الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والسياسة المعاصرة وتديين السياسة

احمد مصارع

2004 / 12 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس كل مكتوب يقرأ من عنوانه .
فإذا كان باب جحا ليس مدخلا لغرفة, فان بعض الإشارات تحض على اليسار ولكنها تقود الى اليمين ,ولأن الأمر ليس مثاليا حتى نكتفي بموقف اللا تفريق بين الاتجاهين المتعاكسين .
الليبرالية الجديدة , حقا , تتجدد الحرية من الجوانب الفلسفية , وتتصاعد على المستوى الإنساني , وهو جزء حي من روح الحياة البشرية , بل ان التجدد نفسه غالبا ما يكون نحو قيم أسمى للحرية .
مالا يفهمه المتأمل للوحة الدولية المعاصرة , ما علاقة المفردات التالية بالمفهوم المقصود ,مع تعابير مثل : المحافظون من الصقور , والنسور , من اليمين المسيحي مع توليفة صهيونية ,ولا أدري لماذا لا يلحق بها تطعيم من كل ديانات العالم .
بداهة لايمكن للتدين المحافظ أن يقدم للبشرية ليبرالية جديدة , وكل ما يمكن أن تقدمه هو مفهوم تدين السياسة .
وهو عمل منحاز أصلا , لأنه ناقص في تحالفه , وفيه إقصاء واستبعاد لأطراف أساسية على الساحة الدولية , ومن هنا يمكن لنا أن نستنج بأنه موجه ضد الأطراف غير المساهمة في صياغة استراتيجيته , وعلى مبدأ : الغنيمة لمن حضر, أو لامكان لمن يستبعد لغاية في نفس يعقوب .
القول بوجود اتجاه عالمي نحو تديين السياسة , أي توجيه غاياتها نحو مكاسب مجهولة النتائج , وهو لعب خطير بالبراكين النارية النائمة , واستغلال سمج للدوافع والعواطف الدينية الغوغائية , وهو الأمر الذي لا يخفى إلا على الذين مازالوا ينظرون الإيديولوجية الأمريكية الشمولية , بوصفها إعلانا عن الليبرالية الجديدة .
الإعلان عن العالم الديمقراطي الحر , وواقع السياسة الدولية اليوم , مفارقة لا علمية ولا منطقية , والمسافة بين الشعارات المرفوعة والممارسات العملية في اتجاهين متعاكسين . .
والملاحظ بأن ما يجري من عمليات تحطيم همجية للبيئة الإنسانية الدولية بشكل متسارع , لا ينبع من وجود استراتيجية منسجمة ومتكاملة لصنع واقع سياسي دولي أفضل .
من الواضح أيضا أن السياسة الدولية المعاصرة تعمل متعمدة على تهييج كل عوامل الفتن النائمة , وبغض النظر عن التقاطعات التي تتوافق أحيانا على المستوى المحلي , ولكنها ستبقى مخادعة , وستنكشف الأ مور عما قريب
وستتضح للعيان حجم الخراب الذي يتهدد البشرية من جراء تديين السياسة .
وفي غفلة من الشعوب المنكوبة من الاضطهاد , يجري تزييف وعيها ومخادعتها بشعارات لا يعمل بها إلا من أجل مواراة غاياتها الشيطانية, في إعادة الحياة الإنسانية الى عهود صراعها البائدة .
العالم اليوم أقرب ما يكون الى المصالح الأريستوقراطية التي تقود السياسة منه الى العكس , أي السياسة هي التي تقود , وحين تقود السياسة فلابد عندئذ من أن يكون لها منطق معين يمكن فهمه , والاطمئنان عليه حتى وأن كان المطلوب هو الليبرالية المتوحشة .
ليس من السهل عرض نظرية جديدة عن تدين العلم , الأمر الذي أدى الى تدين السياسة والمجتمع , فهي روح جديدة خطيرة , ومحاولة لمليء الفراغ بأي محتوى كان , بدون تمهيد طبيعي لفهم دولي معقول , والقصد منه احتكار الرؤية الدولية وتحقيق فجوة كافية ريثما يفهم عموم المجتمع الدولي اللعبة الجارية , وبعد فوات الأوان ستصير أمرا واقعا ومشهدا دوليا , وسيكون فيه قد تم فرض ارث ممسوخ للغاية .
التحالفات السرية والمخادعات الخفية والقائمة على هذا الأساس تعيدنا من جديد الى الساحات البدائية , من سيادة السياسة الباطنية بديلا عن كل المكاسب الإنسانية المتكاملة بدءا من العلمانية الأخلاقية فالشيوعية ومن ثم الديمقراطية وحقوق الإنسان , وهي المكاسب المهددة بالفناء وحلول روح جديدة تفتح أبواب المجهول الغامض والمخيف .....
احمد مصارع
الرقه-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة