الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين تذهب النساء بعد الموت

وسام غملوش

2011 / 10 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اين تذهب النساء بعد الموت؟


لم لا يخطر هذا السؤال على بال المرأة أبداً يا ترى؟

ربما لأن مجتمعنا ذكوري، تنساق فيه المرأة وراء الرجل متطلعة اليه والى احلامه، لدرجة انها حين تعبد ربها تعبده كرجل. تنظر الى الجنة من وجهة نظر الرجل وغالباً ما تعتبر نفسها حور العين من غير انتباه، ناسيةً ان حور العين في الجنة هي وسيلة وليست غاية.

نراها مطمورة في الافكار الذكورية عن الجنة، حتى انها تنسى نصيبها كغاية لا كوسيلة. ولا تقوم بأي جهد لتعرف ما ينتظرها هناك. لعلها لا تريد ان تكتشف حقيقة هي رافضة الإعتراف بها.

لا يتطرق الدين الاسلامي الى المرأة ومكانتها في الجنة، حتى يكاد لا يلحظ وجودها، حيث لا آية قرآنية واضحة وجازمة تدل على ما ينتظر النساء من ملذات. في القرآن آيتين تصف الولدان المخلدون وهما يسقيان اهل الجنة. ولكن ليس للنساء أي نصيب من تلك الولدان.

اما للرجال فحدث ولا حرج! حتى الجنة بحدّ ذاتها ذكورية. تشير بعض الروايات ان في الجنة شجرة تطرح خيولاً ونساءاً ولا تطرح ذكوراً.

في الجنة المسيحية لا ذكر كذلك للنساء. الا ان الانجيل يحوي حوالي 30 آية عن حال المرأة في الحياة الدنيوية، من حياة اجتماعية وغيرها. ويقول يسوع المسيح في (أنجيل مرقس 12): "لهذا تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الـلـه ،لانهم متى قاموا من الاموات لا يزوجون ولا يزوَجون بل يكونون كملائكة في السموات" (لاحظ انه لم يحددّ بل جمل الناس جميعاً).

ولمزيد من الدقة، فقد ورد في بعض الاديان ان الزوجة الصالحة تكون لزوجها بعد الموت في الجنة. لكن السؤال: ما قيمتها بوجود حور عين؟ اما الاديان التي تؤمن بالتقمص، فمنها من يعطي صورة اوضح عما ينتظر المرأة بعد الموت: ستبقى امراة ولكن بتغيير المرتبة الدنيوية.

هذا ما روجه الدين ولكن ربما الحقيقية مختلفة. النفْس خارج مفهوم المذكر والمؤنث اذ لا نفس مذكر ولا نفس مؤنث. هي كيان بحد ذاته انما تُؤنث وتُذكّر بحسب الجسد الذي تسكنه. ان النفس البشرية هي من النفس الكلية وعليه فإنه لا نفس كلية ذكورية ولا نفس كلية أنثوية، تماماً كما هي حال العقل الكلي (مع الاشارة الى ان كلمة "كلي" لا تدل على الله).

واذا امعنا النظر في سلم التراتبية الكلي نزولاً عند الديانات السماوية، نجد نفس آدم هي بمفهوم النفس الكلية لحواء، وليس هناك نفس حوائية. فجلّ ما ينتظر المرأة او نفسها هو اتحاد بالنفس الآدمية الكلية لتكتمل، اذ ان آدم هو الأساس وحواء هي المكمل. وقد اوجدها الله لآدم حين كان مستحوشاً في الجنة لتكون وسيلته لإنجاز مشروع البشرية.

ونزولاً الى مجتمعاتنا البشرية، نرى ان هذا المفهوم التكميلي قد تبنّته وطورته بعض النساء في المجتمع، ربما بأكثريتها، ما عدا النساء التقدميات بفكرهن وفعلهن وعاداتهن. فالمرأة التقليدية الفكر ما زالت وسيلة في اكثر الاحيان، وليس الذَكر من يستعملها انما هي من يفرض على الآخرين هذا الاستغلال. نجد تلك الفئة من النساء دائما متبرجة، تسعى لإظهار مفاتنها لأنها هي خُلقت في البدء وسيلة للرجل وليس العكس.

ان كل هذا يدل على ان المرأة مضطهدة أرضياً وسماوياً. الاضطهاد الارضي على شقين، الاول هو الجسد الذي تسكنه عند استعماله كأداة للملذات والثاني يتمحور حول حقوقها القانونية وحقوقها كإنسان. اما الاضطهاد السماوي فيدور حول انها معتبرة من البدء وسيلة وليست اساس فهي فرع من ضلع آدم. وحين يحق العدل سوف تسترجع كل نفس آدمية فرعها الذي كان ظل تسكن اليه (وجعلنا لكم اجسادا تسكونون اليها — قرآن). الديانات السماوية لا تعتبر ذلك إجحافاً بحق المرأة بل امتداد لصورتها الناقصة التي تُستكمل في نفس آدمها. وليس المقصود أن هناك آدم واحد فكلنا كآدم، والنفس في الجنة كاملة تجمع المذكر والمؤنث. حتى الخنثى موجودة في النفس الكلية لآدم. إن فكرة آدم وحواء رمزية، للدلالة على ما سُلب من آدم. فحواء سوف تعود وتنمحق في آدم السماوي وتعود النفس الآدمية الى سابق عهدها، لا تستجدي المتعة من ظلها فالنشوة تسكنها كنافورة الماء.

فلا تغضبن ايتها النساء، كلكن آدم في السماوات!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرجعة
صلاح الساير ( 2011 / 10 / 22 - 13:07 )
الاستاذ وسام المحترم
من يطالب للحقوق النساء فى الجنة اقترح عليهن المطالبة بالرجعة للحياة الدنيا كون الرجال كثر
والمطالبين بحقوقهن اكثر او تزوجهن من قبل الملائكة كونهم اكثرهم ذكور مثل جبرائيل واسرائيل
الخ وتننهى المطالبة بهذا الاجراء او التأمر على أدم كونة خائن الاصل والامانة 000
شكرا مع التقدير


2 - رد
وسام غملوش ( 2011 / 10 / 22 - 14:14 )
شكرا صديقي على مرورك
على الارض النساء مسلوبين حقوقهم و في السماء
لا الرجعة بتفيدهم ولا البقاء فوق اذا هني مقتنعين بهالدين


3 - مصير المرأة في الجنة
رشيد تونسي ( 2011 / 10 / 22 - 22:01 )
سؤال كان يؤرقني لما كنت مسلما هو عن المرأة التي كانت متزوجة برجل فمات و هو راض عنها. تزوجت بآخر و نالت رضاه هو الآخر و حسب القرآن فالمرأة الصالحة ستلحق بزوجها فالجنة الإشكال هنا أي من الزوجين سينال هذه المرأة في الجنة .
وجهت السؤال لأحد المشايخ فقال لي مازحا لعل الله يخلق نسختين من هذه المرأة فيقدم لكل زوج نسخة و ليس الاستنساخ ببعيد في عصرنا هذا.


4 - رد
وسام غملوش ( 2011 / 10 / 23 - 10:36 )
شكرا اخ رشيد على مرورك
رجال الدين بس ما يعرفو يجاوبو بصيرو اصحاب نكتة
صادفني متل هي الموقف كتير مع رجال الدين وكانو دائما يخرجو عن الموضوع بمزحة
لأنو الدين في كتير ثغرات وما قدرو مع مرور الوقت انو يسدو هالثغرات لانشغالون بالمتعة الخاصة


5 - حرام عليك سيد وسام
طاهر الشريفي ( 2011 / 10 / 23 - 22:54 )
موضوع رائع وسؤال افاض بحثا جميلا ولكن حبذا لو انك يا سيدي تعمقت في البحث لربما صدمن النساء عندما يعلمن انهن لا يدخلن الجنة فهن سيكونن في النار خاصة الجميلات منهن
جزاء على احراقهن قلوب العاشقين من الرجال المبتلين بهذه الرجوله. ياسيدي اما يكفي انهن ملاصقات للرجال في الدنيا اتريدهن في الاخره ايضا. (فش غيرهن ) . خلي الرجال تجدد


6 - رد
وسام غملوش ( 2011 / 10 / 24 - 11:23 )
اولا شكرا على مرورك اخ طاهر
هم اساس للنار وحطب النار هههههههه
بس اتخيل الجنة بلاهون ما فيك تشرب خمر بالجنة وما في حدك انثى حلوة هههههههه
و وجودهم بالجنة حور عين هو اشبه بعقاب لهن على ما اقترفوه بحق العشق ههههههه

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية