الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطاقة المدرسية(مشكلات وحلول)

نادية تعبان محمد غني

2011 / 10 / 20
المجتمع المدني


البطاقة المدرسية هي عبارة عن ملف يضم معلومات شخصية عن الطالب والتي تتضمن الكثير من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والدراسية والنفسية.كما وتتضمن نشاطات وسلوكيات الطالب الاجتماعية كعلاقته بأقرانه ومع المعلمين والمدرسين وإدارة المدرسة .كما وتتضمن قدرات وميول ورغبات الطالب,وتعمل على تشخص نقاط القوة والضعف في شخصيته.وبذلك تعد أنموذج جيد على توثيق بيانات الطالب منذ المراحل التعليمية الأولى، وهذا يساهم في(التشخيص وإلمعالجة) المشكلات التي يعاني منها عند انتقاله من مرحلة دراسية لأخرى وبالتالي التعامل معه على وفق الأساليب التربوية الصحيحة التي تكفل تقديم أفضل مستويات التعليم.إلا أن هناك الكثير من المشكلات التي تواجهنا بخصوص البطاقة المدرسية وهي:
1)إن الغاية الأساسية من البطاقة المدرسية هو معرفة كل التفاصيل عن الطالب ومنها التفاصيل (الجسمية -الاجتماعية –الدراسية-الاقتصادية- السلوكية) ومن خلال هذه المعلومات نستطيع التوصل إلى نوعية وطبيعة المشكلات التي يعاني، ولكن هذا غير موجود على ارض الواقع إذ أصبحت البطاقة مجرد حبر على ورق وملئ حقول ليس لها قيمة تربوية.
2)معظم المعلومات التي تدرج في حقول البطاقة عن سلوكيات الطالب غير دقيقة وأحيانا يكون مبالغ بها لذا تعد غير كافية لاتخاذ القرارات بشأنها .فضلاً عن ذلك فان الطلبة وأولياء أموهم لا يدلون بالمعلومات الصحيحة,وخصوصا المعلومات التي لها خصوصية والتي تحاول الأسرة إخفاءها لأنها قد تكون مخجلة بالنسبة لهم.

3 ) وفضلا عما سبق تصبح البطاقة المدرسية غير مجدية في (التشخيص والمعالجة) لكل المشكلات والأزمات التي يتعرض لها الطالب خلال مسيرته التعليمية.بمعنى إن الحكم يكون غير دقيق على مجرد سجل تراكمي روتيني يحتوي على معلومات معظمها غير دقيقة.
4) البطاقة المدرسية تبدأ من المرحلة الابتدائية ولكنها غير موجودة في مرحلة(الروضة والجامعة)وهذا يعد خطأ كبير لان شخصية الفرد تبدأ بالتكوين في مرحلة الطفولة لذا تعد هذه المرحلة من المراحل المهمة التي لا يمكن تجاهلها .كما وان وصول الطالب إلى المرحلة الجامعية لا يعني بالضرورة انتهاء مشكلاته وأزماته لان كل علماء النفس يؤكدون بان لكل مرحلة عمرية لها خصائصها ومميزاتها ومتطلباتها ومشكلاتها لذا لا يمكننا تجاهل هذه المرحلة المهمة في مسيرة حياة الطالب التعليمية.لان تجاهلها يتنافى مع أهم الأهداف التي جاءت من اجلها البطاقة وهو التتبع.إذ إن معظم الدول المجاورة تطلق على البطاقة المدرسية ب(السجل التراكمي ألتتبعي للطالب)

5) هذا السجل التراكمي ألتتبعي يعد من أهم مصادر جمع المعلومات عن الطالب من قبل المرشدين التربويين والنفسيين خصوصاً إذا كان يحتوي على معلومات مدونة بشكل صحيح ودقيق لا مجرد ملئ حقول.

6) في كل دول العالم يعتمد المرشد التربوي والنفسي على البطاقة من اجل معرفة كل الظروف المحيطة بالطالب.وبعد معرفتها تطبيق النظريات النفسية في تشخيص ووضع البرامج العلاجية لحل المشكلات والأزمات التي يعاني منها. ولكن مع كل الأسف في العراق أصبحت البطاقة المدرسية مجرد عبء وأوراق روتينية على مرشد الصف ملأها.

7)لم يعد أي سرية للمعلومات في البطاقة المدرسية,بل واخذ الأمر إلى ابعد من ذلك إذا لم تعد الوزارة تزويد المدارس بالبطاقة المدرسية .لذا تقوم إدارات المدارس بإجبار أولياء الأمور على شرائها من المكتبات الخاصة وهم من يملئ حقولها مما افقدها قيمتها.
الحلول:
1) علينا شمل كل المراحل الدراسية بالبطاقة ابتدءا من مرحلة (الروضة وانتهاء بالجامعة.. )لما أهمية وخصوصية كل مرحلة من مراحل الطالب.
2) وبناءا على ما ورد يجب علينا استحداث اسم جديد للبطاقة المدرسية ليتماشى مع كل المراحل وهو (السجل التراكمي للطالب) وهذه التسمية موجودة في معظم الدول العربية والمتقدمة.
3) ضرورة تفعيل دور وزارة التربية في تجهيز المدارس بالبطاقات المدرسية الكافية .كما ويتم تفعيل دور إدارات المدارس من خلال منع خروج البطاقة من المدرسة لما تحتويه من معلومات سرية علينا الحفاظ عليها حتى لا تفقد قيمتها.
4) ضرورة تفعيل دور البطاقة وذلك من خلال إبراز أهميتها في تقويم الطالب من كل النواحي وتقرير مصيره في القبول في المرحلة ألاحقة
5) ضرورة تفعيل وتنشيط دور مرشد الصف وإخضاعه لدورات تدريبه للتعرف على كيفية التعامل والتفاعل مع البطاقة بأمانة وعدم التهاون في ملئ الحقول بالمعلومات الصحيحة وبعيداً عن المجاملة.من أجل الاستفادة منها والرجوع أليها لمعرفة تاريخ حياة الطالب من كل النواحي (الشخصية والاجتماعية والصحية والنفسية) وإعطاء ثمارها التي جاءت من اجلها..
6) ضرورة تفعيل دور المرشد النفسي والتربوي من خلال الاستفادة من البطاقة المدرسية في تشخيص سلوكيات الطالب وخصوصا في المرحلة الابتدائية لانها تعد البيئة الأساسية في بناء شخصية وتقيم سلوكه من اجل معالجة الخطأ من البداية قبل استفحاله.
7)بما إننا مجتمع متحضر علينا مواكبة التطورات الحاصلة في كل بلدان العالم.ومن هذه التطورات استحداث نظام السجل التراكمي الإلكتروني للطالب. ونظام السجل التراكمي الإلكتروني للطالب عبارة عن نظام آلي مصمم لحفظ جميع بيانات الطالب بما فيها البيانات الشخصية والسجل الأكاديمي والصحي والسلوكي والاجتماعي وسجل صعوبات التعلم وتوثيق إنجازات الطالب ومواهبه إلكترونيا منذ التحاقه بالمرحلة الابتدائية وحتى تخرجه من المرحلة الثانوية.
8)الهدف من السجل الإلكتروني للطالب هو توثيق بيانات الطالب بكل أنواعها، وتيسير التواصل بين المدرسة وإدارات التعليم واتخاذ القرارات المتعلقة بالطالب، وسرعة الوصول إلى المعلومات من قبل إدارات الوزارة، وتوفير جميع الإحصاءات اللازمة، كما تتوافر في النظام خاصية سرية البيانات، حيث يتم الدخول للنظام من خلال اسم مستخدم وكلمة سر، كما أن هذه الصلاحية موجودة على مستوى المدرسة فقط، ولا يمكن إجراء أي تعديلات على سجلات الفصول السابقة بينما يتم الاحتفاظ بالتعديلات في السجل السلوكي في ملفات جانبية مع بيان تفاصيل هذا التعديل.
9)أاستحداث قانون يجبر ولي أمر الطالب بالإبلاغ عن كل ما يستجد من البيانات وخصوصا العنوان وتلفون المنزل والتلفون النقال. 1) سهولة الوصول للبيانات من الإدارات المدرسية ورفع كل التعقيدات الموجودة ، لأن أهم الإطراف لمتابعة الطالب هي إدارات المدارس.
11) ضرورة تطابق هذا النظام الالكتروني لبنود هيئة ضمان الجودة لتفادي إعادة تشكيل البيانات داخليا بالمدارس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال


.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا




.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال