الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورات الفيس بوك

نبيل العدوان

2011 / 10 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اطلق عليها البعض اسم ثورات الربيع العربي , وانا اطلق عليها ثورات الفيس بوك, والسبب هو ان الفضل يعود الى الفيس بوك والغرب بقوات النيتو
NATO
بانجاح هذه الثورات من مصر الى ليبيا, ولا يمكن لاحد ان ينكر هذا الفضل وهذا الدور, فقد ساهمت هذه العوامل باسقاط انظمة ديكتاتورية وقمعية وانظمة الاستبداد والفساد, لكن هل كانت نتائج هذه الثورات ايجابية ام سلبية, وهل سيكون التغيير نحو الافضل ام الاسوا
من الممكن ان نتكهن عن نتائج هذه الثورات لكن بالتاكيد عامل الوقت هو الذي سيقرر ويظهر حقيقة نتائج هذه الثورات
حيث بدأت ثورات الربيع العربي بتونس واسقاط بن علي مروراَ بمصر واسقاط مبارك الى ليبيا بمصرع العقيد القذافي

لكن اذا نظرنا الى بعض ما يحدث على الساحة ومن خلال ما نراه اليوم من مصر الى تونس الى ليبيا فهناك اشارات واضحة ان بعض هذا التغيير له جانب سلبي من خلال ظهور التيارات الدينية المتشددة واستقوائها وتراجع الانظمة العلمانية فيها.

المشهد التونسي
اذا ذهبنا للمشهد التونسي وما يجري اليوم على ارض الواقع , نعم بدا الشعب التونسي خصوصا الشباب او الشابات والنساء بالتحديد يشعرون حجم الخطر الذي يحدق بهم في حال فوز التيارات الدينية اي الاسلامية بالانتخابات وما قد ينتج من من انتقاص لحقوق المراة وسيطرة التطرف وفرض القيود والحدود عليها كالحجاب والجلد والرجم, طبعا تونس ولفترة طويلة كانت تنعم بنظام علماني هو الان مهدد بالزوال لتاخذ التيارات الاسلامية مكانه, وبالنتيجة بدات التونسيات حملات تحذير من خلال الفيس بوك وتنبيه من خطر التيارات الاسلامية المتطرفة, وتداعيات الامور حيث ظهرت اليوم نتائج الانتخابات في تونس وكما كان متوقع و كل الاشارات والادلة كانت ترجح فوز حزب النهضة الاسلامي .طبعاً انا لا استغرب فوز التيار الاسلامي بزعامة حزب النهضة واي مراقب للوضع التونسي بامكانه ان يعرف النتيجة مسبقاً فلاحظنا بالاونة الخيرة والاشهر القلية الماضية انتشار وتفشي موضة الحجاب ثم المشاكل التي نجمت اثر بث احدى محطات التلفزة ذات التوجه العلماني لفيلم كاريكاتوري قيل ونسب اليه بانه يتعرض للذات الالهية بينما هدف الفيلم كان تحذير المرأة التونسية من فوز التيار الاسلامي المتشدد بالانتخابات. فقامت الدنيا ولم تقعد وخرجت المظاهرات العارمة والاعمال الاحتجاجية. مبروك فوز حزب النهضة التونسي والى الوراء. ومبروك لشعب تونس ويا فرحته بما هو آتي من تخلف

المشهد الليبي
, كذلك الامر في ليبياحيث صرح زعيم المجلس الانتقالي عبد الجليل بان الشريعة والاسلام سيكونان من الثوابت, من حيث نظام الحكم الجديد الذي سيتبع بعد ان سقط نظام العقيد القدافي وقتله على ايدي الثوار.والايام القادمة ستظهر لنا الحقيقة وتتوضح معالم ماستؤول اليه الامور لكن جميع المعطيات تشير الى مزيد من التخلف والتراجع في ظل نظام حكم اسلامي متشدد ودستور يعتمد الشريعة

المشهد المصري
اما مصر فقد كنت قد خصصت مقال سلطت الضوء فيه على الاحداث المؤسفة التي دارت في ماسبيرو وعلى الوضع بشكل عام بعد سقوط مبارك , وما يتعرض له الاقباط من اعتداءات, وهذا بدوره يؤكد ان التيارات السلفية والاسلامية المتشددة اصبحت تتحكم بالامور, وهناك اتجاه نحو التطرف والعنف خصوصا تجاه الاقليات الغير مسلمة المتواجدة بهذا البلد

نعم ساهم الغرب وساهمت امريكا والفيس بوك بانجاح هذه الثورات والتي كانت على الاغلب لصالح الحركات الاصولية والسلفية والاخوان المسلمين خصوصا في مصر وتونس و ليبيا من جهة وعلى حساب وتراجع الانظمة العلمانية والاقليات .والنتائج السلبية المذكورة اعلاه وفي طي هذا المقال تثبت ذلك
وبالتاكيد ستتجه الامور نحو الاسوأ وسيدفع الجميع الثمن ابتدائاُ من الغرب الى شعوب هذه البلدان خصوصاً المرأة التي ستفقد ما تبقى لها من القليل من الحقوق
لقد اثبتت جميع تجارب الماضي فشل الانظمة الدينية المستمدة من الشريعة بالحكم واظهرت نتائج سلبية خصوصاً بتحقيق العدالة والمساواة وفي مجالات حقوق الانسان وخصوصاً ضمان وصون الاقليات الدينية وحقوق المرأة وايضاً على كافة الصعد من النواحي العلمية والثقافية وحتى الاقتصادية والاجتماعية.
هنيئاَ لنا جميعاً بثورات الربيع العربي وثورات الفيس بوك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس تشاؤماً، وإنما هو الواقع
جيني ( 2011 / 10 / 26 - 20:52 )
هذه ليست ثورات هي حركات فيها على الأكثر 20% مخلصون لوصول بلدهم العربي إلى
مستوى أفضل..أما البقية هي حركات مصلحجية تريد تغيير الحكم ليحلوا هم محلٌها
كما جرى في مصر ،وليبيا( الآن مع حكم الشريعة )..وهذا ما يريدونه في سوريا(أنا لست من أنصار الأسد وديكتاتوريته )لكن هذه هي الحقيقة
لذلك الشعب العربي منحوس ..لا ننسى ابدا أن الحكومات العربية وشعوبها من طينة واحدة..لاحظوا كيف أن القذافي إغتالوه بالرغم من وجوب محاكمته

تحية


2 - استاذ نبيل
هالة ( 2011 / 10 / 27 - 00:51 )
هناك من يتنبا بان ثورات الربيع العربي ستاتي بشتاء اسلامي الذي بدوره يستغل الديموقراطية وصناديق الاقتراع للقاعدة الشعبية التي ساهمت الانظمة الديكتاتورية على سحقها وتخلفها
الحركات الاسلامية التي بقيت خامدة ما يقرب قرن من الزمان اطلت فجاة بدعم السعودية من كهفها لتفرض الزبيبة والجلباب و الصوم والصلاة بالعصا ,و تطبيق شرع الله في الاقتصاد والتعليم والفنون والسياحة
الرب يباركك



3 - ثورات الفيس بوك
فرح ( 2011 / 10 / 28 - 03:00 )
هي ليست اكثر من عملية لتقسيم الشرق الاوسط بين سنة وشيعة , وطرد او حتى تهميش الاقليات الدينية الاخرى والعلمانيين وطبعا المراة, فايران والسعودية تدعمان الحركات التي تميل مصالحها تجاهها, وهما من الدول التي تنتهك فيهما حقوق الانسان بشكل يومي

احترامي


4 - عزيزتي فرح هم مقسٌمون أصلا حتى تحت سقف الوطن
جيني ( 2011 / 10 / 29 - 19:00 )
من حين ظهور الإسلام بقيادة محمد بدأ التقسيم بدءاً بدنا أعجوبة لإلهية لتصلح الأحوالمن العائلة، فصارت العائلة تحوي أولادا من
أمهات متعددة تصوروا أحد ملوك السعودية لديه فوق ال55 ولدا من أكثر من 12 زوجة
ثم ظهر المرتدون ، ثم أنصار علي ، ثم أنصار عثمان ، ثم الخوارج ، ثم المعتزلة والآن السلفيون ، الشيعة، القرآآآنيون ،المعتدلون ،الوهابيون ....وإلخ
لا احد له يد في هذا التقسيم سوى هم الوحيدون المسؤولون
فرح وينك عند وفاء ؟؟؟؟


5 - أستاذ نبيل ها أنا أطلع على مقالك
نزيهة ( 2011 / 12 / 13 - 00:13 )
النظام العلماني الذي تقول أن تونس نعمت به كان نظاما إرهابيا بأتم معنى الكلمة صادر الحريات وسجن وعذب وقطع الأرزاق ولكل من يتحسر على النظام العلماني في تونس تعرفون مكان زعيمه استفيدوا من تجربته وسترون العلمانية لقد حكمتنا عصابات بالتواطىء مع بعضمن مدعي العلمانية وقد كان ضحيته مجموعة من المناضلين من التيار اليساري مثل السيد حمه الهمامي والسيد المنصف المرزوقي والإسلامي مثل الجبالي واللوز وشورو والآن تحرر الجميع من الإستبداد ومن خدمه وما ذكرته في مقالك هو الكلام الذي سمعناه طوال أشهرفي حملة انتخابية لم تؤت أكلها
وأقولها على هذه الصفحة مبروك لتونس بكل شخص مخلص إسلامي أو يساري
نعم لدولة مدنية تحفظ فيها الحقوق هذا ما اتفقت عليه جميع الأطراف


6 - نزيهة انت لم تجيبي
نبيل العدوان ( 2011 / 12 / 21 - 00:18 )
نزيهة انت لم تجيبي ماذا سيكون رد فعلك لو تحولت تونس الى افغنستان او ايران او السعودية؟ ماذا سيحصل للمرأة؟ لا تقولي هذا لن يحدث اين الضمانات؟ ولا تقولي هناك نساء بالبرلمان هذا لا يعني شيء كثير من المسلمات راضين عن المعاملة والاسائة التي تتعرض لها المرأة ولا تقولي انه هناك احزاب اخرى ويساريين السلطة الفعلية بيد الاسلاميين

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah