الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس: هل هي غزة القادمة؟

حميد زناز

2011 / 10 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حينما يبور قطاع السياحة في تونس و يضرب الغربيون عن المجيء للتمتع بأشعة الشمس كما كانوا يفعلون على طول أيام السنة و حينما يهرب رأس المال خوفا من غد لا يعرف أحد كيف سيكون و حينما تستفحل البطالة و يعم اليأس و تسد أبواب الأمل لن يجد من أعطوا أصواتهم لحزب النهضة الأصولي سوى التعلق أكثر فأكثر بالغيبيات و اللجوء إلى تجسيدها شكليا على أرض الواقع بإطالة لحى و التكفن في نقاب والصلاة إلى أن تتقيح الجباه وإلى فرض تعميم الوهم بالقوة و الضغط.. هكذا هو الحال عندما يتم وضع العربة قبل الحصان. وكان ذلك منتظرا مثلما كان الحال في الجزائر منذ عشرين سنة مضت والآتي من مصر أعظم. و لكن الأمل يعمي الأبصار أحيانا. هل تعني نتائج الانتخابات شيئا بعد عشريات من القمع و الجهل والفقر و الأسلمة و الأظلمة ؟ أليس الأمر مجرد ديمقراطوية فجة و تنفيس عن روح مغبونة؟
لا أحد ينكر وجود مجتمع مدني حقيقي في تونس يمثله ربما بالتساوي كل من العلمانيين و الإسلاميين إن لم يكن الأكثر تطورا على طول الوطن العربي. ولكن الأغلبية العظمى من الشعب التونسي لا علاقة لها بصراع الأفكار قط و ليس لها من الثقافة السياسية الديمقراطية أي زاد. و هو حال كل المجتمعات العربية دون استثناء. و من البديهي في هذه الحال أن التصويت لديها لا يعني اختيار برامج و إنما اختيار هوية. يكفي للمترشح أن يرفع راية الإسلام وسيكون النجاح له مضمونا. "أصواتكم أمانة معلقة في رقابكم تُسألون عنها يوم القيامة." هكذا أرهبت جبهة الإنقاذ المؤمنين في الجزائر علانية على لوائح الحملة الانتخابية و هكذا في السر فعلت النهضة و هكذا تفعل أحزاب الجنة و النار مهما كان الزمان و الديار.
ما لم يحسم في هذه المسألة بإبعاد الإسلام نهائيا من المعارك السياسية، لن يصل العرب إلى مرحلة سلم اجتماعي و لا إلى تداول حقيقي على السلطة أبدا. و سنبقى لعبة بين ديكتاتور أمرّد ذاهب و ديكتاتور ملتحِ آت وهكذا دواليك إلى أن نندثر غير مأسوف علينا دون الوصول إلى إقامة الدولة الإسلامية الوهمية و لا الدولة العلمانية الحقيقية بل نغرق في بحر دويلات و طوائف و حروب أهلية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ومن يسمعك ؟؟؟
AichaMchich ( 2011 / 10 / 26 - 15:06 )
مقال يرصد الحقيقة ..وواقع مؤسف نجر اليه..تحت اسم الاسلام.. ولكن يطرح سؤال ما دورنا ودوركم استاذ غير النزول الى ارض المعركة للتوعية واظهار الحقيقة الخافية عن اعين الناس البسيطة...يجب ملامسة الشارع وازالة الغشاوة عن اعينه... ليس هنا فقط فهذا منبر النخبة ..اذا لم يكن هذا الحل فسنكون غدا في ما قبل التاريخ..ولن يرحمنا التاريخ نفسه ....
تحياتي..


2 - نسبة45بالمئة ليست اغلبية
نور الحرية ( 2011 / 10 / 26 - 17:06 )
اعود واذكر ان الشعب التونسي باغلبيته عارض مشروع النهضة بنسبة اكثر من 50 بالمئة النهضة حازت حوالي 45بالمئة فقط وليس الحال كالجزائر مثلا حيث حازت في الدور الاول اكثر من 80بالمئة


3 - مرحلة لابد منها ... هكذا يقول علم المنطق ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 10 / 26 - 17:42 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي ألأخ حميد وتعليقي ؟

1 : يبدو أن الغرب عرف أخيرا دواء العرب والمسلمين وخاصة العوام ، ديمقراطيات الدم والثأر والذبح والإنتقام ، وليس ديمقراطيات الصفح والغفران والبناء مع كل ألأجناس والأقوام ، إذا ليس علينا سوى قراءة سورة الفاتحة على أوطاننا والسلام ؟

2 : نرجو أن تكون مجرد مرحلة حتى تفوق شعوبنا من سباتها ، وتدرك الحقيقة المرة أن الحضارة لا تصنعها سيوف الردة ولغة التخوين والتهديد والكلام ؟

3 : لكن على مايبدو أن شعوبنا لاينفع معها لا أصوات المدافع والقنابل ولا الصلاة والصيام ؟

اخر الافلام

.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال


.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل




.. 106-Al-Baqarah