الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل أن تتحول مصر إلى لبنان آخر

أشرف عبد القادر

2011 / 10 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أحداث ماسبيرو الأخيرة التي أسفرت عن مقتل 25 شهيداً وإصابة المئات يجب ألا تمر علينا مر الكرام، سواء أكانت وراء هذه الأحداث أيدي خارجية،أو فلول من النظام السابق أو غيرها من الشماعات التي اعتدنا أن نعلق عليها دائماً أخطائنا،حتى لا تتكرر هذه الأحداث التي هي عار في وجه مصر الحضارة وفي وجه المصريين،علينا أن نقف وقفة جادة لممارسة نقدنا الذاتي، ونعترف أن للأقباط حقوق دينية ومدنية يجب أن يحصلوا عليها أسوة بإخوتهم في الله والوطن المسلمون، وهذه الحقوق لن يتمتعوا بها إلا في ظل دولة مدنية تكون "الديمقراطية" و "المواطنة" و"الحرية" بمعناها الواسع ،حرية الرأي وحرية العقيدة، أساس مبدأ التعامل بين أبناء مصر،فلا فرق بين مصري مسلم ومصري قبطي إلا بالكفاءة و العمل الصالح،وعلى ذلك فليتنافس المتنافسون.
ماذا يريد الأقباط؟
1 – بالنسبة لبناء الكنائس،لماذا يسمح المسلمون لأنفسهم ببناء مساجد في أي مكان وفي أي زمان وبدون تراخيص ،ولا يسمح للأقباط بتجديد كنائسهم القديمة وبناء كنائس جديدة؟ المسلمون في تزايد مستمر،وهم بحاجة لبناء مساجد جديدة لتسع عدد المصلين،هذا واقع،ونفس الشيء بالنسبة للأقباط فإن أعدادهم تتزايد مع مر الزمن وهم في حاجة أيضاً للتوسع في بناء الكنائس لتسع أعداد الأقباط المتزايدة،فهل بمطالبتهم المساواة مع إخوتهم المسلمين في بناء كنائس جديدة فيه تطاول وظلم للإسلام والمسلمين؟!.
2 – بالنسبة لأسلمة الفتيات القاصرات،هذه المشكلة التي تثير كثير من الفتن والحوادث بين الأقباط والمسلمين،حيث ُتختطف الفتاة القاصر ويتم الاعتداء الجنسي عليها،وتخاف الفتاة من الفضيحة فتتم أسلمتها وحجابها والزواج منها،والحوادث التي تمت بهذه الطريقة كثيرة،والحل هو عدم قبول دخول أي فتاة في الإسلام قبل سن الرشد 21 سنة،ولا يتم الزواج بها قبل ذلك،وأن تكون هناك لجنة مكونة من مسلمين معتدلين ومسيحيين معتدلين ُتعرض عليهم الفتاة أو الفتى الذي يريد أن يغير دينه سواء من المسيحية إلى الإسلام أو العكس،بدون أي ضغوط أو تهديد بالقتل،عملاً بالآية الكريمة التي تقول:" من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"التي فسرها الإمام المستنير محمد عبده في تفسيره" المنار"بقوله:" من شاء الدخول فيه فليدخل،ومن شاء الخروج منه فليخرج". فهل يعقل أن نحرق وطننا الغالي من أجل أسلمة فتاة أو فتاتين نحرق الوطن ونخسر العلاقة الطيبة مع إخوتنا في الله والوطن "الأقباط"؟،فالإسلام لن يقوى بأسلمة هاتين الفتاتين،والمسيحية لن تضعف بخروجهن من المسيحية ،فمصر هي الخاسر بهذه الأفعال الصبيانية.
بالنسبة للحقوق المدنية:
1 – مساواة الأقباط مع المسلمين في التدرج الوظيفي،وأن لا تمنع عنهم بعض الوظائف أو الوزارات لأنهم أقباط،حيث يشعر الأقباط أنهم محرومون من الوزارات السيادية مثل وزارة الدفاع أو الداخلية وأنهم يقفون عند درجات معينة من الترقية لا يتعدوها،ثم يتقاعدون بعدها إلى المعاش،وكذلك في شغل المناصب الوزارية حيث يعين وزير أو وزيرين قبطيين لذر الرماد في العيون،ناهيك عن عدم شغل منصب محافظ أو عميد جامعة،مما يشعر الأقباط بأنهم رعايا أو مواطنين من الدرجة الثانية.
2 – حياد كل أجهزة الدولة،وخاصة التعليم،بتدريس تاريخ مصر الفرعونية،ومصر القبطية لأطفالنا منذ نعومة أظفارهم حتى يشعروا أن لهم شركاء في الوطن،وأننا متساوون في الحقوق والواجبات.
3 – تعديل الخطاب الديني،وهذا دور الأزهر،بعدم نعت اليهود والنصارى بـ"أولاد القردة والخنازير" في كل يوم جمعة، وعدم الدعاء عليهم بأن تيتم أولادهم وتشرد نسائهم ولعنهم في كل وقت وحين،لأن هذا يؤدي إلى احتقان طائفي سرعان ما ينفجر تحت أي شجار بسيط بين الأهالي.
4 – إعلام (مقروء ومسموع ومرئي)معتدل،يقدم مقالات و برامج ومسلسلات تحث على المحبة والمساواة والعدل والإخاء وكل القيم الكونية التي ترضاها كل نفس سليمة،لا إعلام موجة مغرض يحث على الكراهية والعنف والقتل وتكفير للآخر المغاير.
علينا أن نبدأ في النظر لهموم إخوتنا في الله والوطن"الأقباط" بكل جد،فكل ما يرجونه هو أن يعيشوا في بلدهم في سلام وأمان مع إخوتهم المسلمين، حتى ينام القبطي وهو آمن على نفسه،وعرضه وماله،فهل هذا كثير عليه ؟
الجماعات الإسلامية استحلت أموال المسيحيين فقاموا بالاعتداء على محلات الذهب الخاصة بهم ونهبها، وكذلك استباحوا دمائهم من اعتداءات متكررة عليهم وعلى كنائسهم وكأنهم أعداء مصر وليسوا أبناءها ،واستحلوا أعراضهم بخطف بناتهم القصر والزواج بعد أسلمتهم بالترغيب وبالترهيب، فطالما هذا الفكر السلفي الوهابي سائداً فلن تنطفئ نيران الفتنة الطائفية،التي تهدد مصر بحرب أهلية وبتقسيم مصر وخرابها ليجلس على تلها المتأسلمون والسلفيون.
مصر دائماً كانت بلد التسامح والمحبة والسلام،مصر دائماً كانت حاضنة لكل أبنائها مسلمين وأقباط، فجرثومة التأسلم التي سممت جو مصر أتت من الدول النفطية في فترة الثمانينات،فأتت لنا بالإسلام البدوي المنغلق والمتعصب،الذي لا وجود فيه للآخر المغاير(اليهودي والمسيحي)إسلام المظهر من لحية وجلباب وبنطلون قصير وشبشب للرجال،وحجاب ونقاب وسواد للمرأة،وخواء الجوهر،كل هذا جديد على الإسلام المصري المعتدل والمتسامح،هذه الردة الدينية الهدف منه تراجع دور مصر الحضاري والإقليمي، فمقياس تحضر أي دولة يقاس بمدي احترامها للأخر المغاير،ومدى احترامها للمرأة، وللأسف،في مصر أصبحنا، لا نحترم الآخر المغاير ولا المرأة، مما أدي بنا إلى هذه الدرجة من التخلف الحضاري والقيمي والاجتماعي والتخلف في كل ميادين الحياة.
يا عقلاء المسلمين ويا عقلاء المسيحيين الحذر الحذر من مخطط خراب مصر،سواء من الداخل أو من الخارج، فنحن شعب واحد ودم واحد وهدف واحد يجمعنا حب أمنا مصر،فنحن جميعاً مصريين قبل أن نكون مسلمين أو أقباط،فلتمسك يد المسلم بيد أخيه القبطي في حب وحنان،ويدفع عنه كل ما يغضبه من أجل مستقبل مصر الذي تستحقه،ولنقضي على بذور وجذور العنف والتعصب ونردد شعار الأزهري المستنير وابن مصر البار،وزعيم ثورة 1919 سعد زغلول:"الدين لله والوطن للجميع"، ولو كره المتأسلمون.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيادة المشير
هاني شاكر ( 2011 / 10 / 22 - 17:58 )

سيادة المشير
دا راجل امير
لا عمره يكذب
ولا له فى التزوير

الاسم طنطاوى
و السحنة غمقاوى
و النيه سِماوى
و المخ فرافير

مشيرنا رايق
عجوز وعايق
فى الزى لايق
ميرى او كشمير

فى حكمه عادل
نزيه وفاضل
مع المسلم يغازل
و للقبطى الجنزير

لك يوم ياظالم
والرب عالم
نهايتك لو فاهم
مشنوق فى التحرير


2 - مصر على شفا عفريت
Amir_Baky ( 2011 / 10 / 22 - 18:35 )
الحرب الأهلية قادمة ولكن ليس بين الأقباط و المسلمين بل بين العسكر و الإخوان من جهة و بين كل مواطن يريد الحرية و العدالة الإجتماعية و الديمقراطية الحقيقية. العسكر و الإخوان يستخدمون الفتنة الطائفية لتدمير القوة الشعبية الصامتة التى خرجت من سلبياتها. فالعسكر و الإخوان كانا اللاعبان فى المشهد السياسي و بعد ظهور صوت قوى للشعب أربك الطرفان. إتحدا معا و مع بعض الأحزاب الكارتونية القديمة لإرجاع الشعب للمربع رقم 1 مرة أخرى. وبصراحة هم فى مرحلة نصر مؤقت الآن و لكن سيحدث ثورة أكبر من ثورة 25 يناير.


3 - هذا المقال هو برنامج متكامل لحل مشاكل مصر
بشارة خليل قـ ( 2011 / 10 / 22 - 22:05 )
ولكن هيهات فقد فعلت عقود من الادلجة على اعطاب عقول القسم الاكبر من المصريين
اتفق مع الاستاذ امير فمصر بالفعل على كف عفريت والله يستر
ان يصل التردي والعنصرية هذا المبلغ في شعب مصر هذا ما لم نكن نتخيله حتى: ان يطلب احدهم بالفم المليان عدم قبول اعضاء المسيحي للمسلم المصري في زراعة الاعضاء
او ذبح الاقباط على الهوية مرة من فاشيست التعصب الديني ومرة من الفلول ومرة من البلطجية ومرة من الجيش ومرة من الايدي الخفية وهدم اكنائس وحرق البيوت ونهب المحال..ماذا ترك للاقباط من مجال لكي يشعروا ان البلد هي بلدهم هم ايضا؟

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24