الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإله الأوٌل

محمد ماجد ديُوب

2011 / 10 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما نشرت مقالي السابق والذي هو بعنوان :آلهتكم ثلاثة كتب الأستاذ المحترم سامي لبيب مقرظاً ما كتبت ورأى فيه أفكاراً تصلح لأن تكون موضوعات لدراسات مستفيضة وفي الحقيقة إذ شكرت الأستا لبيب على تقريظه ما كتبت إنتابتني موجة من الحيرة فدعوة أستاذ بحجمه هي دعوة قد لاأتمكن من تلبيتها خصوصأ أنه إكتشف أنه لدي ميل بسبب كوني مدرس رياضيلت وفيزياء إلى الكتابة المكثفة دليلي القول المأثور خير الكلام ما قلً ودلً

وكبرت موجة حيرتي حين فكرت في أن ألبي الطلب إذ فكرت كيف سأبدأ وماهو المجال الذي سأخوض فيه هل هو المجال التاريخي؟ وهذا هو الأمر الطبيعي وسألت نفسي هل بإستطاعتي أن أكون دارساً في التاريخ وأنا مجرد قارىء له فوجدت أن المهمة فوق طاقتي إذا ما إعتمدت التاريخ موضوعا ً لدراسة هؤلاء الآلهة ولكن بعد تفكير فيه تركيز شديد للخروج من هذه الورطة التي وضعني فيها الأستاذ سامي على طريقة مدرس لم يحضر درسه جيداً ففاجأه أحد الطلاب بسؤال محرج ولمعت في ذهني فكرة وجدت فيها مخرجاً من هذه الورطة :علم النفس

ليكن مجال الدراسة هو علم النفس عن طريق دراسة الأحلام فعن طريق دراسة الأحلام نستطيع أن نوجد المرتكزات المعرفية الدافعة للسلوكيات البشرية عبر تاريخها المعرفي والمختزنة في اللاوعي الفردي والجمعي لمجموعة بشرية ما في حيز جغرافي ما إذ أن كارل غ يونغ أقام دراساته وآرائه في علم النفس كلها على فكرة المعرفة المختزنة في اللاوعي البشري والتي هي وكما يسميها معرفة أسطورية والتي تشكل بمجملها الدوافع العميقة الكامنة خلف سلوكياتنا إذ بقليل من التدقيق والتبصر نجد أن حركة التاريخ البشري اللولبية المغلقة لم تشذ يوماً عن المسار الذي ترسمه هذه الدوافع في حياة المرء ولكن الأمر في الإختلاف لا يعدو كونه تقدم أو تأخر هذا العامل أو ذاك لآسباب لها شروطها الإشباعية والتربوية

هذه الآلهة الثلاثة (السلطة والمال والجنس) هي في حقيقتها الدوافع الخفية للحركة التاريخية على اللولب المغلق لمسيرة الحياة وما الشعارات البراقة في الحرية والعدالة والديموقراطية التي تطرح بين الفينة والأخرى إلا فقاعات يطلقها مثقفون أو سياسيون تجتاح أدمغتهم الأحلام لكي لانقول الأوهام كفقاعات صابون يطلقها طفل صغير يلهو بقصبة توضع في كأس ماء فيه صابون وتكون فيها لغة نفاق على البسطاء الذين لادور لهم سوى أن يكونوا وقوداً يحترق لتصل هذه المجموعة المثقفة وعلى الأغلب تلك المجوعة السياسية إلى مآربها في الوصول إلى جنة السلطة وما أدراك ما جنة السلطة فهي تلبي حاجاتنا النفسية غير المشبعة في التسلط لنفرض على الآخرين الإعتراف بنا على حد تعبير آلفرد آدلر والجنس من خلال الحصول على الصديقات السريات والعلنيات لإشبباع رغباتنا الجنسية التي لاتشبع على حد تعبير فرويد ولنتمتع بالحصول على إشبا غرائزنا في التملك فهذه الحاجة ( حاجتنا إلى التملك )غير المشبعة على وجه الخصوصأعتقد أنها مازالت حتى الساعة الدافع الخفي الكامن في أعماق النفس البشرية والذي يشطب من مسيرتنا في الإقتصاد حلم العدالة في توزيع الثروة والذي نسمية إشتراكية وهنا أود الإشارة إلى من يتوهمون بإنتهاء العصر الرأسمالي بالقول لهم أنه ما لم يتم غسل دماغي لكل البشر بتطهيره من موروثة حب التملك فستبقى الرأسمالية ولو بأشكال مختلفة ظاهرياً لكنها في حقيقتها واحدة إلى أن ما لانهاية وسيبقى الحلم الإشتراكي حلماً

