الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أليات عمل التيار الديمقراطي في المرحلة الراهنة

علي الشمري

2011 / 10 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما هي اولويات عمل التيار الديمقراطي في المرحلة الحالية وسط تجاذبات وصراعات الاحزاب الحاكمة في العراق؟
هل يتمكن التيارالديمقراطي من أيصال برنامجه السياسي الى عموم اوساط المجتمع؟
هل التيار الديمقراطي مع أسلمة المجتمع ام مع علمانية الدولة؟وهل هناك عداء مستحكم بين العلمانية وبين التيار الاسلامي؟
كيف يستطيع ان يبدد مخاوف الجمهور ذات الصبغة الدينية والمتحكمين به أدعياء الاديان من خلال تكثيف المراسيم الدينية بمناسبة او أختلاقها للتصدي للعلمانية ,وهل حقا العلمانية تسلب حق الاخرين في تأدية طقوسهم وشعائرهم الدينية؟
أيهما اكثر خطورة على العراقيون ,نظام العلمانية ام نظام المحاصصة الطائفية؟
لماذا يطالب الاسلاميين من الدول الغربية التي يعيشون فيها كأقلية مسلمة ان تتبنى العلمانية ,وفي دولهم يتبنون تطبيق الشريعة الاسلامية على حساب الاقليات الاخرى التي تتواجد في بلدانهم0؟
المهام الملقاة على عاتق قوى وشخصيات التيار الديمقراطي كثيرة ومعقدة في ظل حالة التخلف والحرمان التي تعاني منها غالبية شرائح المجتمع الذي خرج توا من اتون اعتى ديكتاتورية أستبدادية قمعيةعرفها العالم ,شعب يتطلع الى الوليد الجديد(الديمقراطية)بعد ان ذاق ويلات الحروب من جراء سياسة الشخص الواحد والقائد الواحد والحزب الواحد, العراقيون حلموا طيلة عقود خلت بنظام تعددي يضمن للجميع حق المشاركة في أدارة االدولة بعيدا عن سياسة التهميش والاقصاء,نظام يضمن لهم عدم عودة الديكتاتورية والانقلابات العسكرية من جديد ,نظام يتم فيه التغيير عبر صناديق الاقتراع ولا شئ أخر بديل عن ذلك.قدموا التضحيات الجسام والدماء السخية من اجل تحقيق حلمهم الذي طال انتظاره ,حلم الديمقراطية التي تكفل لهم ممارسة طقوسهم الدينية والتعبد بكل حرية بعيدا عن التعصب العرقي والطائفئ والمذهبي,لكن حريتهم أصبحت مع الاسف سلاح طائفي تحريضي أستفزازي ضد الاخرين ,الشعب العراقي كان ينتظر قيام حكومة عادلة تقوم بتوزيع الثروات بالتساوي بغض النظر عن الجنس واللون والمعتقد بعد معاناتهم من سياسية الكيل بمكيالين وسياسة أثراء الاقلية على حساب الاكثرية,العراقيون يحلمون بنظام حكم مدني يسوده القانون والمساواة بين الجنسين في جميع مجالات الحياة ,بعد أن ظلت اكثر من نصف طاقة المجتمع(المرأة)معطلة لعقود من الزمن.
العراقيون مكثوا لسنوات طوال يركظون وراء سراب المنقذ الذي يخلصهم من معاناتهم ومشاكلهم المستعصية ,فهل وجدوا ضالتهم في قادة احزاب الاسلام السياسي الذين خدعوهم بشعاراتهم ووعودهم لتسع سنوات؟
وعدوهم بالديمقراطية فأعطوهم قشورها,وعدوهم بالحرية الفكرية ,فأذا بالاستبداد الديني يطل برأسه من جديد,.وعدوهم بعدالة توزيع الثروات .كي ينعم الجميع بخيرات وثروات بلاده ,لكن وعدهم هذا خلف لهم اكثر من عشرة ملايين عراقي تحت خط الفقر,وأصبح قادتهم من أصحاب الثراء الفاحش من جراء الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة,قالوا لهم بانهم سوف يقدمون لهم الخدمات ؟والنتيجة تردي الخدمات وتراجعها الى الوراء في جميع الميادين,,الامن والامان كثيرا ما تكلموا عنه في صحفهم وفضائياتهم ,والواقع عكس ذلك تماما فالدماء لا زالت تسير في جميع مدن وشوارع العراق دون توقف,والانسان أصبح لا يأمن المبيت في بيته وسط عياله,فكواتم الصوت والعبوات الناسفة,والاعتقالات العشوائية أصبحت فزاعة لتخويف المعترضين على سياستهم .
.وبحجة مكافحة العنف و الارهاب التهجير طال الملايين من العراقيين في مدن عدة,
وعودهم ودستورهم الذي كتبوه ينص على حق العراقيين في توفير فرص عمل لائق لهم ,مقابل هذا نجد جيوش البطالة تزداد يوما بعد يوم , يضاف اليهم ارتال من خريجي الكليات والمعاهد.
ازمة السكن ومعاناة الكهرباء ومعاناة الارامل والايتام والمرضى وكبار السن من الذين تقطعت بهم السبل لم تجد حلولا في مفكرة قادة احزاب السلطة ,بل كان الاهمال من نصيبهم.
كل هذه المشاكل والازمات من صلب برنامج التيار الديمقراطي ا لسياسي الذي يعمل من اجل أيجاد الحلول لها للتخفيف عن كاهل الشعب الذي لا زال يعاني منها,أن قوى وشخصيات التيار الديمقراطي يجب ان تاخذ على عاتقها مهمة أيصال جميع مفردات برنامجها السياسي الى اغلب فئات المجتمع من خلال اقامة الندوات الجماهيرية والمحاضرات التثقيفية ,والوصول الى الطبقات الفقيرة للوقوف على معاناتها وليس اختصارها على الفئات المثقفة.
ان المجتمع العراقي يتميز بالتنوع العرقي والطائفي والديني منذ الازل ,لهذا تجد من الصعوبة بمكان ان يتم تطبيق نظام ديني على الجميع كونه يجحف حقوق الاخرين في التمتع بحريتهم الفكرية والتعبدية ولنا في حكم التسع السنوات المنصرمة تجربة مريرة عانى فيها الاخوة المسيحيين والايزيدين والصابئة وباقى الاقليات الدينية الاخرى من تهميش وأقصاء عن العملية السياسية بالاضافة الى ما تعرضوا له من أبادة جماعية وقتل وتهجير وتفجير لدور عباداتهم والاغلبية منهم فضلوا الهجرة الى بلدان اخرى تضمن لهم حقوقهم الفكرية.أن غالبية العراقيين قد شخصوا الداء الذي أصاب العراق وعمل على اعاقة دوران عجلة العملية الساسية الا وهو نظام المحاصصة الطائفية البغيضة ,لهذا يؤمن التيار الديمقراطي بضرورة علمنة الدولة للابتعاد عن المحاصصة وما جلبته من كوارث اجتماعية والوصول بالعراقين الى بر الامان والاستقرار من خلال بناء دولة مدنية حديثة تعتمد معيار الكفاءة والنزاهة والوطنية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب في مناصب الدولة,وان التيار الديمقراطي يؤمن بضرورة التعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع ويرفض فكرة الاحتراب والعداء لاي طائفة دينية ,ويرفض محاولات بعض الاسلاميين المتشديين من خلق اعداء مفترضين من العلمانيين,والدليل على ذلك نجد التيار الديمقراطي يضم بين صفوفه الكثير من القيادات والشخصيات الدينية المعتدلة الرافضة للتعصب الديني والطائفي والاستبدادالفكري,
قادةالاسلاميين يحاولوا دوما أيهام الطبقات الفقيرة بان العلمانية تسعى لفرض قيود على طقوسهم ومراسيمهم الدينية من خلال ضربهم على الوتر الديني الذي يتعاطف معه أغلب العراقيين الذين أكتسبوا تقاليدهم عبر الوراثة ولم يخضعوها للبحث والتحميص,أنهم على ما وجدوا أبائهم عليه؟انهم يحشون في عقولهم فكرة الاكثرية والمظلومية ليبقوهم يديرون في حلقاتهم الفارغة ,يتكلمون عن سعيهم الى رفع مظلومية الاموات منذ عدة قرون ولا يتحدثون عن رفع معاناة ومظلومية الاحياء؟يحدثونهم عن حقوقهم وحريتهم في أقامة شعائرهم وطقوسهم الدينية التي كفلها الدستور ولا يحدثونهم عن ضمان حق الاقليات الاخرى في حرية تعبدهم وأقامة شعائرهم الدينية,أنها مجرد شعارات للكسب والاحتواء وليس لها مكان للتطبيق على ارض الواقع.انها مجرد أحلام يعيش عليها المواطن لعقود قادمة أخرى.
العلمانية التي يؤمن بها التيار الديمقراطي تعمل من اجل رفع الظلم عن الجميع وضمان الحرية التعبدية والفكرية لكل مكونات الشعب العراقي بغض النظر عن المسميات,
الثقافة التي يؤمن بها التيار تقف بالضد من ثقافة أشاعة صور الموت والدمار وأسالة الدماء والاخذ بالثأر,وسياسة رفض الاخرين وعدم قبول أرائهم.
لم نسمع عن دول العالم التي تبنت النظام العلماني نزاعات وقتل وتهجير وتدمير لدور العبادة ,مثلا نسمع يوميا ما فعلت المحاصصة الطائفية في العراق من فرقة واحتراب ,لم نسمع عن أضطهاد للاقليات من مختلف الاديان وحتى التي تحارب العلمانية في بلدانها,أنها نظام يتحلى بأبهى صور الانسانية المشرقة العابرة لكل الطوائف والقوميات والاديان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على وقع الحرب في غزة.. حج يهودي محدود في تونس


.. 17-Ali-Imran




.. 18-Ali-Imran


.. 19-Ali-Imran




.. 20-Ali-Imran