الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدونيس والمحيط الهادي

أسعد البصري

2011 / 10 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إحتجاجي الأساسي على الشاعر السوري أدونيس ( علي أحمد سعيد) هو التزوير والشعوذة التي قام بها وخدعت شباباً عربياً في مقتبل العمر . فبغض النظر عن أفكاره الأساسية التي هي مجرد سرقات من نيتشيه و هايدجر تحديداً و يرددها أينما ذهب وكأنها إبداعه الشخصي . هناك قضية في غاية الأهمية انتبه لها الأدباء المصريون . وهي أن مسألة الكتابة بحرية والشكوى من اللغة و شكل الكتابة مسألة قديمة في تراثنا العربي الإسلامي . وقد عبر عنها الصوفيون صراحة في كتبهم و أقوالهم كالنفري و جلال الدين الرومي و ابن عربي والجيلي . هذه الحرية في الشكل والإنفلات الروحي والأدبي لا علاقة لها إطلاقاً بشعوذة أدونيس . فقد حاول طرح نفسه كمكتشف لها و ربطها بالثقافة الغربية و بموقف عدائي للإسلام والعرب . النتيجة أنه وجد دعماً من الغرب إضافة إلى دعم الدكتاتوريات العربية ، خصوصاً دعم دكتاتور بلاده حافظ الأسد و رئيس مخابراته علي دوبه . السبب أنه يستقطب الشباب المثقف في أدب عبثي و يبعدهم عن الإسلام واليسار السياسي . هذا برأي الديكتاتوريات إنجاز وخدمة كما هو إنجاز و خدمة للمراكز الثقافية الغربية . هذا الرجل خرج عن موضوع الشعر و صار يعيد علينا أفكار أنطون سعادة بعد تحريفها طبعاً . ويناقش المقدس و الثقافة الإسلامية كلها بأسلوب باهر لكنه بهلواني لا يستوقف سوى الشباب فقط . هكذا وقع أتباعه و مريدوه في فخ و غيبوبة بسبب جاذبية موضوع الشعر و تقليدهم له كمرجع شعري . النتيجة هي هذه الكارثة التي أمامكم مئات الشعراء و أطنان من الدواوين التي لا قيمة لها ولا معنى . عندما يكون الإتجاه خاطئاً فكل شيء يكون خاطئاً بعد ذلك . الشعر لا يحتاج موقفاً من التراث أو الإسلام أو المقدس هذه قضية أخرى . الشعر تجربة إنسانية في ثقافة معينة تحفز الروح و الثقافة . أدونيس فرض تبعية له و لأفكاره . وقد دعم ذلك الإتجاه كل من الغرب و الدكتاتوريات بترويج كتبه و أمسياته و ندواته و لقاءاته الفضائية بشكل مقصود لغايات لا علاقة لها بالشعر بل ربما لها علاقة بتشويه الشعر . نعود إلى السياب ونبدأ منه . نتحرر من أي شكل ونكتب نصوصنا كما نشعر بها لكن بصدق و ألم و بتضحية .
المعاني الصوفية التي قمعها الإسلام الرسمي واعتبرها عبثاً عقائدياً في الماضي يمكن الإفادة من الحرية الثقافية اليوم و بعث الروح فيها ، هي في الحقيقة خميرة لأدب عربي حقيقي عظيم وليس هذا التهريج الذي فرّخه أدونيس و ابتلانا به و بأتباعه
أؤكد للمثقفين العراقيين أن موقفي من أدونيس ليس عن حسد أو ضغينة لهذا و مع آحترامي لآراء الرافضين لكلامي أدناه سأدفع بهذا الرأي إلى النشر . خصوصاً بعد موقف أدونيس من الثورة السورية

~~~~~~~~~~~~~~
فم المحيط الهادي
~~~~~~~~~~~~~~~

لقد حدث هذا أول ما حدث في فندق صغير و رخيص
كان قد انتبذ عنه الناس لا نقود ولا طعام
في أقصى الغرب الكندي كانت الحديقة الخلفية مبلولة في الصيف
المطر لا يتوقف في الغابات المطرية القريبة من المحيط الهادي
لا أحد هناك سوى القطط وبعض الفتيان يبيعون المخدرات للفتيات
في لحظة لم يحدث مثلها أبداً إلّا قبل عشرين عاماً في باص
متجه إلى بندر عباس حيث الموانيء والبلوش والقبور والخليج
ذلك الخليج بدا فارسياً حقاً من تلك الجهة
في الحديقة الخلفية لفندق صغير قبل عام
انفتح الظلام وآنطوت الأرض وَ نَبَضَ فقهاء
قالوا : مُدّ يدك أيها الجائع الوحيد
حين لمستُ يد الشيخ قال : من الآن فصاعداً كل ما تقوله شعر
فلا تقل كثيراً ، ولا تفتن الناس ، ولا تُطل المقام و آجلس
جلستُ فلم أنهض بعدها أبداً
طبيبي النفسي يدفع بالمنومات ويدور حول نفسه حين يراني
لأنه كاتب فلسطيني فاشل و يصيح
ليتني كنتُ مريضاً مثلك لأكتب كما تكتب

كلٍّ إنسانٍ يبحثُ عن نفسِه
إلّا هو : يبحثُ عن قاتلِه
اللهمّ إني أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظُّلمات
من هذا الّذي يحدثُ لي
إنه ليس ( تحوّل) كافكا
ليس تحوّلاً نحو الأسفل
الذي صدمني هو أنه حين يمر كاتب عراقي بحالة روحية
تؤدي إلى غزارة وحرية مطلقة كمحصلة لذلك لا يجد أمامه
سوى الشيوعيين العراقيين كحرّاسٍ خالدين للإبداع العراقي
وهذا يعني أن الروحانية بمعناها الجوهري لا ممثّل لها
في العراق الحالي سوى الشيوعيين الذين كنا نظن أنهم
مجرد ماديين باردين و منطقيين صارمين

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تجنيد يهود -الحريديم-.. ماذا يعني ذلك لإسرائيل؟


.. انقطاع الكهرباء في مصر: -الكنائس والمساجد والمقاهي- ملاذ لطل




.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم