الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التمسك بالهوية الثقافية وخصوصيتها

صاحب الربيعي

2011 / 10 / 24
المجتمع المدني


إن الثقافة وعاء يحفظ إرث الأمة بدالتي الزمان والمكان ويمنحها خصوصية عن بقية الأمم بهويتها الحاضرة، فالعادات والتقاليد والملابس والدين... تعكس سلوكيات البشر العامة المتغيرة بدالة الزمن لكنها لا تشكل عائقاً لتطور الأمة وتقدمها، فالتخلي عنها على نحو كامل بعدّها من الماضي يضعف خصوصية الأمة وتميز هويتها الثقافية. فضلاً عن أن التفاعل مع ثقافة الحاضر بكل مكوناته التكنولوجية والعلمية لا تعرقله ثقافة الماضي فما كان لثقافة الحاضر أن تتطور من دون تراكم ثقافة الماضي، وإن إغفال الأمة عمقها التاريخي على نحو كلي يفقدها خصوصيتها الثقافية العاكسة لهويتها الحاضرة ما يخل بتراكم الثقافة الإنسانية.
يعتقد (( مسعود ضاهر )) " أن تخلي المجتمع عن إرثه الثقافي وخصوصيته يخل بحجم التراكم الحضاري للإنسانية جمعاء ".
إن إعادة غرس مكونات إرث الأمة الثقافي على نحو لاواعي في ذهن الجيل الحاضر يمنحه قوة معنوية تعينه على التحدي والمثابرة لجسر تاريخه بالحاضر لتعزيز هويته الثقافية بعدّها تمثل عمقاً حضارياً تفتقده أمم كثيرة، فالخصوصية الثقافية لأي أمة مهما صغرت تمثل حجم مساهمتها في الحضارة الإنسانية وتمنحها حضوراً معنوياً بدالة هويتها التاريخية بين الأمم الحاضرة. إن توظيف تراكم الأمة الثقافي في الحاضر، يشجع أبناء الأمة على التقدم والتطور لإعادة إنتاج إرثهم الثقافي بآليات الحاضر لتستعيد مكانتها في المجتمع الدولي.
يقول (( أحمد أوغلو )) : " إن إعادة بناء الهوية المجتمعية بالتراكم الزماني والمكاني والحقائق الراهنة يمنح المجتمع مكانة مميزة في المجتمع الدولي ".
إن رفض الإرث الثقافي كله لصالح الحاضر الثقافي كله يفقد الأمة خصويتها وهويتها العاكسة لمساهمتها في الحضارة الإنسانية، وبما أن الإرث الحضاري وحده ليس كافياً لتعزيز هوية الأمة في الحاضر من دون مواكبة التطور والتقدم فإن التخلي عنه لن يزيدها تطور وتقدم. لكن غرسه في ذهن جيل الحاضر يحفزه على نحو لاواعي التمسك بالهوية وإعادة إنتاج سماتها لربط الحاضر بالماضي ومد جسوره إلى المستقبل.
يعتقد (( مسعود ضاهر )) " أنه رغم اكتساح التكنولوجيا الغربية وعلومها المتطورة جميع مفاصل المجتمع الياباني، لم يتخل عن موروثه الثقافي وقيمه الاجتماعية والسلوكية ".
إن الأمة ليست وليدة الصدفة، وإنما نتيجة لتراكم جهد أجيالها على نحو متواصل لرفد الحضارة الانسانية بسمات هويتها الثقافية وخصوصيتها المحددتان لمكانتها بين الأمم.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن ممارسات


.. مراسلنا: اعتقال شخص بعد أنباء عن طعن عدة أشخاص في محطة لمترو




.. إسرائيل تلوّح بإمكانية الانسحاب من الأمم المتحدة.. ما القصة؟


.. وفد إسرائيلي يخطط للسفر إلى القاهرة لاستئناف محادثات الأسرى




.. إصابات واعتقالات خلال فض احتجاجات في حديقة أميركية شهيرة