إن الإله الأول وكما إرتأيته أن يكون أولاً هو السلطة وتصنيفي التراتبي هنا لقناعتي أن السلطة لمن يملكها هي الطريق إلى تلبية بقية الإشباعات الأخرى بسرعة أكبر
لنر من هو السلطان في الموروث الأسطوري عند المسلمين

في كتاب إبن سيرين تفسير الأحلام الكبير نجد التالي :

السلطان في النوم هو الله تعالى رؤيته راضياً دالة على رضاه ورؤيته عابساً تدل على إظهار صاحب الرؤيا أمراً يرجع إلى فساد الدين ورؤيته ساخطاً تدل على سخط الله تعالى

ماذا نلاحظ في معنى السلطان في النوم عند إبن سيرين والذي يعتبر من أكبر معبري الأحلام في التاريخ الإسلامي ؟

نجد التالي : إن الله الحاضر في الفكر والغائب عن العين في نظر المسلم هو السلطان الحاضر في الفكر والعين وكون الله لم يرً فالرمز الجدير بأن يكون بديلاً عنه في النوم وهو حالة غير واقعية( الله ) بمعنى حالة غير موجودة مادياً في الواقع إذ لابد من جعله واقعياً في الحلم عندها لابجدير بذلك غير السلطان فكما أن الله هو رأس العالم فإن السلطان هو رأس الدولة وهذا يعتبر تشاكل ما بين الحلم والواقع لحالة رمزية مع حالة واقعية مما يدل على أن السلطان سلطته من سلطة الله في نظر الأسطورة الإسلامية وأنهما كلاهما واحد في المضمون وإن إختلفا في الشكل وهذا يقودنا وبحكم أن الإنسان يأخذ بالواقع أكثر مما يأخذ بالحل إلى أن السلطان في الموروث المعرفي الأسطوري الإسىمي في حقيقة الأمر هو الله

بناءاً على ما تقدم نجد أن رضاء السلطان في الحلم هو رضاء الله في الواقع وسخط السلطان يدل على سخط الله في الواقع وفي الحقيقة هنا عملية تبادل للأدوار إذ أصبح الرمز الدنيوي دالاً على الرمز الديني وهذه عملية تجري كثيراً ويقر بها علم النفس تحت ما يسمى الهدف البديل

والسؤال الهام هنا إذا لم يكن السلطان هو إلهك الحقيقي في الواقع فكيف يعتبره عقلك الباطن لإلهك في الحلم ؟؟

إن هذا الإعتبار ( السلطان في الواقع هو الله في الحلم ) في الموروث الديني الإسلامي هو في حقيقة الأمر كما يبدو الدافع الخفي والكامن في اللاوعي لأن يكون هذا المسلم إلهاً على الأرض من خلال إمتلاكه السلطة وفي سبيل هكذا أمر الحاجة إلى إشباعه كبيرة وهائلة نرى القتال الضاري والشرس والوحشي والخالي من الرحمة -وقد ذكرت أمثلة في مقالي السابق عن هذه الوحشية -بين المسلمين على السلطة ومن لا يجد في نفسه القدرة على خوض غمار الحرب من أجلها تراه إلهاً متسلطاً في بيته أو رجل دين في جامع على شاكلة القرضاوي وأمثاله من شيوخ الوهابية الذين لهم السلطة المعنوية على السلطة الزمنية أو في مدرس في صفه أو مديرفي دائرته إلخ...............ديكتاتوريات متسلطة كل في دائرة عملها وأهم ضحايا لهذه الديكتاتوريات الطفل والمرأة

