الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناعة شرسة أم قناعة شرسة

أحمد عفيفى

2011 / 10 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


للحيوانات جهاز مناعة شرس وصارم، يتعامل مع الأجسام الدخيلة الضارة " النفايات وما يعلق بها من جراثيم وطفيليات وميكروبات " تماما كتعامله مع الغذاء السليم، فيتناولها ويأكلها ويمضغها ويبتلعها ويطحنها فتصير جزءا لا يتجزأ من طعامه الذى يهضم بمعدته وتمتصه أوردته فيجرى فى عروقه مجرى الدم، رغم ما فى تلك النفايات من ضرر قاتل، إلا أن جهازه المناعى تعود وتأقلم على أن يطحن كل ما يجده أو يلقى إليه‘ للحفاظ على حياته، وإبعاد شبح الفناء عنها والحفاظ على إستمراريتها.
المسلمون أيضا حيوانات ذات جهاز قناعى شرس، فهم يقتنعون بكل النفايات الإلهية والنبوية، ويحولها جهازهم القناعى إلى غذاء يجرى فى دمائهم، دون نقضها وفرزها والتخلص منها، بفضل وفعل التعود والتأقلم والتسليم و الإسلام.
فهم يقدسون الله، الذى بدوره يقدس نبيه، ويصلى عليه، ويقرن أسمه باسمه، بل ويزيد ويأمر ملائكته أن يصلوا عليه ويغالى ويسلم تسليما، وكأن الصلاة وحدها لا تكفى، وحتى بعد أربعة عشر قرنا، لم يدرك مسلم واحد، ماذا عنى الله بتلك الصلاة، هم يقبلونها ويرددونها فقط كالببغاء كما أمروا، رغم أنهم فى نفس الوقت يستنكرون على المسيحيين قولهم أن المسيح أبن الله، ورغم أنهم يتعاملون بنفس المنطق الرافض لأبوة الرب مع محمد على أنه أبن الله، فهم يصلون على محمد اكثر مما يصلون لله.
المسلمون يقبلون كل نقائص ونقائض ومتناقضات القرآن والسنة عبر جهازهم القناعى الشرس، على انها نصوص مقدسة لا يأتيها الباطل، فيمررونها ويبتلعونها ويقبلونها ويدافعوان عنها، ولو أنهم يتعاملون مع تلك النفايات بالعقل، وهو الفارق بينهم وبين الحيوانات، لوجدوا فيه اختلافا وارتجالا واستخفافا، فهو بادىء ذى بدء يحضهم ويحضرهم ويحرضهم ذهنيا منذ النفاية الأولى بأنه كتاب لا ريب فيه، هكذا من قبل أن يعرض عليهم ما فيه، بكل السخف والتجاوز الموجود فيه، ثم تنفرد نصف أولى وأطول سورة بذكر اليهود الملاعين أحفاد القردة والخنازير، وطبقا لتلك الصفات، فالله نفسه يؤيد بنفسه وفى نصه المقدس الأزلى غير المخلوق دون أن يدرى نظرية النشوء والارتقاء، ويبارك مجهود داروين فى كشف ومعرفة أصل الأنواع، إذ اليهود قردة كما أشار وأثبت العالم الإنسان داروين مصداقا لقول الله فى نصه.
وفى تناقض صارخ وسخيف، يسهب الله فى الكلام عن اليهود، وكأنه لا زال متأثرا بهم وحريص عليهم وأنهم شعبه المختار، كما المسلمون خير أمة أخرجها للناس، ولا أدرى هنا لماذا أختيار الله وخيره محصوران دائما فى القردة والحمير، لماذا لم يختار شعبا من الأوروبيين أو الأميريكيين، فهم متحضرون وآدميون أم أنه لم يكن يعلم شيئا بعد عن العالم الجديد، وأنه يمكن أن يظهر قوم مختارون وخيرون دون حاجة للدين وللنصوص الثابتة الجامدة المتهافتة المتناقضة، التى تحشر اليهود حشرا فى كتاب للمسلمين وكأنه كتاب لليهود فيبكى عليهم ويلومهم ويعاتبهم ويطلب منهم طلبات غبية ويسهب فى وصف تلك الطلبات الغبية من بقر اصفر فاقع لونه إلى آخرة مما لا يقدم أو يؤخر فى سند سماوى.
والناظر بعين العقل لا بعين الحيوان أو النقل، يشعر أن الرب القرآنى كالرب التوراتى، ما زال متأثرا باليهود، يفيض فى ذكرهم، ويمدح فى صفاتهم ويختارهم لنفسه، ثم ينقلب عليهم بعد أن ينقلبوا عليه كأى رد فعلى بشرى نزق، فيخسئهم قردة وخنازير، وما هم بقردة وخنازير، هم بشر يخطأ ويصيب، تماما كالمسلمون، أو كأى بشر، والرب القرآنى لا يفتأ يخرج من عباءة الرب التوراتى، فيغضب ويثور وينتقم ورغم ذلك وسعت رحمته كل شىء!! ثم هو مهووس بالجنس والفرج والنفاس والحيض وكلها أمور نظمها العرب بدون كتاب ولا تليق بنص سماوى مقدس على افتراض انه نص وسماوى ومقدس.
ثم أن العرب قبل الإسلام لم تكن جاهلية، فهم كانوا يعبدون الله ويقسمون بالله " تا الله " و " بالله " ويكنون أبنائهم بإسم الله، ونبيه دليل مباشر على ذلك " محمد بن عبد الله " ونبيه من قال بحقهم " خيرهم فى الجاهلية خيرهم فى الإسلام " أى أن الإسلام تحصيل حاصل وجلبا لمنفعة، وذكر آلهتهم اللات والعزى على لسان ربه فى نصه المقدس ثم تراجع كعادته وعادة إلهه وقال ألقاه لى الشيطان، وكأن سلطة الشيطان تتجاوز سلطتة الله فى التنزيل والوحى أو كأن جبريل المسكين كان مشغول بأمور أخرى أهم من الوحل فتقلد الشيطان مهمته وأرسل على لسان النبى الأمى إعترافا بآلهة العرب.
والعرب قبل النص والنبوة كانت تعبد وتصلى وتحج حول نفس البيت العتيق وتحلق وتطوف وتسعى وتنحر، أى أن النص فى أبسط وأسخف صوره حافظ على عاداتهم الوثنية ولم يغير أو يضيف أليها مرضاة لهم ولبأسهم وعاداتهم أو بالأحرى مرضاة لنبيه الميكيافيللى البرجماتى.

والنساء فى الجاهلية كانت منهن الشاعرة " الخنساء " وسيدة الأعمال " خديجة بنت خويلد " والنساء بعد الأسلام قوارير فى بيوتهن فى إنتظار الرجل المقدس أن يأتى أنى شاء لينكح ويطأ ويملأ تلك القوارير وكأن المرأة فى الإسلام " على الرغم من أنها نصف الدنيا وربما أكثر فهى ألام والأخت والزوجة " اختزلت إلى مجرد فرج، وأذا خرجت المرأة المسلمة، تخرج لقتال المسلمين فى واقعة الجمل، وهى من ؟ من يجب أن يأخذ عنها المسلمين نصف دينهم، يأخذ المسلمون نصف دينهم عن مراهقة غير مسئولة عن أفعالها، بل ومسئولة عن أول وأكبر فتنة فى تاريخ قومها ودينها، وفاتحة لباب الفتنة على مصراعيه بعد ذلك لخروج الفتن والمحن والفرق.

قد أقسو قليلا بتشبيه المسلمين بالحيوانات، ولكنه تشبيه مقدس لو كنتم تعلمون، فالله المقدس، ذكر فى النص المقدس، أن الإنسان قد يكون كالأنعام، وبما أن المسلم إنسان، فهو قد يجوز عليه الوصف، ولكن لأننى بشرا عادي وفاني وغير مقدس، فأنا أعتذر لكل مسلم شبهته بالحيوان، وأرجوه أن يعرض ما يقرأ من قدسية على جهاز قناعته مرة أخرى، فربما تحولت قناعته الشرسة إلى مناعة شرسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا فرق
ALP ( 2011 / 10 / 27 - 20:59 )
اسلوب جميل نتمنى عطاء مستمر

حتى الحيوانات لا فرق سوف لن تنجوا وستحشر ، ليقتص لجحلاء من ذات القرون كما يقول المفسرين

تصور مئات الملايين يؤمنون بهذه الهزلة

لك كل الود


2 - ربما ما نكتب ... يصنع فرق
أحمد عفيفى ( 2011 / 10 / 29 - 13:04 )
ونحن صغار تنقش تلك القصص على وعينا الشمعى فيتقبلها رغم عنه حتى تجف وتصبح كنقوش فرعونية يصعب طمسها أو مسحها أ تغييرها خاصة عندما تتسلل من الوعى إلى اللاوعى .. وحسبى أن المسلمين فقط مساكين وفقط للعلاج محتاجين كى لا يحشروا كالشاه فى الحياة.

محبتى وشكرى على ثناءك

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah