الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة مقدسة والجنس ليس غول

أحمد عفيفى

2011 / 10 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ييريس غاموس ...

مصطلح اغريقى يعنى الزواج المقدس، وهو طقس إحتفالى يعود إلى أكثر من ألفى سنة، وكان الكهنة والكاهنات المصريون، يؤدونه بإنتظام، للاحتفال بخصوبة الانثى المتجددة، وهو زواج بمعنى الاتحاد، فالييريس غاموس برغم كونه طقسا جنسيا، الا انه لم يكن يرتبط نهائيا بالشهوة الجنسية، فقد كان فعلا دينيا روحانيا بحتا، فالاتصال الجنسي قديما، كان هو الفعل الذى يتقرب من خلاله الذكر والانثى الى الرب، وقد آمن الاقدمون إن الذكر يكون ناقصا دينيا حتى يحصل على المعرفة الجنسية من الانثى المقدسة، لذلك ظل الاتحاد الجسدى مع الانثى هو الوسيلة الوحيدة التي يكتمل بها الذكر دينيا ليتوصل الى المعرفة الروحية المطلقة أو معرفة الرب.

ومنذ عهد إيزيس، كانت الطقوس الجنسية، تعد الجسر الوحيد، الذى ينقل الانسان من الارض الى الجنة، وذلك عن طريق الاتحاد مع المرأة، فالانسان يمكنه الوصول الى لحظة يمحى فيها كل شىء فى عقله، وعندها فقط، يتمكن من رؤية الرب. مما يعنى إن بلوغ النشوة الجنسية، هو بمثابة نوع من الصلاة.

فمن الناحية الفسيولوجية، تترافق النشوة الجنسية عند الذكر، بحالة صفاء ذهنى تام، تستمر لجزء من الثانية، وهى لحظة صفاء ذهنى مطلق، يمكن أن يلمح الرب خلالها.

وهو ما مكن معلموا التأمل، من الوصول الى حالات مماثلة من الصفاء الذهنى الكامل، دون ممارسة الجنس، وقد وصفوا النيرفانا، على انها نشوة روحية لا تنتهى.

ونظرة القدما ء للجنس، كانت مختلفة تماما عن نظرتنا له اليوم، فالجنس يؤدى الى خلق حياة جديدة، وهى المعجزة الاعظم على الاطلاق، ولا تصنع المعجزات الا على يد الرب فقط، لذا فأن قدرة المرأة على إن تأتى بحياة جديدة من رحمها، جعلتها مقدسة، والممارسة الجنسية، كانت الاتحاد المقدس بين نصفى الروح الانسانية، الذكر والانثى، والذى يتمكن الذكر من خلاله إن يتوصل الى الكمال الروحى والاتحاد مع الرب. اى إن الجنس طقسا دينيا وروحيا بحتا.

الا إن مجرد فكرة الجنس كوسيلة للتقرب من الرب، فكرة مرعبة وتكاد تثير الاشمئزاز، رغم إن التقاليد الدينية اليهودية الاولى، كانت تتضمن ممارسة الجنس كطقس تعبدى، حتى إن ذلك كان يتم فى المعبد، فاليهود الاقدمون، كانوا يؤمنون إن قدس الاقداس فى هيكل سليمان، لم يكن بيت الرب فحسب، بل كان بيت الربة شيكينا ايضا، لذا فقد كان يأتى الرجال الباحثون عن الكمال الروحى، الى الكاهنات أو خادمات الهيكل، ويمارسون معهن الجنس، للتواصل مع الرب، من خلال الاتحاد الجسدى، والاسم المقدس عند اليهود للرب، والذى يتألف من اربعة احرف " يهوه " YHWH و بالانجليزية JEHOVA هو الاتحاد الجسدى بين المذكر ياه JAH والاسم العبرى القديم لحواء HAVAH .

وبالنسبة للكنيسة، كانت فكرة ممارسة الانسان للجنس، كطريقة مباشرة للتواصل مع الرب، تشكل خطرا يتهدد قاعدة السلطة الكاثوليكية، لأن ذلك يقلل من اهمية الكنيسة، التي نصبت نفسها الطريق الوحيدة المؤدية للرب، ولتلك الاسباب، عملت الكنيسة جاهدة على تحقير الجنس، وجعلته عملا شيطانيا وخطيئة، وحذت اديان اخرى حذوها.

والارث الحضارى القديم والفلسفة، تعتبر الجنس امر طبيعى وطريق مقدسة، تقود الى السعادة الروحية المطلقة، ويصفه الدين بأنه حقير ومخز، بحيث يجعلنا نخاف من رغباتنا الجنسية ونعتبرها من عمل الشيطان الذى يريد البطش بنا.

وانا هنا ارغب إن يبحث كل رجل فى قلبه ويحاول إن يرى، اذا لم يستطع إن يرى الجنس على انه طقس صوفى وروحانى، إن يتحدى نفسه ويحاول إن يجد ذلك الكمال المقدس، الذى لا يمكن بلوغه الا بذلك الاتحاد المقدس مع الانثى.

إن اى دين يعتمد على اختلاق اشياء غير موجودة فى الحقيقة، اى انه ايمان باشياء نعتقد انها حقيقية، اشياء لا يمكننا اثبات وجودها أو صحتها، فكل دين يصف الرب من خلال الصور والرموز والمبالغات، فالرموز هى احدى الطرق التي تساعد عقولنا على استيعاب ما لا يمكننا فهمه، وتبدأ المشاكل عندما نبدأ فعليا بالايمان بالرموز التي وضعناها نحن بانفسنا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah


.. 178--Al-Baqarah




.. 170-Al-Baqarah