إن كل من يتابع الحوارات التي تجري على صفحات هذا المنبر المحترم ويدقق فيها بحيادية كاملة وهؤلاء مثقفون ويدعون إلى الديموقراطية وحرية الرأي وإلى قبول الآخر أسأله وأستحلفه بحق الآلهة ماذا يجد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وإلى الإله الثاني الذي هو المال .......................نلتقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس بالخبز وحده يحيا الانسان
جواد الصالح ( 2011 / 10 / 27 - 07:23 )
الاستاذ محمد ان محاولة تسطيح الانسان بهذه الدوافع الثلاث هو نوع من الابتسار والتجني على هذا المخلوق الرائع والقذر بنفس الوقت اذ من الصعوبه ارجاع كل سلوكيات الانسان المعقده والمثيره تحت هذه الالهه كما اسميتها صحيح ان السلطه والجنس والمال تشكل منظومه عالية التقنيه للاخذ بيد الانسان في دروب الحياة ومتاهاتها لكن حينما نقف مبهورين امام منظر ساحر او محنه المت باخرين او منظر يضرب فيه شخص بقسوه الاتلاحظ معي وجود دوافع اخرى كحب الجمال او عاطفة الرحمه التي كثير ماتطغى على سلوكنا وربما تكون معادلا موضوعيا للالهه المتقدمة الذكر. هناك الكثير الذي يقوم به الانسان دون الرجوع الى اي من تلك الدوافع واقصد بها الحركات الماديه الغير مرتبطه بمنظومه غيبيه والتي يقتل افرادها دون الامل بالحصول على جنه اوانتظار مثوبه ربما ترد بان ذلك هو نوع من البحث عن السلطه ولكن شاهدنا الكثير يقدم على الموت في سبيل مبادئ يعلم علم اليقين انه لن يرى ثمرتها في حياته لودققنا في الموضوع لوجدنا دافعا اخر يقفز على السطح وهوحب الاخرين وكما ترى فهو حب صافي مجردمن نوازع الجنس اختم كلامي بقول لديورانت (لايمكن تفسيرالامحدود بالمحدود)0


2 - تحيه لكم ايها المتميز
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 10 / 27 - 08:02 )
سيجد ان من اسباب تخلف اي مجموعه بشريه هم مثقفيهم الذين لا يحسنون القراءه سواء ما على السطور او ما بينها
الافكار او الربط بين الجمل وهم بعض ممن اشرت اليهم
يرجمك بكل خزينه الثقافي عندما تقول تعالوا نقراء او تدعوا للنقاش البعيد عن احجار الافكار وان ابتعدت عما نحت في اعماقه ستكون منحرف وليس مجتهد او متامل حتى لو كنت على حق او على فرض ان احدنا لم يفهم الاخر تراه يستل سيفه الذي اصابه الصداء منذ صناعته لانه لم يستعمله
واحد منهم ذهب للعمل في الزراعه وكان يحمل(مسحاة)صداءه ظنا منه ان في ذلك ما يعني خبره رفضه صاحب العمل وهو مستغرب فسال صاحب العمل لماذا فقال له ان المسحاة التي تستعمل لا تصداء فانت لم تستعملها منذ زمن اي انت غير نشط
تقبل التحيه


3 - عذراً
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 10 / 27 - 08:10 )
فكيف يعتبره عقلك الباطن لإلهك في الحلم وهنا الجملة ينقصها كلمة رمزاً التي لم ترد سهواً لتصبح الجملة على النحو التالي فكيف يعتبره عقلك الباطن رمزاً لإلهك في الحلم ؟أرجو الإنتباه ولكم الشكر


4 - الأستاذ المحترم جواد
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 10 / 27 - 08:56 )
أخي العزيز هل تعتقد أن المشاعر والعواطف هي منفصلة عن الدوافع الكامنة في الذات الإنسانية ؟ هل تعتقد أن حاجتنا للحب والخير والجمال ليست سوى رغبات تطلب إشباعاً أساسها الدافع لها هو نقص نفسي أزلي في الذات الإنسانية ؟سببه السلطة المطلقة للحاكم وديكتانوريته وعدم وجود العدل في حياتنا على مدى التاريخ هل ترى منظر فتر يدخل ماسورة في مؤخرة القذافي الأسير منظراً جميلاً إفتقدناه في حياتنا العربية والإسلامية ؟
ما حاجتنا لله إن لم يكن لتقديم خدماته لنا في ضعفنا وإنكسارنا وعدم إمتلاكنا للقدرة التي نريدها لتحقيق ما نريد ؟
هل وجودت خصياً يعرف الحب بكل معانيه ؟ وهذه أدركها الأتراك فكانوا يخصون العبيد ويستخدمهونم في خدمة الحريم في الحرملك
نحن لانبسط الموضوع ولانسطحه لكن نبحث في الدوافع العميقة كما بحث كوبرنيكس عن الصحيح في دوران الأرض جرد الإنسان من هذه الدوافع كلها أو خلصه من هذه الآلهة هل بعدها سيجد لحياته معنى ؟ولك تحيتي وإحترامي


5 - أسعد صباحك يارضا الغالي
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 10 / 27 - 08:59 )
لقد أرسلت رداً مشابهاً لردك للأستاذ سيمون خوري على مقاله الموجود على الصفحة حالياً لك محبتي وتقديري


6 - الله لا يعطيك العافية
عبد السلام الأغواني ( 2011 / 10 / 27 - 16:29 )
لأنك عوايني ولحاس بصاق لبشار وماهر والشبيحة


7 - ازدواجية
سمير البزري ( 2011 / 10 / 27 - 17:50 )
حين علقت على المقال السايق للكاتب ولم استعمل إلا كلمات استعملها نفسه في المقال تم حجب تعليقي
والتعليق رقم 6 العنوان والتعليق هنا لا علاقة لها بالمقال ويستعمل كلمات سوقية فكيف يسمح المراقب هذا ويحذف تعليقي. على الكاتب ايضا ان يتدخل مع الحوار المتمدن ويطلب منهم ابقاء كل ما هو متعلق بالموضوع هذا ان كان يؤمن اصلا بحرية التعبير


8 - أخي سمير البزري
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 10 / 27 - 17:57 )
أقسم أني تمنيت على الأخوة في هيئة الحوار أكثر أن لايحذفوا أي تعليق على كتاباتي مهما كان التعلق قاسياً إنطلاقا من القول المأثور تكلم حتى نعرفك وأرجو ثانية من الأخوة في هيئة الحوار عدم حذف أي تعليق على كتاباتي أياً يكن مستواه ولك ولهم تحياتي


9 - ياهيئة الحوار
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 10 / 28 - 15:36 )
هذه هي المرة الثانية التي لاينشر فيها ردي على هذا الغبي الغواني ما السبب ؟وارد الأول كان يوم أمس هل هو واحد منكم ؟؟؟؟


10 - ما الفرق؟
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 10 / 28 - 16:55 )
ما الفرق بين الغبي والحمار ؟أليس الأول كناية فيها تورية عن الثاني ؟ ربما معكم حق فأن نصف إنساناً غبياً بالحمار فهو ظلم للحمار لاتؤاخذوني هذه فاتتني وشكراً لكم


11 - رؤية رائعة عن السلطة وأثرها فى خلق الأفكار
سامى لبيب ( 2011 / 10 / 30 - 21:31 )
بداية ممنون لتقديرك وسعيد أن أطروحاتى لها وقع لديك-وصدقنى أن تأملاتك تعجبنى لما فيها مع عمق يتحسس النفس الإنسانية ويخوض فى أغوارها وأرى أنك تستشف الأمور بشكل رائع ومقنع
هذه الرؤية رائعة كعادتك عزيزى ماجد وأجد أنها فكرة قوية تحتاج التأمل والجدال حولها
أرى رؤيتك لمفردة السلطة والتى تعنى الرغبة الإنسانية فى الهيمنة والسيادة والتى لن تخلو على الأطلاق من المصلحة المادية لتصاحبها رغبات وإشباعات وإستئثار لتتشابك السلطة مع المال فى جدلية قوية
أختلف معك فى قدرية السلطة أى أنها فى التركيبة الإنسانية-صحيح أنها صاحبت الإنسان من البواكير الأولى وحتى الآن وعلى أساسها دار التاريخ بل خلقت الميثولوجيا التى تجعل كل إنسان صاحب سلطة كما اوضحت-ولكن لن نستطيع أن نعتبر الرأسمالية شئ قدرى ولا سبيل للتخلص منها فهذا خطأ وهذا يرجع إلى أنك مثلا وصلت لفك الشفرة وطالما أدركت السبب الموضوعى الذى شكل فكر الإنسان على مدار عهود فأنت قادر على تجاوز هذه الشهوة-مثل تفسيرنا أن الإنسان خلق آلهته لعجزه وجهله وإضطرابه فلن تسجد امامها ثانية
ملكية وسائل الإنتاج ليست فى الجين الوراثى بل مكتسبة من خضم الصراع الإنسانى البدئى


12 - أخي المحترم سامي
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 10 / 30 - 22:30 )
أنا أنظر إلى السلطة كحالة تستمد قدريتها من كونها حاجة عميقة تتطلب إشباعاً كما يؤكد ذلك لآلفرد آدلر وقد أوضحت في مقالي المعنون ب كل البشرية تؤمن بنظرية التطور لداروين بأن إستمرار الرأسمالية هو على علاقة عضوية مع إستمرار الفكر الديني
لك كل الشكر لتجاوبك

اخر الافلام

.. رئيس مؤسسة -إسلام فرنسا- غالب بن الشيخ: مصطلح الجالية الإسلا


.. شاحنة تعرض رسائل معادية للإسلام في تورونتو




.. عضو حزب الاستعادة الفرنسي: حضارتنا الأوروبية ليست مبنية على


.. توافد الحجاج لزيارة المسجد النبوي بعد إتمام مناسك الحج في مك




.. القس دوماديوس: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعاقب الراهب المص