمع وتاميم كل شيئ الماء والهواء والفكر
ان يعتذر صاحب القناة عن خوف من غضب الجماهير لايهم
الذين يعجزون عن المنافسة السياسية يعمدون الى استفزازالشرفاء باسم الفن
لكن تفاديا لاية مضاعفات يجب ان ياخذ القانون مجراه عند اية اهانة للمقدسات
الذين يفسرون غيرة الجماهير انها خوف من انهيار تصورهم يمكن ان نعكس الاتجاه اذ وهم يحسون بزخم وانتعاش الاسلاميين يحاولون احداث فرقعات
تلفت اليهم الانظار
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..


25 - رب عذر أقبح من ذنب
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 19 - 05:45 )
رب عذر أقبح من ذنب. هذا ما ينطبق على كلامك. صحيح كان الشيوعيون يسعون لإقامة أنظمة شيوعية مستبدة بالسلطة مضطهدة لمعارضيها ولكن مبادئهم الإنسانية ترقى على الإسلام بكثير، وأغلبهم اليوم تحولوا عن هذه الرؤية السياسية للحكم. ولكنك وأنت تتحدث عن (الهجرة الى الغرب والانسلاخ عن القيم والانغماس في الدعارة والخمر) تنسى حقائق هامة وهي أن الإسلاميين لم يجدوا إلا الغرب موطن حقوق الإنسان ليهاجروا إليه هربا من الاستبداد في أوطانهم ويعيدوا من هناك تنظيم صفوفهم بكل حرية أو يهاجروا إلى السعودية لينضموا إلى التحالف الرجعي الإمبريالي، كما تنسى وأنت لا تمل من التحدث عن الانسلاخ عن القيم والدعارة أن الإسلام نصوصا وممارسة ظل دائما يشجع الدعارة في شكل رق مباح بين جوار وغلمان كانت تعج بهم بيوت النبي والصحابة من غزوهم على القبائل ثم على الشعوب المسالمة. فماذا تسمي تلك الأفعال الشنيعة؟


26 - ما بالكم وبال الاسلام
مراقب ( 2011 / 12 / 14 - 16:55 )
انا لا افهم مشكلتك مع كلمة الاسلام الا تري انك تفني حياتك في نقد فكرة باقية مابقية هذه الارض قائمة فارجو منك سيدي ان تتوقف لحضة وتفكر في سر هذا الانشغال بكلمة الاسلام ومبادئه ؟؟ الا تري انه فدنيا قاطبة لا يوجد دين او مذهب يتلقي هذا الكم من الانتقادات وهي في نفس الوقت لا تزيده الا انتشارا في العالم وتزيد المؤمنين ايمانا


27 - إلى مراقب
عبد القادر أنيس ( 2011 / 12 / 14 - 18:26 )
إذن هنيئا لكم، وفيمَ القلق؟ أليس للكعبة رب يحميها؟ تحياتي

اخر الافلام

.. 111- Al-Baqarah


.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال




.. لايوجد دين بلا أساطير


.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف




.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس