الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوظيف الفعال لعناصر القوة في المجتمع

صاحب الربيعي

2011 / 10 / 26
المجتمع المدني


يتطلب استثمار طاقات المجتمع الكامنة تعيين مصادر قوته الأساس لتوظيفها في الحاضر، بعدّها طاقات تراكمية تشكل إرث المجتمع الحضاري. ويمكن وصفها بالمحمول غير المرئي المتوارث من عوامل المحيط أحد مكونات منظومة الوعي الاجتماعي الراسخة في اللاوعي الاجتماعي تنهل من خزين مورثه الثقافي والنفسي والقيمي باختلاف مصادر مكوناته البشرية على أرض الواقع.
لأن محمولات الإرث الوطني لا تختص بمكون اجتماعي من دون آخر وإنما تعدّ محصلة لمساهمة كل مكوناته الاجتماعية عبر التاريخ على أرض الوطن، فكلما زاد الانتماء إلى الأرض تعزز حق الادعاء بأرث الأجيال السابقة كونها تنتمي إلى الأرض نفسها على نحو أكبر من انتمائها إلى المكون الاجتماعي. إن المواطنة انتماء إلى وطن بمكوناته الاجتماعية وإرثه الحضاري، فالهوية تعدّ تعريفاً لمواطنة ودالة انتماء إلى وطن الحاضر الوريث الشرعي لإرث الماضي الحضاري.
يعتقد (( أحمد أوغلو )) " أن رؤية المجتمع الستراتيجية تستند إلى إرثه الحضاري المتمثل بحجم التراكم الثقافي والنفسي والديني والقيمي في محيطه الجغرافي الذي يميز وجوده ويحدد مكانته في المجتمع الدولي ".
إن حقن وجدان المجتمع بإرث الماضي الحضاري الشاخص في الحضارة الانسانية يمنح الجيل الحاضر قوة معنوية لتوظيف مكوناته للنهوض بالحاضر، ليكون معادلاً لفخر الماضي وجسراً للتواصل الحضاري إلى المستقبل. على خلافه فإن عدم توظيف عناصر القوة لإرث الماضي على نحو فعال في صناعة الحاضر يضعف قوتها في المستقبل خاصة إن كان حجم التراكم الحضاري في الحاضر ضئيل قياساً بالماضي، وبمعايير تنافس المجتمعات الحاضر لاحتلال الصدارة في المجتمع الدولي.
يعتقد (( أحمد أوغلو )) " عدم تفعيل مصادر قوة المجتمع على نحو حقيقي تصيبها بالضعف والانحسار ".
لا يتعاظم شأن الدولة بحجم قوتها العسكرية وفرض إرادتها السياسية وحسب، بل قدرتها على توظيف كل عناصر القوة الكامنة في وجدان مجتمعها واستثمارها على نحو فعال لتعزيز دورها في المجتمع الدولي. إن إغفال الدولة عناصر قوة مجتمعها الكامنة من تخطيطها الستراتيجي بعيد المدى والتركيز على عناصر قوة مجتمعها الحاضرة، يؤسس إلى قطيعة مع إرثها الحضاري الذي يمنح شعوراً على نحو لاواعي الانتماء إلى وطن وموروث حضاري يساهم على نحو ايجابي في صناعة الحضارة الإنسانية.
يقول (( أحمد أوغلو )) : " إنه تكتسب العناصر الجيوثقافية والجيواقتصادية والجيوسياسية أهميتها العظمى في تخطيط الدولة الستراتيجي ".
إن الشيء المعلوم في الحياة دالته إرثه التاريخي وصلاته بالمحيط والشيء المجهول يفتقد لدالة تاريخية وتعين الصلات مع المحيط، كذلك الوطن وإرثه الحضاري دالة انتماء لمكوناته المجتمعية وأحقيتها الادعاء بإرث الماضي. لأن الوطن أزلي والدولة زائلة ما يجعل حصاد دولة الحاضر وفيراً في توظيف عناصر قوة مجتمع الحاضر الكامنة في صناعة حضارة المستقبل.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيام لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.. موجات الحر تفاقم معا


.. العالم الليلة | ترمب: أتطلع لمناظرة بايدن.. ونتنياهو لعائلات




.. الأمم المتحدة تبدي انزعاجها من إجراءات إنفاذ القانون ضد محتج


.. الأمين العام للأمم المتحدة: نحث الأطراف بقوة على التوصل لاتف




.. اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية في احتجاجات داعمة لغزة