الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين بين الروايتين: التاريخية والدينية - الصراع على التاريخ. 2 من 2

عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)

2011 / 10 / 23
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الرواية اليهودية لتاريخ المنطقة

ترتكز فلسفة الحركة الصهيونية على مجموعة من الشعارات والأساطير، شكّلت هذه الشعارات صُلب خطابها السياسي وجوهر بنيتها الفكرية، ومن أهمها: أسطورة أرض الميعاد، وشعب الله المختار، وشعار أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، والإدعاء بنقاء الجنس اليهودي وتفوقه وتسلسل تاريخه عبر حقب تاريخية متصلة، وهذه الشعارات تستمد قوتها من فكرة المملكة الموحدة (إسرائيل القديمة) وتعتمد على أسطورة الأصول النبيلة لليهود، والتي ترجعها نصوص التوراة إلى إبراهيم وعصر الآباء، فيما تحاول نصوص أخرى ربطها بطوفان نوح وقصة الخليقة.

وتعتمد الرواية الدينية لتاريخ فلسطين - التي ستصوره على أنه تاريخ لليهود - على أسفار التوراة الخمسة، وهي: التكوين، والخروج، ويوشع، وصموئيل، وسِفر الملوك. فنجد بدايةً أن سِفر التكوين حاول محرروه إيجاد صلة ما بين من تم سبيهم إلى بابل من رعايا مملكة إسرائيل، وبين النبي "إبراهيم" وبنيه "إسحاق ويعقوب" بُغْية ربط هؤلاء المسبييّن مع تلك الشخصيات المرموقة في التاريخ القديم، والالتفاف على حقيقة أصول المسبييّن المتعددة والمجهولة، ومن تثبيت أسطورة "أرض الميعاد" على لسانهم، على الرغم من ألف وثلاثمائة عام تفصل فيما بينهم، فعصر الآباء الذي تزعم التوراة أنه العصر الذي شهد إرهاصات تأسيس اليهودية، هو حقبة تاريخية مستقلة ومنفصلة عن تلك الحقبة التي ظهر فيها النبي موسى، وبينهما ثلاثة عشر قرنا من الزمان.

ومع أن الرأي السائد ينظر إلى عصر البرونز الوسيط ( 1950 ~ 1550 ق.م ) كمسرح لأحداث عصر الآباء، إلا أن النص التوراتي لا يزودنا بأي مفاتيح لحل رموز تلك الحقبة التاريخية، ويعجز عن تقديم دليل مقنع يربط بين هذا العصر وعصر كتابة التوراة في القرن الخامس ق.م، فنجد أن سِفر التكوين يختزل التاريخ بمسائل عائلية قبلية بحتة، معلقة في الفضاء، لا تمت للواقع التاريخي بصلة، ولا نجد فيها تقاطعات مع شخصيات ذلك العصر، أو صدى لأحداث كبرى معروفة كانت قد حدثت في تلك الحقبة.

ثم يأتي بعد ذلك سفر الخروج، الذي يحكي أسطورة العبودية في مصر وخروج بني إسرائيل منها، وتمثل هنا قصة "يوسف" نقطة الاتصال بين عصر الآباء وعصر العبودية، وقد تم التقاط هذه القصة بعناية من قبل المحرر التوراتي بكل براعة، من أجل إغلاق عصر الآباء وافتتاح عصر العبودية، الذي مهد لملحمة الخروج .
بعد اكتمال حقبة تاريخية كاملة دامت قرابة الأربعة قرون، ولد النبي موسى بن عمران ( 1350 ق.م ). ومع أنه مصري، فقد أبرزته نصوص التوراة ( العهد القديم ) على أنه أحد أحفاد يعقوب، ومن عشيرة اللاوي العبرانية الأصل، التي استوطنت مصر طوال هذه القرون، وقائدا أخرج بني إسرائيل من مصر وأعطاهم شريعة أودعها التوراة .

وما يثير الاستغراب هنا أن سِفر الخروج يصمت صمتا مطبقا عن تلك الفترة الممتدة بين وفاة يوسف، وميلاد موسى، والمسماة فترة العبودية، والتي يفترض أنها امتدت أربعمائة وثلاثين عاما حسب سفر الخروج، ولا نجد أيضا أي ذِكر لما كان يفعله هؤلاء الإسرائيليون قبل العبودية، ومن هم شخصيات تلك الحقبة ؟ وكيف لهؤلاء الأجراء المسخَّرين أن يخرجوا من مصر ومعهم أغناما ومواشي كثيرة !؟

كما أن المصادر المصرية القديمة التي لم تغفل عن شيء، والتي احتفظت بسجلات دقيقة توثق تاريخ مصر وتاريخ المنطقة، لا تذكر شيئا عن وجود إسرائيليين في مصر في تلك الحقبة، ولا تذكر شيئا عن خروجهم. وحتى التوراة نفسها، لم يرد فيها ما يفيد عن الأوضاع في مصر، والأحداث التي جرت آنذاك، بحيث يمكن مقاطعتها مع ما نعرفه تاريخيا عن تلك الحقبة التاريخية.

ومن المعروف أن الزمن المفترض للخروج هو نفس الزمن الذي شهد أوج قوة الأسرتين الثامنة عشر والتاسعة عشر، مما يعني أن قصة الخروج بالصيغة المذكورة ستكون استحالة مطلقة، حيث كانت جميع بلاد الشام تحت القبضة الحديدية للفراعنة، وهم الذين ضاقوا ذرعا بالتمردات التي كانت تحدث بين فترة وأخرى هناك، ثم كيف غفل المصريون عن ذِكر حدثٍ بهذه الضخامة ؟! وهم الذين كتبوا على مسلاتهم جميع انتصاراتهم وحروبهم الكبيرة والصغيرة !!

الهدف من "قصة الخروج" كما جاءت في التوراة، هو اختلاق نقطة مفصلية في التاريخ اليهودي، ولتكن بمسحة درامية، مع محاولة إضفاء شيء من "القداسة" عليها، وتصوير حادثة الخروج كحالة "انبعاث لشعب إسرائيل" وكسرِه لقيود العبودية .. وحقيقة الأمر فإن الاندماج الذي حصل بين ذرية يعقوب والمجتمع المصري سواء في زمن الهكسوس، أم في زمن الفراعنة قد قطع كل صلة ممكنة لهم دينية أم تاريخية مع فلسطين ، وجَعَل منهم جزءً من النسيج الاجتماعي المصري. أما بخصوص "الخروج"، فالرأي المرجح المبني على حقائق مادية هو أن هؤلاء الموسويين هم فصيل من الجيش المصري، لهم دور خاص، هو الاستيطان على الحدود الشرقية لقمع حركات التمرد دائمة الوقوع في بلاد الشام .

وما الأسطورة الكبرى في الرواية اليهودية إلا محاولة احتكار للنبي موسى، والإدعاء بأنه مؤسس الديانة اليهودية، وحقيقة الموسويين "نسبة إلى موسى" أنهم لم يكونوا شعبا مستقلا بذاته، بدليل عدم وجود أية آثار تاريخية خاصة بهم، وكل الدلائل تشير أنهم كانوا مصريين، بالانتماء التاريخي والجغرافي والسياسي، ومنهم من كانوا جنودا في الجيش الفرعوني. فليس هناك ما يبرر القول بأن الذين اتبعوا موسى في دعوته ليسوا مصريين. بل هم كذلك قلبا وقالبا، يُضاف إليهم العبيد والأحباش وبقايا الهكسوس، وكل المستضعفين من شتى الأصول والأعراق، وهؤلاء لم يشكّلوا أمة، أو شعبا، أو ثقافة خاصة بهم، ولم ينسلخوا عن مجتمعهم الأم في مصر، وليس لهم أي علاقة تاريخية أو إثنية أو ثقافية بما يدعونه من ديانة يهودية نشأت بعدهم بقرون عديدة في بيئة مختلفة تماما ومكان لم يروه أبدا .

أما إطلاق تسمية "العبرانيين" على الموسويين، فهي تسمية باطلة ولا تنسجم مع المنطق، فبما أن اللغة العبرية ولدت في القرن الثاني ق.م، وأقدم نص كتب في العبرانية يعود للقرن الأول ق.م، وأن العبرية لم تنضج كلغة إلا في القرن السادس بعد الميلاد ... فكيف نطلق تسمية "عبرانيين" نسبة للغة العبرية، على الموسويين الذين عاشوا وماتوا قبل ميلاد هذه اللغة بألف سنة !! إلا إذا كانت قراءة التاريخ تتم بأثر رجعي!

ثم تأتي أسطورة اقتحام أرض كنعان كما وردت في سفر يشوع كما يلي: بعد وفاة موسى خلفه يوشع بن نون، فواصل المسير بقومه باتجاه الشرق، فعبروا وادي عربة، وتقاتلوا مع الأدوميين، ثم مع سيمون ملك العموريين، ومع عوج ملك أرض حوران، ثم احتلوا أريحا عام ( 1186 ق.م ) وقتلوا أهلها، ثم توجهوا إلى القدس، ولكن اليبوسيين دافعوا عنها ببسالة، ومن بعد موت يشوع تولى القيادة أربعة عشر قاضيا عرف عهدهم بعهد القضاة، واستمر حتى العام 1020 ق.م، وقد استمرت المعارك مع أهل البلاد، حتى تمكن الفلسطينيون من هزيمتهم، عندما قتل طالوت الفلسطيني شاؤول الإسرائيلي عام ( 1004 ق.م ) فتولى القيادة من بعده الملك داوود، الذي تمكن من تسجيل انتصارات عديدة على الفلسطينيين، واتخذ من حبرون مقراً لحكمه حتى العام ( 1000 ق.م ) حينما تمكن من احتلال القدس وجعلها عاصمة لمملكته ..
ويلخص عالم الآثار فرانكن في موسوعة كامبرج للتاريخ القديم الموقف بخصوص الفترة المفترضة للفتح الإسرائيلي والاستيلاء على كنعان على النحو التالي:
"إذا وضعنا التوراة جانبا، فإن علم الآثار ينفي قطعيا بأن القرن الثالث عشر قبل الميلاد قد شهد تشكل شعب جديد في فلسطين، وانه اتخذ وضع الأمة مع حلول القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وإنه لمن المتعذر على التقنيات الأركيولوجية الحالية تلمّس أية آثار تدل على وصول عناصر إثـنية جديدة إلى أي موقع في فلسطين في تلك الحقبة من التاريخ".

والادعاء بتدمير أريحا في نهاية لقرن الثالث عشر ق.م على يد يوشع، لا يقوم على أرضية صلبة، فعلم الآثار يبرهن على أن المدينة كانت قد دمرت نحو 1550 ق.م ثم هجرت بعد ذلك، ولا توجد آثار تنتمي للفترة المفترضة للاقتحام ، أي أن الرواية تتحدث عن هجوم على مدينة كانت قد دُمرت قبل ذلك بنحو خمسمائة سنة .
والرواية اليهودية تعتبر أن كلا من فترتي "عهد القضاة" وفترة "المملكة الموحدة"، التي يُفترض أن تكون إسرائيل قد سيطرت خلالهما على فلسطين بالغتا الأهمية، بما يمكن اعتبارهما تمثلان اللحظتين الحاسمتين من التاريخ الإسرائيلي، وهي الفترة التي يطلق عليها في الدراسات التوراتية فترة النشوء وأصول إسرائيل، وهما تقعان في فترة التحول من العصر البرونزي المتأخر إلى العصر الحديدي الأول .

وحسب الرواية التوراتية فقد تم تأسيس مملكة "داوود وسليمان" والتي اصطلح عـلى تسـميتها بالمملـكة الموحـدة، في الفترة ما بين ( 1004 ~ 923 ق.م ) وانتهت بموت سليمان، أي أن هذه المملكة عمّرت 81 عاما، ثم انقسمت إلى مملكتين متصارعتين:
الأولى: مملكة إسرائيل، وقد عاشت 201 سنة ( 923 ~ 722 ق.م ) وكانت عاصمتها شكيم، ثم السامرة، وقد انتهت بهزيمتها على يد سرجون الثاني الأشوري الذي بدوره سبى أهلها إلى ميديا شمال العراق .
الثانية: مملكة يهوذا، وقد عاشت 337 سنة ( 923 ~ 586 ق.م ) وكانت عاصمتها أورشالم، وقد انتهت بهزيمتها على يد الملك الكلداني نبوخذ نصر، الذي سباهم إلى بابـل عام ( 586 ق.م ) بعد أن دمر الهيكل .

ونلاحظ هنا أن في سفر الملوك تصل قصة إسرائيل التوراتية ذروتها عند أخبار الملك سليمان، فنجدها مليئة بالمبالغات غير المعقولة كما هو الحال عند الحديث عن العصر الذهبي في أساطير وخرافات الشعوب، بحيث نرى كل ما هو عجيب ومدهش وخارق، وتصف المملكة بيوتوبيا الأرض التي تنعم بالأمن والخيرات، ومن الطبيعي أن لا يكون على رأس هذه اليويتوبيا إنسانا عاديا، بل رجل حكمة وعقل، تفوق قدراته العقلية والروحية والجسمية ما نعرفه عن البشر .
الرواية التاريخية

إن الاعتماد على التوراة في عملية التأريخ للمنطقة هو عمل عبثي لا طائل منه، ذلك لأن النص التوراتي بحد ذاته ليس نصاً تاريخيا بأي معيار ولا يمكن له أن يكون كذلك، وهو مليء بالتناقضات والتعقيدات والفجوات التي يصعب ردمها، والأحداث التي يتعذر التوفيق فيما بينها، والأساطير التي لا يصدقها عاقل، وعندما يحوي على بعض الأخبار التاريخية الصحيحة، فإنه لا يضعها ضمن سياقها التاريخي الصحيح، ولا يعمد إلى فهمها من خلال الإطار العام للأحداث الجارية في المنطقة، بل يوردها بشكل إما غامض أو مقتضب، ومن منظور أيديولوجي لاهوتي، لا يرى في الحدث المرصود إلا من خلال ردة الفعل بين الإله وشعبه المختار .

والرواية التوراتية ما هي إلا قصة أصول مبتكرة لدين جديد ومجتمع جديد، يحاول أن يثبت أقدميته وتجذره في المنطقة، وأن يقحم نفسه في صلب التاريخ، من خلال جمع وتصنيف وإعادة صياغة لتركة ثقافية شعبية متعددة النشأة والأصول، والإدعاء بأنها هي تاريخ هذه الجماعة ، وإن الذين صاغوا هذه القصة بدعوى التأريخ لهذه الجماعة، إنما كانوا يكتبون بتأثير أيديولوجيا ضيقة وبهدف محدد أبعـد ما يكون عن التأريخ الأمين، وهم مدفوعين بهاجس تراثي يتركز حول إختلاق أصول وجذور لهذه الجماعة، وتبرير لوجودها المصطنع، ورسم صورة معينة لمستقبلها، وقد استخدموا لهذه الغاية أسلوب الجمع التراثي، واقتطاف خبر من هنا وقصة من هناك وتجميعها، بحيث تبدو للوهلة الأولى وكأن تسلسلا منطقيا يربطها، ولكن هذا الترابط سرعان ما يهوي ويتعرى أمام ضعفه.
وفي نهاية هذه العملية ظهرت رواية خيالية ونوعا من القصص الشعبية والحكايا والأساطير أحداثها لا تتقاطع مع التاريخ الفلسطيني ولا مع تاريخ الشرق القديم ولا تمت للحقيقة بصلة .

واستنادا للنقد النصي للأسفار التوراتية نفسها، وتبيان تناقض الرواية مع ذاتها، وضعف حبكتها، والترتيب الزمني المفروض عليها فرضا، وعدم ترابط أجزاءها، وما حوته من أساطير وخرافات وقصص خيالية تجد مثيلا لها في الأدب الفلكلوري الشعبي في معظم حضارات الشرق القديمة، يضاف إلى ذلك خلو النص التوراتي من أي ذكر للأحداث التاريخية التي نعرفها عن تلك الحقب التاريخية والواردة في النصوص الآشورية والفرعونية والبابلية وغيرها، وعدم انسجام أحداث هذه الرواية معها، واستنادا للتنقيبات الأركيولوجية ونتائج تحليلها التي تمت بأدوات علمية محايدة متحررة من سطوة النصوص، يمكننا القول أن روايات عصر الآباء وعصر العبودية والخروج من مصر والتيه في الصحراء واقتحام كنعان وأمجاد المملكة الموحدة كما وردت في أسفار التوراة، قد سقطت وإلى غير رجعة.

إذن، فالنقد النصي إلى جانب الشواهد التاريخية والبيانات الأركيولوجية تنفيان نفيا قاطعا هذه الرواية في معظم أجزاءها، وتؤكدان أنه لا يوجد خارج النص التوراتي أي شاهد تاريخي يمكن أن يدعم هذه الرواية أو يثبتها.

أما فيما يتعلق بالأنبياء والقادة والحكماء وغيرهم من الشخصيات التاريخية الذين ورد ذكرهم في أسفار التوراة، فإن زج أسماءهم يأتي في سياق المحاولات الدؤوبة التي عمد إليها محررو التوراة في محاولة منهم اختلاق أصول نبيلة لليهود، وابتكار تاريخ خاص بهم، ومن ثم إدماج تلك الشخصيات في هذا التاريخ، لإعطاء مبررات إضافية لكيانهم، وإكسابه المصداقية والاحترام، وإضفاء صبغة من القداسة على تاريخهم وادعاء أسطورة الأرض الموعودة على لسانهم، وما محاولات جمع القصص والمأثورات الشعبية من معظم المصادر المتوفرة آنذاك من ثقافات الشعوب الأخرى إلا لزيادة حجم ما أرادت أن تطلق عليه معنى " التراث الثقافي لليهود " .

ومع ذلك فإن بعض القصص التي وردت في التوراة من الممكن أن تكون قد حصلت فعلا، ولكن في زمان آخر ومكان آخر غير الذي ذكر في التوراة، ولا علاقة للتاريخ اليهودي به من قريب أو بعيد .

وقد كانت حصيلة هذه العملية المعقدة من الجمع والتوليف والتدوين هو تراث مركب مصطنع غير متناسق لم يفلح أبدا في ردم الفجوات الزمنية الهائلة التي تفصل فيما بينها، وبالتالي إمكانية إقناعنا بالعلاقة التي تربط هؤلاء باليهود.

وكما دمج محررو التوراة بين إبراهيم الذي ظهر للوجود في عصر البرونز الوسيط، وبين موسى الذي ظهر قبيل عصر الحديد الأول، أي بعده بنحو خمسة قرون، وبين مملكة إسرائيل التي أقيمت في العصر الحديدي الثاني، أي بعد موسى بنحو أربعة قرون، فضلا عن كل هذا الخلط التاريخي هنالك تجاهل تام لكافة التغيرات والتحولات العميقة والجذرية التي ألمت بالمنطقة وبنيتها السكانية وتركيبتها الإثنية، وللتغطية على هذا الخلل عمدوا إلى الخلط بين المصطلحات والمسميات التي لكل واحد منها معنى ومدلول مختلف ومستقل ويعبر عن مرحلة تاريخية معينة، وهكذا صارت تلك المصطلحات تعطي نفس الدلالة، وتستخدم للتعريف على نفس الجماعة، وهذه المصطلحات هي ( العبرانيون، بني إسرائيل، الموسويون، اليهود )، وهنا نجد أنفسنا مدعوون للتمييز بين هذه المسميات كشرط لازم للوصول إلى فهم الحقيقة.
• العبرانيون: استعمل مصطلح " عبري " في نحو الألف الثانية قبل الميلاد على طائفة من القبائل العـربية في شمال الجـزيرة وبادية الشام، وكانت كلمة مرادفة " لإبن الصحراء " الذي يعبر البوادي، كما وردت تسميات "الخبيرو" في المصادر المسمارية والفرعونية، وكذلك في رسائل تل العمارنة ومدونات أوغاريت ، وقد وردت للدلالة على تحـركات واسعة النطاق لجماعات "الخابيرو" وهم لم يكونو جماعة عرقية متميزة، بل أخلاطا من أجناس شتى، لا يوجد نمط حياة موحد لها، إذن فالخابيرو فئة اجتماعية وليسو فئة عرقية، إنهم شتات من الجماعات التي لم تجد لها مكانا في الهيكل الاجتماعي والسياسي لدويلات وممالك عصر البرونز الوسيط، فآل بها المطاف إلى حالة هامشية تعيش وضعا غير مستقر، فبعض هؤلاء الخابيرو وفدو إلى المنطقة من وراء البوادي والجبال ومن مناطق مجهولة، والأغلبية كانت من نفس المنطقة من بدو الصحارى الداخلية.

هؤلاء هم الخابيرو الذين عاشوا وانتهوا في العصر البرونزي الوسيط، أي قبل أن يكون لليهود أي وجود، والذين ترافقت حركتهم في نفس فترة هجرة "إبراهيم" إلى الشام وفلسطين، ومن الجدير ذكره في هذا الصدد أن محرري التوراة قد عمدوا إلى استعمال مصطلح عبري للدلالة على اليهود، بقصد إرجاع تاريخهم إلى حقبة عصر الآباء، وذلك على الرغم من وجود نصوص توراتية تتحدث عن العبرانيين بصفة الغرباء الذين هم أقل درجة من اليهود أنفسهم، وبطبيعة الحال فليس هو هذا التناقض الوحيد الذي سيظهر في التوراة.

• بني إسرائيل: وهو مصطلح أطلق على أحفاد وذرية إسرائيل ( يعقوب بن إسحق بن إبراهيم ) وقد هاجر هؤلاء إلى مصر في زمن القحط في القرن السابع عشر ق.م في زمن الهكسوس، وقد واستقروا هناك واندمجوا في المجتمع المصري، وذابوا في نسيجه الاجتماعي، ولم يعد هنالك ما يربطهم بفلسطين التي لم تكن بالنسبة إليهم أكثر من مجرد ممر.

• الموسويين: وهم أتباع النبي موسى الذي ظهر للوجود 1350 ق.م وأسس ديانة تدعو للتوحيد كانت امتدادا لدعوة اخناتون من قبله، وتطويرا لها ، وهذه الديانة نشأت في البيئة المصرية، وأتباع هذه الديانة أغلبهم من الجنود المصريين، وتبعهم فئات اجتماعية أخرى، ولم يتمكن الموسويون الذين سرعان ما انقلبوا على موسى حتى في أثناء عهده من تشكيل إطار واضح ومحدد المعالم لهذه الديانة، ولم يرسخوا تقاليد وطقوسا متكاملة لها، وبقي بناء هذا الدين غير مكتمل النضوج في الفكر والمنهج والأهداف، وذابت معالمه شيئا فشيئا مع دخول الموسويين مرحلة التيه بالمعنى الفكري / الاجتماعي / الديني.

• اليهود واليهودية: مصطلح "يهودي" استعمل لأول مرة من قبل البابليين في إشارة إلى من جيء بهم من يهوذا ( الاسم الكنعاني لمنطقة أورشاليم )، كما ورد مصطلح يهودي على لسان سنحاريب الأشوري ( 705 ~ 681 ق.م ) حيث أشار إلى حزقيا اليهودي أي الذي أحضر من يهوذا، ولم تستعمل لفظة "ديانة يهودية" في المراحل الأولى من الأسفار، ولم يبدأ الحديث عن الديانة اليهودية إلا في القرن الرابع ق.م. أي بعد أن طورت هذه الديانة أفكارها وطقوسها المتكاملة، وأسست لنفسها إطارا موضوعيا، وذلك بعد مرحلة السبي إلى بابل، حيث بُدء بكتابة التوراة، وبناء إطار مادي لليهودية واستُكمل في أورشاليم على يد العائدين من بابل.
أي أن ما تم إحياؤه في أورشليم كان بناء كيان يهودي موالي وتابع للحاكم الجـديد (الإمبراطورية الفارسية) ولم يكن بأي حال من الأحوال على صلة بديانة موسى، أو إحياءً ليهوذا ولا لإسرائيل القديمة، بل خلقاً من جديد، لمجتمع ودين جديدين، قوامهما فئات اجتماعية متعددة الأعراق والمنابت، وكان انتماؤهم إلى تلك الإسرائيل بمجرد تصور جذورهم في المنفى البابلي وإقحامهم لأنفسهم في التاريخ القديم للمنطقة بغض النظر إذا ما كانوا يتحدرون من بقية يهوذا المسبية أم من أي منطقة أخرى، فالديانة اليهودية التي نعرفها الآن تكونت فعليا في بابل وتطورت بعد ذلك في القدس فترة الحكم الفارسي، وبأمر منه ووصلت مرحلة النضوج شبه الكامل في الفترة اليونانية والرومانية، وهي الفترة المعروفة بمرحلة المكابيين.

أعتذر عن الإطالة ، ولكن يبدو أنني سأكمل بقية الموضوع في مقالة ختامية عن مرحلة مالا قبل التاريخ اليهودي وطيف تم اختلاق التاريخ اليهودي

المصادر

اختلاق إسرائي القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي ، عالم المعرفة 1999
أوهام التاريخ اليهودي، جودت السعد ، الأهلية للتوزيع ، عمان 1998 ط 1 ص 8 + ص 26
اختلاق إسرائي القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي ، عالم المعرفة 1999 ص 11
الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ، روجيه جارودي دار الغد العربي 1996 ص6
اختلاق إسرائي القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي ، عالم المعرفة 1999 ص 194
اختلاق إسرائيل القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي ص 9
أوهام التاريخ اليهودي ، جودت السعد الأهلية للتوزيع ، عمان 1998 ط1 ص 90
الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم، فراس السواح ، دار علاء الدين، دمشق 1993 ط 2
اختلاق إسرائيل القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي ص 7
اللغة والهوية في إسرائيل، تحرير د. محمد أمارة، مدار للدراسات الإسرائيلية ، ط1 ، رام الله، 2002.
اختلاق إسرائيل القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي.
آرام دمشق وإسرائيل ، فراس السواح
آرام دمشق وإسرائيل ، فراس السواح ص 55
الموسوعة الفلسطينية ر موسى النبي ج 3
أورشالم وارض كنعان د. إبراهيم الشريقي
فلسطين تاريخا ونضالا ، نجيب الأحمد
آرام دمشق وإسرائيل ، فراس السواح ص 110
الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ، روجي جارودي ص60
اختلاق إسرائيل القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي ، عالم المعرفة 1999 ص 153
اختلاق إسرائيل القديمة، كيث وايتلام، ترجمة د. سحر الهنيدي ، عالم المعرفة 1999 ص 129
فلسطين تاريخا ونضالا ، نجيب الأحمد
آرام دمشق وإسرائيل ، فراس السواح.
العرب واليهود في التاريخ، د. أحمد سوسة، العربي للطباعة والتوزيع، ط 6 دمشق.
الموسوعة الفلسطينية، هيئة الموسوعة الفلسطينية ، دمشق 1985 ر النبي موسى.
أوهام التاريخ اليهودي، جودت السعد، الأهلية للتوزيع عمان ط1 1998 ص 147.
آرام دمشق وإسرائيل ، فراس السواح.
آرام دمشق وإسرائيل ، فراس السواح.
الهجرة اليهودية والمشروع الصهيوني، ندوة فكرية، منشورات المجلس القومي للثقافة العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خليهة مستورة
ahmed ( 2011 / 10 / 23 - 13:40 )
ارجو من الاخ الكاتب ان يكون اكثر علمية في طرحه فمعرفة اصل شىء لايتم عن تغيير او تصريف الافعال العربية لاثبات شي ما(مثل مصطلح العبرية وربطها بالعبور) لان اصل مفردةمثل العربية غير مثبتة تاريخيا هل المقصود بها البدو ام الناطقين بلغتها..من الحضر والبدو ام هي نسب واحد لعدة اقوام ليس بالضرورة ان يكونو عربا بمعنى التحدث باللغةالعربية..ثانيا في روايتنا العربية والاسلامية تبين لنا مملكة سليمان بانها اعظم حضارة في عصره ولو نقارن بواسطة علم الاثار سنجد مدى تخلف تلك الحضارة مع الحضارات المعاصرة لها مثل السبايين ومملكة اسرائيل الشمالية اي السامريين.الاخ الكاتب يقول لايوجد اي ذكر لبنو اسرائيل في التاريخ المصري القديم وهذا غير صحيح هناك دليل تاريخ بالكتابة الهيروغليفية تصور جماعة ذو لحى وقد تم ابادتهم اشارة الى اسرائيل ولم يذكر بانهم اقوام حكمو في مصر اي لايوجد اي دليل تاريخي للنبي يوسف وقصة الجفاف في عصره في كل الاثار المصريةولا اي دليل تاريخى على جفاف النيل..مختصر الكلام لو اردت فند الرواية التوراتية سوف تقع في مازق فند الرواية القرانية في قصص الانبياء التي هي متطابقة في الكتابين....


2 - اتفق مع المعلق رقم ١
ملحد وافتخر ( 2011 / 10 / 23 - 19:59 )
اتفق مع المعلق رقم ١
القران عبارة نسخة من التوراة (مع بعض الاضافات) ولكن كتبت باسلوب نثري ولغوي اخر.
ارجو من الكاتب ان يفسر لي الاية القرانية التالية:
# يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ# المائدة ٢١.
المتكلم هنا موسى والمخاطب بني اسرائيل ( اليهود) يطلب منهم ان يدخلوا الى الارض المقدسة ( فلسطين ) لأن الله قد كتبها لهم !!

- الارض المقدسة - المطهرة أو المباركة , قال ابن عباس هي أريحا , وقال الزجاج هي دمشق وفلسطين وبعض الاردن , وقال قتادة هي كل هذا.
فما هو تفسير الكاتب?


3 - المسيا
ahmed ( 2011 / 10 / 23 - 21:21 )
مفهوم (الأمى)و (الأميين)فى القرآن يعنى الذين لم ينزل عليهم كتاب سماوى سابق .
فاليهود والنصارى هم اهل الكتاب او الذين أوتواالكتاب ,وغيرهم من سكان الجزيره العربيه هم (أميون)اى لم يأتهم كتاب سماوى قبل القرآن ، وبهذا كان يميز القرآن بين اهل الكتاب العرب وبقيه العرب الذين لم يكونوا يهودا,او نصارى، واقرأ فى ذلك قوله تعالى :( وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ )و(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ )....(ال عمران20، 75 )....(فالأميون)أي العرب الذين لم يأتهم كتاب سماوى فى مقابل اهل الكتاب العرب ..وقد ذكر في التوراة بان المسيا (المخلص او المنقذ) اوالملك الذي يطهر بالزيت هو (أمي) اي من غير قومهم وسياتي لانقاذ بني اسرائيل ويقوم باعادة بناء هيكل سليمان ويوسس مجلس القضاة ويعم السلام في المدينة الفاضلةوهذا المسيا لن يكون الهيا بل شخص من البشر..يتبع ...


4 - المسيا 2
ahmed ( 2011 / 10 / 23 - 21:35 )
وجاء عيسى وعرض نفسه بانه المسيا وقد حكم عليه اليهود بالاعدام واعتبروه دجالا لان لم يحمل مواصفات المسيا المذكورة في توراتهم لانه لم يكن بشريا حسب ادعاءه بل كان روح الله...وجاء محمد وبدل من ان يعرض نفسه كمسيا ويكذب عيسى عرض نفسه بالنبي الأمي واعترف بعيسى بانه المسياولم يعرف بان الأمي والمسيا هو شخص واحد...اختلط عليه الامور وكان الايات التعددة تذكر بان محمد قد ذكر في التوراة ...قصده ذكر المسيا الامي اي الاجنبي ناسيا انه اعترف بعيسى بانه المسيا المسيح...مما اضطر اليهود الى عدم الاعتراف به لا كنبي ولا كمسيا


5 - المسيا 2
ahmed ( 2011 / 10 / 23 - 22:10 )
اذن فمواصفات المسيا هو الأمي الادمي..جاء عيسى ابن الرب اي الشخصية الالهيةمدعيا انه المسيا فاعدمه اليهود....وبعده جاءمحمدواعتبر نفسه الأمي واعتبر عيسى هو المسيا...وانكر اليهود نبوته


6 - the end
ahmed ( 2011 / 10 / 23 - 23:22 )
وبعد محمد جاء عمر بن الخطاب ممتطيا حميره فاتحا للقدس وقد بنى مسجدا بالقرب من الهيكل وربما الهمته فكرة المسيا لكن فكرة ان يدهن نفسه بالزيت كانت صعبة عليه وهو سيد قومه ...وجاء الشيعة من بعده بفكرة المهدي المنتظر بنفس مواصفات المسيا التلموديه البابلية ...وانا اقترح بان يتبرع شخص ما بصب الزيت على نفسه والذهاب الى بيت المقدس ويقوم ببناء الهيكل لتنتهي قصة الانتظار المملة ولينتهي الصراع العربي الاسرائيلي الى الابد


7 - الكريم عبد الغني سلامه المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 10 / 24 - 03:22 )
تحيه وتقدير
انها رحله بالعمق اكيد مفيده ومثيره للسؤال ومثيره للمتابعه
اسمح لي وانا الجاهل بهذا السفر بالتالي
وردة عبارة طالوت الفلسطيني وانتصاره على شاؤول الاسرائيلي
هل كانت التسميات وقتذك هكذا
وردة عبارة النبي موسى اسس ديانه تدعو للتوحيد كانت امتداد لدعوة اخناتون قبله
هل اخناتون نبي
ورود اسم اليهود في القران هل كان باشارة الى ديانه ام مجموعه بشريه
تقبل الاحترام والتقدير واكرر الشكر على هذه الرحله الممتعه


8 - الأخ أحمد
عبد الغني سلامه ( 2011 / 10 / 24 - 08:02 )
الأخ الفاضل أحمد
شكرا على تعليقاتك القيمة
تفنيد الرواية الدينية مسألة هينة جدا سواء كان مصدرها التوراة أم القرآن المهم أن ننزع عنا المقدس والتابو وننظر بعين علمية نقدية لنكتشف المغالطات العديدة مع حقائق التاريخ
لذلك فإن الكتب الدينية لا تصلح مصدرا لقراءة التاريخ بل تستخدم لسرد الحكايات الرمزية والتي أغلبها من الخيال الشعبي
بالنسبة لتسمية العابيرو والعبري واشتقاق ذلك من اللغة فهي ليست من اختراعي
وستجد في نهاية المقالة قائمة بالمصادر التي وجدت فيها ما يدعم وجهة نظري
مسألة المسيح والمخلص والمنتظر أيضا أسطورة شعبية لها دوافعها السيكولوجية والدينية وأنا لم أتطرق لهذا الموضوع في مقالتي
تحياتي لك وتقبل مودتي


9 - أساطير دينية
عبد الغني سلامه ( 2011 / 10 / 24 - 08:08 )
إلى الأخ المحترم ملحد وافتخر
لست معنيا ولا مختصا بتفسيرات القرآن
ولا أعتقد أن هناك أرض مقدسة وأرض نجسة ولا شعب مختار وشعب منبوذ
هذه كلها توصيفات عنصرية بشرية متهالكة تريد أن توظف النص الديني لخدمة عنصريتها وأن تغطي هذه العنصرية بهالات من القداسة
بالنسبة لي هناك أرض خصبة تصلح للزراعة أو أرض صلبة تصلح للبناء أو أرض قاحلة بحاجة إلى استصلاح ... ولا أعرف معنى أرض مباركة، علما أنني أعيش في قلب هذه الأرض المباركة المقدسة ، ولكني أجد أنها بحاجة إلى عمليات إستصلاح كبيرة ومكلفة ،، وبالتأكيد هناك أراضي أفضل وأخصب وأجمل منها
تحياتي لك وتقبل مودتي


10 - العزيز عبد الرضا
عبد الغني سلامه ( 2011 / 10 / 24 - 08:18 )
أخي وصديقي
أجمل وأطيب تحية
طالوت وجالوت أسطورة تم تداولها بأكثر من شكل ولأغراض متباينة، ويتم توظيفها سياسيا اليوم كل حسب وجهة نظره
إخناتون لم يكن نبيا بل دعى لديانة جديدة تختلف عن ديانة الأسرة الثامنة عشر التي كان ينتمي إليها وترتكز على التوحيد وتحتل الشمس مكانة مركزية في هذه الديانة وعندما مات اخناتون انقلب عليه من أتي بعده ( أعتقد رعمسيس) الذي سعى لإخفاء كل أثر لهذه الديانة ومحاربة من آمن بها
على كل فقد دفع اخناتون ثمنا باهظا بسبب تفرغه شبه الكامل لقضايا هذا الدين مما انعكس سلبيا على قوة وهيبة الدولة في زمنه
موسى أتي في تلك الفترة الحرجة من تاريخ مصر
سؤالك بخصوص توصيف القرآن لليهود سؤال صعب وإشكالي
وأنت تعلم تأثير يهود المدينة على النص القرآني قبل وبعد قتلهم على يد المسلمين
الإجابة التي لدي تحتاج تفصيلات كثيرة قد أتمكن يوما ما من كتابتها
تحياتي وتقبل مودتي


11 - شكر وتقدير للكاتب
ahmed ( 2011 / 10 / 24 - 11:22 )
لاول مرة ارى كاتبا يتقبل وجهات النظر المقابلة بعقلية منيرة ومتحررة..شكرا على المقال وعلى التعليق ولك فائق تقديري واحترامي


12 - شكر على الرد
ملحد وافتخر ( 2011 / 10 / 26 - 00:11 )
اشكر الاخ الكاتب عبد الغني سلامة على رده على مداخلتي هذا الرد الذي في الحقيقة لم اكن اتوقعه !!
اتفق تماما مع ردك وشكرا على هذا الحوار البناء.

اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية