الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اما الضمانات فيجب ان تكون حصريا من الكفار؟

طلال عبدالله الخوري
(Talal Al-khoury)

2011 / 10 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم الأربعاء إنه لن يوقع المبادرة الخليجية التي تدعو إلى تسليم السلطة في البلاد إلا إذا قدمت له الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج العربية ضمانات لم يحددها.
انتهى الخبر كما تناقلته وكالات الانباء عن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح؟

في هذه المقالة لا يهمنا على ماذا يجب ان تقدم الولايات المتحدة ضمانات لصالح؟ هل يريد ان يضمن عدم محاكمته على جرائمه ضد شعبه بعد تسليم السلطة؟ وربما يريد أيضا الاحتفاظ بثروته التي نهبها من الشعب اليمني؟ هو واقربائه واعوانه وجميع مساعديه؟؟
كل هذا لا يهم في مقالاتنا! لأنه ما نريد ان نلفت الانتباه له,هنا, هو طلب الرئيس اليمني المسلم والذي يحكم بالشريعة الاسلامية, ولقد كانت وما تزال جيوشه الاعلامية من اثيرية وورقية وانترنيتية ومسموعة تصدع رؤوس اليمنيين ليل نهار لكي تصوره لهم كرئيس مسلم ورع, يقوم الليل ويصوم النهار, ويحكم بما يرضي الله ورسولة, هذا عدا عن الدعاية له من على منابر المساجد في كل صلاة, حيث لديه جيش من الشيوخ الذين يعيشون على فتاته, و يفصلون له الفتاوي التي يريدها, وحسب اصول الشريعة الاسلامية, وآخرها كانت فتوى عدم الخروج عليه بالمظاهرات...!!!

هكذا اذا..!! وبكل بساطة...حاكم مسلم, ويطلب ضمانات الكفار حصريا لكي يسلم السلطة لمسلمين من شعبه!!

هل يحق للمسلم ان يطلب ضمانات من الكفار الذين لا تقبل شهادتهم بالمحكمة؟

لماذا لم يكتف بضمانة دول الخليج الاسلامية؟

لماذاهو كمسلم لم يطلب ضمانات القرضاوي وجمعيته لعلماء المسلمين مثلا؟

لماذا لم يكتف بضمانة خادم الحرمين الشرفين؟

لماذا لم يطلب ضمانة منظمة الدول الاسلامية؟؟

لماذا لم يطلب ضمانات شيخ الازهر مثلا؟؟

لماذا لم يجتمع مع المعارضة مباشرة ويقسمون معا على القرآن وبحضور الشيوخ وبذلك يكون القسم على القرآن هو الضمانة؟

يبدو ان علي صالح تعلم درس علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان وحادثة رفع المصاحف على اسنة الرماح, ثم خديعة خلع الخاتم كما يخلع صاحبة المعروفة بالتاريخ!

طالما ان المسلمين انفسهم لا يثقون باي من الضمانات التي فيها مسلمون, ويريدون ان تكون الضمانات اميركية واوروبية, اي ضمانات الكفار حصريا, فلماذا تريدون من الاقليات ان تقبل وتطمأن لحكم الشريعة الاسلامية والأسلاميين لهم؟؟

لماذا تريدون من الاقليات ان تصدقكم عندما تقولون بان الاسلام يحمي الاقليات؟؟

لماذا تريدون من الاقليات ان تصدقكم عندما تقولون بان الاسلام يكفل حقوق الاقليات؟

عندما كانت الحرب الاهلية اللبنانية باوجها, طلب احد السياسيين اللبنانيين الاسلاميين من الاطراف الاخرى ان يصدقوا وعودهم ومعاهدتهم لانهم وقعوا هذه المعاهدة بمكة المكرمة؟؟ مع العلم بان المعاهدة كانت حمالة اوجه؟؟

احد رجال الدين السياسيين الايرانيين طلب من الولايات المتحدة والغرب والعالم ان يصدقوا بان ليس لدى ايران برنامج نووي عسكري لانهم رجال دين, ورجال الدين لا يكذبون؟؟؟

من هنا نرى بأن المسلمين يريدون من غير المسلمين ان يصدقوهم لمجرد انهم مسلمون! اما المسلمون فهم انفسهم ليس لهم ثقة لا بالمسلمين ولا بدينهم.
فمتى يتم التصالح مع الذات ويتم تخليص بلادنا من هذه الازدواجية والفصام؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا ضمان من كاذب
Amir_Baky ( 2011 / 10 / 23 - 12:55 )
الذى لا يدخل فى عمق التفاصيل و يكتفى برفع شعار فضفاض يدغدغ به المشاعر فقط هو إنسان كاذب و يخفى نواياه الحقيقية. فالإسلاميون يريدون الحكم فقط و يستخدمون الدين للوصول لهدفهم الشخصى. ويتهربون من التفاصيل بشتى الطرق. فكيف لصالح أن يطلب ضمان من دول الخليج وهو يعلم طريقة تفكيرهم. فالحكام العرب و الإسلاميون ينتهجون نفس الأسلوب وهو إستخدام الدين للضحك على الشعوب


2 - على صالح يراهن على لا شى
صلاح الساير ( 2011 / 10 / 23 - 22:16 )
الاستاذ طلال عبداللة المحترم
اغلب الحكام الغاصبين السلطة هم جهلة بالتاريخ ينصورون انهم اعدل الحكام فى الارض وان شعوبهم
تهتف بحياتهم ان خط سير التاريخ من الحكم الفردى الى الحكم الجماعة او المشاركة او الديمقراطية
هذا لا يقبل الشك اطلاقا وعندما تنطلق الثورات الشعبية لاترحم حكامها وعليهم ان يتخلوا عن الحكم
فورا وعلى صالح يراهن على السمك فى الماء وكل حاكم لايستطيع ان يحكم المسلم و المسيحي
والعربى والكردى والمازيغى والحوثى ....الخ كون هذة القوميات والطوائف لها سلوكيات وثقافات وتقاليد تختلف عن سلوك وثقافة الحاكم لا بد ان يظلمهم فى حريتهم وكرامتهم وخبزهم بهذا تسعى
الشعوب لبناء الديمقراطية والحرية والقانون والمساواةوالفيدرالية 000
شكرا مع التقدير


3 - شكر للسادة القراء والمعلقين
طلال عبدالله الخوري ( 2011 / 10 / 24 - 20:29 )
اريد ان اتقدم بالشكر لكل السادة القراء الذين تكرموا بقراءة المادة
واخص بالشكر الاستاذ امير باكي والاستاذ صلاح الساير على مداخلتهما القيمة والتي اغنت الموضوع واضافت له.

كل المودة

اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